الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنوب دنى غالي

حكمة اقبال

2023 / 7 / 4
الادب والفن


عزيزتي دنى

قرأت وبمتعة كبيرة جداً كتابك الأخير (جنوب) الذي كان بقسمين (خطوات، رواية في جزأين) و (مانفيستو الحجرة، رواية في سرديات). مصادر هذه المتعة كثيرة تشمل الصورة واللغة والذاكرة وتداخل الحوارات واختيار المكان والزمان والقدرة الجميلة على التوصيف وغير ذلك.
- لديك قدرة عالية لخلق صور جميلة ودقيقة لأشياء أو احداث تصل الى القارئ بوضوح وبعمق، مثلاً: " أحس ً بالمفكرة جسداً، عامله كأنثى ممتلئة، حتى شريطها الساتان ذو اللون البني، الفاصل بين الصفحات"، "ضحكتها من دون غنج، ولكن صوتها كان يثيره"
- لديك ياعزيزتي استخدام رائع للذاكرة، المدينة والزمان، البصرة حاضرة باستمرار، وهذا ما يفرحني حقاً، "شوقه لتناول الصبور لا يوصف، الخلطة تنطوي على سر". مرة قالت العزيزة ام لنا "طالب يعد الخلطة بنفسه باهتمام".
- قدرتكِ ياعزيزتي على توصيف الأحداث وأماكنها وشخوصها، منحتني متعة كبيرة لدقة الوصف وتفاصيله مثل وصفكِ الانتظار لتفتيش الجوازات في فرانكفورت، ووصف الوضع في المستشفى، وكذلك الحديث عن موقف عائلة وائل من ثورة تموز ممتع وجديد، وحديث التلفونات بين وائل وبان.
- في السرديات سألت كثيراً: يا دنى، من أين لكِ كل هذه التفاصيل؟ وهي واقعية تماماً. امتدح قدرتكِ على ذلك الرصد لتفاصيل صغيرة ولكنها مهمة لتوصلينا الى المشاهدة الفعلية للحدث. "تنزلق كل ِأصابع قدميها خارج نعليها بفعل التراب والعرق" و حركة الضيوف في المنزل "يحرص على النهوض قبل استيقاظ العائلة باكرا ليشغل المرحاض. يكون َ قد ثنى الشرشف وأوكأ الفراش إلى الأريكة" و "يكون دورها ثانية بالصعود إلى السطح وتوجيه اللاقط الهوائي القديم".
- من خلال السرد ترد جمل كثيراً جميلة المعنى توصل الفكرة بعمق ومنحتني متعة اضافية لمتابعة القراءة مثل "مدينة خَلَت من برود الفجر" و "إن الطيبة لم تكن لها طوابق. تمتد مثل الثيل" و "عبأت في جيوبها من الشمس الحارقة ما يكفي لتقذف الثوب في الحال".
- استمتعت كثيراً عند قرائتي السرديات لأنها تتحدث عن مكان وزمان أعرفهما، وتعيد لي استذكارات من حياتي الشخصية في البصرة والدنمارك، مثل وصف عبّارة ابن ماجد وابن فضل، وقد نسيتُ الأسمين تماماً، وطابور التلفون، ووصف المدرسة والصف وكل ما ورد في (مانفيستو الحجرة).
- رصدكِ للحياة اليومية في كوبنهاكن عميق، ونجحتِ في نقلها لنا بسلاسة، مثل: الحلاقة الفيتنامية والحوار معها وحديث الصالون عن الحرب وفيتنام وميكائيل الجندي في افغانستان، وكانت التفاته ذكية ومفيدة منكِ لموضوع التنمية المستدامة.
- ما اجمل ان تربطي اكثر من فكرة في جمل متقاربة، مكتب العمل وكورس السيراميك وحرب العصابات هناك والصحف هنا والصائغ في النوربرو.
- في (بعيداً عن المنبت) اسجل اعجابي لإثارتك هذا الموضوع "الكراسي المخصصة للضيوف المسنين من القادة وأعضاء المحلية في المقدمة، اللافتات المخطوطة، اللبلبي وشرائح الليمون والمنفضات . . . . أين ذهب كل تاريخ السجون والدم والتشرد والملاحقة والتضحيات والتخفي؟ استحت من عذاب أمهاتهم. استحت من أخطائهم وفوضاهم ومصائرهم. لا تملك غير أن تستحي من كل ذلك."
- لدبك ايضاً قدرة توصيف الحالة النفسية من خلال سرد الحالة الجسدية مثل "نضب ً اللعاب الذي كانا يلعقانه معاً، كفت عن توسلها أن يظل في داخلها ّ لفترة أطول لتنصت إلى ارتدادات النشوة في جسديهما. حلّت رغبة فورية ّ بالابتعاد حال انتهائهما من ممارسة الحب".

أخيراً، طعش تالاف شكر وامتنان لأنكِ منحتيني وقت ممتع للقراءة، ونسختني التي وصلتني هدية من بغداد تنتظر توقيعكِ عليها، وبانتظار الجزء الثاني من (خطوات) مع خالص المودة والاعتزاز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي