الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتاب المضاد _ المخطوط الكامل

حسين عجيب

2023 / 7 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لا أنت ولا أنا...
لا أحد يعرف حدود جهله .
....
بعض مشكلات النظرية الجديدة ....
( غياب المصادر ، والمراجع والمصطلحات ، مثلا )

هذا الكتاب مضاد بطبيعته ، بمعنى أنه يتمحور حول النواقص والعيوب أولا . وبالدرجة الثانية من الاهتمام يكون الموقف الطبيعي ، حيث يأتي الاعتراف بالجوانب الإيجابية للفكرة ، أو للموضوع ، وتقديمها أيضا .
أهم مشكلات النظرية الجديدة المراجع ، والمعنى ، وبقية المشكلات التقليدية والمشتركة بين النظريات المختلفة ، القديمة أو الجديدة خاصة .
....
مشكلة المعنى ، مع انها تتصل بمشكلة المراجع مباشرة ، ولكن تختلف عنها بالجوهر وليس بالتفاصيل فقط .
لهذا السبب سوف أناقش مشكلة المعنى أولا ، وبشكل منفصل عن مشكلة المراجع أو سبب غياب المراجع في النظرية الجديدة .
....
ما هو المعنى ؟
ماذا تعني كلمة المعنى ؟
في العربية يوجد اتفاق حول جملة " بيت القصيد " ، بؤرة المعنى ، حيث لا خلاف بين اللغوين وغيرهم من العلماء والفلاسفة والكتاب .
( أشعر بالحرج ، شخصيا لا أعتقد بوجود علماء وفلاسفة في العربية ، خلال ألف سنة السابقة ، أو بعد ابن خلدون بدقة ووضوح .
لكن الموقف بهذه الصورة دوغمائي ، مضلل ، وغير منصف أو لا يعبر حتى عن موقفي الحقيقي ، والمتكامل .
كأمثلة ، أعتبر أن جورج طرابيشي مفكر حقيقي ، ومثله وأدونيس ، وصادق جلال العظم ، وغيرهم كثر ... من الكتاب السوريين فقط .
بالنسبة لي نجيب محفوظ كمثال ، ليس أقل أهمية من سارتر أو ديستوفسكي أو شكسبير أو غوته ، وغيرهم من أعلام الثقافات العالمية الكبرى .
كيف أخرج من هذه الورطة إذن ؟!
بصراحة لا أعرف ، من جهة أنا أعتقد بثقة ( تقارب اليقين ) أن الثقافة العربية خلال ثلاثمئة سنة السابقة لم تقدم فكرة جديدة واحدة للمعرفة ، في العلم أو الفلسفة . ولكن بالمقابل ، أم كلثوم كمثال ختامي أو فيروز ، أيقونتا الغناء العربي ، لا يمكن أن يوجد اعلى من المستوى الذي حققتاه بالفعل ) .
....
تكملة المناقشة عبر ملحق خاص ، آخر الكتاب .
وهذا مثال على طبيعة هذا الكتاب ، المختلفة ، حيث أن الأفكار الجديدة ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح _ أو التفكير بصوت مسموع _ وسوف أحاول قدر استطاعتي أن يكون هذا الكتاب ( المخطوط الخامس ) أوضح من المخطوطات السابقة .
تركت الخيار للقارئ _ة ، أن يكمل هذه المناقشة ثم يعود إلى قراءة بقية فصول الكتاب ، أو يؤجل ، كما فعلت بصفتي القارئ _ة الأول للكتاب .
....
....
مقدمة عامة

الثقافة العالمية الحالية ، تسلم بأن خط الحياة هو نفسه خط الزمن ، أو سهم الزمن ، وينطبق عليه .
وهذا الموقف ، الفكرة ، يتناقض مع المنطق والتجربة كما أعتقد ، والدليل على ذلك _ منطقيا وتجريبيا معا _ الظواهر الستة أو العشرة .
بالواقع ، الثقافة العالمية السائدة لا تسلم فقط بالفكرة ( سهم الزمن والحياة واحد ، أيضا تعتبرهما واحدا بالممارسة ، ولكن بدون إعلان صريح ومباشر ، والاكتفاء بموقف التقية المناقض لشفافية العلم ) بل تعتبرها الحقيقية العلمية والموضوعية ، وتبعدها خارج كل نقاش أو تفكير جدي .
....
المسافة بين الولادة والموت قد تكون نقطة ، أو نوعا من المسافة أو الخط ، أو شكلا آخر يختلف عن تصوراتنا الحالية بالكامل .
( هذا السؤال جديد ، ليس على الثقافة العربية فقط على حد علمي ، ربما يحرض بعض العقول المنفتحة والمرنة _ الشابة خاصة _ على التفكير من خارج الصندوق والمساهمة في محاولة فهم الواقع الحقيقي كما هو عليه ) .
....
نحن نعرف جميعا ، مع قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، أن الحياة تتغير من الولادة إلى الموت ، مع التقدم بالعمر .
لكن _ على حد علمي _ لم يتوقف أحد لدراسة حركة الحياة :
طبيعتها ، وانواعها ، واتجاهها بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) .
وهكذا نشأت فرضية سهم الزمن ، صارت مسلمة موروثة ومشتركة ، التي صاغها نيوتن : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
....
قبل معالجة العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن توجد مشكلة الزمن ؟
المشكلة أولا في تحديد طبيعة الزمن أو الوقت ، وهل هي ( هما ) فكرة عقلية فقط أم أن للزمن خاصة وجوده الموضوعي ، المنفصل ، والمستقل عن الثقافة والانسان ؟!
لا أمل بحل هذه المسألة خلال هذا القرن .
وهنا المفارقة والمغالطة ، التي تقوم عليها ( مواقف ) اينشتاين من الزمن أو الوقت ، وخاصة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
ويكمل من بعده ستيفن هوكينغ ، بنفس درجة التخبط والتناقض الصريح أحيانا من خلال سؤاله الشهير :
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟!
....
لماذا لا نتذكر يوم الغد ؟
سوف ينزعج طفل _ة بعد العاشرة وفوق متوسط الذكاء ، من هذا السؤال الذي يهين ذكاؤه بالفعل .
يوم الغد لم يصل بعد .
وبالنسبة لمن سيموتون خلال هذا اليوم ، لا يوجد يوم اسمه الغد . ( سوى كفكرة غامضة ، ومبهمة بالكامل ) .
لا فرق جوهري بين يوم الغد ، وبين اليوم التالي ، بعد سنة أو بعد قرن أو بعد مليار سنة ؟!
....
( آمل ، وأرجو أن أكون مخطئا بالفعل ، وأن تكون المشكلة بعقلي فقط ) .
ويمكن ( لو كان ذلك صحيحا ) قراءة هذا النص ، كنوع من التسلية الذهنية والرياضة العقلية ... لا تضر ولا تنفع .
....
....
الدليل المنطقي والتجريبي معا للنظرية الجديدة
( الظواهر الستة الأساسية )

تمثل الظواهر الست ، أو العشرة أو المليون ... وحتى اللانهاية ، الدليل العلمي للنظرية الجديدة ، والبرهان المتكامل عليها ( المنطقي والتجريبي معا ) .
وهي مشاهدات متكاملة ، متشابهة ومتنوعة بنفس الوقت ، كما أنها تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . والتفسير المنطقي والتجريبي لتلك الظواهر يتناقض مع الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، والذي يتضمن موقف العلم والفلسفة ، ويعتبر أن حركة الحياة والزمن في اتجاه واحد : من الماضي إلى المستقبل !
بكلمات أخرى ، حركة مرور الزمن ( او الوقت ) تناقض بالفعل الحركة الموضوعية للحياة _ لا الحركة الذاتية ، والعشوائية بطبيعتها _ وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل .
وفي حال وجود أي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، وتخالف " الجدلية العكسية بين الحياة والزمن خاصة " تكون النظرية الجديدة باطلة أو غير صحيحة أو فاشلة . لكون النظرية تتمحور حول العلاقة بين الحياة والزمن ، وهي جدلية عكسية تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر دوما وبلا استثناء .
وهي العلاقة الثابتة ، الوحيدة ، التي تربط بين الزمن والحياة . وتتمثل بالعمر الفردي ( الظاهرة الأولى ) ، وباليوم الحالي ، حيث يوجد اليوم الحالي في الحاضر والماضي والمستقبل بنفس الوقت ( الظاهرة الثانية ) ، وبأصل الفرد ( الظاهرة الثالثة ) ، قبل ولادة الانسان بقرن مثلا يكون الفرد موزعا بين الماضي والمستقبل ، حيث تكون حياته عبر مورثاته في سلاسل الأجداد ، وبنفس الوقت يكون زمنه او بقية عمره في المستقبل ( لو نتخيل حياة وزمن فرد ، سوف يولد بعد أكثر من قرن ...تتكشف الصورة ) ، والظاهرة الرابعة تتمثل بثنائية الفاعل والفعل ، وحركتهما المتعاكسة دوما : حركة الفعل ( او الحدث الزمني ) من الحاضر إلى الماضي بينما حركة الفاعل بالعكس دوما ، من الحاضر إلى المستقبل . وتتمثل ( الظاهرة الخامسة ) بالحدث خماسي البعد بدل الرباعي المعتمد حاليا في الفيزياء والثقافة عامة ، حيث ان الحركة التعاقبية مزدوجة بين حركتي الحياة والزمن . وتتمثل الظاهرة السادسة ، أو العاشرة وأكثر ، بوجود الماضي والمستقبل والحاضر في العمر الفردي بنفس الوقت .
سوف أكتفي بمناقشة الظواهر الستة ، بشكل مختصر ومكثف ، لكن بوضوح كما آمل .
1
الظاهرة الأولى : العمر الفردي ، طبيعته وحدوده ومكوناته .
في لحظة الولادة : العمر يكون صفرا ، وبقية العمر كاملة .
وبلحظة الموت : يصير العمر كاملا ، وبقية العمر تناقصت للصفر .
هذه الفكرة ، الخبرة ، مشتركة بين معظم اللغات الكبرى ( ربما تكون مشتركة بين جميع اللغات ، وهو الاحتمال المرجح ) .
....
ما هو التفسير الصحيح ، المنطقي والتجريبي ، للظاهرة 1 ؟
منطقيا يوجد تفسير واحد فقط : الحياة والزمن متعاكسان بطبيعتهما .
لكن لا نعرف كيف ؟ ولماذا ؟ وغيرها من الأسئلة الجديدة والمهمة .
العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن تمثل لغز الكون الأعظم .
وتمثل معرفتنا الجديدة ، بالعلاقة العكسية بينهما خطوة أولى ، على طريق معرفة أوسع وأعمق للزمن والحياة والمكان أيضا .
....
المفارقة ، أن الاتفاق الأساسي بين موقفي نيوتن وأينشتاين خطأ وأقرب للتواطؤ ، ويتمثل باستبدال العلاقة بين الزمن والحياة ، بالعلاقة بين الزمن والمكان واعتبارها محور العلم ، والفيزياء الحديثة خاصة .
وبالمقابل الاختلاف بينهما أوضح وأكثر جدوى ، وهو يتمحور حول طبيعة الزمن بين النسبية عند اينشتاين والموضوعية عند نيوتن ، أيضا في العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، وطبيعة الحاضر وقيمته ( يفترض نيوتن أن قيمة الحاضر تقارب الصفر ، بالعكس من موقف اينشتاين المناقض والذي يعتبر ان قيمة الحاضر لانهائية ) .
أعتقد أن كلا الموقفين بالتبادل ، نصف صحيح ونصف خطأ ؟
بالنسبة لموقف نيوتن ، حيث يكون للحاضر قيمة لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر ، هو موقف صحيح لكن بدلالة الزمن فقط . زمن الحاضر يقارب الصفر ، ويمكن اهماله بالفعل .
بالنسبة لموقف أينشتاين ، حيث يكون للحاضر قيمة لامتناهية في الكبر وتقارب اللانهاية الموجبة ( أو بين اللانهايتين هذه المسألة معلقة ) . هذا الموقف صحيح لكن بدلالة الحياة ، والظاهرة الثانية تفسر ذلك ، وتمثله بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن :
" الحاضر أو اليوم الحالي ، يوجد في الحاضر ويمثل الحاضر المستمر بالنسبة للأحياء ، وطالما الحياة مستمرة ، سوف يستمر الحاضر "
....
لنتذكر أن قيمة الحاضر اتفاق اجتماعي وثقافي ، ويتمثل باليوم الحالي .
اليوم الحالي ، يقبل التجزئة اللانهائية ( يمكن نظريا ، تجزئة الثانية إلى مليارات عديدة من الأجزاء ) ، أيضا يقبل المضاعفة اللانهائية ( حيث يمكن بالمقابل مضاعفة القرن إلى مليارات الأضعاف ) .
موقف نيوتن من قيمة الحاضر يتمثل ، بأجزاء الثانية ( اللانهاية ) .
بالمقابل ، موقف اينشتاين يتمثل بأضعاف القرن ( اللانهائية أيضا ) .
2
الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ( الذي أكتب فيه هذه الكلمات 11 / 6 / 2023 ) يوجد في الحاضر بالنسبة لجميع الأحياء ، لا البشر فقط شركائنا في الإنسانية ، بل جميع الأحياء شركائنا في الحياة بأنواعها الثلاثة الإنسانية أو الحيوانية أو النباتية _ وبنفس الوقت يوجد في الماضي بالنسبة لجميع من لم يولدوا بعد ، وبنفس الوقت أيضا _ يوجد في المستقبل بالنسبة لجميع الموتى قبل اليوم . وتوجد حالتان ( مختلفتان بالفعل ) رابعة بالنسبة لمن يولودون خلال هذا اليوم ، وخامسة بالنسبة لمن سيموتون خلال هذا اليوم .
وأدعو القارئ _ة إلى تأمل هذه الفكرة ، الخبرة ، فهي تنطوي على سر الواقع الحقيقي أو الكون أو الوجود ( وكل شيء حدث أو سوف يحدث ، أو هو موجود اليوم بالفعل : في الماضي أو المستقبل أو الحاضر ) .
3
الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ، موجود بالتزامن في الماضي والمستقبل ؟!
لنتخيل مواليد ثلاثة أجيال متعاقبة ، خلال ثلاثة قرون :
1 _ مواليد اليوم الحالي ، في 11 / 6 / 2023 .
2 _ مواليد قبل قرن ، في 11 / 6 / 1923 .
3 _ مواليد بعد قرن ، في 11 / 6 / 2123 .
تكفي المقارنة بين مواليد اليوم الحالي ، ومن سوف يولودون بعد قرن ، ليتكشف أصل الفرد بشكل مؤكد ، أو علمي ، منطقي وتجريبي معا :
قبل ولادة الفرد ، بقرن او أكثر مثلا ، تكون حياة الفرد في الماضي عبر سلاسل الأجداد ( تتمثل بالعمر البيولوجي او المورثات ) وبنفس الوقت ( أو بالتزامن ) يكون زمن نفس الفرد في المستقبل ( ويتمثل بالعمر الزمني أو بقية العمر ، الي يبدأ بالتناقص من اللانهاية " أو بقية العمر الموجبة ، أو الأبد " قبل لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تناقصت إلى الصفر لحظة الولادة .
هذه الفكرة ، أصل الفرد ، تكشف بوضوح شديد وبشكل منطقي وتجريبي معا عن " الجدلية العكسية بين الحياة والزمن " .
ومن لم يفهمها ، ربما تساعدهما الظاهرة الرابعة ...
4
الظاهرة الرابعة :
ثنائية الحركة بين الفعال والفعل ، او بين الحدث الزمني وحدث الحياة :
كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين ، بشكل دوري ومتكرر :
1 _ حركة الفاعل ، أو الذات أو الحدث الحي ، من الحاضر إلى المستقبل ، بشكل مستمر طوال حياة الفرد .
2 _ حركة الفعل ، او الموضوع أو الحدث الزمني ، من الحاضر إلى الماضي ، بشكل مستمر طوال حياة الفرد .
يمكن للقارئ _ة ( فوق متوسط الذكاء ) اختبار هذه الفكر ، الخبرة ، أو " الظاهرة الرابعة " الآن ، وكل لحظة ...حتى لحظة الموت .
مثال تطبيقي ، خلال قراءتك الآن :
فترة الخمس دقائق ، أو الخمس ساعات واكثر ، مزدوجة بالفعل بين مسافتين متطابقتين ومتعاكستين تماما :
المسافة الزمنية ، أو مسافة الزمن : بين الصفر وحتى نهاية الخمس دقائق أو ساعات ، وهي تمثل حركة الحياة ( من الحاضر إلى المستقبل دوما ، ويمكن الاستنتاج بسهولة ، وبشكل مؤكد لمن فيه عقل ويقدر على التفكير ، أنها تبدأ من الماضي في المرحلة الأولى ، ثم الحاضر في المرحلة الثانية ، والمستقبل في المرحلة الثالثة والأخيرة ) .
المسافة الحية ، او مسافة الحياة ، تساوي وتطابق مسافة الزمن لكن بشكل معاكس دوما ( تشبهان العمر وبقية العمر ) ، حيث تبدأ المسافة الحية من الصفر ( في لحظة الولادة ) إلى العمر الكامل ( في لحظة الموت ) ، وكل ما يفعله الانسان هو ثنائي ، او مزدوج بشكل متعاكس بين حركتي الحياة والزمن . ( أو بدلالة النوعين المتعاكسين من المسافة ) .
يوجد نوع ثالث من المسافة ( المكانية ) وهي بين الحاضر 1 وبين الحاضر 2 ، 3 ...وحتى اللانهاية .
الظاهرة الرابعة هي الأوضح ، ومن لا يفهمها ولم يفهم النظرية إلى الآن ؟!
مبروك أنت بالدرجة العبقرية من الذكاء ، وليست لديك حاجة للقراءة مطلقا ، أنت فقط دورك الكلام ، وتستحق الحياة في كوكب آخر بالفعل .
5
الظاهرة الخامسة :
كل حدث ، والكون أيضا ، خماسي البعد بطبيعته :
الحدث ، أيضا الكون ، والواقع = الاحداثية + ثنائية الزمن والحياة .
لا الزمن بمعزل عن الحياة ، مطلقا ، إلا بشكل نظري وتخيلي .
ونفس الشيء بالنسبة للزمن ، لا يوجد زمن بدون حياة .
العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر .
العمر + بقية العمر = الصفر .
العمر وبقية العمر مسافة مزدوجة ، عكسية ، يمكن التأكد منها بالفعل .
فهي ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
كل لحظة ، بين الولادة والموت تتمثل بمسافة ( حركة ، أو فجوة ) مزدوجة بين الحياة والزمن ، أو بين العمر الحالي وما نقص من بقية العمر ( محصلتهما تساوي الصفر دوما ) .
....
أخطأ أينشتاين ، وأصاب بنفس الوقت ، في اعتبار الكون اكثر من ثلاثي البعد ، هو خماسي البعد بالفعل وليس رباعيا فقط .
6
الظاهرة السادسة ، وما بعد ....
أو 10 ، أو مليون
( الظاهرة العاشرة )
يولد الإنساني في الحاضر ، ويبقى في الحاضر حتى لحظة الموت .
والسؤال كيف ، ولماذا ، ومتى ، يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟!
ناقشت هذا السؤال بشكل تفصيلي ، موسع ، خلال نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن .
....
الظاهرة العاشرة ، تكشف الواقع بالفعل وتفتح المجال المباشر لتحديده وتعريفه بشكل دقيق ، منطقي وتجريبي .
....
بعد فهم هذه الظواهر الست الأساسية ، علما أنه لا توجد أي ظاهرة تعاكسها أو تختلف عنها ، يتكشف الواقع مع الحركة الموضوعية ( الثلاثية ) بين الحياة والزمن والمكان . وتتكشف معها العلاقة ، الحقيقية ، بين الزمن والحياة . وتتكشف أيضا العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، بعدما تتوضح طبيعة المشكلة اللغوية خاصة .
....
يبقى السؤال المزمن ، القديم والمعلق :
ما هي المادة الأولية التي يتكون منها الواقع ، والكون بصورة عامة ؟
أو ما هي المادة ، أو الهيولى أو المكونات ، والتي صنع منها كل شيء ؟
أو ما هو اصغر من أصغر شيء ( بعدما كانت الذرة ، ثم مكونات الذرة وحاليا الكواركات ) ، بالمقابل ما هو أكبر من اكبر شيء ( أو خارج الكون ، وقبله وبعده ) ؟!
هذه الأسئلة ليست جديدة ، وهي ستبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ، وربما يستمر موقف الثقافة العالمية الحالية رغم أخطائه الصريحة والمتنوعة ، وتتكرر عبر الأجيال مواقف اللامبالاة والانكار !
....
....
فكرة السفر في الزمن ؟!
( بين الحقيقة والوهم )
مقارنة بين موقفي ستيفن هوكينغ ورياض الصالح الحسين من الواقع والزمن ، ومن العلاقة بين الحياة والزمن .

مع مقارنة ثلاثية بين الموقف التقليدي الذي يمثله هوكينغ ، وبين الموقف الحديث الذي كان يمثله رياض ، وبين الموقف التكاملي الذي تمثله النظرية الجديدة ...

1 _ الموقف التقليدي ، السائد على مستوى العالم ، أحادي المنطق والتفكير ، ويعتبر أن الماضي هو البداية المطلقة ( الوحيدة ) لكل شيء .
2 _ الموقف الحديث أحادي أيضا ، لكنه على النقيض من الموقف التقليدي ، ويعتبر أن المستقبل هو البداية لكل شيء .
3 _ الموقف التكاملي ، موقف النظرية الجديدة أيضا ، يعتبر أن كلا الموقفين ناقص ، أحادي ويحتاج للتكملة .
( حركة الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر . لكن حركة الزمن والوقت بالعكس تماما ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر بالطبع . بينما حركة المكان فهي تحدث في الحاضر المستمر ، أو الحاضر التكاملي أو الدائم ، فقط ) .
مثال على الموقف التقليدي ( والمثال نفسه يتكرر في جميع الكتب التي يكون موضوعها ، وعنوانها ، الزمن أو الوقت ) : كأس يقع على الأرض ، وينكسر إلى شظايا عشوائية . والمثال الذي يكرره ستيفن هوكينغ وغيره عن حركة أحداث الفيلم الذي يدور من البداية إلى النهاية ....ويدعو ستيفن هوكينغ القارئ _ة إلى تخيل العكس : حيث شظايا الكأس المكسور تتجمع ، وتقفز إلى الطاولة (عائدة من المستقبل إلى الماضي ) . العبارة تتكرر حرفيا " عائدة من المستقبل إلى الماضي " هذه هي المغالطة المشتركة بين جميع أصحاب الموقف التقليدي ، البارز في الثقافة العالمية منذ بدايات القرن الماضي .
( المغالطة توجد في عقل الفرد سواء هوكينغ وغيره ، وليست في الحدث نفسه أو الواقع ، أو العلاقة بين الحياة والزمن ) .
منطق ستيفن هوكينغ _ وكثيرون جدا غيره _ وتفكيره ، أحادي . ويعتبر أن الماضي بداية مطلقة ، ووحيدة ، لكل شيء ( للزمن وللحياة وللمكان ولكل ما يخطر على البال ) .
هذا الموقف خطأ ، ومن الضروري تصحيحه لدى القارئ _ة :
الماضي بداية الحياة بالفعل ، والمستقبل نهاية الحياة ( أو المرحلة الثالثة والأخيرة للحياة ) .
لكن بالنسبة للزمن أو الوقت ، بالعكس تماما :
المستقبل أولا ، والماضي مرحلة ثالثة وأخيرة ، وبينهما الحاضر بالطبع .
الموقف الحديث ، والذي بدأه اينشتاين بالفعل ، لكن بشكل اعتباطي ، أكمله وبشكل مدهش رياض الصالح الحسين ( الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس ، وأنا بلهفة ، أنتظر الغد الجديد ...) . لكنه وقع بنفس الخطأ ، المشترك مع الموقف التقليدي ، والموروث أيضا ، حيث لم يميز بين حركتي الحياة والزمن .
( واعتبرهما واحدا ، وبنفس الاتجاه ، لكن بالعكس من الموقف السائد ) .
....
الظواهر الستة ، أو العشرة أو المليون ( جميع الظواهر التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، تؤكد الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، ومجموعهما الصفري والثابت ) وهي تمثل الدليل المنطقي والتجريبي معا على الموقف التكاملي ، أو موقف النظرية الجديدة .
....
مثال تطبيقي ، ناقشته بشكل تفصيلي ، وموسع ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن ، وسأكتفي بتلخيصه ، يمكن للقارئ _ة المهتم العودة إليها بسهولة :
اليوم الحالي ويوم الأمس ويوم الغد ، والعلاقة الحقيقية ( المنطقية والتجريبية ) بينها :
السؤال نفسه بكلمات أخرى :
من أين يأتي اليوم الحالي ؟ وأين ذهب الأمس ( خلال 24 ساعة السابقة ) ؟ وأين يوجد الغد حاليا ( خلال 24 ساعة اللاحقة ) ؟
1 _ اليوم الحالي مزدوج بطبيعته بين الحياة والزمن ، بالإضافة للمكان .
الحياة تأتي من الماضي ، وربما الأزل .
بينما الزمن والوقت من المستقبل ، وربما الأبد .
واليوم الحالي ، ينقسم بدوره كل لحظة إلى اتجاهين متعاكسين :
_ حدث الحياة ، أو الفاعل ، أو الذات : من الحاضر إلى المستقبل .
_ حدث الزمن ، أو الفعل أو الموضوع : من الحاضر إلى الماضي .
وهذه الفكرة ، اليوم الحالي وحركته الدورية والمستمرة ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
( يمكن للقارئ _ة الحالي ، أو بعد سنة أو قرن اختبارها ، وتكرارها )
2 _ يوم الأمس ، يشبه اليوم الحالي في الحركة الدورية والمستمرة :
_ الحياة تأتي من الماضي ، في اتجاه المستقبل ، وعبر الحاضر .
_ الزمن يأتي من المستقبل ، في اتجاه الماضي ، وعبر الحاضر .
والسؤال الجديد خاصة : اين ذهب الأمس ، خلال 24 ساعة السابقة ؟
الأمس ، ومعه الماضي كله داخلنا ، داخل الحياة والأحياء والمكان .
3 _ يوم الغد ، يقابل يوم الأمس ، ويشبه اليوم الحالي أيضا :
الحياة تأتي من الماضي ( من اليوم الحالي ، إلى الغد ) ، عبر الحاضر .
والزمن من المستقبل ( من بعد الغد ، إلى الغد ) ، عبر الحاضر أيضا .
والسؤال الجديد ، عن مصدر الغد ( 24 ساعة اللاحقة ) اين هو الآن ؟
طبعا في المستقبل ، ليس في الماضي ولا في الحاضر ، وهو مجهول بطبيعته ، ومن واجب الفلاسفة والعلماء ( الحقيقيين ) الاهتمام بهذه الأفكار الجديدة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
....
ملحق 1
لا يمكن خفض التكلفة مع رفع الجودة ، وبنفس الوقت .
تلك مغالطة ، وتمثل الحاجة النفسية الخاصة بالمرض العقلي ( المشترك ) .
الحل يبدأ بالعكس دوما ، رفع التكلفة أولا ثم رفع الجودة ، وفي الحركة الثالثة خفض التكلفة بشكل تدرجي ، وأسرع من خفض الجودة .
العملية صعبة بالتأكيد ، لكنها ممكنة بالنسبة للشخصية فوق المتوسط _ة .
ملحق 2
الصفة الأكثر أهمية وخطورة _ السلبية والمشتركة _ بين جميع الكتب التي قرأتها في موضوع الزمن ، أو سمعت عنها من خلال المناقشة والحوار المفتوح ( وعددها بالعشرات ) وهي فكرة وتجربة معروفة في الفلسفة والعلم : العمل في غياب المعرفة أو الانتباه أو الاهتمام ، هو بالتأكيد أكثر عرضة للخطأ ، من العمل ( الكتابة أو القراءة في هذا المثال ) الذي يقوم على أسس علمية ، بالإضافة إلى الانتباه والاهتمام الفعلي .
كتاب عن " الزمن بالتحديد " لفيلسوف كبير ، أو عالم ، مثل ... مارتن هايدغر ، أو غاستون باشلار ، أو ستيفن هوكينغ ، وغيرهم كثر جدا ، يتجنب أو يهمل ( مشكلة طبيعة الزمن بين الثقافة والحقيقة الموضوعية ، والعلاقة بني الحياة والزمن ، واتجاه مرور الزمن بالفعل _ بدل استنساخ الفكرة التقليدية والمعكوسة حول سهم الزمن الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل _ والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، والأهم من كل ذلك سؤال الحاضر : طبيعة الحاضر ، وحدوده ، ومكوناته ، وأنواعه ) ...
ولا أعرف ما الأسوأ من الإهمال أو التجنب !
لنتذكر العناوين " جدلية الزمن باشلار " ، " تاريخ موجز للزمن " ستيفن هوكينغ ، " الوجود والزمن هايدغر " ، والكتاب الأحدث " الزمن " روديغر سافرانسكي سنة النشر 2015 ، والترجمة 2022 .
....
بدون فهم الحاضر ، وأنواعه الثلاثة على الأقل ، ( أو التفكير في مشكلة الحاضر ، وطبيعة الزمن خاصة ، بشكل هادئ وعميق ) لا يوجد فرق في درجات فهم مشكلة الحاضر : بين عالم أو فيلسوف وبين الشخص العادي الذي لا يهتم بالثقافة والمعرفة _ ولا يعلم أصلا بوجود مشاكل معرفية _ معلقة ، ومزمنة ، مثل طبيعة الزمن ، والواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن ، أيضا العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
يشبه الأمر ، إلى درجة تقارب التطابق ، قبل نظرية كوبرنيكوس وبعدها :
كان الجميع يعتقدون ، بشكل يقيني ومطلق ، ان الأرض ثابتة ومسطحة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ( ولم يكن يوجد أي فرق بالنسبة لفهم المشكلة وحلها الصحيح ، بين شخصية علمية وفلسفية ، وبين شخصية جاهلة وأمية من ناحية التعليم والثقافة ) .
لأهمية هذه الفكرة ، أعود إليها بشكل متكرر ... عسى ولعل ؟!
المفارقة الغريبة ، نادرا ما يختلف معي أحد شفاهيا حول الفكرة الأخيرة .
( العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ، وليست بين المكان والزمن ، وفهم هذه المشكلة يبدأ حصريا من فهم الحاضر ، وهو يمثل البديل الثالث لموقفي نيوتن وأينشتاين من الحاضر . كلا الموقفين يمثل حالة خاصة فقط ، وهو صحيح جزئيا ولكنه خطأ بشكل موضوعي ، منطقي وتجريبي ) .
....
....
هذا الكتاب _ مقدمة ثانية

قد يؤدي هذا البحث إلى اتجاهات غير متوقعة .
على الأرجح ، سيؤدي هذا البحث إلى اتجاهات جديدة وغير متوقعة ، وقد تكون إيجابية أو سلبية ؟!
لكن هل توجد معرفة سلبية ويكون الجهل بالموضوع ، أو الفكرة أو الشيء ، أفضل من معرفته !؟! ) ....
الجواب لا .
ولو حدث ووجدت استثناءات ، ستكون بلا معنى ، وبدون فائدة على المستويين الفردي والمشترك ....المعرفة السلبية !
المعرفة السلبية حلم الطغاة والمرضى العقليين ، فقط .
( الطاغية والمريض العقلي تسميتان لشيء واحد شخص ، أو فكرة ، وغيرها ) .
بكلمات أخرى ،
حجب المعلومة ، أو منع الثقافة الجديدة ، جريمة فعلية وعبثية بالكامل .
لمصلحة من حجب الأفكار الجديدة !
....
هذا الكتاب استباقي بطبيعته ، وهو يتوجه إلى القارئ _ة المجهول والمستقبلي بالتزامن مع القارئ _ة الحالي ، ويدور بمجمله حول الأخطاء المشتركة بين الكتب التي موضوعها الزمن بلا استثناء ، المنشورة سابقا ، أو التي سوف تنشر خلال النصف الأول من هذا القرن خاصة .
منطقيا ونظريا ، يفترض أن يتغير موقف الثقافة العالمية خلال النصف الثاني لهذا القرن ، وينتقل من موقف اللامبالاة من الأفكار الجديدة _ التي تقدمها النظرية الجديدة ، أو غيرها ، مثل المواقف الجديدة من مشكلة الواقع ، والزمن ، والعلاقة بين الزمن والحياة ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل _ ...إلى الاهتمام الفعلي ، عبر الحوار والمقارنة وغيرها من أدوات المعرفة العلمية ( المنطقية والتجريبية معا ) .
وهذه رغبتي وتوقعاتي .
....
فكرة الزمن بين النسبية والموضوعية ، أو بين أينشتاين ونيوتن ، ما زالت موضع سوء فهم وسوء تفسير ، وبين الفلاسفة والعلماء مثل غيرهم .
تعني النسبية الموقف المناقض للموضوعية المطلقة ، في حالة الزمن .
بالنسبة للموقف الذي يعتبر أن الزمن موضوعي ، فهو يتكرر نفسه ، في أي مكان من حيث الحركة واتجاهها وسرعتها . أيضا الزمن هو نفسه بالنسبة للحياة ، وللأحياء ، ولا يختلف بين فرد وآخر .
هذا الجدل حول نسبية الزمن أو موضوعيته ، يشبه الجدل القديم حول حرية الإرادة ، ومسؤولية الانسان وحريته أو تقييده وتبعيته .
هل الانسان حر ومسؤول عن سلوكه وتصرفاته ، أم بالعكس ليس حرا وهو مقيد بالظروف والحاجات والغرائز ؟!
لم يكن الحل الصحيح ، المنطقي والتجريبي ، ممكنا في الأزمنة القديمة .
وكان الحل العملي ، دوغمائي ، ثنائي بطبيعته : مع أو ضد : أحد القطبين الانسان المخير ، والقطب الآخر على النقيض والانسان المسير .
الحل الصحيح أو المنطقي بالحد الأدنى ، المعتمد في الثقافة الحالية ، هو حل تطوري ، تراكمي ومشترك ، وعالمي أيضا :
الانسان ثلاثي البعد والمكونات :
1 _ الجانب البيولوجي ، ويتمثل بالمورثات ( بين الأجداد والأحفاد ) .
2 _ الجانب البيئي ، ويتمثل بالمجتمع والثقافة .
3 _ الجانب الفردي ، ويتمثل بالشخصية الفردية ( أنت وانا ) .
الجانب الأول ثابت ، ولا يتغير خلال حياة الفرد الإنساني .
ومن خلال هذا الجانب ، الوراثي ، الانسان مسير ومنفعل فقط .
( كلنا عبيد لمورثاتنا ) .
الجانب الثالث بالعكس ، الشخصية الفردية بعد النضج تناقض المورثات من حيث الإرادة والمسؤولية وتتشكل من خلال الموقف والسلوكيات الفردية . حيث يوجد اتفاق ، عالمي ، على اعتبار سن 18 عتبة المسؤولية قبلها يختلف بالكامل عن ما بعدها .
ويبقى الجانب الثاني ، أو البيئة ، مشترك بين الحرية والتقييد . البيئة الاجتماعية والثقافية ثابتة نسبيا ، ومتغيرة نسبيا ، بنفس الدرجة .
هذا هو باختصار وتكثيف شديد ، الحل التطوري الذي تقوم عليه الثقافة العالمية بعد القرن العشرين خاصة .
لم يكن ممكنا معرفة هذا الحل ، اكتشافه أو اختراعه ، قبل القرن الماضي .
بالنسبة لمشكلة الزمن ، بين النسبية والموضوعية خاصة ، يوجد تشابه عميق ويقارب التطابق كما أعتقد .
....
خلال القرن العشرين خاصة ، تشكل الموقف الحالي من طبيعة الزمن ، وهو أحد الاحتمالات الثلاثة :
1 _ الزمن فكرة ، ومنجز انساني ، يشبه اللغة والمال .
2 _ الزمن نوع من الطاقة ، يشبه الكهرباء والمغناطيسية .
3 _ يوجد احتمال ثالث ، ويختلف بالكامل عن معرفتنا الحالية . وسوف يكتشف في المستقبل ، خلال هذا القرن ، أو خلال قرون قادمة ؟!
الاحتمالات الثلاثة تكفي ، لكن يمكن الإضافة عليها دوما .
....
مثال الموقف الذي طرحه اينشتاين :
الزمن نسبي بطبيعته ، وهو فردي وشخصي ، ولا توجد حالة تزامن مطلقا ( لا توجد أي حوادث يمكن قياسها بنفس الفترة الزمنية ، لكل حدث مقياسه الخاص والنسبي ، وهو يختلف بين مراقب وآخر ) .
مثال 2 ، الموقف الديني ( التقليدي ) :
الزمن موجود ، ولكن معرفته عند الله فقط .
هذه المواقف ، أو غيرها ، ليست إضافة فعلية للتصنيف الثلاثي السابق .
بل هي تنويعات ، أو صيغ ، بين الاحتمالات الثلاثة لا أكثر .
بعبارة أخرى ،
منطقيا ، بحسب معرفتنا الممكنة حاليا ، لا يمكن أن يوجد احتمال رابع ومنفصل بالفعل عن الاحتمالات الثلاثة ( الأساسية ) .
الموقف الديني التقليدي ، مثلا ، الذي يعتبر أن معرفة الزمن عند الله . يمكن تصنيفه ضمن الموقف الثالث ، معرفة الزمن في المستقبل سوف تكون من خارج تصوراتنا الحالية ، ولا يمكننا حتى تخيلها .
بينما موقف أينشتاين ، وموقف نسبية الزمن بالعموم ، يمكن تصنيفه ضمن الاحتمال الأول الذي يعتبر أن الزمن مثل اللغة والمال ، مجرد أداة ( مفترضة أو متخيلة ) ، ويمكن تغييرها اجتماعيا وثقافيا .
....
فكرة ليست جديدة ، مع أنها تشكل إضافة أو مقترح جديد للحل ، ناقشتها سابقا وهي بالمختصر :
أنواع الزمن الثلاثة ، تمثل الحل للجدلية بين نسبية الزمن أو موضوعيته ، بشكل مشابه لحل مشكلة الإرادة الإنسانية أو المسؤولية :
1 _ النوع الأول : الزمن الحقيقي ، يتحرك من الماضي إلى المستقبل .
2 _ النوع الثاني : الزمن التخيلي ، يتحرك بالعكس من المستقبل إلى الماضي ، وهما يتساويان بالقيمة لكن يتعاكسان بالإشارة والاتجاه .
3 _ النوع الثالث : الزمن الفيزيائي أو المباشر ، ويتحرك في الحاضر والمكان فقط من نقطة 1 إلى 2 إلى 3 ... إلى س .
أعتقد ، أن من المناسب استبدال ثنائية الزمن الحقيقي والتخيلي بالعلاقة بين الحياة والزمن ( الاختلاف لغوي فقط ، لكنه أسهل بالفهم كما أتصور ) .
بهذه الحالة يكون للزمن نوعين من الحركة :
1 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي من المستقبل إلى الماضي . وتتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى الصفر في لحظة الموت ، حيث تنتهي بقية العمر إلى الصفر بالفعل .
( تناقض الحركة الموضوعية للحياة دوما ، تتساويان بالقيمة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما ) .
2 _ الحركة التزامنية ، وتتمثل بفرق التوقيت ، أيضا تتمثل بالحركات الصناعية والآلية والتي تدرسها الفيزياء بدقة وموضوعية تقارب الكمال .
وللحياة أيضا نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الموضوعية للحياة ، وتتمثل بتقدم العمر الفردي( من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت ) وهي تساوي بالقيمة والسرعة الحركة التعاقبية للزمن ، لكن تتعكسان دوما بالاتجاه .
2 _ الحركة الذاتية للحياة ، وتتمثل بالحركة الفردية أو الشخصية ، وهي اعتباطية بطبيعتها .
....
ملحق

مثال على المشكلة اللغوية بنوعيها : المحلولة بنجاح وغير المحلولة بعد ..
الصهر والحفيد مثال 1 ، و مثال 2 الحاضر ، والماضي أو المستقبل

مثال 1 على المشكلة اللغوية غير المحلولة ، ثم مثال 2 للمشكلة المحلولة :
الصهر كلمة في العربية ، المستخدمة حاليا ، تدل على عدة مواقع مختلفة بالفعل وبنفس الوقت . فهي تعني زوج البنت ، وزوج الأخت ، بالإضافة إلى زوج بنت الأخ _ ت أو زوج العمة أو الخالة .
بالمقابل ، الحفيد _ة كلمة أو تسمية تطلق على ابن الابن ( الذكر ) .
والسبط ، تطلق على ابن البنت .
وتلحق بها الحفيدة ، لابنة الابن .
ولا أعرف بالضبط ، تسمية بنت البنت ( هل هي سبطة مثلا !؟ ) .
مثال 2
كلمة الحاضر ، تطلق على الزمن ، او الحياة ، أو المكان .
بالنسبة للحاضر ، تم حل المشكلة اللغوية ( نسبيا ) في العربية :
الحاضر ، هي نفسها بالنسبة لحاضر الزمن .
الحضور ، تسمية لحاضر الحياة .
وأخيرا المحضر تسمية لحاضر المكان .
لكن ، للأسف كلمة الماضي تطلق بشكل اعتباطي على الزمن أو الحياة ، وتطلق على المكان أيضا وبلا تمييز .
....
....
الفصل الأول

الكتاب المضاد ( الزمن ) _ الفصل الأول

خاصة في موضوع الزمن أو الوقت ، عندما أعود بذاكرتي عشر سنوات فقط إلى الوراء !
أنا نفسي لا أصدق ، ولا أفهم ، الفارق الهائل بين الموقفين ؟!
كنت أتصور ، أشعر وأعتقد ، أن مشكلة الزمن والواقع أيضا ، محلولة بالفعل في الفلسفة والعلم أكثر .
وبمستوى فوق الجيد ، في الحد الأدنى ، وفوق السبعين بالمئة .
واليوم أعرف بحزن ، ويأس ...
( نشر هذا الكتاب والعديد من المقالات العلمية الأخرى التي تناولت الموضوع ، لم يحدث استجابة أكثر من الاستجابة التي يحدثها القاء حجر في مستنقع آمن من اليأس والقنوط .
وكما هي الحال دائما ، ما من أحد يعير انتباهه وما من أحد يريد أن يعرف ، وما من أحد معني بذلك ) .
من كتاب علم النفس الحديث تأليف ه . ج . ايزنك .
ترجمة الدكتور عبد المجيد النشواتي
اصدار وزارة الثقافة ، دمشق 1996 .
المقطع السابق يغني عن الشرح ...
....
أعتقد أن معرفة اينشتاين بمشكلات الزمن أو الوقت ، وخاصة العلاقة بين الزمن والحياة ، أو معرفته بتعذر حلها خلال هذا القرن كله ، لا تتجاوز لا تتجاوز العشرين بالمئة ، وأقل منه نيوتن ... وأقل من الاثنين معرفة ستيفن هوكينغ بأبعاد المشكلة ( الحقيقية ) ، كما يكشف ذلك كتابه الشهير " تاريخ موجز للزمن " ...
الكتاب تحت الوسط ، وترجمته بنفس المستوى وليست أفضل منه .
( أقل من عشرة بالمئة من عدد صفحات الكتاب ، تتحدث عن الزمن بالفعل ، وأضعافها تتحدث عن موضوعات أخرى ، وبعيدة عن الموضوع !؟ )
أدعو القارئ _ة المهتم لقراءة بعض النماذج بالإضافة للكتاب المذكور ، من الكتب التي موضوعها الأساسي الزمن : جدلية الزمن ل غاستون باشلار ، الوجود والزمن لهايدغر ، ....على سبيل المثال فقط .
وأختم بالكتاب الحديث جدا ، في التأليف والترجمة " الزمن " وهو برأيي أفضلها تأليفا وترجمة ، وقد ذكرته سابقا .
روديغر سافرانسكي ، وترجمة د عصام سليمان .
" إذا لم يكن الزمن إلا ما تقيسه الساعات ، عندئذ ننتهي سريعا من الجواب عن السؤال المتعلق بالزمن . وهو لن يكون حينئذ أكثر من المدة الزمنية المقاسة للأحداث . لكن ينشأ الانطباع ، بأن الأهمية الفعلية للزمن لا تكون قد مست بعد على الاطلاق . ولهذا السبب أختار لنفسي طريقا آخر . أقترب من الزمن مقتفيا آثاره ، أي أنني أصف ما يفعله بنا وما نصنعه منه " .
أعتذر عن الاقتباس الطويل ، لكنه ضروري لتوضيح مشكلة الزمن أو الوقت ( حجمها ، وابعادها ، وعمقها ) .
ولكي تتوضح الفكرة أكثر ، بدون سوء فهم ( أو بالحد الأدنى من سوء الفهم الذي يتعذر تجنبه بالكامل ) ... أدعو القارئ _ة إلى التفكير الهادئ والعميق لدقائق ، حول ما كان يعرفه من مشكلة الزمن ، ومشكلة الواقع وخاصة العلاقة بين الزمن والحياة ، قبل الاطلاع على هذا النوع من المشكلات من خلال النظرية الجديدة وهذه الكتابة بصورة عامة .
بالعودة إلى أينشتاين ، كان يجهل بالفعل المشكلة الحقيقية لفكرة الزمن : وهل هي ثقافية وإنسانية فقط مثل اللغة والمال ، أو المشكلة من نوع مختلف من الطاقة مثل الكهرباء والمغناطيسية ، أم يوجد احتمال ثالث نجهله بالكامل في زمننا الحالي ، ونوع جديد من المشكلات ليس لدينا أي تصور ( مناسب ) عن كيفية الحل بشكل علمي ومنطقي على الأقل . وكان أكثر منه جهلا بالمشكلة نيوتن وستيفن هوكينغ ، خاصة لأهمية العلاقة بين الزمن والحياة وعدم إمكانية فهم أحدهما بمعزل عن الثانية . وأكتفي بالتذكير بالمشكلة الأوضح " المشكلة اللغوية " ، التي سوف أناقشها من خلال بعض الأمثلة الجديدة ، وكمثال كلمة الحاضر ، أيضا الماضي والمستقبل ، تسمية لثلاثة أنواع من الأشياء ، وهي تمثل وتجسد الأبعاد الأساسية للواقع : المكان والزمن والحياة .
نحن نطلق كلمة ( أو اسم ) الماضي على الزمن والمكان والحياة ، ونفس الشيء بالنسبة للمستقبل .
....
ما هو المشترك بين مختلف الكتب التي موضوعها الزمن أو الوقت ، التي يمكن الحصول عليها في العربية مثلا من النت أو من المكتبات وغيرها ؟
هل هذا السؤال منطقي ، ومفيد ، أم أنه سؤال فارغ وبلا معنى ؟!

أعتقد أنني قرأت ، أو اطلعت بصورة عامة ، على جميع الكتب التي يشكل الزمن أو الوقت موضوعها المحوري _ المكتوبة بالعربية أو المترجمة إلى العربية _ وهي تشترك بلا استثناء بالخصائص السلبية التالية على الأقل :
1 _ تجاهل مشكلة الحاضر .
بدل محاولة تحديد وتعريف الحاضر ، أو الاعتراف بالمشكلة ( على طريقة سقراط أو القديس أوغستين ) ، يتم القفز غير المبرر خارج المشكلة .
اليوم ، وحتى نهاية هذا القرن كما أعتقد ستبقى مشكلة الحاضر معلقة ، وتتخلص بالعلاقة بين ( الأبدية ، والحاضر ، والآن ) بلا حل .
مع تجاهل مشكلة الماضي : حركته ، ومكوناته ، وحدوده ، وأنواعه .
أيضا تجاهل مشكلة المستقبل ، بنفس الدرجة .
2 _ تجاهل مشكلة الزمن ، هل هو نسبي كما كان يعتقد أينشتاين ( ومعه الاتجاه الثقافي السائد إلى اليوم ) أم أن الزمن موضوعي ، ومطلق ، كما كان يعتقد نيوتن ؟!
بالإضافة للمشكلة الأوضح ، وربما الأهم ، حول طبيعة الزمن : هل هو فكرة ثقافية مثل اللغة والمال أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل مثل الكهرباء والمغناطيسية ، أم يوجد احتمال ثالث ما يزال مجهولا بطبيعته ، وسيكتشف في المستقبل ؟!
3 _ تجاهل مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ، واستبدالها بالعلاقة الغامضة ( المبهمة بطبيعتها ) بين المكان والزمن . كما فعل نيوتن ، وقلده بشكل حرفي اينشتاين ومن جاء بعده _ وزاود عليها بفكرة ( أو مصطلح الزمكان ) _ ستيفن هوكينغ مثلا .
4 _ تجاهل مشكلة العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، وهي العلاقة التي تمثل الاختلاف المحوري بين موقفي نيوتن واينشتاين .
5 _ تجاهل مشكلة الواقع ، واستبدالها بكلمة الفضاء أو الكون ؟!
يمكن الإضافة لهذه السلبيات والمشاكل من قبل القارئ _ة ، وأتمنى أن يكون تقليلها ممكنا أيضا وبنفس درجة السهولة ...
....
بعد هذه المناقشة خاصة ، كل كتاب ( أو نص ) سوف يكتب عن الزمن والوقت ، ويتجاهل هذه المسائل الخمسة ، سوف يكون : مشكوكا فيه .
وفي العربية سيكون موضع شبهة ، ولا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
....
أرجو ، وآمل ، أن ينتبه الاعلام والثقافة العربيين ، إلى هذه المشكلات .
لربما يكون ، لمرة واحدة خلال أكثر من ألف سنة ، تتقدم الثقافة العربية بشكل ابداعي وتقدم أفكارا جديدة ، تقوم على الحوار والعقل والمنطق ، لا على الإرهاب والتكفير والتخوين .
عسى ولعل .... حوار ثقافي مفتوح ، والجميع مدعو للمشاركة :
على الحوار المتمدن ، أو على الموقع الذي يختاره الكاتب _ة ، أو على صفحة فيسبوك الشخصية .
( لا أستثني أحدا )
فقط أرجو أن تكون المشاركة مكتوبة ، وليست تعليقات مرتجلة على النص وقبل قراءته بشكل هادئ وموضوعي ومتوازن .
....
خلال الفصول القادمة ، سوف أناقش المشاكل الخمس المذكورة بالتسلسل ، وأرحب بمشاركة وسائل الاعلام ( بلا استثناء ، الموقف السياسي للكاتب أو الموقع لا يهم ، المشكلة المطروحة هنا على المستويين العلمي والفلسفي حصرا ) .
....
المشكلة الأوضح كما اعتقد ، والأخطر ، العلاقة بين الزمن والحياة ... حيث يعتبران في اتجاه واحد في العلم والفلسفة أيضا ؟!
وهذا خطأ ، يقارب الفضيحة في الثقافة العالمية الحالية بلا استثناء .
....
أهلا بكم في المستقبل ...
....
المشكلة اللغوية بدلالة الحاضر ، كمثال تطبيقي :
مشكلة الحاضر سببها ، أن الكلمة ( حاضر ) اسم لثلاثة أشياء مختلفة ، ومنفصلة بالفعل : الزمن والحياة والمكان .
لنتخيل أنك ( القارئ _ة ) مدرس ، أو مشرف أو زائر ، لصف فيه ثلاثة توائم مزدوجة ، بنات وصبيان ، للبنات اسم واحد سلمى مثلا ، وللصبيان اسم سامر مثلا ....
كيف تحل _ ين هذه المشكلة ؟
الحلول النمطية ثلاثة أنواع :
1 _ موقف التجاهل أو الانكار .
كأن تتجاهل _ ين الثلاثة ، وتجاهل وجود المشكلة ، في الصف خاصة .
يشبه حاليا ، موقف الأرض الثابتة والمسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
ويشبه الموقف الثقافي ( العالمي لا العربي فقط ) من النظرية الجديدة _ بعد عشر سنوات _ وخلال النصف من هذا القرن خاصة .
2 _ موقف الضحية .
تعتبر _ ين أن المشكلة ليست مشكلتك وهي مشكلة مبتذلة ( غير مهمة ) ، ولديك من المشاكل الأخرى ما يكفي ويزيد عن طاقتك .
يشبه موقف كاتب النظرية ، خلال نوبات اليأس والغضب خاصة .
3 _ موقف المسؤولية .
تباشر _ين في الحل بالفعل ، إما بشكل مباشر عبر إعطاء ثلاثة أسماء جديدة ( أو ستة للجميع ) .
أو بالتعاون مع المدرسة والأهل .
يشبه موقف كاتب النظرية الجديدة ، في هذا الكتاب خاصة ، من مشكلة الحاضر والواقع ، والعلاقة بين الحاضر والمستقبل والماضي .
....
ما العلاقة بين الأبدية والحاضر والآن ، وفي غير العربية أيضا ؟!
الحوار مفتوح ، ويرحب بالأفكار والآراء المكتوبة .
....
الأبدية تختلف عن الزمن ، وهي شيء آخر مجهول بالكامل .
( هذا هو الجواب المتفق عليه ، يشبه ألعاب الخفة والسحر ، ولكن يستخدمه غالبية الكتاب حتى اليوم .
أعتقد أن الأبدية كلمة تشبه الروح ، أو الملاك ، وهي صوت بلا معنى ) .
....
....
الفصل الثاني

الفصل الثاني _ مع بعض الأفكار الجديدة

لماذا نفضل غالبا خداع النفس ، وخداع القارئ _ة ، على المكاشفة والشفافية ؟!


هذا الكتاب مضاد بطبيعته ، بمعنى أنه يتمحور حول النواقص والعيوب أولا . وبالدرجة الثانية من الاهتمام يأتي الموقف الطبيعي ، حيث يكون الاعتراف بالجوانب الإيجابية للفكرة ، أو للموضوع ، وتقديمها أيضا .
أهم مشكلات النظرية الجديدة المراجع ، والمعنى ، وبقية المشكلات التقليدية والمشتركة بين النظريات المختلفة ، القديمة أو الجديدة خاصة .
....
مشكلة المعنى ، مع انها تتصل بمشكلة المراجع مباشرة ، ولكن تختلف عنها بالجوهر وليس بالتفاصيل فقط .
لهذا السبب سوف أناقش مشكلة المعنى أولا ، وبشكل منفصل عن مشكلة المراجع أو سبب غياب المراجع في النظرية الجديدة .
....
ما هو المعنى ؟
ماذا تعني كلمة المعنى ؟
في العربية يوجد اتفاق حول جملة " بيت القصيد " ، بؤرة المعنى ، حيث لا خلاف بين اللغوين وغيرهم من العلماء والفلاسفة والكتاب .
( أشعر بالحرج ، شخصيا لا أعتقد بوجود علماء وفلاسفة في العربية ، خلال ألف سنة السابقة ، أو بعد ابن خلدون بدقة ووضوح .
لكن الموقف بهذه الصورة دوغمائي ، مضلل ، وغير منصف أو لا يعبر حتى عن موقفي الحقيقي ، والمتكامل .
كأمثلة ، أعتبر أن جورج طرابيشي مفكر حقيقي ، ومثله أدونيس ، وصادق جلال العظم ، وغيرهم كثر ... من الكتاب السوريين فقط .
بالنسبة لي نجيب محفوظ كمثال ، ليس أقل أهمية من سارتر أو ديستوفسكي أو شكسبير أو غوته ، وغيرهم من أعلام الثقافات العالمية الكبرى .
كيف أخرج من هذه الورطة إذن ؟!
بصراحة لا أعرف ، من جهة أنا أعتقد بثقة ( تقارب اليقين ) أن الثقافة العربية خلال ثلاثمئة سنة السابقة لم تقدم فكرة جديدة واحدة للمعرفة ، في العلم أو الفلسفة . ولكن بالمقابل ، أم كلثوم كمثال ختامي أو فيروز ، أيقونتا الغناء العربي ، لا يمكن أن يوجد اعلى من المستوى الذي حققتاه بالفعل ) .
1
مشكلة المعنى ؟
خلال القرن العشرين ، حدثت قفزة تطورية كبرى في ( المعنى ) فهمه أو كيفية التعامل معه . وكان ذلك باستبدال دور الكاتب أو المتكلم ، كمنتج أساسي للمعنى بالقارئ أو المستمع .
بكلمات أخرى ،
خلال النصف الثاني للقرن الماضي ، حدثت ثورة ثقافية عالمية على مستوى المعنى .
حتى النصف الأول للقرن الماضي ، بقيت النظرية التقليدية للمعنى ثابتة خلال عشرات القرون ، وهي تعتبر المعنى بالتصنيف الرباعي : 1 _ أولا ينتجه الكاتب أو المتكلم 2 _ المعنى في الرسالة أو النص 3 _ المعنى في السياق الثقافي والاجتماعي السائد 4 _ المعنى عند القارئ _ة وهي الحلقة الأخيرة ، والأضعف ، في سلسلة المعنى .
خلال النصف الثاني من القرن العشرين حدث التحول ، إلى العكس تقريبا :
1 _ أولا المعنى ينتجه القارئ _ة 2 _ المعنى في السياق الثقافي والاجتماعي السائد 3 _ المعنى في الرسالة أو النص 4 _ المعنى في قلب ( او عقل ) الكاتب _ة أو المتكلم _ة .
وخلال هذا القرن ، اكتملت ثورة المعنى كما اعتقد ، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي بصورة أساسية .
صار المعنى علاقة دينامية ، ومتكاملة ، بين المجتمع واللغة المحددة التي تستخدم في الكلام أو النصوص . وحدثت نقلة ثانية ، أو ثورة ثانية في المعنى ، عبر نقل مصدر المعنى أو الأهمية من الماضي إلى المستقبل .
وهذه الثورة ، بحسب رأيي طبعا ، تمثل انتصار المدرسة السلوكية في علم النفس على التحليل النفسي بشكل كامل ، ونهائي .
كان تركيز التحليل النفسي على الماضي ، ومرحلة الطفولة ، ونقلته المدارس السلوكية المتنوعة ، إلى التركيز على المستقبل والحاضر معا .
2
مشكلة غياب المراجع ، تتصل مباشرة بمشكلة المعنى .
....
لماذا لا تستخدم المراجع في النظرية الجديدة ؟
هل يوجه هذا السؤال كمثال ، إلى النسبية أو نظرية الكم ، أو إلى نظرية التطور لداروين ، ولغيرها من النظريات الجديدة في الفلسفة او العلوم ؟
بالطبع لا .
....
أعتقد أن السؤال الأنسب للنظرية الجديدة ، ولغيرها أيضا من النظريات الجديدة ( في المستقبل ) ، بماذا تختلف عن الثقافة السائدة ، وفي الدرجة الثانية من الأهمية سؤال التشابه ، أو التوافق ، مع السائد الثقافي .
والأهم من ذلك الدليل المزدوج للنظرية ، المنطقي والتجريبي .
( بالنسبة للنظرية الجديدة ، تمثل الظواهر الستة ، أو العشرة ، الدليل المتكامل _ المنطقي والتجريبي معا _ ولا ينكره عاقل .
لا يستطيع أن ينكره العاقل _ ة ) .
3
النظرية الجديدة ، وكل فكرة جديدة ، هي حل مؤقت ( أو دائم ) لمشكلة ثقافية غير قابلة للحل ضمن أدوات المعرفة السائدة .
أو حل لمشكلة مزمنة ، أو مؤجلة ، أو لا تقبل الحل ...
وفي حالة الاحتمال الأخير ، تكون النظرية مؤقتة وافتراضية فقط .
....
تمثل ثقافة القرن العشرين المرجع الأساسي ، المتكامل ، للنظرية الجديدة .
....
كمثال تطبيقي من الفيزياء ، مواقف نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ من مشكلة الزمن ، والحاضر بصورة خاصة ، ومن الواقع بصورة عامة .
ومن الفلسفة ، مواقف هايدغر وباشلار ( وللأسف موقف برغسون غير متوفر بالعربية ، وربما النقص شخصي . لكن الكتب ، او النصوص ، التي قرأتها عن فلسفة برغسون كترجمة مباشرة أو كتلخيص خبيصة من الهراء الكامل ، واعتذر عن الصراحة القاسية ) .
4
موقف الثقافة العالمية الحالية ، والمستمرة منذ أكثر من ثلاثة قرون ، امتداد مباشر لموقف نيوتن ( الغامض ، والمتناقض ، من الواقع والزمن خاصة )
ما هو موقف نيوتن من الزمن ، والحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن ؟
لا يوجد كتاب ، أو نص ، في العربية يناقش هذه الفكرة ( أو الأسئلة ) البسيطة والواضحة والمباشرة ؟
باستثناء النظرية الجديدة .
بدل ذلك ، يوجد هراء محض ، معادلات من الدرجة الثالثة لتشرح معنى الزمن ، والحاضر ، والواقع ، والعلاقة بين الزمن والحياة ؟!
هراء كامل ، بلا استثناء .
هل تختلف بقية الثقافات ، بالفعل عن وضع الثقافة العربية المخجل بأكثر التعبيرات لطفا وتهذيبا ؟!
لا أعتقد ، لكنت سمعت بذلك أو قرأت خلال السنوات السابقة ( لي صداقات في أغلب مدن العالم الكبرى ، وهي ثقافية بطبيعتها ، وهذا السؤال ( التهمة ) موجهة للجميع بلا استثناء .
( بالطبع في النسخ اللاحقة ، سوف يحدث التعديل ، خاصة بالنسبة للأصدقاء الذين يزعجهم ذكر أسماؤهم الصريحة ) .
5
عدة أسئلة للقارئ _ة الجديد خاصة :
1 _ ما هو الواقع ؟
2 _ ما هو الزمن ؟
3 _ ما هو الحاضر ؟
4 _ ما العلاقة بين الزمن والحياة ؟
5 _ ما العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟
( افضل جواب لا أعرف .
عدا ذلك ، لا يتعدى حدي الغفلة او الخداع ) .
....
القسم الثاني
من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟
هذا السؤال يقبل الجواب المنطقي والتجريبي معا ، والمشكلة في الثقافة التقليدية والمشتركة ، والتي تتمحور حول فكرة خطأ ، تعتبر أن الماضي بداية لكل شيء والمستقبل نهاية لكل شيء . وفكرة ثانية خطأ أيضا ، تعتبر أن اليوم الحالي مفرد وبسيط ، بينما هو ثلاثي الطبقة والبعد .
بكلمات أخرى ،
اليوم الحالي ثلاث طبقات أو ابعاد :
1 _ يوم الزمن ، يأتي من الغد والمستقبل ، إلى الحاضر واليوم الحالي ، ثم يوم الأمس والماضي .
2 _ يوم الحياة بعكس يوم الزمن ، يأتي من الأمس والماضي ، إلى الحاضر واليوم الحالي ، ثم يوم الغد والمستقبل .
3 _ يوم المكان ، حركته دورية ومتكررة ، تحدث في الحاضر دوما .
يوم المكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
الأنواع والأبعاد الثلاثة لليوم الحالي ، تمثل الواقع والكون .
(( فكرة اليوم الحالي ، بالمقارنة مع يوم الأمس ( خلال 24 ساعة السابقة ) ويوم الغد ( خلال 24 ساعة اللاحقة ) ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع ، خلال نصوص عديدة ، ومنشورة على الحوار المتمدن ، لمن يهمهن _م الموضوع )) .
....
القسم الثالث
دوام الحال من المحال .

مشكلة البداية والنهاية أو العكس ....
( النهاية والبداية )

1
لا يمكن الجمع بين هنا وهناك ، أبدا .
هناك ثلاثة أنواع : 1 _ هناك المكان كلنا نعرفها ، ونخبرها ، بشكل محسوس ومباشر . 2 _ هناك الحياة كلنا نتذكرها ( مرحلة سابقة ) . 3 _ هناك الزمن كلنا نتوقعها ، ونتخيلها ، ( مرحلة لاحقة ) .
هنا أيضا ثلاثة أنواع :
1 _ هنا المكان 2 _ هنا الزمن 3 _ هنا الحياة .
الحياة والزمن والمكان ليست عناصر بسيطة أو مفردة ، بل هي استمراريات ( جمع استمرارية ) أولية ، والأنسب كما أعتقد اعتبارها ثلاثة أنواع من الطاقة : 1 _ الحياة طاقة موجبة ( ظاهرة ) 2 _ الزمن طاقة سالبة ( كامنة ) 3 _ المكان طاقة محايدة تمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني ، بالإضافة إلى أنها تتضمن كل شيء ..مع اللاشيء أو العدم أيضا .
....
المشكلة العقلية تتمثل بصعوبة الانتقال ، بالفعل ، من المنطق الأحادي البسيط والمضلل ، إلى المنطق التعددي ، الحقيقي ، والمتكامل بطبيعته .
....
المرحلة الأولى ، ( مرحلة الوجود بالقوة والفعل معا ) :
1 _ قبل الولادة ، يكون الفرد موزعا بين الماضي والمستقبل ( حول الحاضر ، وفي الحاضر بنفس الوقت ) بالفعل .
المرحلة الثانية :
2 _ من لحظة الولادة إلى لحظة الموت ، مرحلة الوجود بالفعل .
المرحلة الثالثة :
3 _ بعد الموت .
الوجود بالأثر .
....
مشكلة البداية والنهاية زائفة ، وليست حقيقية ، أو موضوعية وتجريبية .
بداية الحياة نهاية الزمن ، والعكس صحيح أيضا نهاية الحياة بداية الزمن .
أيضا بداية الزمن نهاية الحياة ، لكن الوجود الفردي خطي ، وغير عكوسي ، ولهذا يصعب تخيل هذه الأفكار ( الجديدة ) ، في البداية خاصة .
وهذه الفكرة المزدوجة ، بين الحياة والزمن ، ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
المثال النموذجي ، لمشكلة البداية والنهاية أو العكس النهاية والبداية ، يتمثل ويتجسد بالفعل في الظاهرة الأولى " العمر المزدوج بطبيعته بين الحياة والزمن ، ( أو بين العمر وبقية العمر ) .
2
زمن نيوتن ، أو الحاضر الزمني ، يساوي الصفر .
وهو صحيح ، ولكنه حالة خاصة فقط . ( ولا تقبل التعميم ) .
زمن أينشتاين ، أو الحضور الحي ، يساوي اللانهاية .
وهو صحيح أيضا ، لكنه حالة خاصة ونظرية فقط ، تقابل موقف نيوتن .
الزمن الموضوعي وحاضر المكان ، أو المحضر المحسوس والمحدد بشكل دقيق ، وموضوعي ، بين الصفر واللانهاية .
( وقد يكون بين اللانهايتين ، يبقى حسم هذه المسألة بشكل صحيح في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ) .
3
الأسئلة الجديدة ، الخمسة ، للقارئ _ة الجديد خاصة :
1 _ ما هو الواقع ؟
2 _ ما هو الزمن ؟
3 _ ما هو الحاضر ، أيضا الماضي والمستقبل ؟
4 _ ما العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ؟
5 _ ما العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟
هذه الأسئلة ليست جديدة كليا بالطبع ، لكن لأول مرة تطرح بهذا الشكل المحدد بوضوح ( الدقيق والموضوعي معا ) . والمفارقة أن جميع الكتب التي تتمحور حول الزمن ، تتجاهل الأسئلة الخمسة بلا استثناء .
( أمثلة ، نيوتن ، وأينشتاين ، وستيفن هوكينغ من الفيزياء .
هايدغر ، وباشلار ، وبرتراند رسل ، وكارل بوبر ، من الفلسفة .
يوضع اسم برغسون ، لكن في العربية غير واضح ( وارجو من الصديقات والأصدقاء ممن تتوفر لديهم كتابات برغسون ، حول الزمن والحياة خاصة ، تحويلها لي ، مع الشكر العميم ) .
....
القسم الرابع ، والأخير

الأنواع الثلاثة ، أو الأكثر ، للمسافة
( تكملة البحث في سبب ، أو أسباب ، غياب المراجع للنظرية الجديدة )

1
الفجوة بين لحظة الولادة وبين لحظة الموت ، نوعها أو أنواعها وأشكالها ، مثال نموذجي لفكرة المسافة . هنا يبرز الاختلاف الجذري ، والحاسم ، بين النظرية الجديدة والثقافة السائدة بوضوح كامل .
....
أدعو القارئ _ة للتفكير بسؤال واضح ، لكنه صعب ومعقد بالفعل :
ما نوع الفجوة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( هذه اللحظة خلال قراءتك ، وتفكيرك في الجواب المنطقي والمناسب ) ، وهل هي : 1 _ نقطة ، 2 _ أم نوعا من الخط ( المستقيم أو المنحني ) أم 3 _ الاحتمال الثالث ، هي مجهولة بالكامل حاليا ، ويتعذر حلها ضمن أدوات المعرفة الحالية _ وحلها الصحيح في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ؟
2
حل السؤال المطروح بشكل صحيح ، ومناسب ، يتطلب أولا معرفة نوع المسافة بين لحظتي الولادة والموت . وهنا مشكلة ، عويصة بالفعل .
هل المسافة نوع واحد ، كما كان يعتقد اينشتاين كمثال ، واقترح فكرة ( الزمكان ) التي أعتقد أنها سبب رئيسي في التخبط الثقافي العالمي الحالي في مسالة الزمن والواقع ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
لو كان الواقع ، والكون كله ، يتكون من مادة ( الزمكان ) لكانت المشكلة محلولة بالفعل .
ولكن للأسف ذلك غير صحيح ، والدليل المباشر ، السؤال المطروح حول نوع المسافة بين لحظتي الولادة والموت ؟
هل يكفي أن نقول أنها ( زمكانية ) ؟
أعتقد أنها إجابة مضحكة ، وخطأ بالطبع .
3
للمسافة ثلاثة أنواع ، أو أكثر .
بكلمات أخرى ،
الحل المستخدم حاليا ، في الثقافة العالمية بما فيها الفلسفة والفيزياء خطأ ، ومصدره اينشتاين وحله ( السيء ) لمشكلة الواقع بفكرة الزمكان .
1 _ النوع الأول للمسافة ، يتمثل بالمكان ( المسافة المكانية ) .
( المسافة بني نقطتين ، أو بين حدود متعددة ومتنوعة ، وهي معروفة )
2 _ النوع الثاني للمسافة ، يتمثل بالحياة ( المسافة الحياتية ) .
( الفترة أو المرحلة بين لحظة الولادة ، وبين لحظة الموت مثال نموذجي )
3 _ النوع الثالث للمسافة ، يتمثل بالزمن ( المسافة الزمنية ) .
ناقشت هذه الفكرة سابقا ، في نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ، عبر مناقشة الأنواع المختلفة ل ( هناك ) ، أيضا الأنواع الثلاثة ل ( هنا ) ، لمن يهمن _ م الأمر .
....
يمكن اختصار المسافة الزمنية والحياتية ، إلى الواحد ، أو دمجهما في مسافة ثنائية أو مزدوجة عكسية بين الحياة والزمن .
وانا افضل هذه الفكرة ، حيث تربط بين الحياة والزمن علاقة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر دوما .
لكن ، لا نعرف بعد اكثر من ذلك ، وآمل أن تحرض هذه الكتابة العلماء والفلاسفة ، وتقظهم من نومهم الطويل .
4
مشكلة الزمكان ، مشكلة الثقافة المشتركة بين الفلسفة والعلوم والآداب ؟
فكرة الزمكان زائفة ، ومضحكة في أحسن حالاتها .
لكنها كانت وما تزال ، العقبة الأساسية في فهم الزمن ، والواقع ، بشكل علمي ...ويستمر الحوار المفتوح
....
....
الفصل الثالث

هل تقيس الساعات الحالية اتجاه ، وسرعة ، حركة مرور الزمن أم الحياة وما الفرق بينهما ؟!

قبل عدة قرون ، حدث اتفاق ثقافي عالمي _ بطريقة غامضة ومجهولة إلى اليوم بالكامل _ على اعتبار أن حركة الزمن والحياة واحدة ( أو في اتجاه واحد ) من الماضي إلى المستقبل . وما يزال الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، يتمحور بالكامل على تلك الفكرة أو الاتفاق ؟!
قبل ذلك ، كان الموقف معكوسا بالنسبة لحركة الزمن بالكامل ، والدليل ساعة الرمل .
يتحرك الزمن بدلالة الساعات الرملية ، بالعكس تماما من حركة الساعات الحالية أو الحديثة ، من المستقبل إلى الماضي .
بكلمات أخرى ،
بحسب الساعات الرملية : يتناقص الزمن ، من المستقبل إلى الحاضر والماضي . ( أو يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
بينما تشير الساعات الحديثة ، الحالية ، إلى العكس تماما . حيث يعتبر أن الزمن يتزايد من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر بالطبع .
من الواضح أن احد الموقفين خطأ بالتأكيد ، وربما يكون كلا الموقفين خطأ ، ويوجد احتمال ثالث أيضا ، بأن أحدهما صحيح بالفعل .
( وهذا هو موقف النظرية الجديدة ، ومحورها الثابت ) .
....
الظواهر الستة ، أو العشرة وأكثر ، تمثل الدليل العلمي ( المنطقي والتجريبي ) للنظرية الجديدة . وهي تتوافق مع اتجاه الساعات الرملية ، وتتعاكس بالفعل مع اتجاه الساعات الحديثة .
أعتقد أنه خلال هذا القرن ، النصف الثاني منه على الأرجح ، سوف يتم الاعتراف بالخطأ الحالي ، والذي تتمحور حوله الثقافة العالمية الحالية ، وسوف يتم تصحيحه بعدها .
حركة الحياة والزمن جدلية عكسية بين الماضي والمستقبل ، وليست حركة توافقية ومنسجمة كما يفترض الموقف الثقافي العالمي السائد .
....
إذا كانت الساعات الحالية تقيس حركة ، وسرعة ، مرور الحياة يكون اتجاهها صحيحا بالفعل ( من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
لكن إذا كانت تقيس حركة ، وسرعة ، مرور الزمن يجب عكسها بالضرورة .
....
بصرف النظر عن مسألة " طبيعة الزمن " ، بين الاحتمالات الثلاثة : وهل هو فكرة ثقافية فقط ، أم له وجوده الموضوعي والمنفصل عن الانسان ، أم يوجد احتمال ثالث بالفعل ، ونجهله حتى اليوم بالكامل ؟!
بصرف النظر عن الجواب الصحيح ، ربما سيكتشف مستقبلا ، والذي ستتوصل إليه الأجيال القادمة ( منطقيا ) فإن العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية . وذلك يتوافق مع المنطق المشترك بين اللغات الحالية ، مثل العربية أو الإنكليزية أو الفرنسية أو الروسية وغيرها .
....
الكتاب المضاد يتمحور حول شرح ، وبرهان ، الموقف ( المضاد ) للثقافة العالمية السائدة حاليا ، عبر الأدلة المنطقية والتجريبية معا .
....
تساؤل غير بريء :
لو كان يوجد شخص واحد في هذا العالم ، لديه الدليل المنطقي أو التجريبي ضد موقف النظرية الجديدة ( وخاصة الظواهر الستة ) ، أكان ليصمت كل هذه الفترة ، خلال عرض ومناقشة النظرية الجديدة ودلائلها المنطقية والتجريبية معا ، كما هو الحال في الثقافة العربية منذ عدة سنوات !؟
هذا السؤال ، التهمة ، لا يستثني أحدا ...
وسوف يبقى معلقا ، في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ؟!
....
ملحق 1
الظاهرة الأولى هي الأهم : العمر المزدوج بين الحياة والزمن ...
يولد الفرد بالعمر صفر وبقية العمر الكاملة .
ويموت بالعكس تماما :
في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
يوجد تفسير صحيح ، وحيد ، منطقي وتجريبي معا .
العلاقة بين العمر وبقية العمر ، هي نفسها العلاقة بين الحياة والزمن : وهي علاقة صفرية من الدرجة الأولى : العمر + بقية العمر = 0 دوما .
أو العمر يساوي بقية العمر ، لكن بعكس الاتجاه واشارة مخالفة .
تتوضح الفكرة أو العلاقة بين العمر وبقية العمر ، عبر تمثيل ذلك على الطريق ( أوتوستراد مزدوج ) بين مدينتين .
واحدة تمثل العمر ، والثانية تمثل بقية العمر . ولا فرق في الاتجاه .
العمر = بقية العمر دوما ...( لكن بعس الإشارة والاتجاه )
العمر الحالي ، هو نفس المقدار الذي نقص من بقية العمر .
بكلمات أخرى :
يتزايد العمر بدلالة الحياة ، بالتزامن مع تناقص بقية العمر بدلالة الزمن .
( وهي حركة مزدوجة ، بنفس السرعة ، بين مدينتين )
ملحق 2
مثال تطبيقي على الظاهرة الأولى :
العلاقة بين الماضي والمستقبل ؟
( وهي نفسها العلاقة بين الزمن والحياة ، أو بين العمر وبقية العمر...)
لحظة الولادة يكون العمر صفرا وبقية العمر كاملة ، وفي لحظة الموت بالعكس تماما ، يصير العمر كاملا وتتناقص بقية العمر إلى الصفر بالتزامن . كيف ولماذا ؟
لأن العلاقة بين الحياة والزمن ، او بين العمر وبقية العمر ، أو بين الماضي والمستقبل ، من نوع العلاقة الصفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = 0 .
الحياة + الزمن = 0
الماضي + المستقبل = 0
العمر + بقية العمر = 0
لا فرق بين العلاقات الثلاثة إلا في المصطلحات ، والمشكلة في هذا المستوى لغوية فقط .
تتكشف مشكلة الواقع ، بوضوح منطقي وتجريبي ، بعد حل مشكلة طبيعة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل خاصة .
....
العلاقة بين العمر وبقية العمر ، هي العلاقة نفسها بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل .... وهي علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = 0 .
بعد الموت تنكشف ، العلاقة الحقيقية بين العمر وبقية العمر أو بين الماضي والمستقبل أو بين الحياة والزمن ، لا فرق . وهي علاقة خطية مزدوجة ، وعكسية بين نقطتين 1 الولادة و2 الموت . لكنها تختلف عن العلاقة المكانية ، الممتدة وغير التعاقبية . وتتمثل بدلالة خطين متوازيين ومتعاكسين دوما ، بين مدينتين أحدهما يمثل العمر والثاني بقية العمر .
مثال تطبيقي ، لشخص عاش خمسين سنة ...
بين لحظتي الولادة والموت خط مزدوج ( خطان متوازيان ويتعاكسا بطبيعتهما بين نقطتين 1 الولادة و 2 الوفاة ) .
الفرق فقط بنوع بالمسافة ، المكانية حيث يكون المستوي ثنائي البعد ، بينما الواقع الموضوعي خماسي البعد ، وليس ثلاثي البعد فقط .
( بالإضافة للأبعاد الثلاثة للمكان ، يوجد البعد المزدوج _ والمتعاكس _ بين حركتي الحياة والزمن ) .
الماضي داخلنا ، والمستقبل خارجنا ، والحاضر بينهما . ونفس المثال لشخص عاش خمسين سنة ، ( العمر وبقية العمر الكاملين ) يتمثلان بالمسافة المزدوجة بين الصفر واللانهاية ( أو بدلالة الميلاد ، ربما يكون المثال أوضح بالنسبة للقارئ _ ة الجديد خاصة ) مع المتوازي العكسي ( بين اللانهاية والصفر ) .
كل من سوف يولدون خلال بقية هذا القرن ، كمثال يقبل التعميم بلا استثناء ، تتحدد بقية عمره الكاملة ( وهي بعكس عمره الحقيقي والكامل ) بشكل يقيني ، قبل نهاية سنة 2100 مثلا .
بهذا تكون الظاهرة الأولى قد توضحت بالكامل ، بالنسبة للقارئ _ ة المتابع للنظرية ودرجة ذكاؤه فوق المتوسط .
ومن لا يفهمها بعد هذا التبسيط ، ...
ربما تكون مشكلته في عقله ومقدرته على الفهم .
لا أعتقد أن المشكلة في النص ، أو الأسلوب فقط .
وأعتذر بالفعل عن التكرار والشرح المسهب والممل .
....
....
الفصل الرابع

طبيعة العلاقة بين المنطقين الأحادي والتعددي _ اختلاف أم تشابه ؟!
( بدلالة الأنواع الثلاثة لليوم ، أيضا للمسافة )

1
ما يزال الانسان خلال هذا القرن أيضا ، يشعر ويعتقد أن اليوم الحالي جاء من الأمس والماضي ، ويذهب في اتجاه الغد والمستقبل .
يشعر الانسان ، ويعتقد غالبا ، أن حركة الواقع في اتجاه خطي ، مستقيم ، وأحادي ، من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر .
وبنفس الطريقة ، أيضا بنفس الاتجاه والسرعة ، يتحرك الغد والأمس .
بالمختصر ، هذا هو الموقف الثقافي العالمي _ الحالي _ والسائد منذ بدايات القرن الماضي ، ويتصل بنيوتن وأرسطو . وبشكل مشابه ، ويقارب المطابقة ، لما كان يعتقد ويشعر به الانسان قبل خمسمئة سنة .... حين كانت الأرض ثابتة ، ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
....
الموقف السابق ليس كله خطأ ، تلك هي حركة الحياة بالفعل : من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر .
لكن الواقع ، وضمنه اليوم الحالي وأي فترة أو مرحلة مهما طالت أو قصرت ، ثلاثي البعد والطبقات ( مكان ، وزمن ، وحياة ) . ولكل من الأبعاد الثلاثة ( أو المكونات ) حركته الخاصة الفردية والمتميزة .
والحركات الثلاثة ( حركة المكان ، وحركة الزمن ، وحركة الحياة ) ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
بكلمات أخرى ،
اليوم الحالي ( أو الساعة ، أو القرن ) ثلاثة أيام متطابقة ، تبدو كأنها يوم واحد مفرد وبسيط :
1 _ يوم الحياة .
( أو الساعة وأجزائها ، أو القرن ومضاعفاته ) .
2 _ يوم الزمن .
( أو الساعة وأجزائها ، او القرن ومضاعفاته ) .
3 _ يوم المكان .
( أو الاحداثية ، أو الكون ) .
يوم الحياة ، هو الذي نراه ونشعر به ، ونعمم تلك الفكرة والخبرة على الواقع والكون كله ، وهذا مصدر الخطأ .
( وكل ذلك يحدث بشكل لاشعوري ، وخارج الوعي والانتباه غالبا ) .
يتحرك يوم الحياة ، من الأمس إلى اليوم الحالي ، وإلى الغد بشكل ثابت ومستمر .
يوم الزمن عكس يوم الحياة ، ونقيضه الكامل : يتحرك من الغد إلى اليوم الحالي ، ثم الأمس في المرحلة الثالثة .
( يوم الحياة ويوم الزمن ، مثل ساعة الحياة وساعة الزمن ، متساويان ومتطابقان _ لكن بشكل عكسي دوما _ يتعاكسان في الاشارة والاتجاه ) .
يوم المكان يمثل البديل الثالث ، ويجسده بالفعل ، وهو عامل التوازن والاستقرار الكوني . وحركته تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ، إلى الحاضر س ، .... بشكل غير منته .
2
مسافة المكان واضحة ومباشرة ، ومكتملة . وهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
لكن المشكلة في مسافة الزمن ، مسافة الحياة أيضا ، أو في العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) .
لحظة الولادة بداية مشتركة ، ومزدوجة ، بين الحياة والزمن . ولكنها تنطوي على مفارقة ، مع أنها مكتشفة من قبل زينون _ قبل أكثر من عشرين قرنا _ لكنها ما تزال شبه مجهولة بالكامل ؟!
مفارقات زينون ، تشير وبوضوح إلى أنه كان يدرك ( ربما بشكل حدسي وغامض فقط ) وجود أنواع متعددة للحركة _ مختلفة ومتنوعة بالفعل .
الحل الذي قدمه اينشتاين ، والمتمثل بفكرة ( الزمكان ) هو حل سلبي _ أسوأ من عدم الحل _ لأنه يمثل خطوة إلى الوراء بالفعل .
مشكلة الواقع ثلاثية البعد : مكان ، وزمن ، وحياة . اختزلها اينشتاين إلى مشكلة ثنائية فقط ، عبر الدمج ( غير المبرر منطقيا أو تجريبيا ) بين الزمن والمكان ، وتجاهل الحياة كما فعل نيوتن من قبله .
الظاهرة الأولى توضح الفكرة ، والمفارقة التي اكتشفها زينون ما تزال مستمرة _ لكنه عجز عن حلها ، ولا نعرف النهاية أو الخبرة التي توصل إليها بالفعل في ذلك المجال _ وهي العلاقة المتناقضة بين العمر وبقية العمر بالنسبة للفرد ( لكل فرد بلا استثناء ) .
1 _ في لحظة الولادة يكون العمر الفردي يساوي الصفر ، بينما تكون بقية العمر كاملة لحظة الولادة ( وتساوي العمر الكامل ، لكن بعكس الإشارة والاتجاه ) . نفس الوضع ، يكون قبل الولادة ب...سنة أو قرن أو أكثر .
2 _ وفي لحظة الموت يصير العكس تماما ، يكتمل العمر _ بالتزامن _ مع تناقص بقية العمر إلى الصفر .
الحل الوحيد لهذه المشكلة ، المسألة المزمنة والمعلقة ، معادلة صفرية من الدرجة الأولى تربط بين العمر وبقية العمر ، أو بين الزمن والحياة :
س + ع = 0 .
بقية العمر + العمر = 0 .
الزمن + الحياة = 0 .
بكلمات أخرى ،
مسافة الحياة هي نفسها مسافة الزمن أو الوقت ، لكن بشكل معكوس في الإشارة والاتجاه .
( تحتاج هذه الفكرة " الظاهرة الأولى " ، وتستحق ، الاهتمام والتأمل . والتفكير على مراحل ، بشكل دقيق وموضوعي .
وبمساعدة بقية الظواهر " الستة " تتكشف العلاقة بين الحياة والزمن ، أو بين العمر وبقية العمر ، بشكل دقيق وموضوعي وواضح ) .
....
العمر الفردي يشبه الأوتوستراد المزدوج بين مدينتين ، أحدهما تمثل لحظة الولادة والثانية تمثل لحظة الموت .
في لحظة الموت يتكشف العمر الفردي ، أو الخط الثاني المعاكس تماما للخط الأول .
حيث يمثل العمر الحالي ، أو الكامل ، الخط الأول والذي يبدأ من الصفر إلى العمر الكامل . وبالعكس ، يمثل الخط الثاني بقية العمر التي تبدأ كاملة في لحظة الولادة ، ثم تبدأ بالتناقص إلى الصفر لحظة الموت .
يمكن للقارئ _ة فهم الفكرة بشكل منطقي وتجريبي معا ، والتوسع فيها ، عبر الأمثلة التي يختارها من الحياة الشخصية .
مثال ثلاثي : يموت في هذا اليوم 21 / 6 / 2023 ثلاثة أشخاص ، بثلاثة اعمار 90 سنة ، 70 سنة ، 50 سنة :
الأول : تولد 1933 ، توفي 2023 .
الثاني : تولد 1953 ، توفي 2023 .
الثالث : تولد 1973 ، توفي 2023 .
بسهولة تتكشف طبيعة العلاقة بين الحياة والزمن ، أو بين العمر وبقية العمر ، عبر الأمثلة السابقة .
....
الخلاصة
العمر وبقية العمر ( أو الحياة والزمن ) :
بعد لحظة الموت ، تتكشف العلاقة الحقيقية بين العمر وبقية العمر ( أو بين الحياة والزمن ) بوضوح تام ، وبشكل دقيق وموضوعي بالتزامن .
العمر = بقية العمر لكن بالعكس ، أو مع إشارة سالبة .
العمر + بقية العمر = 0 دوما .
الحياة + الزمن = 0 دوما .
العمر الحالي ، هو بالضبط ما نقص من بقية العمر .
العمر الكامل ، أو الحالي ، وبقية العمر يتساويان بالقيمة المطلقة ، ويتطابقان بالعكس دوما .
....
بعدما توضع الظواهر الستة ، بشكل متسلسل ، يسهل فهمها من خلال الحوار العقلاني والمنفتح ، بدلالتها تتكشف العلاقة بين الحياة والزمن تجريبيا ، وبشكل دقيق وموضوعي معا . كما تتكشف معها العلاقة بين الماضي والمستقبل ، ويسهل بعدها فهم العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
أعتذر من القارئ _ة المتابع ، عن التكرار والشرح الزائد ، ربما يتضمن بعض الفائدة ؟!
....
....
الفصل الخامس

العلاقة بين الماضي والمستقبل _ بدلالة الحاضر
( بعض الأفكار الجديدة )

لنتذكر :
المسافة بينك وبين الذرات التي يتكون منها جسمك ، تقابل ، أو توازي المسافة بينك وبين النجوم والمجرات البعيدة ، والفضاء الخارجي كله .
مجرد التفكير للحظات بهذا الموقف ، المشترك ، بين العلم والفلسفة والدين والتنوير الروحي ، يدفع الانسان إلى الشعور بالرهبة مع الدهشة والرعب .
لنأمل ...
خلال هذا القرن كمثال ، لو ينجح البشر بالوصول إلى النضج المتكامل ، ويصير نمط العيش العالمي _ المشترك _ والحقيقي ، وكما هو عليه في البيت والشارع والعمل وغيرها ، على قدر المسؤولية التي يحتاجها العالم الحالي ، والقادم ؟!
1
ما هو الماضي ؟
لا أحد يعرف ، ولا أحد يهتم ....
ما هو يوم الأمس ( خلال 24 ساعة السابقة ، بالنسبة للقارئ _ة ) ؟
هم ، به ، فا ، شو ، هه ، ...
هذا هو الجواب ( الوحيد ) الذي تقدمه الفلسفة والفيزياء : غمغمة وانشاءات ذهنية عشوائية بالكامل ، ويزاود ( المزاودة مرحلة بعد الكذب ) البعض بإضافة معادلات من الدرجة الثالثة إمعانا في " العلموية " والشعبوية .
ما هو المستقبل ؟
الموقف نفسه .
الموقف السخيف ، والمخجل . ويشبه إلى درجة التطابق ، الموقف الذي يعتبر أن الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم !
2
لا أزعم بالطبع أنني توصلت إلى الحل الصحيح ، والمتكامل والنهائي .
لكنني متأكد ، ان قارئ _ة النظرية الجديدة وبعد تكملة هذا النص ، يكون بموقف معرفي يتقدم بالفعل _ خطوة على الأقل _ على جميع علماء الفيزياء ، ومعهم الفلاسفة في العالم كله ، وبقية المفكرين والكتاب والمثقفين إلى اليوم 22 / 6 / 2023 وبلا استثناء .
....
الموقف الثقافي العالمي ، السائد في جميع اللغات والثقافات يعتبر أن الماضي ويوم الأمس ( خلال 24 ساعة السابقة ) ، صار هو نفسه اليوم الحالي ، واليوم الحالي يصير ( خلال 24 ساعة القادمة ) هو الغد .
والاستثناء الوحيد المعروف ، والمكتوب بصراحة وبشكل مباشر موقف الشاعر رياض الصالح الحسين ، وهو على النقيض :
الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس .
كلا الموقفين ناقص ، ويكمل الثاني بالضرورة .
والأفضلية الواضحة لصالح رياض بالطبع ، وتشبه ميزة اينشتاين على نيوتن .
بكلمات أوضح :
موقف رياض الصالح الحسين ، الذي يعتبر أن الغد والمستقبل هو مصدر الوجود والواقع وكل شيء . له ميزة على الموقف السائد ( التقليدي ) ، والمشترك بين نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهم : والذي يعتبر أن الأمس والماضي هو مصدر الوجود والواقع وكل شيء .
موقف نيوتن كمثال ، يعتبر أن الزمن موضوعي ومطلق ، يقابله موقف آينشتاين بأن الزمن نسبي ويختلف بين مراقب وآخر . كلا الموقفين ناقص ، ويحتاج الثاني لتكملته . والفضل لأينشتاين لأنه صحح الموقف التقليدي ، وأكمله وفتح الطريق ، أمام النظرية الجديدة وغيرها من الأفكار الجديدة .
3
بعد فهم طبيعة اليوم الحالي ثلاثي البعد ، والطبقات ، والنوع . يسهل فهم الموقف الصحيح ، والذي يتضمن كلا الموقفين النقيضين ( موقف رياض الصالح الحسين من الواقع ، والموقف التقليدي الذي يعاكسه بالضبط ) .
يوم الحياة ، يتحرك في اتجاه واحد وثابت من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر بالطبع .
يوم الزمن أو الوقت بالعكس تماما ، يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
يوم المكان يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني ، وحركته في الحاضر دوما .
....
مثال بسيط ومكرر : العلاقة بين هنا وهناك ؟
هناك ثلاثية النوع والطبقات : 1 _ هناك المكان ، 2 _ وهناك الحياة ، 3 _ وهناك الزمن .
هنا أيضا ثلاثية النوع والطبقات : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
الحياة والزمن ثنائية ، أو مزدوجة عكسية بطبيعتها ، تشبه خطين متوازيين ومتعاكسين ، أو أوتوستراد مزدوج بين مدينتين .
4
صار بالإمكان تشكيل تصور جديد ، للعلاقة بين الماضي والمستقبل بدلالة الحاضر .
الماضي داخلنا ، داخل الحياة والأرض والأشياء .
والبرهان المنطقي على ذلك بسيط ومباشر ، أين ذهبت اللحظة السابقة ؟
بالطبع لم تعد في الحاضر ، وليست في المستقبل .
وهذا البرهان مقبول في الفلسفة ، وفي المنطق العام نظريا .
ولكن ينقصه البرهان العلمي ، والذي يقترن بالدليل التجريبي بطبيعته .
بالمثل المستقبل خارجنا ، خارج الحياة والأرض والأشياء .
والحاضر بين الماضي والمستقبل .
الحاضر حلقة مشتركة بين الماضي والمستقبل ، والعكس صحيح بين المستقبل والماضي .
الفكرة جديدة ، وتحتاج للحوار والتكملة ...
5
ما هي العلاقة ، الحقيقية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟
لنتذكر أن ( الحاضر والماضي والمستقبل ) متلازمة ثانوية ، بينما الأصلية أو الأولية ( المكان والحياة والزمن ) . فهم هذه الفكرة ، أو العلاقة بين المتلازمتين ، عتبة لفهم العلاقة الصحيحة _ او المنطقية في الحد الأدنى _ بين الحاضر والماضي والمستقبل .
....
الماضي موجود في الحاضر ، لكن بالأثر فقط .
والقسم الأعظم من الماضي تلاشى ، واندثر بالفعل ؟!
لكن لا نعرف كيف ، ولماذا ، وضمن أية شروط ، وغيرها .
بعبارة ثانية ، الحياة تنتقل من الماضي إلى الحاضر أولا ، ثم تنتقل من الحاضر إلى المستقبل تاليا . وهذه الحركة تمثل ، وتجسد ، عملية استمرارية الحياة . لكن القسم الأعظم من الحياة ، ينحسر ويتلاشى كما نلاحظ بشكل مباشر ، وما ينجح في الاستمرارية جزء فقط .
هل الحاضر موجود الآن ، خلال القراءة أيضا ، في الماضي أم في المستقبل ، أم في الاثنين معا ( موقف النظرية الجديدة ) ؟!
والسؤال الثالث ، والأهم ربما :
هل يتضمن المستقبل الحاضر والماضي معا ، وكيف يحدث ذلك ؟!
هذه الأسئلة ، وغيرها من الأسئلة الجديدة ، سوف تبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
ولا أعتقد أنها ستجد الحلول العلمية ، أو المناسبة ، طوال هذا القرن .
....
الخلاصة
الظاهرة الأولى ، أو العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن ، عتبة وشرط لفهم العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
ما العلاقة بين العمر وبقية العمر ؟
في لحظة الولادة يكون العمر = 0 ، وبقية العمر = العمر الكامل لكن بشكل سالب ومعاكس بالإشارة والاتجاه .
وفي لحظة الموت يصير العكس تماما ( مثل أوتوستراد ، أو طريق متعاكس بين مدينتين ) : العمر يصير كاملا ، بالتزامن مع تناقص بقية العمر إلى الصفر .
العمر الحالي ، يتزايد بين الصفر والعمر الكامل .
بقية العمر ، تتناقص بين العمر الكامل والصفر .
والسؤال ما هي طبيعة العلاقة بين العمر وبقية العمر ؟
السؤال غير منطقي ، وينطوي على مفارقة أو مغالطة بعد الفهم .
لا يمكن معرفة العمر الكامل ، أو بقية العمر الكاملة إلا بعد لحظة الموت .
وهذه المفارقة ، أو الشرط الإنساني المأساوي ، نخبرها جميعا في كل جنازة نحضرها أو نهتم بها .
( جميع البشر الأحياء يعرفون ، نظريا ، لحظة موتك باستثنائك ) .
....
أعتقد أنني وفيت بوعدي ، قراءة هذا النص ، تمنح القارئ _ة فوق المتوسط معرفة أعلى بدرجة على الأقل ، من جميع العلماء والفلاسفة وغيرهم من المثقفين _ ات .
....
ملاحظة هامة جدا ، المقصود بالمعرفة ( الجديدة ) التي يحصلها القارئ _ة المهتم والجاد في مجال الزمن فقط ، والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة .
في المجالات العلمية ، والثقافية الأخرى ، أعتذر عن الادعاء الذي قد يتسبب بسوء فهم خطير .
أعتبر نفسي قارئا مبتدئا ، في المرحلة الأولى بغالبية حقول الثقافة ، والفن ، والفلسفة والآداب .
وهذا ليس تواضعا لفظيا ، بل هي الحقيقة الثقافية _ الموضوعية .
كمثال حقيقي ومباشر ، أساتذتي في سوريا فقط ، عددهن _ م بالمئات وفي مختلف المجالات الثقافية ، العلمية والفكرية خاصة .
....
....
الفصل السادس

موقف الانكار أو القفز فوق المشكلة
( مثال تطبيقي ، موقف نيوتن من العلاقة بين الحياة والزمن )

1
اعتبر نيوتن وبشكل موارب ، وغامض إلى اليوم ، أن الحياة والزمن واحد أو في اتجاه واحد .
وهذه المشكلة المزمنة والمعلقة _ فرضية أن الزمن والحياة في اتجاه واحد ، بالإضافة إلى استبدال العلاقة ( الواضحة ) بين الزمن والحياة بالعلاقة ( المبهمة ) بين الزمن والمكان _ تمثل العقبة الأساسية أمام معرفة الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) بشكل خاص .
موقف اينشتاين وطريقة حله ، فاقم المشكلة بالفعل ، وضاعفها بدلالة فكرة ( الزمكان ) ، حيث تجاهلت الثقافة العالمية كلها من بعد اينشتاين ، خلال القرن الماضي وحتى اليوم " العلاقة بين الزمن والحياة " ، عبر استبدالها بفكرة الزمكان ؟!
....
هذا الموقف يؤدي بشكل منطقي ، ومباشر إلى الموقف الثقافي العالمي ( الحالي 2023 ) لا في الفيزياء والفلسفة فقط ، بل في جميع حقول الثقافة وجوانبها المتعددة والمتنوعة بلا استثناء ، بما فيها الرقص والرسم والموسيقا ، وخاصة السينما وهوليود عبر أفلام السفر في الزمن !
سوف أخصص الفصل الأخير في الكتاب المضاد لهذا الموضوع ، عسى ولعل . ...أن تصل هذه الأفكار ، والنظرية الجديدة إلى القارئ _ة المهتم ، والمتخصص ، وإلى الهيئات الثقافية ( الحقيقية ) في العالم ؟!
لماذا اختار اينشتاين _ وقبله نيوتن _ الموقف غير الواضح ، وهو محل تهمة أخلاقية وعلمية بالطبع ، قبل أن نتساءل عن أرسطو ومن سبقوه أو جايلوه !
هذا السؤال موجه للمؤرخين ، والباحثين والمتخصصين في تاريخ العلم والفلسفة معا _ والعرب _ قبل غيرهم .
بالسنبة لي ، سوف أعرض المشكلة بالوضوح ، مع الحفاظ على الدقة والموضوعية ، بالقدر الذي يمكنني تحقيقه .
لماذا يفضل غالبيتنا _ العلماء والفلاسفة أيضا ، إلى اليوم _ الجواب غير الدقيق ، على الصدق والشفافية أو عبارة " لا أعرف " الجميلة ؟!
أعتقد أن السبب الموضوعي والمشترك ، تفضيل السمعة على الحقيقة . وبالتزامن غالبا ، تفضيل الحاضر على المستقبل .
حياتي كلها بعد الخمسين _ لا كتابتي فقط _ محاولة مستمرة لتحقيق هذا " النمط من العيش " : تفضيل الحقيقة على السمعة ، وتفضيل المستقبل على الحاضر بالتزامن .
2
موقف الانكار ، في الثقافة النفسية خاصة ، يمثل المستوى الأولي والبدائي في التنظيم العقلي للإنسان البالغ .
مثاله التاريخي والعالمي ، رفض فكرة كروية الأرض ومعها بقية المكتشفات التي لا يتمكن الفرد من اختبارها بنفسه .
ومثالها في الحياة اليومية التثبيت على الماضي ، وعدم قبول الجديد .
....
موقف الانكار بالتصنيف الثلاثي ، هو الأدنى :
1 _ موقف الانكار ، نرجسي بطبيعته .
ويختلط بالفصام ، والعيش المستمر في الماضي .
2 _ موقف الضحية ، يشترك مع موقف الانكار في حالة " التمركز الذاتي الشديد " ، لكنه يتمايز عنه بالإدراك الواقعي وتقبل الجديد نسبيا .
3 _ موقف المسؤولية ، وهو موقف الصحة المتكاملة .
....
موقف الانكار بالتصنيف الرباعي أوضح ، واعتقد أنه الأنسب .
( بدلالة الصدق والكذب ) ، من الأدنى والأقل تطورا ، إلى الأحدث والأكثر نضجا :
1 _ الصدق السلبي ، أو النرجسي .
مثاله النموذجي النميمة والوشاية ، أيضا الثرثرة القهرية ، بالإضافة لبقية أشكال الخداع والتضليل .
2 _ الكذب العادي .
الذي نعرفه جميعا ، ونمارسه بشكل يومي .
3 _ الصدق العادي .
الذي نعرفه أيضا ، ونمارسه أيضا بشكل يومي .
4 _ الكذب الإيجابي ، أو ذروة القيم .
مثاله النموذجي التواضع ، وانكار الفضل الذاتي .
" من يقدم الصدقة بالسر أعظم من موسى " العهد القديم .
....
أكتفي بهذه المناقشة ، المختزلة والمبسطة جدا لموقف الانكار .
وسأحاول التعويض عن ذلك ، بمناقشة أوسع لموقف نيوتن ومن قبله ومن بعده أكثر من مشكلة تفضيل المناورة ( والتضليل غير المقصود ) على موقف الصراحة والشفافية التي تتضمنها عبارة : " أنا لا أعرف " .
3
موقف ستيفن هوكينغ كمثال ، من كتابة " تاريخ موجز للزمن " .
هل يعقل ، ان لا ينتبه شخص بذكاء ونباهة _ وموقع _ ستيفن هوكينغ للمشكلة التي ينطوي عليها الموقف الثقافي العالمي حتى اليوم : اعتبار حركة الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبدون أي مناقشة او تبرير ؟!
لا أستطيع ان أصدق ذلك ، وافترض العكس :
ستيفن هوكينغ ، مثل اينشتاين ، ومثل أي شخص عادي اليوم في موقفه من الحقيقية الموضوعية ، لا يهتم بها سوى على مستوى الحاجة .
....
هل يختلف العلماء عن السياسيين خاصة ، أو غيرهم من سادة المجتمع مثل الأطباء ورجال الأعمال ، في المستوى المعرفي _ الأخلاقي بالفعل ؟!
أرجو أن يكون الجواب ، الحقيقي ، نعم .
4
الموقف الذي أوضحه ، ثم أشهره ، فرويد هل كان يتبناه كنمط عيش :
الانتقال من العيش على مستوى اللذة ، إلى العيش على مستوى الواقع ؟
هذا السؤال ، أيضا جوابه عند المؤرخين ومراكز الأبحاث التاريخية .
....
الفرق بين نمطي العيش ، يمثل أهم مصادر النظرية الجديدة .
استحالة الجمع بين الحاضر والمستقبل ، أو التضحية الاجبارية بأحدهما .
5
موقف الانكار بدلالة الصحة العقلية والنضج المتكامل أو العكس ، التعثر بالنضج المتكامل ، والفشل بتحقيق التجانس بين العمر البيولوجي والعمر العقلي ، واستمرار موقف التثبيت العقلي على الماضي بعد البلوغ .
ذلك هو الموقف ، المشترك ، في أدبيات الثقافة النفسية للقرن الماضي .
لكن بقيت حلقة مفقودة ، وما تزال ، تتمثل بمشكلة الحاضر أو ( لغز الحاضر ) . وهي محور المشكلات غير المحلولة بعد في الثقافة العالمية : مثل مشكلة الواقع ، ومشكلة الزمن ، ومشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ، ومشكلة العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
مشكلة الحاضر : طبيعته ، ومكوناته ، وحركته ، واتجاهاته ، وحدوده ؟!
هي المشكلة المحورية ، الموروثة والمشتركة ، منذ عشرات القرون .
أعتقد أن النظرية الجديدة تحلها بشكل علمي ، منطقي وتجريبي معا ، وبنسبة تزيد عن السبعين بالمئة ، أو تتقدم بخطوة حقيقية على طريق حل المشكلة بشكل دقيق ، وموضوعي ، بالتزامن .
....
ناقشت سابقا موقف نيوتن ، الذي يعتبر أن للحاضر قيمة متناقصة لا متناهية في الصغر ويمكن اهمالها ، وعلى نقيضه موقف أينشتاين الذي يعتبر ان للحاضر قيمة متزايدة ولا متناهية ، ويهمل الماضي والمستقبل .
ما يزال الموقف نفسه من الزمن ، ومن الحاضر ، في الثقافة العالمية . حيث يعتبر ( الحاضر ) كموضوع ، أو أي شيء آخر لغزا ... يزعم الكاتب أو المؤلف معرفته _ بالتواطؤ وبمشاركة القارئ _ة ، الزعم أنه فهم ذلك النص ( أو الكتاب أو الفكرة ، مثالها الزمن يتقلص ويتمدد ) ... يشبه ذلك الموقف ثياب الامبراطور الجديدة التي يراها الجميع ، ....
ولكن يفضح اللعبة الطفل ، الجديد ، والساذج بالطبع .
....
وقعت في الفخ ، أعرف ذلك بوضوح . لكن الحل الذي أقدمه من خلال النظرية الجديدة والحوار المفتوح ( المستمر ) ، في أسوأ الأحوال هو محاولة للتفكير من خارج الصندوق ، وهي جديرة بالاهتمام والفهم ؟!
....
الحاضر ثلاثة أشياء ، أو موضوعات ، أو أنواع من الطاقة . ويتعذر اختزالها إلى واحد او اثنين مطلقا : مكان ، وزمن ، وحياة . وهي تقبل الزيادة على الأرجح ، ولكنها لا تقبل الاختزال مطلقا .
حاضر الحياة استمرارية تبدأ من الماضي أولا ، والحاضر ثانيا كمرحلة ثانية وثانوية ، والمستقبل ( غير الموجود الآن ) في المرحلة الثالثة .
حاضر الزمن بالعكس تماما من حاضر الحياة ، يبدأ من غير الموجود الآن ( المستقبل ...سنة 2030 ، أو 2123 أو غيرها ) وهي المرحلة الأولى في حركة الزمن ، ثم المرحلة الثانية والثانوية بطبيعتها أو الحاضر ، والمرحلة الثالثة هي الماضي .
بينما حاضر المكان أو المحضر ، حركته في الحاضر دوما .
....
فكرة الحاضر كعنصر مفرد ، وبسيط ، مقابل الماضي والمستقبل كعنصرين بسيطين ومفردين أيضا ، هي المشكلة اللغوية أولا ، والمنطقية والتجريبية تاليا .
الحاضر ثلاثة أنواع في الحد الأدنى ، حاضر الزمن وحاضر المكان وحاضر الحياة .
ومثله الماضي والمستقبل أيضا ، حيث كلمة الماضي أو المستقبل تنطوي على مغالطة فعلية _ لا مفارقة فقط _ فهي تطلق كتسمية على ثلاثة أشياء أو ثلاثة أنواع من الطاقة مختلفة بالفعل .
قبل فهم هذه المشكلة ( المركبة ) ، اللغوية أولا ، ثم المنطقية تاليا ، والتجريبية أخيرا ، يتعذر فهم الزمن ، والواقع ، أو العلاقة بين الحياة والزمن ، او العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
( هذه المشكلة ، المزمنة ، ناقشتها مرارا ولا أعرف إن كانت مفهومة للقارئ _ة الجديد خاصة ) ؟! .
6
موقف الانكار يمثل ، ويجسد ، مستوى معرفي _ أخلاقي أولا .
في هذا الموقف ، او المستوى ، يتعذر إقامة حوار .
عتبة الحوار ، وشرطه المسبق فهم لغة الآخر ، بالإضافة إلى المقدرة على ادراك النقص الذاتي ( والمجهول الذاتي خاصة ) . أيضا يتطلب الحوار المقدرة على قبول الآخر ، والفهم للآخر الذي يختلف بشكل موضوعي عن الفهم الذاتي .
( هذه الفكرة خاصة ، فكرة العلاقة بين الذات والآخر ، تمت مناقشتها في الثقافة العالمية _ وضمنها العربية لحسن الحظ _ خلال القرن الماضي على مستوى الفلسفة والعلوم الإنسانية ، والنقد الأدبي أيضا ، بشكل تفصيلي ، وموسع وهي متاحة لكل من يهتم بالفكرة ( المشكلة ) .
وأعتذر من القارئ _ة غير المطلع ، والذي لا تسمح ثقافته ( الناقصة ) بفهم هذه الأفكار الجديدة ، والمعقدة بالفعل . لكنها ليست اعتباطية ، أو بلا معنى كما يفهم القارئ _ة المستعجل أو من تنقصه الثقافة اللازمة للفهم .
أعتذر بالفعل ، واشعر بالحرج ) .
جميع الكتب ، أو النصوص ، التي قرأتها عن الزمن ، يعتقد كتابها أن الحاضر والماضي والمستقبل عناصر مفردة ، وبسيطة !
وكمثال ، ستيفن هوكينغ وكتابه " تاريخ موجز للزمن " عن الانكليزية ، وروديغر سافرانسكي وكتابه " الزمن " عن الألمانية ، وقبلهم باشلار وكتابه " جدلية الزمن " عن الفرنسية .... وغيرهم بلا استثناء ، يعتبرون أن الحاضر عنصرا بسيطا ، ومفردا ، ومثله الماضي والمستقبل .
( هذه كارثة ثقافية ، وفضيحة مستمرة على مستوى العالم ) .
على هذا المستوى من الفهم ، أو الثقافة ، يتعذر فهم الأفكار الجديدة حول الواقع والزمن ، والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة .
7
الفكرة الأخيرة ، التي أرغب بالتذكير بها مجددا ، وهي جديدة أيضا وأعتقد أنها ستكون مهمة على مستوى العلم والتكنولوجيا " أنواع الحركة الثلاثة والثلاثية " عبر مثال تطبيقي ، ونعرفه جميعا :
فيديو مصور ، مدته خمس دقائق أو خمس ساعات ، أو أكثر أو اقل لا فرق بالنسبة للفكرة .
توجد ثلاثة احتمالات لتفسير حركة الفيديو بين البداية والنهاية :
1 _ الحركة من الحاضر إلى المستقبل .
( وهي من نوع حركة الحياة ، الفاعل أو الذات )
2 _ الحركة بالعكس من الحاضر إلى الماضي .
( وهي من نوع حركة الزمن ، أو الفعل أو الموضوع )
3 _ الحركة من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ، إلى الحاضر ( س ) .
( هذه الحركة من النوع التسلسلي لا التعاقبي ، حيث الحركتان السابقتان تعاقبيتان ومحصلتهما تساوي الصفر دوما ) .
أعتقد أن الحركة في هذا المثال ، وكل حركة يمكن ملاحظتها ، هي تسلسلية فقط ، أو حركة في المكان وتحدث في الحاضر فقط .
ملاحظة مهمة :
نوعا الحركة التعاقبية لا يمكن ملاحظتهما بشكل مباشر ، مع أنه يمكن التأكد من حدوثهما بشكل استنتاجي ، ومتكرر ، مع قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحركة الأولى ، حركة الحياة ، وتتمثل بالتقدم في العمر وهي من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر دوما . ( حركة الذات ، او الفاعل ) .
الحركة الثانية ، حركة الزمن وتتمثل بحركة تناقص بقية العمر للصفر ( من بقية العمر الكاملة _ نفس العمر الكامل لكن بإشارة معاكسة _ وهي من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر . ( حركة الموضوع ، او الفعل ) .
الحركات الثلاثية تمثل ، وتجسد ، حل أحجيات زينون بشكل منطقي وتجريبي معا .
الحركة بين الحياة والزمن محصلتها تساوي الصفر دوما ، وبالتالي لا تؤثر على الحسابات العلمية والعملية بشكل مباشر . ( لكن ، اعتقد أن لها تطبيقات مهمة ، وجديدة ، وستكتشف في المستقبل ) . بينما حركة المكان ، الحركة التسلسلية ، هي التي تدرسها الفيزياء بدرجة من الدقة والموضوعية تقارب الكمال . ( مثالها حركة الفيديو السابقة ) .
أعتقد أن هذه الفكرة ، الحركات الثلاثة ، جديرة بالاهتمام والحوار .
....
الخلاصة
موق فالمسؤولية يمثل عملية النضج المتكامل ، الناجحة والمتحققة بالفعل . ويتضمن كل ما سبقه من خبرات ومراحل ومشاعر وأفكار بصورة عامة . يتلازم موقف المسؤولية ومرحلة النضج المتكامل ، والتي تتضمن كل الخطوات والمراحل والخبرات السابقة .
عبر موقف المسؤولية ، ومن خلاله بالضرورة ، تتحقق الإرادة الحرة بالفعل ، وبشكل نظري وعملي معا .
.....
يتضمن موقف المسؤولية ، نقل محور الاهتمام من الماضي إلى المستقبل والحاضر . وهذه النقطة بغاية الأهمية ، كما أعتقد ، حيث أنه من خلال الموقف التقليدي ( والتفكير التقليدي ) بأن الماضي مصدر كلي ، وحيد ، وشامل للزمن والحياة معا ! في النتيجة سيتم الاستخفاف بالمستقبل خاصة ، ويعتبر ثانويا وأحد الاحتمالات فقط . بينما يتم تضخيم أهمية الماضي في المقابل ، ويعتبر الحقيقة الوحيدة المؤكدة والجديرة بالاهتمام !
هذا الخطأ المحوري ، والمشترك بين الفلسفة والفيزياء ، ويشمل الثقافة العالمية الحالية كلها وبلا استثناء .
....
....

مشكلة الحاضر _ خاتمة الكتاب المضاد
( حلقة مشتركة مع الكتاب الجديد )

1
ما هو الحاضر ؟
هذا السؤال المزمن ، والمعلق منذ أكثر من عدة قرون ، سوف يبقى خلال هذا القرن على الأرجح بلا جواب .
وربما يكون الطريق المناسب والمباشر ، المرور عبر النظرية الجديدة ، إلى الفهم المتكامل للمشكلة المركبة والدينامية بطبيعتها .
....
الحاضر نسيج دينامي ثلاثي البعد والطبقات ، في الحد الأدنى .
( الحاضر يتكون من : المكان والزمن والحياة ، بالتزامن )
هذا الاختلاف النوعي بين النظرية الجديدة ، وبين الثقافة التقليدية الموروثة ، والمستمرة ، والتي تعتبر أن الحاضر عنصر بسيط ، ومفرد .
بينما الحاضر اسم واحد لعدة مكونات مختلفة ، ثلاثة في الحد الأدنى ، وهذا المثال النموذجي الذي يمثل المشكلة اللغوية ويجسدها بالفعل .
2
لا يمكن للقارئ _ة الجمع بين الموقفين التقليدي والجديد ، وهذه مشكلة القراءة غير النقدية ( التقليدية بعبارة عامة وواضحة ) .
يشبه الأمر ، الفرق الجذري بين نظرية بطليموس و نظرية كوبرنيكوس :
الجمع بينهما فاشل ، وغير ممكن ، والمشكلة نفسها بين محاولة الجمع بين المنطقين الأحادي ( الذي يمثل الموقف التقليدي ) والمنطق التعددي الذي تمثله النظرية الجديدة _ وهي تمثل الموقف العلمي ( الحالي ) كما أعتقد .
3
مشكلة الحاضر تتصل بمشكلة الزمن ، أو طبيعة الزمن ، وهل هو نسبي ( أينشتاين ) أو مطلق ( نيوتن ) ؟
بالإضافة لمشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، والاحتمالات الثلاثة المتساوية نظريا ومنطقيا : 1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال 2 _ للزمن وجوده الموضوعي المستقل عن الانسان والحياة مثل الكهرباء 3 _ الزمن سيبقى مجهولا ( كمادة ومكونات ) ، إلى فترة غير محددة وربما تطول لقرون ، ويتعذر معرفته بشكل تجريبي ضمن أدوات المعرفة الحالية .
ويمكن إضافة الاحتمال الرابع ، استمرار جهلنا بطبيعة الزمن لقرون عديدة قادمة ، مع استمرار جهلنا بطبيعة الواقع ومكوناته الحقيقية ...
( كمثال المادة الأساسية التي يتكون منها الواقع والكون ، أو أصغر من أصغر شيء ، وعلاقتها بالشكل النهائي للكون ، أو اكبر من أكبر شيء ) .
....
الزمن ليس نسبيا فقط ، وليس موضوعيا فقط أيضا .
تتكشف المشكلة بوضوح ، من خلال الحاضر : طبيعته ومكوناته .
4
الحاضر اتفاق ثقافي _ اجتماعي ، بالإضافة لكونه نسيجا ديناميا يتضمن الحياة والزمن والمكان .
بكلمات أخرى ،
الحاضر نسبي بطبيعته .
ولكن الماضي ، أيضا المستقبل مطلقان في جانب كبير منهما .
....
الماضي بالتصنيف الثنائي :
1 _ قبل الانسان والحياة .
2 _ بعد الانسان والحياة .
القسم الأول مطلق ، والقسم الثاني نسبي ، يمتزج بالحاضر والمستقبل .
بالمثل المستقبل أيضا :
1 _ المستقبل المطلق ، بعد الانسان .
2 _ المستقبل النسبي ، خلال مرحلة الوجود البشري .
ملاحظة هامة لمن يهمهن _ م :
أعتقد أن من المناسب تغيير المصطلحات إلى : الماضي الجديد ، والمستقبل القديم ، والحاضر المستمر . وهذه الفترة ، أو المرحة ، تمثل الحالة النسبية والمتغيرة للزمن . ( موقف اينشتاين ) .
بينما في المقابل ، الماضي الموضوعي والمطلق ، قبل نشوء الحياة . أيضا المستقبل الموضوعي والمطلق بعد نهاية الحياة ، يمثلان معا الحالة المطلقة للزمن . ( موقف نيوتن ) .
هذه الفكرة ناقشتها بشكل موسع ، ومتكرر وممل ، عبر المخطوطات السابقة ، وعبر نصوص عديدة ومتنوعة منشورة على الحوار المتمدن .
....
أرغب بالتوسع في مناقشة هذه الأفكار ، مع بعض الأفكار الجديدة أيضا ، والتي سوف تتولد عن الحوار المفتوح .... والمستمر
آمل أن يستيقظ المثقفون _ ات العرب خاصة ( من يستخدمون العربية كلغة أولى ) ، والفلاسفة أكثر .
لكن هل يوجد فلاسفة عرب !؟
ربما يكون السؤال مضحكا ، أو محزنا ....
وبكل الأحوال : سيبقى الجواب المنطقي ، والموضوعي ، في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
عسى ولعل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!