الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-هذه ليست حرية تعبير..-

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2023 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


السويد ، التي تدعي أنها بلد متحضر وتتباهى باحترامها للتعددية الدينية والثقافية ، سمحت لمعتوه بحرق نسخة من القرآن الكريم وتمزيقها وتدنيسها أمام أكبر مسجد في ستوكهولم ، وفي أقدس يوم للمسلمين وهو أول أيام عيد الأضحى ، مما وضع العديد من علامات الاستفهام على دور السويد . ويشتبه في أن السويد أخذت على عاتقها إثارة الكراهية والضغائن ضد الإسلام والمسلمين ، وإشعال الفتنة والاضطراب في الشرق الأوسط.

لم ننطلق من فراغ في حكمنا ، فالسلطات السويدية كانت على علم بما سيفعله المجرم المسمى سلوان موميكا ، وهي تدرك أيضًا مدى حرمة القرآن الكريم لأكثر من ملياري مسلم في العالم وهم يدركون حرمة عيد الأضحى للمسلمين ، ولذا فهو يدرك رمزية اليوم الذي ارتكبت فيه الجريمة ، ولكن رغم كل ذلك ، فقد وفرت الحراسة الصارمة والحماية لمرتكبها ، الذي كشف عن طريقته الشنيعة في تنفيذ الجريمة ، كالركل على نسخة من القرآن الكريم ، ووضع لحم الخنزير عليها ثم حرقها ، فهو بالتأكيد مريض عقلياً ،وأن السلطات التي جندته تسعى لتحقيق أهداف بالغة الخطورة تتجاوز بكثير ما قيل عن الترويج لظاهرة الإسلاموفوبيا في السويد والغرب.
 
وقد طالب بعض الذين كانوا يجهلون الأهداف الحقيقية للأطراف وراء هذه الجريمة بمحاكمة المجرم ، وتلقينه درسًا لن ينساه أبدًا ، وردع أمثاله ، لكن هذه الدعوة لم ولن تردع المجرم أو أمثاله ، حيث يوجد الكثير منهم في العالم ، ومعظمهم من المرضى العقليين ، الذين يتأثرون بغرائز حب المال والشهرة ، ويتلاعبون بالأفكار المنحرفة والعنصرية ، فهذا يكفي للسلطات في أي دولة لتزويدهم بالشروط اللازمة لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية والشرائع السماوية ، لذلك من الضروري ردع الجهات التي تجندهم واستغلالهم لتحقيق أهدافهم وخططهم ، ومن بين هذه الأطراف هي السلطات السويد ، التي تختبئ وراء كذبة حرية التعبير ، لفرض ثقافتها ،تنشر شذوذها ، والأهم من كل هذا وذاك تحقيق أهدافها الخبيثة.
 
إن السويد لم ولن ترتدع إلا بالضغط عليها بشكل حقيقي وجدي من قبل الدول الإسلامية في العالم بوقف استيراد البضائع السويدية ، إضافة إلى سحب سفراء الدول الإسلامية من السويد ، وطرد سفراء هذا البلد من جميع العواصم الإسلامية ، وبهذا فقط تردع السويد وتحذف عبارة "حرية التعبير" من قاموسها السياسي ، فهي عبارة تثبت زيفها ، أمام كل صوت يندد بالشذوذ وأمام المشككين في الهولوكوست ومنتقدي جرائم الكيان الإسرائيلي الذي اغتصب فلسطين كلها و القدس.
 
أما الأهداف الحقيقية التي تسعى أطراف الجريمة النكراء إلى تحقيقها ، فيمكن تمييزها بسهولة من خلال هوية الجاني ، وإصرار السلطات السويدية على حماية جميع الجانحين والمصابين بأمراض عقلية الساعين إلى الشهرة والمال. هذه المرة اختارت السلطات السويدية مواطناً عراقياً مسيحياً لارتكاب الجريمة ، رغم أن المسيحيين في العراق وأماكن أخرى تبرئوا من فعله الشنيع ، لكن الجهات التي جندته كانت تعمل من خلال ذلك للعب على وتر الدين ، وضخ لهيب الكراهية والحروب الطائفية والدينية التي أشعلتها أمريكا في العراق وخارجه ، من خلال الجماعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش الذي أخمده الشعب العراقي والمسلمون والمسيحيون وباقي أتباع الشرائع الأخرى والأقليات القومية.
 
الصورة الجميلة التي رسمتها قوات الحشد الشعبي وحزب الله وفصائل المقاومة والجيشان العراقي والسوري دفاعاً عن أتباع الشرائع الأخرى كالمسيحيين واليزيديين و ... ، والتي عززت الروابط الإنسانية والوطنية بين الناس و الشعبين في العراق وسوريا لم يرضي الأطراف التي جندت «داعش». وقد فشل ذلك في إحداث شرخ بين أبناء البلد الواحد ، فعمدت هذه الأطراف الى تجنيد شخص معتوه مرتبط زوراً بالمسيحيين ، وله سجل إجرامي معروف في العراق ، لارتكاب الجريمة النكراء ، معتقدةً أنها سترتكب الجريمة النكراء، و تنجح في إثارة الغرائز الطائفية والعنصرية في العراق ، في نفوس من هم على غرار المجرم سلوان موميكا في العراق وغيره ممن يتبعون شرائع أخرى ،
 
الهدف الرئيسي الآخر من تكرار مثل هذه الجرائم في الغرب ، وخاصة السويد ، يتضح شيئًا فشيئًا ونحن نشاهد الهجوم الصهيوني على المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين. يحاول أعداء نبي الإسلام (عليه الصلاة والسلام وعلى آله) قياس رد فعل المسلمين في حال نفذ الاحتلال الإسرائيلي خطته الإجرامية لهدم المسجد الأقصى.
 
لذلك يجب أخذ رد فعل المسلمين بعين الاعتبار ، بدءًا بمقاطعة المنتجات السويدية وليس التعامل مع الشركات السويدية ، ومرورًا بتقديم شكوى على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ، من أجل الحصول على قرار يجرم كل من يحاول خلق الكراهية والبغضاء والفتنة والاضطراب في العالم ، من خلال إهانة الرموز الدينية للأمم والشعوب ، ويجب توحيد موقف المسلمين في هذا الصدد ، ليكونوا أكثر نفوذا للغرب الذي لم ولن يرضخ ، إلا إذا رأى أن مصالحه معرضة للخطر ، وبالتالي يرسل المسلمون رسالة واضحة للكيان الإسرائيلي ، مفادها أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حالة وقوع هجوم على المسجد الأقصى أو تعرض لأدنى تهديد. .

عموماً ، يتنافى حرق المصحف مع حرية التعبير والمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تكفل حماية الأديان وعدم انتهاك حرمتها.
وتنص تلك المادة على أن "لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة"، حسب "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".


*
لمتابعته على تويتر @najahmalii








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس