الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنين لك الله وأبطال المقاومة والخزي والعار للأنظمة العربية

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قام جيش دولة الاحتلال بشن أكبر عملية عسكرية منذ عشرين عاما على مدينة ومخيم جنين يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين شاركت فيها الطائرات المسيرة وما يزيد عن 1500 جندي و200 عربة مصفحة وجرافة وناقلة جنود، واستشهد خلالها اثنا عشر فلسطينيا بينهم 4 أطفال، وأصيب ما يزيد عن 100 بجراح بينهم 20 في حالة خطرة، واعتقل 120، وتم تدمير شبكات المياه والكهرباء والبنية التحتية للمخيم والعديد من المنازل والسيارات، وتهجير نحو 3000 من سكانه.
إن أكثر ما يقلق إسرائيل هو أن المقاومة في جنين ومخيمها، وفي نابلس والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى مرشحة للتصاعد بطريقة تؤدي لتشكيل حالة مسلّحة في الضفة الغربية مشابهة لغزة يصعب احتواؤها والسيطرة عليها، وتعزز وجود حماس والجهاد الإسلامي، وخاصة كتائب جنين، وعرين الأسود، وغيرهما من المجموعات غير الحركية التي ترعب دولة الاحتلال لكونها الأصعب في التتبع والاكتشاف والتنبؤ بمخططاتها وعملياتها ضدها.
ولهذا أعلنت أن اهداف عدوانها على جنين ومخيمها تتمحور حول التصدي لأبطال المقاومة وتحييدهم، وتفكيك تنظيماتهم، وتدمير معامل المتفجرات، ومصادرة الأسلحة، ومعاقبة الحاضنة الشعبية التي تدعمهم وتبارك أعمالهم البطولية المتصاعدة؛ وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية ان العملية قد حققت أهدافها وان الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من جنين ومخيمها في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 4/ 7/ 2023، أي بعد 48 ساعة على بدء العدوان.
فهل نجح هذا العدوان في تحقيق أهدافه كما زعم نتنياهو وغيره من المسؤولين الصهاينة؟ الدلائل تشير إلى خيبة أمل الصهاينة وفشلهم في تحقيق أهدافهم المزعومة، فشباب المقاومة الذين حاولت دولة الاحتلال تصفيتهم وطردهم، واجهوها ببسالة، وصمدوا وما زالوا متواجدين في المنطقة ويتلقون الدعم العسكري من المقاومين في جميع أنحاء الضفة الغربية، ومن فلسطينيي المناطق المختلفة الذين هبوا لنصرتهم وتزويد سكان مخيم جنين ببعض ما يحتاجون إليه من مساعدات غذائية وطبية، وغدا سيظهرون في جنين ومخيمها ليثبتوا فشل دولة الاحتلال في القضاء عليهم.
هذا الاعتداء هو في حقيقته جريمة حرب ويتماشى مع سياسة دولة الاحتلال في اضطهادها للشعب الفلسطيني واستمرار احتلالها لأراضيه في ظل تخاذل عربي مخز، وصمت دولي مريب؛ الدول العربية والمنظمات الإسلامية اكتفت بإصدار ببيانات التنديد والاستنكار الباهتة الخجولة، وجامعة الدول العربية عقدت اجتماعا طارئا في القاهرة، وأصدرت بيانا لا قيمة له قالت فيه" إن ما يجري في جنين يقلص فرص إحياء عملية السلام ويعيق الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة والتسوية." فعن أي هدوء وتسوية يتكلم هؤلاء بعد كل ما ارتكبه الصهاينة من جرائم بحق الشعب الفلسطيني؟ ودول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أصدرت بيانات أعربت فيها عن دعمها للاعتداءات الصهيونية بالقول " ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن مواطنيها " وتجاهلت حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ومواجهة الاحتلال.
وعلى النقيض من الموقف الرسمي العربي فإن الشعوب العربية تقف بقوة إلى جانب الفلسطينيين وتدعم حقهم في مقاومة الاحتلال؛ ففي اليمن ومخيمات لبنان تظاهر الآلاف دعما للفلسطينيين، وفي إحدى دول التطبيع تظاهر مئات المواطنين أمام السفارة الإسرائيلية، لكن قوات الأمن طوقتهم بكثافة لمنعهم من اقتحام السفارة ولحماية الدبلوماسيين الإسرائيليين والعاملين فيها.
الشعب الفلسطيني الذي يتصدى لدولة الاحتلال في جنين ومخيمها، وفي نابلس والقدس والمدن والقرى الفلسطينية يدافع عن شرف وكرامة هذه الأمة؛ جنين أفشلت هذا العدوان وخرجت منتصرة؛ والمقاومة ستقوى بانضمام آلاف الشباب الرافضين للهزيمة والاستسلام إليها، والشعوب العربية الرافضة للهزيمة ستنتفض يوما ضد حكام الخيانة والتطبيع الذين تنازلوا عن حق أمتنا في دحر الاحتلال وتحرير فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح