الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتذار عن العبودية

حسن مدن

2023 / 7 / 3
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في عام 2016، وفي مزاد نظم في نيويورك، بيع بسعر 2.41 مليون دولار نص التعديل الثالث عشر في الدستورالأمريكي الذي وقعه الرئيس أبراهام لينكولن عام 1865 وبموجبه ألغى العبودية في بلاده، ومن الصعب الجزم بمدى وجاهة التفسير الذي قدّمته مؤسسة التاريخ الأمريكي والتي تملك نسختين من الوثيقة، لبيعها هذه النسخة لاستخدام المال لشراء قطع أخرى، لأن ما يخطر على البال أولاً هو كيف تتحوّل وثيقة بهذه الأهمية إلى «بزنس»، فيما المتعين أن تحفظ في مكان بارز في متحف مرموق، كونها تمثل صفحة «بيضاء» كفّرت فيها أمريكا عن واحدة من أكبر خطاياها، خطيئة العبودية.

يبقى السؤال الأهم: هل اعتذرت الولايات المتحدة عن ضحايا ماضيها «العبودي»، وهو سؤال لا تتيسر إجابة شافية عليه، إلا اذا استثنينا اقتراحاً بتقديم نوع من التعويض لأحفاد العبيد الذين كانوا جزءاً من تجارة العبيد عبر الأطلسي، عبر أشكال مختلفة من المدفوعات النقدية الفردية إلى التعويض المعتمد على الأراضي والمتعلق بالاستقلال، هي لا تزال فكرة مثيرة للجدل ولا يوجد إجماع واسع حول ما إذا كان يمكن تنفيذها.

سؤال لا ينحصر في أمريكا وحدها، وإنما يشمل بلداناً أوروبية أخرى، تورطت في العبودية، ففي بريطانيا مثلاً اعتذر رئيس أساقفة كانتربيري عن ارتباط صندوق استثمار كنيسة إنجلترا في الماضي بتجارة الرقيق، كما أظهر ذلك تحقيق بدأه مفوضو الكنيسة، وأكد أن الصندوق استثمر على مدى أكثر من 100 عام مبالغ كبيرة من المال في شركة مسؤولة عن نقل العبيد، وقال القس جاستن ويلبي إنه «آسف بشدة لوجود هذه الروابط»، مضيفاً «أن هذه التجارة البغيضة أخذت الرجال والنساء والأطفال الذين خلقهم الله وجردتهم من كرامتهم وحريتهم، وأن دعم البعض داخل الكنيسة لها واستفادتهم منها هو مصدر عار»، ليخلص إلى أنه «فقط من خلال مواجهة هذه الحقيقة المؤلمة، يمكننا اتخاذ خطوات نحو الشفاء الحقيقي والمصالحة».

في هولندا، وفي خطوة تعدّ نقلة مهمة، اعتذر ملك البلاد، رسمياً، وبمناسبة الذكرى السنوية ال150 لتحرير العبيد في المستعمرات الهولندية السابقة، عن العبودية التي مارستها بلاده خلال الحقبة الاستعمارية، وقال العاهل الهولندي: «أقف أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم. اليوم أنا أعتذر شخصياً»، وسبق لرئيس الوزراء مارك روته أن تقدّم في ديسمبر/كانون الأول الماضي باعتذار رسمي باسم الحكومة الهولندية، لكن كثيرين ناشدوا الملك الاعتذار نظراً للرمزية التي يعنيها صدور ذلك عنه، على خلفية نقاش تشهده هولندا بشأن ماضيها الاستعماري وتجارة الرقيق التي جعلت منها إحدى أغنى دول العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه