الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مواسم الحراكات المطلبية في فلسطين
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
2023 / 7 / 3
الحركة العمالية والنقابية
نهاد أبو غوش
شهدت فلسطين المحتلة خلال السنوات الماضية سيلا متتاليا من "الحراكات" المطلبية والسياسية على السواء، وهي في الغالب حراكات نشأت على قضية واحدة أو مطلب بعينه، دون أن تحمل برنامجا طبقيا أو اجتماعيا شاملا ، ومن دون أن تطرح نفسها كنواة لحزب أو تيار سياسي أو فكري جديد بديلا للفصائل والتيارات القائمة. ومن أبرز الحراكات التي فرضت حضورها في الشارع وحظيت بدعم جماهيري ملموس "حراك المعلمين" الذي يتسع ويتعاظم ثم لا يلبث أن يخبو ويتراجع لكنه يعود من جديد في ضوء عدم استجابة الحكومة لمطالب المعلمين والوعود التي قطتها لهم الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم، وكذلك نذكر ايضا حراك نقابة المحامين الذي ينفرد بأن من يقوده هي نقابة المحامين الرسمية والتي تقودها حركة فتح التي تقود السلطة والحكومة، وحراك "الضمان الاجتماعي" الذي ضم فئات واسعة ومتنافرة من العمال وأرباب العمل والقوى السياسية التي همها الأساس مناكفة الحكومة، وكذلك حراكات خاصة بمطالب من شركات الاتصالات، وأخرى شبابية تطالب بتوفير سبل العيش الكريم مثل حراك "بدنا نعيش" في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من الحراكات السياسية والوطنية الطابع التي تشترك مع تلك المطلبية في بعض الجوانب ولكنها تتباين في الأهداف والخلفيات مثل الحراكات الداعية لإجراء الانتخابات، ورفض القمع والاعتقالات السياسية وتوفير الحريات العامة وإنهاء الانقسام. ولكننا هنا سنركز على الحراكات المطلبية دون السياسية مع أن الحقول متداخلة ومتبادلة التأثير.
خصاص مشتركة للحراكات
تتميز الحراكات المطلبية بمجموعة من الخصاص المشتركة أبرزها:
- تركيزها على مطالب محدودة دون تطرح برامج شاملة.
- عابرة للأحزاب والفصائل والتشكيلات النقابية القائمة.
- طابعها الجماهيري الغفير والمشاركة الواسعة.
- سرعة انفراطها كسرعة نشوئها، إما بسبب تحقيق مطالبها أو اكتفائها بإسماع صوتها، وأحيانا بسبب المضايقات التي تعرضت لها.
لماذا إذن تبرز الحراكات المطلبية، بينما تعجز الأطر النقابية التقليدية وذات التاريخ العريق والخبرات الواسعة في الاضطلاع بما تقوم به الحراكات؟ ولماذا يتسم أداء بعض النقابات التقليدية بالرتابة وتفتقد للحيوية التي تميز الحراكات المطلبية؟
لن نحار كثيرا في البحث عن الإجابات، فأي فحص ظاهري لواقع النقابات الفلسطينية (والاتحادات الشعبية لبعض القطاعات مثل المعلمين) سوف يعثر على عدد من المشكلات الجوهرية التي تحد من قدرة هذه النقابات على القيام بدورها، وبالتالي تترك الباب على مصراعيه أمام الحراكات المطلبية لملء الفراغ والفجوات الناشئة بين النقابات والمصالح الحيوية للناس، وفيما يلي أبرز الثغرات والفجوات:
جماهيرية النقابات واستقلاليتها
• استقلالية النقابات: الأصل في العمل النقابي أن تستمد النقابة قوتها من صدق تمثيلها لجمهورها، وبالتالي فمرجعية النقابة هي هيئتها العامة، ومؤتمرها العام هو السلطة العليا فيها. ولكن، وفي ظل غياب و/ أو اضطراب الإطار القانوني الناظم للعمل النقابي تتعدد النقابات والاتحادات النقابية التي تدعي تمثيلها لبعض القطاعات، وتتنافس فيما بينها إلى درجة إضعافها جميعا، ومردّ هذا التعدد هو وجود أطر نقابية من قبل أحزاب وكتل نقابية محسوبة عليها، وأحيانا يمكن لأرباب العمل أن يصطنعوا تشكيلات نقابية منسجمة معهم طالما أن القانون لا يمنع ذلك، فتسند هذه المهمات لموظفين يشغلون مواقع إدارية مفصلية. وهذه الطريقة في تشكيل النقابات تلجأ لها في العادة الأجهزة الأمنية في الدول غير الديمقراطية، بل إن الولايات المتحدة الأميركية شهدت في خمسينات وستينات القرن الماضي سيطرة بعض عصابات الإجرام على نقابات عمالية، وخاصة عمال النقل.
• جماهيرية النقابات: يفضّل أن تكون النقابات التي تمثل قطاعا بعينه موحدة، لأن نشوء عدد من النقابات في القطاع الواحد يؤدي إلى تفتيت قوتها وشرذمتها. ولكن ثمة مشكلة أخرى تحد من جماهيرية النقابات فتمنع انتساب موظفي أو عمال القطاع إلى النقابة التي تمثلهم، ويحصل ذلك لرغبة قيادة النقابة في إبقاء سيطرتها والفوز في كل انتخابات تجري، ولهذه الغاية تضع عقبات مصطنعة للحد من انتساب الأعضاء للنقابة مثل رفع رسوم الانتساب والعضوية، والتشدد في شروط العضوية ووضع شروط بيروقراطية معقدة مثل قسائم الرواتب وإثبات العمل (قد يرفض رب العمل إعطاءها حتى لا تستخدم ضده) أو شهادات حسن السلوك، وتزكية عدد من الأعضاء، ما يحول هذه النقابات إلى ما يشبه النادي أو الصالون المغلق.
وهكذا فلتفعيل النقابات وتنشيطها ينبغي الحرص على استقلاليتها عن أي هيمنة لأية جهة خارجها سواء كانت حزبية أو سلطوية، والحرص على وحدة النقابات وإبقاء أبوابها مشرعة أمام الراغبين في الانتساب ومن تنطبق عليهم شروط العضوية، بل إن على قيادات النقابات الحرص دائما على القيام بحملات استقطاب العاملين وجذبهم لعضوية النقابات والانخراط في نشاطاتها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. التضخم والبطالة والتهديد بترحيل المهاجرين.. كيف يمكن أن يحسم
.. #شاهد مؤيدون لفلسطين يحتجون أمام سفارة الاحتلال في واشنطن ت
.. موازنة تاريخية مؤلمة لبريطانيا.. هل تؤثر على الطبقة العاملة؟
.. تركيا.. وقفة احتجاجية تنديدا بوجود سفن تابعة لإسرائيل في مين
.. وزارة العمل تعلن عن 5548 فرصة عمل جديدة في 11 محافظة برواتب