الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مٍدادُ قلمي في زمن الشِدّة القيسيّة!!

كريمة مكي

2023 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


و لم يتوقف حِبرُ حاملة هذا القلم عن قول الحق زمن الشِدّة التونسية، منذ تشوّه الثورة على يد مُفسديها، إلى يوم الناس هذا.
اليوم أكتب للرّئيس الصّالح المُصلح و أقول:
ثورة الياسمين العطِرة النديّة،
ثورة القلوب الناصعة النقيّة،
ثورة تونس الكرامة والحرية،

ثورتنا، يا رئيسنا، تلك المنسيّة،،، أمانة عظيمة في عنقك فلا تقهرها كما قهروها و لا تُبكيها أكثر ممّا أبكوها.
أنت أملها الوحيد الباقي فأرجوك لا تخذلها و لا تهدأ... و لا تطمئن... حتى تنصرْها.
سيدي الرئيس المخلص الأمين:
مازلت مُوقِنة بصدق إخلاصك لمبادئ ثورتنا المغدورة و لكني مازلت أراك تمضي وحيدا كما عَهدتك...و تلك الإدارة عندك في الدولة مازالت كعادتها ماضية بعدُ في ضلالها القديم!!
أيها الرّجل الرّشيد:
مهما أوتيت من قوّة و رباطة جأش فأنت تحتاج جهاز الإدارة لِتُنجز وعدك و تَفِي للنّاس بعهدك.
إن في دولتك اليوم مسؤولين غير مسؤولين مازالوا يعملون بجدّ لِيطولَ عمر الباطل و تتمدّد دولته على أرضنا الخضراء،،،
لكأنّهم لم ينتبهوا إلى أنّ قافلة الوعد الأبهى قد انطلقت بعدُ في المسير لِتقطعَ مع ظلم الظالمين و فوضى المُهرّجين و صخب الغوغاء.
أما معك، اليوم من سوط، أيها المعلّم الحكيم، لتهمزهم و بهِ، إن لزم الأمر، تجلدهم لعلّهم ينتهوا و ينضبطوا... فليسوا، والله، بغافلين كما يتظاهرون و لكنهم متغافلين خبثاء و متخاذلين أقوياء!!
من هم؟؟؟؟؟
هم معاونوك في البلاد كلّها!!
هم الذين ستشدد بهم عضدك في تشييد صرح الحق و العدل.
هم أهل إدارتك كلها و هم أعوانك و مساعدوك في الظاهر و في الحق مُعطّلوك و أنَّى لهم، بالله عليك، أن يَفهموك!!!

من لم يكتشف بعدُ سرّ ثورة الياسمين و سحرها و عبير شذاها، لن يفهم لماذا جئتَ في هذه اللّحظة بالذات ، بعد عشرية التِيهِ و الآلام و التلاعب الرّخيص بالأرض و بالبشر من طرف المتاجرين بكل شيء: باسم الله حينا و أحيانا كثيرة باسم الوطن!!
من لم يفهموا عمق ثورتنا و مداها...
من لم يقفوا على أبعادها و معناها...
من لم يترحّموا، بصدق، على موتاها...
من لم يُشفقوا على جرحاها...أنّى لهم أن يكونوا اليوم في الرحلة... معك؟!!
كيف سيحرسون القافلة في الطريق الطويل المظلم المُضني؟؟؟
كيف سيَمشون، بحماس، على خُطاها؟؟
كيف سيسعون، بإخلاص، في مسعاها؟!
كيف، كيف، كيف!!
كأنكم تسألون: و من هم هؤلاء بالظبط؟؟؟
هم، يا سيدي، كل الأعوان في إدارة الدولة التونسية: كلّ عون مهما كانت رتبته و درجة مسؤوليته.
هم، باختصار شديد، تلك الإدارة برُمّتها: هيكل الدولة و عقلها المدبّر و أياديها الطويلة في الأقاليم البعيدة.
انتبه أيّها الرئيس العنيد، إنها تبدو لهم اليوم، بيدك وحدك و يرى فيها حاسديك: قلمك و سيفك و أقوى أدواتك و لكن، انتبه -حضرة الحاكم- فإن استمرّ الحال كذا الحال فقد يكون على يديها- لا قدّر الله- هلاكك!!
ليلةَ اتخذتَ تلك الخطوة الجبّارة ذات خمس و عشرين جويلية قبل عامين، بارَكَت لك الأرض و السّماء و وحدها الإدارة لم تلتقط الإشارة!!
أعوان الإدارة نَعم أعوانك، نعم ملتزمون بقرارك، نَعم خاضعون لسلطانك و لكن إحساسهم باللحظة ليس احساسك و إيمانهم، بالثورة، ليس ايمانك!!
تراهم جميعا و قلوبهم شتّى...
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل