الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المغرب والصحراء والجزائر 6.. (من منظور مغربي) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حول المغرب والصحراء والجزائر 6..
(من منظور مغربي)

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب




ما يقال عن الجزائر، يُؤخذ أصلا من التاريخ والوقائع المعاشة، وشهادات من أهل الدار، مدعمة بالوثائق والمخطوطات والخرائط، وكذا المراجع الموثوق فيها. المراد من ذلك، الرفع من وعي الجزائريين لتحريرهم وتخليصهم من ديماغوجية نظامهم.

لقد تم تفويت مدينة الجزائر وإقليمها من الأتراك لفرنسا، التي اتخذتها مركزا لتوسيع مجالها الاستعماري، نحو الصحراء والجيران لحوالي 132 سنة. فمع استقلالها تحت اسم "الجزائر"، تبين أن نظامها مجرد حارس، لمصالح فرنسا في شمال إفريقيا.

مع ظهور شهداء جدد ساهمتْ في ثورة الجزائر، لم تكن في الحسبان؛ منها الطيور والحيوانات والأشجار والنبات والحجر.. لذا لا يسعنا إلى أن نفهم اليوم، ارتفاع عدد الشهداء لأرقام لا يستوعبها العقل. فالجزائر لم تقدم فقط شهداء من البشر، بل قدمت كذلك شهداء من سائر الكائنات الحية والجامدة.

إن من لا تاريخ له ولا حضارة، ولا ثقافة ولا تقاليد ولا عادات، يتقمص كل ما عند جيرانه، مدعيا ذلك ملكية له. فهذا منتهى النصب والاحتيال، لبناء هوية وتاريخ وثقافة عل حساب الجيران، الذين كانوا بالأمس في خدمة ثورتهم ضد المستعمر.

بعد مرور ما يقارب خمسة قرون، تم تفويتهم من العثمانيين إلى فرنسا، التي احتلتهم قرابة قرن ونصف. وأخيرا استيقظوا من أجل استقلال مزيف. هل حقا استقلوا عن فرنسا، أم ترى استمرار الاستعمار تحت اسم الجزائر، للحفاظ على مصالح فرنسا في المنطقة.

ماذا سيتبقى لقوم، من هوية وتاريخ وثقافة، بعد أن ظل لقرون، بين احتلالين متواليين؛ عثماني وفرنسي؟ سيكون طبعا، بلا تاريخ وبلا هوية. لكن حاول هذا القوم، انتحال هوية جيرانهم مع ثقافتهم وتاريخهم، بدون خجل أو إحراج أو محاسبة الضمير.

من يحكم الجزائر اليوم؟ إنهم الفرنسيون الجزائريون، أبناء الأقدام البيضاء والحركيين. لقد استغلوا اسم الشهداء في تثبيت حكمهم العسكري. بل نفخوا في أعدادهم، لكي يكتسبوا شرعية من ذلك، من دون دليل مادي، لتأكيد الحقيقة الغائبة.

لم يرض حكام الجزائر والتابعين لهم، عن انتمائهم للوطن العربي والقارة الإفريقية. لقد تنكروا لهما أصلا، متمسكين بأصولهم الاستعمارية، رغم استقلالهم المزعوم. فالحنين إلى الماضي يؤرق أغلبيتهم في الحقيقة. لذا لم يظيفوا شيئا حديدا للبلاد.

يعاني نظام الجزائر من أزمة الانتماء، ويعيش وجودا أسطوريا، وضياعا مرضيا صعبا. لقد حاول نقل ذلك إلى شعبه، الذي أفقده إرادته وهويته، بحثا عن مشروع مجتمع جديد. لكن لم يجد بدا من اقتباس وانتحال وتقليد ما لدى الجيرانوعلى رأسهم المغرب.

كيف فقدت ثورة تحرير الجزائر، في حوالي 8 سنوات، مليونا ونصف شهيد؟ وقد كان عدد سكانها آن ذاك، أقل بكثيرمن 10 ملايين نسمة فقط؟ ربما احتسب مع شهداء البشر، شهداء من الطيور والحيوانات والأشجار والصخور والحجر كذلك.

كيف يمكن الاقتناع، بأن مقاومة الجزائر، قدمت مليونا ونصفَ شهيد بين 54 و 62؟ ربما كان البعض يقتل البعض، بتوجيه من الاستعمار؟ لا بد من العودة إلى التاريخ والوثائق والمخطوطات للتأكد من ذلك، حتى نتحرى الحقيقة.

احتلت فرنسا الجزائر 132 سنة، وظلت هذه الأخيرة فرنسية 124 سنة. ثم استفاقت مع مطالب استقلال دول الجوار المغرب وتونس، وقامت بثورة تحريرية 8 سنوات. فهل حقا استقلت أم حصلت على الاستقلال الذاتي فقط.

إن استشهاد مليون ونصف، في ثورة الجزائر من أجل الاستقلال، لا يقبله عاقل، إلا إذا تم قتْل جلهم، من طرف الحركيين الخونة التابعين لفرنسا! أو ربما تم إضافة الشجر والحجر والحيوانات والطيور إلى صفوف الشهداء !

كيف لبلد لا يملك قرار نفسه، يحاول الطعن في قرارات جيرانه، بل يتدخل فيها بكل وقاحة. فمتى كان لنظامه سلطة القرار في مصيره؟ ألم تكن فرنسا هي مصدر كل قرارات هذا البلد، الذي ظلمه أبناءه الحركيين المندسين فيه؟

علم "بوليساريو"، يتكون من علم الجزائر وعلم فلسطين. وهذا يؤكد خلفية نظام الجزائر لعداء المغرب، بتشبيهه بدون موجب حق بإسرائيل. لذلك تتمسك بهذا الكيان المصطنع، نكاية بجاره المغرب، ورغبة في إضعافه وتقسيمه.

لم نكن نسمع ب"خنشلة" الجزائر، لتراث المغرب ولثقافته وتاريخه، إلا في عهد حكومة "تبون" و"شنكريحة". إنها بداية البحث عن الهوية المفقودة، لشعب ظل لقرون عديدة، تحت نير الاستيطان العثماني والاستعمار الفرنسي.

"خنشلة" نظام الجزائر والتابعين لكل ما هو مغربي؛ من تراث وثقافة وتاريخ وغيرها، هو شيء ضروري مخطط له مسبقا، مرغوب فيه لدى هؤلاء، ما دام البلد القارة أصلا من صنع فرنسا، لا يتوفر لا على وجود ولا على هوية.

عندما يكره نظام ما التاريخ، الذي لم يمتلكه، لأنه اندثر لقرون، مع الزمن من خلال توالي الاستعمارين؛ العثماني والفرنسي، يوهم شعبه أن تراثه مغتصب من جيرانه. لذا يستحوذ على كل ما لغيره، مدعيا ملكيته بدون دليل ولا حجة، بكل جرأة ووقاحة.

إن تاريخ وثقافة الجزائر، إرث عثماني على طول قرابة 5 قرون، ثم إبداع فرنسي لحوالي قرن ونصف، ولا زالت فرنسا مهيمنة إلى حدود الآن على الجزائر. فكيف يمكن التخلص من هذا الإرث ومن هذا الإبداع بين عشية وضحاها؟ البديل انتحال ما عند الجيران ومحاولة امتلاكه.

إن غياب الرجال في ما يسمى الجزائر، جعلها تخضع للعثمانيين قرابة 5 قرون، ولفرنسا حوالي قرن ونصف، وبعد الاستقلال، تخضع للنظام الجنرالات. لذا صرح أحد حكام الجزائر رسميا، على أن البلاد تعيش أزمة رجال. وهذا له تفسير في تاريخ استعمارها.

لماذا يلح المغاربة على إعادة العلاقة مع الجزائريين، رغم كون حكام الجزائر والتابعين لهم، لا يرغبون في ذلك؟ فالأشقاء الجيران لا يحملون لهم حقدا في قلوبهم، لأن في الحقيقة: "كل إناء بما فيه ينضح". هذه حقيقة نظام الجزائر لا ينكرها أحد.

"كوليش COLUCHE" الساخر والكوميدي الفرنسي المشهور قال: "انفصلت فرنسا عن الجزائر سنة 1962. ومن الواضح، أن فرنسا حصلت على حضانة الأطفال !" هذا يعني أن أبناء فرنسا لا زالوا يحكمون الجزائر إلى اليوم.

إن التسابق بين المغرب والجزائر، في السياسة والاقتصاد، وفي الدبلوماسية والرياضة، هو غير متكافئ بتاتا. فالعبرة في النتائج أمام العالم. فلا أحد يستطيع أن ينكر الفرق الشاسع بينهما. فلا يتساوى أبدا البناء الصالح مع الهدم الطالح..

يظهر أن الجزائريين، لم يقبلوا بالاستقلال أو ما يشبهه. لأنهم تعودوا على الاستيطان الأجنبي لمدة 132 سنة. لقد حاولوا الاستفادة منه دون جدوى، لكن يبدو أنهم ندموا على ذلك، بتشبثهم بأذناب الاستعمار والرضا به.

الدول الاستعمارية السابقة، لم تمنح الاستقلال التام للدول المستعمَرة. لقد كان يطلق عليه الاستقلال الشكلي، لأن هذه الدول ظلت تابعة لها في الجوهر. فهي تحتاج إلى نضال مستمر لأجيال، للتخلص من هذا الخضوع المفروض.

لقد توظف بعض الدول المشاكل الخارجية، أو تعمل على خلقها بالفعل، للتغطية على المشاكل الداخلية والتنفيس عنها، عندما تعجز عن إيجاد الحلول الملائمة لها في الواقع. لكنها تعمق الأزمة الداخلية أكثر فأكثر من حلها.

من قراصنة الأتراك، إلى الحكم العثماني والاستعمار الفرنسي، الذي وسع البلاد إلى ما هو عليه اليوم. تسلمت الجزائر البلاد القارة بعد استقلالها، على حساب الحدود الموروثة عن الاستعمار لجيرانها، دون اعتبار للحدود الحق لهذه البلدان.

رغم منح فرنسا الاستقلال للجزائر، فإنها لا زالت تحتفظ بها كمقاطعة تابعة لها. لأنها قضت بها 132 سنة، وحولتها إلى قارة على حساب الجيران، متمسكة بشرعية الحدود الموروثة عن الاستعمار، للدفاع عن مصالحه.

لقد عاش الجزائريون خنوعا تحت الحكم العثماني لأكثر من 4 قرون، وكذا عاشوا خضوعا لفرنسا لقرابة قرن ونصف. فكيف نريد من هؤلاء أن يكونوا رجالا؟ فكل شيء عندهم مبني على الوهم والنفاق والكذب.

إذا كان أحد حكام الجزائر يقول بالأمس: إن بلاده تعيش أزمة رجال، فاليوم فوق ذلك، تعيش في الحقيقة أزمة ضمير وأخلاق، وأزمة إرادة وإنسان كذلك. فمتى يستفيق الوعي بالتحرر في ضمائر هؤلاء الحكام ومواليهم؟

حفيد منديلا، شوه سمعة وتاريخ جده، بكلمة نابية بحق المغرب، التي ألقاها تحت الطلب، في افتتاح "الشان" 2023 بالجزائر، تلبية لرغبة حكام المرادية، بمقابل صفقة "بترو دولار" مهمة نكاية بجاره الغربي المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة