الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 9

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 7 / 5
الادب والفن


لقد دارت خمرة التيه في رأسي حتى لم أعد أعرف ماذا أقرأ... أو كيف أفكر... أني في قاع المتاهة أبحث عن مخرج أما أن يقتلني وأنهي تاريخ كتبه أخرون لي دون إرادتي ... أو أمسك القلم بيدي لأدون حالي في عصر الحرية والثورة الكبرى...
حدثته بكل ثقة ... أيها العتيق عندما تبني جزيرة أحلامك وسط محيط بعيد هائج لا يدنو منه أحد ... هل فكرت أن الرحلة لها بلا ثمن ؟.. أو أنها تنتهي كما تنتهي حكايات الشطار لضحكة أو ربما بلحظة أسترخاء.. لا لن أغفر لك ولن ـعود إليك... فقد كسرت كل مراكبي ومزقت أشرعتها وبعت الصواري لأهل النار حتى لا أحلم مرة أخرى بمحاولة جديدة...
أفهم يا عتيق أنا لست ملاكك ولا ملكتك.. أنا أمرأه تبحث عن حرية في حدودها المشروعة .. وهذا حقي وأنت من شرعت بها... فلماذا تسليني حريتي في جزيرة مهجورة...
تعال هنا إلى الشاطئ وأمام نبني قصرا منيفا ونرى البحر من نوافذه.. لا حاجة لنا اليوم بالهروب... يكفي أننا قضينا العمر من رحلة ضياع إلى مسيرة تيع إلى سفر ضياع... لم يعد هناك أسوار... ولم يعد للسجن أبواب مغلقة...
تعال قبلني أمام الناس فأنا وأنت من نجوم السماء كلها ترانا وكلها تعرف أن الوصول إلينا من المحال...
نعم هذا كل ما أريد لكن ينقصني مفتاح أخير حتى أصل إليك سعيا... كثرت الأقفال والمعثرات في دربي من حيث أعلم.. كل الذي جرى أعرف أنه طبيعي.. وطبيعي جدا لولا أنك فسرت المحاولة خيبة، الخيبة تكون عندما نفشل ونحن في أفضل حال ممكن... رحلة البحر إلى الجزيرة لم تكن هينة عليك ولا هي متاحة لي بسهولة... أنت وصلت بمركب وشراع، أما أنا فقد قطعت البحر سباحة وحولي أسماك القرش والحيتان المفترسة وأمواج البحر العاتية... فوصلت وأنا في أخر رمق من البقاء..
لست مبررا ولا معتذرا ولكن كان عقلي يعيش لحظة الأرتباك وأنا أرى سيدة من الملائكة تحط بقربي وتقول لي هيت لك... أتعرفين معنى أن تكون محاط بالأغراء والدهشة والإثارة والخوف رابعهما..
لا تقولي ظالم ولا تتهمي قلبي بالجن .. انا مقاتل فقد في لحظة شرف سيفه ونزال حلبة الصراع مكشوفا بلا وسيلة غير يدي ولساني وها أنا أعترف لك أني مذنب أمام عدالة قلبك وأنت حرة في إيقاع العقاب..
المهم أن تعرفي أن هذا المسكين الذي سقط في أمتحان القبول لديك ما زال مصرا أن يطلب المحاولة مرة أخرى.. وأخرى... لا لن أهزم ولن أترك ميدان النزال وعمري ثمن رهاني... فهل قبلت.
أعرف أن كل حروف الكون وجميع لغاته وما كتب الأولون والأخرون من فصائد حب أو روايات وقصص وحكايات ... وما همسوا به لأحبابهم سرا وعلنا لن تداوي جرحك... نعم أنا أقر أن نزيف القلب لا ينقطع بكلام، ولا يلتئم جروح الروح إلا بروح مثلها... إذا خذي روحي وأحرقيها وذري الرماد المتبقي منها على جرح روحك... هذا علاج قديم لا يعرفه إلا الراسخون في الحب...
هات يدك لأسلمك روحي وأنا أسعد الوجود بالنار التي ستحرقني "فدا عينيك يا ليلى"..... فالليل يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى.... الحب لا تحلو نسائمه ... إلا إذا غنى الهوى ....... ليلى.
الحروف الخجولة
تموت بين أصابعي كلما تولد
أدرك أن ذلك محزن جدا
أن أشيعها للفناء بلا أثر
أو أرميها في بحر النسيان
ما ينقصها شيء
إلا الهواء والنور وقليلا من أمل
إنها مثل الطيور الحرة
تولد في البراري
أو فوق رؤوس الأشجار
ترفض السجن داخل الأقفاص الذهبية.
حتى لو كتبت بالذهب
حروفي وحشية
عصية على الترويض
تهاجر بحثا عن منفى بعيد
كلما ضاق بها المكان.......
حروفي لا تشبهني
أما أنا
فقد أدمنت البقاء
أدمنت الصبر
وإحراز المزيد من جوائز الخيبات
حتى صرت مثلا
وزعيما للخائبين......
وأنا أقرأ ما تركه عتيق لي من كلام أثار في داخلي رغبة الأنتقام من كل الأسباب التي تفرق بين القلوب، الله الذي أعرفه من قبل جيدا وزادني عتيق قربا منه بعد أن أراني أشياء كثيره منه، لا يمكنه أن يكون قاسيا لهذا الحد معي ومعه...
أنهم عصابة الثعلب وأبناءه من الأفاعي السامة وجمهرة الذئاب السائبة والكثير من ذوي العقول الفارغة... لكن لا بأس عتيقي دع روحك تعيش معي وروحي في روحك روح، ولنبقى فمرا منيرا وشمسا وهاجة... أشتقت إليك حبيبي.
من غير الممكن أن تنظر لدموع رجل يبكي أمام عينيك وهو يعاني من ألم الهزيمة دون أن تمد يدك لتربت على قلبه... كلمة حبيبي تزرع في روحه ألف غابة من ياسمين ألبض رويتها بدموع عيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي