الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحاب ضاهر في عملها الجديد -أسود فاجر-

عبد الرحمن جاسم

2006 / 11 / 2
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


رحاب ضاهر، كاتبة شابة، احتلت مجموعتها القصصية "أسود فاجر" المرتبة الأولى في مبيعات دور الكتب في لبنان هذا العام، كما كان لنفس المجموعة الأثر الأبرز في تقديم صورة جديدة للأدب الأنثوي بشكلٍ عام. فظهرت صورة الكاتبة/الجميلة، كاسرةً بذلك مقولة "كوني جميلة واصمتي"، كذلك قدمت رحاب ضاهر ككاتبة (وليس كأنثى فحسب) صورة عن الأدب العربي مشرفة، ذلك الأمر أهَّلها لكي تشارك في مهرجان الكتاب العالمي (ستشارك به عما قريب في اسبانيا) حيث ستقيم هناك جلسة قراءة لقصصها الجديدة، أو لمجموعتها الجديدة.
التقيت رحاب ضاهر، في بيروت، مدينتها، أخذتني لعالمها الكبير/الصغير، وشربنا "النسكافية" التي تحبها "رحاب"، وعرفتها محاولاً أن أدخل إلى قلبها من خلال هذا الحوار المفتوح.
بداية رحاب، يحاول كل الكتّاب أن يطبعوا شخصية الكاتبة بصورة معينة، حيث اعتدنا أن نرى الكاتبة امرأة بنظارات، لا تهتم بنفسها، بينما أنتِ تقدمين صورةً مختلفة تماماً، فأنت كما يظهر لمن يراك، أنثى تتفجر أنوثة، وتقدمين نصاً/كتاباً شديد التعقيد والمنطقية، فكيف تشرحين ذلك؟
أنا هي أنا، لا أقدم نفسي بصورة لا تشبهني، إذا كنت امراة جميلة، فهذه هي أنا، وإذا كان لدي عقل، فهذه هي أنا، لماذا أخفي شكلي أو أخفي عقلي، وكما قلت أنت، فصورة "كوني جميلة واصمتي" صورة أرفضها بشكلٍ مطلق، فما هو المانع أن تكون امرأة جميلة ولديها عقلٌ متمكن؟ هل في هذا منافسةٌ لأي أحد؟ ثانياً، أنا لا أحاول ولو للحظة أن أخفي شيئاً على أحد، فحينما أكتب، أرسم على الورق ما يعتلج في داخلي من أفكار وأحلامٍ وتطلعات.
هل تعتبر "رحاب ضاهر" الكتابة المستفزة، أو لكي نكون واضحين أكثر الكتابة الأكثر جرأة، طريقاً للشهرة؟
ما يزعجني و يستنفرني الا يكون الادب جرئ وفاضح ومتسلط وعاري. ليست الجراة هي ما يستدعي التساؤل بل اسدال النقاب على المجتمع والباسه " شادور" خوفا من رؤيته بكل عيوبه هو الذي يستدعي علامات الاستفهام والتعجب ، لقد تعمدت لفت انتباه القارئ بل صدمه بالجراة فلم اصدر كتابي ليكون خجولا ومرتبكا ومتواريا عن الانظار في زواية معتمة فعلت ذلك ليعلن فجوره بكل ثقة وتحت الضوء. هل علي ان اصدر كتابا يرتدي نقابا حتى لااتهم بالجراة؟! لست ابالغ لو قلت اني لم ارتكب في كتابي ما يكفي من جرأة في كتبي القادمة سأتوخي كثيرا ان اكون اكثر جرأة، لأنني مقتنعة بأن ما كتبته –في هذا الكتاب- كان عادياً ومنطقياً للغاية.
أما بالنسبة للبحث عن الشهرة والنجومية، فهي ستأتي سواء أكتبت كتابة سميتها أنت بـ "الفاجرة" أو كتابة عادية لنقل أنها "تقية" (مثلاً)، أنا لا أبحث عن الشهرة، بطبيعة الحال، ولكن "تحصيل حاصل"، لأن أي شخص يتعاطى الشأن الثقافي والأدبي، وبالتالي الشأن العام، يكون تحت الضوء، شاء أم أبى.



المسمى "أسود فاجر"، أي العنوان بين يدينا، ما هو، حديثنا عن المجموعة القصصية؟
" اسود فاجر " مجموعة قصصية اولى لي تحتوي على 18 قصة قصيرة متنوعة بين العاطفي الاجتماعي والسخرية . اما العنوان والغلاف ايضا لااجد انهما مستفزان بل اجد انه عنوان مميز وغلاف انيق يستدرج القاري ويتسلط عليه ليعرف ماذا داخل هذا الكتاب كما اللون الاحمر تماما لون متسلط يلفت الانظار.

ما هو مفهومك للاحمر والاسود والضد في هذين اللونين . هل يظهر الحسن؟
بين اللون الاسود والاحمر علاقة تشبه " الرعشة " لاتدركها بقية الالوان فللون الاسود سطوة وللاحمر سلطة وتسلط وحين تتمازج السطوة مع التسلط ينتج الفجور بمعناه الادبي الفني فالبشر هم الالوان والحياة نفسها علبة الوان والكتابة ايضا الوان ، حين اخترت لمجموعتي القصصية عنوان " اسود فاجر " لم اكن لأتهم هذا اللون بالفجور وابرأ باقي الالوان فالفجور ليس تهمة على الاطلاق على العكس اردت تكريم اللون الاسود بهذا الفجور لانه لون يجمع تناقضات الحياة فالاسود هو لون الحداد ولون الاغراء والفتنة والفرح ايضا فبين ان ترتدي سيدة ثوبا اسودا مكشوف الصدر وتذهب به للسهرة وبين ان " تتسربل" بسواد الحداد هناك فقط دمعة او ابتسامة ، بين ان ترتدي الام ثوبا اسودا انيقا في عروس ابنها او اسودا حداد عليه زعرودة او تنهيدة وحسرة ، وكذلك هي نصوصي ايضا تتماوج وتتدرج وتتداخل ما بينا اللون الاسود ودرجات الاحمر وباقي الالوان تماما بعضها فرح والاخر دامع وضبابي غير واضح وبعضها فاجر والاخر متسلط وهنا يظهر الحسن الذي قصدته.
- وجدت نفسك اخيرا في معترك الكتابة ماهي الظروف التي
ساهمت بوجودك في هذا الوسط ؟
احب بداية ان اقول لايجد الكاتب نفسه " اخيرا " او "فجأة " في معترك الكتابة فالكتابة "سر رباني" و"موهبة شيطانية" تولد معه ولايمكن ان تكون شيئا عرضيا او متأخرا لكن ياتي التأخير من النشر في كتاب مطبوع لظروف عديدة منها ازمة النشر وازمة الاسم الجديد في عالم الكتابة .
الكتابة كانت وستبقى عالمي الذي اعيشه بكل تفاصيله واعتبر نفسي حين اذهب للعمل او للسير في الطرقات او في اختلاط مع البشر قد هربت من الحياة " الكتابة " الى العبث والوهم واشعر بتوتر وقلق الى ان اعود الى الكتاب الذي اقرأ او الشيء الذي اكتبه ، لكن اواقفك الراي حين تقول " معترك الكتابة " فحين يقرر الكاتب ان "يطوب" نفسه كاتبا يكون قد حكم على نفسه ان يصبح فردا " منبوذا " في المجتمع لان الكاتب في مجتمعاتنا شيء ليس له قيمة وغير معترف به لان الكتابة مهنة العاطلين عن العمل . بالنسبة لي كنت دائما متواجد ة في وسط الكتابة والكتّاب بحكم عملي صحفية متخصصة في الشأن الثقافي اضافة الى ان كنت اقرا منذ الصغر وكنت انشر دائما قصصي او مقالاتي في عدة صحف ومجلات وايضا عبر مواقع على الانترنت لكن اعتبر نفسي اصبحت كاتبة " شرعية " حين طبعت مجموعتي القصصية الاولى هذا العام في كتاب بعنوان " اسود فاجر ".



هل نستطيع أن نتحدث عن «مضمون أنثوي» في كتاباتك؟
ربما! إذا نظرنا إلى الأمر من منطلق عالمنا العربي وكيف يرى المرأة والذكر وعلاقتهما الملتبسة، هنا يمكننا أن نتحدث عن "مضمون أنثوي" خاص عَبِق بعطرٍ مصنَّف، ولكن إذا ما تحدثنا من الناحية الانسانية-العالمية بشكلها المطلق والأعم، لا.
الذي أعنيه، انني أنا ككاتبة أمثُّل جيلي بكامل "خطاياه" و"ملتبساته" والإناث من جيلي بشكلٍ خاص، من حيث "القيود" و"الضوابط" و"المحرمات"، لا أعرف إلا أن أكتب بلغة الـ"أنا" أي الأنثى التي في داخلي، وهي إنسانٌ عالمي بكل معنى الكلمة وأكثر مما يكونه أي رجل!
لكن في عالمنا العربي لازال كل شيء تأتي به المراة يسبب حساسية من نوع ما ونحاول ان نصنفه على أساس كونه كتابةٌ إثنيه أ و"جندرية" خاصة، ولابد من وجود اشكالية او خلاف مع الرجل، ولابد ان اكون عدوته، ومناصرةً للمراة بالنسبة لي لا احمل اي شعار من نوع حقوق المراة وخلافه؛ للحقيقة، لست كذلك اطلاقا أنا أحاول دائماً أن ألمس الإنسان بحد ذاته، مجرداً من كل تبعات المجتمع وتوجساته، بالمقابل لااجد اي ازعاج لوقيل ان كتاباتي تحمل مضمون انثوي فكتاباتي تحمل بصمتي الجينية (XX)//انثى//.

كيف تنظرين إلى استجابات النقاد والقراء لكتاباتك وكتابات أبناء جيلك؟
لن اقول لك اني لااهتم كثيرا للنقاد، لكن لااعتقد ان النقد الذي يكتب الان في الصفحات الثقافية هو نقد حقيقي و صادق وخالي من النفاق والمجاملة لمن هم اصدقاء لمسؤولي الصفحات الثقافية ومن ليس صديقاً لهم هو بالتأكيد كاتب رديء. فالمعادلة القائمة عندهم، "إن لم يكن معنا، فهو ضدنا". ليكتب النقاد عن كتابي ما ارادوا، أنا لايهمني. فمن اللحظة التي قررت فيها جمع قصصي في كتاب اصبحت ملك للعامة من نقاد وقراء. بالنسبة للقراء اعتقد ان كتابي نال الاعجاب والتقدير بديل الرسائل الاليكترونية التي تصلني يومياً.

• هل من الممكن أن يظل إسم الكاتب أو الكاتبة مقروناً بعمل واحد يتحول إلى سجن له كما حصل مع بعض الكتاب العرب والأجانب؟
ليس بالضرورة ان يكون العمل الناحج سجن للكاتب بل علامة فارقة ومميزة في تاريخه الادبي وبشكل عام لكل كاتب عمل يصل فيه لذروة ابداعه وتلك تكون كلحظة التقاء الاليكترونات الشاردة التي لاتحصل مرار وهذا لايعني ان باقي اعماله ردئية لكن تتفاوت درجة الابداع او الكمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى