الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بشأن انتخابات 25 حزيرانيونيو

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

2023 / 7 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إن الأمل للشعب موجود هنا! نواصل من أجل معارضة شعبية 100٪


يُحيِّي المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني آلاف الناخبين الذين عززوا الحزب بأصواتهم، أولئك الذين خاضوا معنا المعركة في هذه الانتخابات من أجل الصعود الانتخابي للحزب الشيوعي اليوناني.
هذا و اكتملت عِبر انتخابات 25 حزيران-يونيو عملية تشكيل تناسب جديد في البرلمان و تشكيل حكومة جديدة و التي كانت قد بدأت في أيار-مايو المنصرم. سجل الحزب الشيوعي اليوناني في كلا معركتي انتخابات أيار-مايو و حزيران-يونيو زيادة ملحوظة في عدد الأصوات و في نسبته المئوية مقارنة بانتخابات عام 2019، و ذلك وسط تناسب قوى سياسي سلبي إجمالي. مسجلاً زيادة بلغت على وجه التحديد 100 ألف صوت و 2.5٪ في نسبته. و من الموصوف هو تأثر انحسار عدد أصوات الحزب الشيوعي اليوناني بنحو أقل مقارنة ببقية الأحزاب من زيادة نسبة الامتناع عن التصويت بين انتخابات أيار-مايو و حزيران-يونيو. حيث انتُخِبَ للحزب الشيوعي اليوناني 20 نائباً، محققاً بذلك زيادة 5 نواب عن عام 2019، في حين يعود الانخفاض الملحوظ في عدد نوابه مقارنة بانتخابات أيار-مايو إلى قانون حزب الجمهورية الجديدة المزِّور لصناديق اﻹقتراع والذي "يسرق" مقاعدنا البرلمانية.
إننا نحيي اﻷحياء السكنية العمالية الشعبية في أثينا، و قطاعاتها: الغربي و الجنوبي و الشمالي و دائرتي مدينة بيرياس الانتخابيتين الأولى و الثانية و دوائر غرب و شرق محافظة أتيكي و الدائرة الأولى لمدينة ثِسالونيكي و مدينة باترا و البلد بأكمله.
و بنحو خاص نحيي اﻷحياء السكنية والبلدات والقرى، التي تميزت بخوض نضالات شعبية طويلة صعبة، سياسية وطبقية و هي التي منحت أصواتها اليوم بنحو جماعي للحزب الشيوعي اليوناني، مما رفع الحزب وفق الحالة، إلى المركز الأول كما في جزيرة إيكاريِّا و في مكان آخر إلى المركز الثاني، كما هو الحال في محافظة جزيرة ساموس و بلدة أسبروبيرغوس، و في مكان آخر إلى المركز الثالث، كما هو حال محافظة أتيكي أكبر محافظات البلاد، ولكن أيضاً في جزيرة لِسفوس، حيث استعدنا المقعد البرلماني الذي فقدناه في انتخابات أيار-مايو.
إن التعزيز الانتخابي للحزب الشيوعي اليوناني هو مؤشر على صعود مكانة الحزب ضمن الطبقة العاملة والشعب بأسره. هي مكانة اكتُسبت من واقعة تصدُّر الحزب جميع الجبهات الحاسمة في الفترة السابقة، كما و خلال النضالات و التحركات العمالية البارزة و من موقفه خلال فترة الوباء و موقفه و نشاطه ضد الحرب الإمبريالية في أوكرانيا و ضد تورط اليونان في خطط الناتو. و من نشاط المطالبة و الدعم والتضامن الذي طورته منظمات الحزب وأعضاؤها و كوادرها، في ظروف الكوارث الطبيعية وتخلّي الدولة البرجوازية، و من نضالات المزارعين والعاملين لحسابهم الخاص. و من نشاط الشبيبة الشيوعية اليونانية بين الطلاب والتلاميذ، والذي تمظهرَ أيضاً - للسنة الثانية على التوالي – في احتلال فصيل "بانسبوذاستيكي" المركز الأول في انتخابات الطلاب.
و خلال كافة اللحظات الحاسمة في فترة حكم حزب الجمهورية الجديدة 2019 – 2023 تصدَّر الحزب الشيوعي اليوناني و بثبات ممارسة معارضة من زاوية المصالح الشعبية في النضالات، ولكن أيضاً في البرلمان، مُبرزاً الخيارات السياسية الطبقية للحكومة و إجماع باقي اﻷحزاب عليها. هذا هو ما حصل خلال فترة الوباء، و خلال الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، و أيضاً مع الجريمة المقترفة في تِمبي حيثُ سلَّط الضوء على مسؤولية سياسة خصخصة وتحرير النقل التي روَّجت لها جميع الحكومات مجتمعة من أجل خدمة ربحية مجموعات اﻷعمال.
كان موقف الحزب هذا هو الذي مكَّن قوى عمالية شعبية أوسع اليوم من أن تستند إلى الحزب الحزب الشيوعي اليوناني و أن تعترف بثباته و اتساقه في الكشف عن محاولة الخداع الممارسة من قبل حزب سيريزا، و ذلك على الرغم من الآراء والأفكار المختلفة التي من الطبيعي أن تمتلكها هذه القوى.
لقد تم إحقاق الحزب الشيوعي اليوناني سياسياً بشأن موقفه السياسي في الفترة 2012-2015 في مواجهة الصعود الجديد لأوهام الاشتراكية الديمقراطية التي نتجت عن التعزيز الانتخابي لسيريزا، لأن الحزب صَمَدَ و لم يُجمِع على دعم التداول الحكومي على الرغم من كل الخسائر الانتخابية التي لحقت به.
و خلال تلك الفترة استطاع الحزب الشيوعي اليوناني أن يشرح لقوى شعبية أوسع بنحو أفضل موقفه تجاه الحكومات البرجوازية، و أن يعرض رؤيته الخاصة بشأن السلطة العمالية والحكم المقابل لها، و طابعها وشروط تحقيقها، و بشأن الدور الذي سيلعبه الحزب ضمنها.
و يرجع صعود هيبة الحزب الشيوعي اليوناني أيضاً إلى تدخله الأيديولوجي السياسي حول مسائل استراتيجية للتاريخ والاقتصاد والصراع الأيديولوجي السياسي المعاصر، والدفاع عن الاشتراكية - باعتبار اﻷخيرة - النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المعاصر الواقعي والضروري، و باعتبارها المنفذ الوحيد للطبقة العاملة وشعب البلاد.
كما و يعود ذلك إلى قدرة الحزب على القيام بتنبؤات صحيحة حول مسار التطورات، و تنوير وتحذير الشعب والعمال بشأنها.
كما و يحصل الحزب على مكانة مرتفعة من تدخله الأيديولوجي الأوسع نطاقاً و المسجَّل في سلسلة من المسائل المتعلقة بالتطورات في العلوم والتكنولوجيا والتربية والصحة، و من تدخله في نقاش المسائل الاجتماعية المعاصرة ونشاطه الثري في مجال الثقافة، مما منحه إمكانية حشد قوى أوسع يتم التعبير عنها غير ذلك، عِبرَ المشاركة الجماهيرية في مهرجانات الشبيبة الشيوعية اليونانية.
إننا نعلم أن جزءاً أوسع من العمال والقوى الشعبية والشباب الملتفين حالياً حول الحزب الشيوعي اليوناني، لا يتفق معنا على كل شيء، و أنه غير مقتنع و بثبات بشأن المنفذ السياسي الذي نقترحه وبطريق تحقيقه.
ومع ذلك، فإننا نعتقد أننا نملك اليوم إمكانيات أكثر للإقناع. و أن لدينا في الفترة المقبلة المزيد من الإمكانيات من خلال تدخلنا و نقاشنا الأيديولوجي السياسي، و أيضاً من خلال نشاطنا المشترك مع آلاف من جماهير الشعب على مختلف جبهات الصراع، لحيازة التفاف أمتن حول الحزب الشيوعي اليوناني وسياساته ومواقفه و برنامجه المعالج علمياً و الذي يعد ضماناً لموقفه الكفاحي المتسق في صف المصالح الشعبية العمالية التي تصطدم مع أهداف واستراتيجية مجموعات الأعمال.
و تُظهر العناصر المذكورة أعلاه أن التصويت لصالح الحزب الشيوعي اليوناني ليس ظرفياً و لا عرضياً، بل هو متعلق بروابط كفاحية متواجدة في مواقع العمل و اﻷحياء السكنية و القرى و مع مجالات الصحة والتعليم والثقافة، هي روابط تصمد وتتوسع، و ينبغي تعزيزها وتوسيعها بنحو أكثر. هذا و لم تتوقف عملية صياغة الروابط الكفاحية حتى في فترة ما قبل الانتخابات. حيث تواجد مرشحو الحزب للبرلمان و كوادره و كوادر الشبيبة الشيوعية اليونانية و المنظمات الحزبية في اﻷمام خلال كل المعارك الحاسمة ضمن الفترة السابقة، و حتى خلال الفترة التي توسطت بين انتخابات أيار- مايو و حزيران-يونيو. و تواجدنا مع مئات العمال والكادحين في مواجهة مزادات مصادرة المنازل والمتاجر الصغيرة، و خلال التحركات ضد جرائم أرباب العمل في حوض بناء السفن ولافريو وأماكن أخرى حيث قُتل العمال، و في تحركات إدانة جريمة إزهاق حياة مئات المهاجرين واللاجئين قبالة ساحة بيلوس، و في تحركات المزارعين للدفاع عن دخلهم. و خضنا بنجاح معارك من أجل تغيير تناسب القوى في انتخابات نقابات كما في حالة نقابة شركة لاركو و في سلسلة من المستشفيات، مستفيدين من المكانة المتزايدة للشيوعيين في جبهة مجال الصحة و بوجه خاص أثناء فترة الوباء، و لكن أيضاً في مواقع أخرى.
و إجمالاًَ في إطار تناسب القوى السياسي السلبي الذي لا يزال قائماً، يجري الإعراب عن زخم صعود للتأثير الانتخابي المتواصل للحزب و الذي يشكِّل العنصر الإيجابي لهذه المعركة الانتخابية و نتيجتها. هو زخم نعتقد أنه له صدى أوسع من تعبيره الانتخابي و أنه مرتبط بمعركة تشكيل منظمات و حوامل الحركة العمالية الشعبية و إكسابها سمة جماهيرية من أجل تغييرتناسب القوى على مر السنين في عشرات انتخابات النقابات والجمعيات والاتحادات والمراكز العمالية و جمعيات المزارعين و المهنيين والتجار والعلماء والطلاب والأطباء والتربويين.
إننا نعلم أن أولئك الذين اختاروا تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني لم يتخذوا "خياراً سهلاً" ، فقد واجهوا معضلات ابتزاز و آراء مُسبقة و الدعاية المسيطرة وأوهام حكومية.
و يتواجد سلفاً نواب الحزب الشيوعي اليوناني هناك حيث وعدنا، أي في صدارة النضالات و المشاكل العمالية الشعبية إلى جانب العمال و القوى الشعبية و الشباب.
إننا نواصل بحزم. حيث من الأهمية بمكان مواصلة النقاش مع كل أولئك الذين تقربوا من الحزب الشيوعي اليوناني طوال هذه الفترة، و ذلك بمعزل عما فعلوه في هذه الانتخابات، كما و مواصلة النشاط المشترك حول المسائل التي يتم وضعها على جدول الأعمال في اليوم التالي، من أجل تطوير الصراع الشعبي و من أجل صعود الحركة العمالية الشعبية.
و في الوقت ذاته فإن تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني يمنح القوة والتفاؤل للأحزاب الشيوعية التي تناضل من أجل تغيير تناسب القوة في الصراع الطبقي في بلدانها، و لنضالات العمال التي تندلع، و كذلك، لمحاولة إعادة تنظيم الحركة الشيوعية الأممية.
إن اليوم التالي سيكون صعباً على الشعب. و اعتباراً من الغد، سيضع الحزب الشيوعي اليوناني في الممارسة التزامه بأنه سيكون على متراس المعارضة الشعبية العمالية الكفاحية 100٪. لا ينبغي على الشعب اليوناني أن يظهر أي ترقُّب، و ألا أن يمنح أي فترة سماح و خاصة نظراً لأن جزءاً كبيراً من الشرائح الشعبية كان قد صوَّت لصالح حزب الجمهورية الجديدة بقلب مُثقَل.
و اعتباراً من يوم الغد، فإن الطبقة العاملة والقوى الشعبية ستواجه جولة جديدة من الهجمة على خلفية التطورات والمعطيات الجديدة المتعلِّقة ب:
• تنفيذ متطلبات شروط المذكرة الجديدة من أجل سداد دفعات صندوق التعافي و ميثاق الاستقرار المالي.
• الانتقال نحو سياسة مالية صارمة، مما يعني بنحو جوهري قيام جولة جديدة لتدابير تقليص اﻹنفاق على السياسة الاجتماعية و فرض تدابير تقشف باسم تحقيق الفوائض الأولية، نزولاً عند مطلب الاتحاد الأوروبي بهدف تحقيق "درجة الاستثمار".
• إحتمال حدوث أزمة اقتصادية جديدة، و رسائل التحذير المتمظهرة سلفاً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين تباطؤ الاقتصاد الرأسمالي اليوناني. و هي مسائل يجري التأكيد عليها ضمن التقرير الربيعي لمفوضية الاتحاد اﻷوروبي و في توصيات بنك اليونان.
• إننا نتابع أيضاً تطورات الحرب الإمبريالية الجارية في أوكرانيا و السعي نحو توريط أكبر لليونان في جانب خطط الناتو، كما و الترتيبات السلبية المُحضَّر لها في الشؤون اليونانية التركية تحت مظلة الناتو.
و كان حزب الجمهورية الجديدة قد أعرب سلفاً عن نيته تسريع عمله المناهض للشعب، و عن الترويج لالتزامات جديدة تجاه سياسة الاتحاد الأوروبي وخطط الناتو، وهي مسألة تنطبعُ أيضاً في تشكيلة الحكومة الجديدة.
و على توجهات هذه السياسة سيُجمع بنحو جوهري و على حد السواء، حزبا سيريزا و الباسوك، كما و سواهما من قوى المعارضة المتواجدة في البرلمان اليوم.
هناك معالم جديدة مناهضة للشعب حاضرة أمامنا مباشرة:
إنها قمة الناتو حيث ستتخذ قرارات جديدة للتورط في حرب أوكرانيا، و ذلك على خلفية التطورات والمواجهة البرجوازية البينية داخل روسيا والتي اتخذت صيغة نزاع مسلح.
إنه الالتزام القائل بإقرار رزمة هامة من المطالب الأساسية المناهضة للشعب في إطار التزامات صندوق التعافي بحلول نهاية شهر آب-أغسطس، و التي يتمثل رأس حربتها في شنِّ هجمة ضريبية جديدة على الطبقة العاملة والعاملين لحسابهم الخاص.
إن الحزب الشيوعي اليوناني سيسهم و على الفور في المعركة، في شوارع النضال و البرلمان، ضد كل مشروع قانون مناهض للشعب، و ضد تصعيد التورط في تخطيطات الناتو، سيكون صوت الشعب ضد تناسب القوى هذا السياسي السلبي إجمالاً.
إن تناسب القوى لا يزال سلبياً بنحو رئيسي لأن الأحزاب التي تدعم سياسات مجموعات الأعمال، والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لا تزال متمتعة بدعم الأغلبية الكبيرة العمالية الشعبية. إن هذه الواقعة لا تعني قبول السياسة المناهضة للشعب، ولا تعني أن أولئك الذين صوتوا على سبيل المثال لصالح حزب الجمهورية الجديدة يُجمعون على برنامجه المناهض للشعب. و لا يتمثل أحد عناصر التناسب السلبي في الهبوط الانتخابي للقطب الاشتراكي الديمقراطي الذي عبَّر عنه حزبا سيريزا و الباسوك، بل في خيبة الأمل والقدرية التي يزرعها هذا الفضاء بنحو منهجي، و في الرأي القائل بعدم وجود بديل، و هو الذي قاد قوى عمالية شعبية إلى الرحيل عن هذين الحزبين و إلى دعم حزب الجمهورية الجديدة انتخابياً. و تتأكد المسؤوليات الكبيرة التي تقع على الاشتراكية الديمقراطية في كل نسختيها (سيريزا و الباسوك)، لأنها تزرع التوافقية والإجماع على الإستراتيجية المناهضة للشعب، وتضع المعوقات أمام الحركة العمالية الشعبية. هذا و تُبذل الآن محاولة لإخفاء مسؤولية هذين الحزبين الذين خدما النظام الاستغلالي من كلا موقع الحكومة و المعارضة، و ذلك عبر اختلاق خطوط فاصلة بين اليمين و الوسط و اليسار.
و إذا ما كان شيء ما قد ثَبُتَ، فهو أن كل أولئك الذين وعدوا بأنهم قادرون على تغيير الأمور لصالح الشعب مع خدمتهم أهداف مجموعات الأعمال والنظام الرأسمالي والاتحاد الأوروبي، أي دون خوض صدام و قطعٍ مع سلطة رأس المال و الاتحاد الأوروبي و الناتو، قد كذبوا على الشعب. وحده الحزب الشيوعي اليوناني يقول الحقيقة، بأن: نعم باستطاعتنا تغيير الأمور لكن ذلك يتطلب إسقاط الوضع الحالي.
إن الحضور المتزايد لفضاء اليمين المتطرف و الفاشي في البرلمان هو تطور سلبي آخر لهذه الانتخابات، ومع ذلك، ليست هذه المرة الأولى التي تسجل فيها تلك القوى نسبة مماثلة: ففي كِلا عامي 2012 و 2015 كانت هذه القوى قد سجلت نسباً تتجاوز ال10٪. و ما من داعٍ للتهاون، و ذلك لأن ما تم تأكيده مرة أخرى هو أن جذور الفاشية - النازية متواجدة في النظام نفسه وفي الدولة، و أن هذه الجذور عميقة و أن هناك العديد من المراكز والمصالح التي تدعمها، و أن الفاشية - النازية و في كل حال هي وليدة و ربيبة هذا النظام الاستغلالي العّفِن. إن من يغذي الفاشية هي سياسة الاتحاد الأوروبي الرسمية، سياسة العداء للشيوعية و نظرية الطرفين، وسياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، وسياسات قمع وضرب الحركة العمالية الشعبية.
وساهم الترويج المفرط لهذه القوى في الفترة السابقة من قبل وسائل الإعلام ومراكز النظام على أن التصويت لها هو مناهض للنظام، في اعتبار التصويت لها مناهضاً للنظام - كما حدث في عامي 2012-2015، أسهم في "نفخ" هذه القوى.
كما و أثرت في صياغة هذه النتيجة المماطلات غير المقبولة في محاكمة منظمة الفجر الذهبي، ولكن أيضاً واقعة مداعبة مختلف القوى السياسية لمسامع أتباع النازية أو تبني أجندتها السياسية.
و ثّبُت بأنه و نظراً لطابع الفاشية – النازية فإن مواجهتها الجوهرية لا تكون عبر بعض التدخلات التشريعية، والتي تفتح في الواقع طرقاً خطرة، و أن مواجهتها هي قضية الحركة العمالية الشعبية ذاتها، وفي هذا الاتجاه سوف يواصل الحزب الشيوعي اليوناني كفاحه على غرار فعله طوال الفترة السابقة.
سيراقب الحزب الشيوعي اليوناني بنحو فاعل النقاش الذي سيفتح موضوعياً أيضاً ضمن التطورات السياسية والتفاعلات التي سيمهد لها في سيريزا، وربما أيضاً في حزب الباسوك، وكذلك في قوى سياسية أخرى أصغر. ينبغي على أولئك الذين أصيبوا بخيبة أمل من حزب الباسوك في الماضي و من حزب سيريزا اليوم، أن يُقدموا على خطوة نحو الأمام. إن الرد لا يكمن في محاولة إعادة ترميم الاشتراكية الديمقراطية، ولا في الحلقة المفرغة الجديدة للأوهام و لخداع للنفس. إن الرد متواجد في سياسة الحزب الشيوعي اليوناني، على طريق الصراع الطبقي و النضالات العمالية - الشعبية المنسقة على طريق إسقاط الرأسمالية.
إن اعتقادنا الراسخ يقول بأن تناسبات القوى تتغير. و ما من شيء يبقى ساكناً. سيواجه النظام السياسي البرجوازي صعوبات في الفترة المقبلة كما حدث سابقاً. و غير ذلك، فإن المعطيات تُظهر أن مئات الآلاف رحلوا عن حزبي الجمهورية الجديدة و سيريزا منذ عام 2019 حتى اليوم، و ذلك بمعزل عما إذا كانوا قد اختاروا التصويت الاحتجاجي أو امتناعهم عن التصويت.
سيخوض الحزب الشيوعي اليوناني المعركة مع آلاف العمال والشباب الذين يتخلون عن مآزق الاشتراكية الديمقراطية والأحزاب البرجوازية الأخرى، من أجل تعزيز الأمل مرة أخرى. إننا نوجه لهؤلاء جميعاً دعوة للتعاون و للنشاط المشترك. ضد خيبة الأمل و ضد نزعة القدرية والتوافق التي يغذيها حزب سيريزا و قوى أخرى، إن الحزب الشيوعي اليوناني يُصرُّ على أن الأمل للشعب موجود هنا. إنه متواجد في طريق الصدام مع هذه السياسة و مع هذا النظام و مع توجهات الاتحاد الأوروبي والتزامات الناتو.
إن الطريق نحو التغيير متواجد في تعزيز تيار التشكيك في السياسة المهيمنة و في طابعها الطبقي و في الأحزاب والحكومات التي تخدمها و في دولة رأس المال. في تعزيز ذاك التيار الذي لا يبحث عن مُنقذين جدد في عملية التناوب الحكومي، هو التيار الذي يبحث عن حل لمشاكل اليوم من خلال النضال المنظم والمشاركة في الحركة و النشاط الجماعي و الصراع الطبقي.
هناك أمامنا معارك سياسية هامة، نميز ضمن هذه العملية معركة الانتخابات البلدية و انتخابات المقاطعات. هناك أيضاً إمكانية للتعبير في هذه المعركة عن التفاف قوي للقوى العمالية الشعبية المواكبة للحزب الشيوعي اليوناني في إطار قوائم "التجمع الشعبي" على مستوى البلاد.
إن الأمل للشعب موجود هنا.
نواصل من أجل معارضة شعبية 100٪.
المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني 26-6-2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها