الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المسرح في السويد

عصمان فارس

2023 / 7 / 5
الادب والفن


ثقافة المسرح في السويد
ليبرالية وديمقراطية تعتمد علي التراث وعلي التخطيط الناجح والتجديد.والتطور. معظم المسرحيات التي تعرض تتضح فيها سمات واضحة وهي محاولة إضفاء فكر وأبعاد جديدة علي العروض الكلاسيكية والتقليدية، ولا
يبدو في ذلك أي جهد من ناحية طريقة تقديم العرض المسرحي وأسلوب
الإخراج اذ يتم ذلك من خلال تعديل النص نفسه. وظهرت تجارب في تقديم
العروض المسرحية للمشاهدين في الحدائق الجميلة والمهمة في ستوكهولم
وتوفير كل مستلزمات المسرح المهمة ووسائل الراحة والامان حتى لو كان

محاولة إضفاء فكر وأبعاد جديدة علي العروض الكلاسيكية والتقليدية، ولا
يبدو في ذلك أي جهد من ناحية طريقة تقديم العرض المسرحي وأسلوب
الإخراج اذ يتم ذلك من خلال تعديل النص نفسه. وظهرت تجارب في تقديم
العروض المسرحية للمشاهدين في الحدائق الجميلة والمهمة في ستوكهولم
وتوفير كل مستلزمات المسرح المهمة ووسائل الراحة والامان حتى لو كان
الطقس ممطرا، وتقديم نوع من الفودفيل بعد انتشار موجة تقديم الأعمال
الكلاسيكية القديمة الكوميدية والتراجيدية بأسلوب يتلائم مع المشاهد
المعاصر. يبنى العرض المسرحي بالاعتماد علي التلاعب بالألفاظ
والموسيقي والرقص والحرآة المبنية علي أسلوب الإيقاع السريع، ومن هذه
التجارب مسرحية ليستراتا للكاتب اليوناني ارستوفانيس وتمثيل الممثلة
الكبيرة كيم أندرزون أدت دور ليستراتا واخراج جوديت هولاندر وتمثيل
نخبة من نجوم مسرح مدينة ستوكهولم . بعد الفين سنة تعود بنا مسرحية
ليستراتا إلي الضحك وان كان السرور فيها ممزوجا بقليل من المرارة
وفي بداية المشهد الاول من المسرحية تدخل كيم اندرسون الي حديقة
المسرح وهي تقود سيارة عسكرية وتفاجأ الجمهور الكبير. بنيت ثيمة
المسرحية علي فكرة رائعة وفكاهية ليستراتا امرأة من اثينا تعمد إلي إيقاف
الحرب بالاتفاق مع كل نساء الدول المتحاربة عن الامتناع من الاختلاط
الجنسي بأزواجهن حتي يكف الرجال عن غيهم ويدعون الي الهدنة، فكرة في
غاية البساطة والروعة. ومصير قسم وثورة النساء مرتبط باللذة آما تتمثل
في تلهف الرجال إلي إقناع واسترجاع زوجاتهم المضربات، باستخدام الحيل
الصغيرة والمؤثرة والتي استخدمتها الضعيفات من عضوات هذه الرابطة
اللاتي أردن الفرار من التضامن مع ليستراتا من خلال تزمتها وتعسفها
للرجل وتناول المؤلف ارستوفانيس هذه الحيل في سلاسة رائعة ومتعة بالغة،
وتتعاقب المشاهد في مرح لا ينقطع والقسم و اداء اليمين لدي الثائرات من
النساء وهن مجبرات في أسىأسي وحزن وهن في آامل الاشتياق إلي أزواجهن
والعكس آذلك من الرجال وتجلي ذلك بوضوح ذلك في مشهد العسكري وهو
يرضع الطفل وزوجته اضربن عن اللقاء معه الرجل يصرخ والمرأة تصرخ
وتقفز والاثنان في اشتياق كامل إلى فراش الزوجية
والصراع في المسرحية يكاد يدعو إلي الشفقة بين فرقة الرجال من الجنود
والذين يحملون الحطب الي الاآكروبولس أملا في ان يستدرجوا النساء
ويتراجعن عن الاتفاق مع ليستراتا ومجموعة النساء اللاتي يحملن الدلاء
والمواد الاطفائية الحديثة لاطفاء لهيب الرجال، وآذلك مشهد هزيمة الحاآم
العسكري الاثيني والتعاسة الكوميدية والتي يشقي بها سبنياس حين حاول أن
يسترد زوجته وهي تنزل به من العذاب، وهو يصرخ وفقد طاقته علي
الصبر والاحتمال، وما يلي ذلك من مشاهد الشقاء المضحك والذي يصيب
الرسول (الاسبرطي) آلكل هذه المشاهد الجريئة والرائعة والممتعة
تعتبر هذه المسرحية الملهاة رائعة ورافضة للحرب ولزرع بذور السلام .
وفي الختام يتفق الجميع علي توقيع اتفـاقية ســـلام بين الحرب الطاحنة ما
بين قادة اسبرطة وقادة أثينا ويتم التوقيع تحت سيقان دمية كبيرة لأمرأة عارية
يعتبر ارستوفانيس وهو كاتب ملهاة يوناني رافضا وناقدا للحرب بطريقة
ساخرة، يبدو انه من البديهي إن الكوميديا المرحة يجب أن تشحن الجو
بالراحة، إلا إن صنع الإحساس بالراحة هنا ليس بالأمر السهل, وعلينا أن
نصنع مصدرا ايجابيا مفهوما للجميع, وان نحرض علي إقناعه وطبيعة آماله
ونهايته، فهذه الكوميديا تحوي الهارمونية التي تحرك وتشد المتفرج, دعت
المخرجة جوديت هولاندر إلىالاحتفال مع هذه الكوميديا المرحة وخلقت
نهاية سعيدة، وحافظ الأبطال على السعادة رغم أجواء الحــرب والوجود
الدائم للموت، لكن الكوميديا التي خلقتها النساء تحت قيادة (ليستراتا) كيم
أندرزون جعلت من الجنرالات المجانين والمهوسين بالحروب وإهانة تجار
الحروب, وثورة النساء ضد ملاقاة الرجال والسخرية منهم. أما التشكيل
الهنــدسي للمسرح والســلام وحرآة الممثلين وحركتهم من الاعلى والأسفل وبمـــرونةعالية، جعلت من المسرح المليء بالشعارات والممنوعات مثل ممنوع الحريق، ممنوع الوقوف، ممنوع التصوير، وممنوع المرور, وممنوع استعمال التلفون والهاتف النقال , وكل هذه الرموز والدلالات لقوانين الممنوعات في زمن الحرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا