الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تزييف التاريخ وسرقة المواقف ضد الشيوعيين

محمد نفاع

2006 / 11 / 2
القضية الفلسطينية


استعرض على الدوام تاريخ ومواقف حزبنا الشيوعي تجاه الاقلية القومية العربية الفلسطينية التي بقيت في وطنها منذ النكبة سنة 1948، ودور هذا الحزب في معارك البقاء والانتماء المشرفة، معتمدا على مصدرين اساسيين، على ما كتب في العديد من الكتب والمؤلفات، وهو مصدر غني وموثق وغير قابل للضياع، وكذلك على ذاكرة اولئك الرفاق والعديد من الناس النزيهين والموضوعيين والامينين والذين عايشوا وعاشوا تلك الايام الشرسة السوداء، ولا شك ان ما في الذاكرة هو اغنى واكثر حيوية وتعبيرا من الصفحات، فليس بقدرة أي مؤرخ واي كاتب ان ينقل ذلك الزخم الحي بوهجه واندفاعه وعطائه الغزير، ومدى الجرأة والمسؤولية في تحمل السيول العرمة من المصاعب والتهديد وقطع لقمة العيش كجزء من مخطط الاضطهاد والترهيب واكمال حلقة الاقتلاع من الوطن،. الساحة والخارطة السياسية اليوم تعجان وتزخران بالاحزاب والقوى والتيارات والتنظيمات العربية، اما يومها فكان الامر يختلف، كان خلوا من ظروف وامكانات الحاضر. كان الشيوعيون ومعهم كل الناس الشرفاء في المواجهة، مواجهة السلطة والحكم العسكري وزلمه وعملائه وبكل اساليب القمع الاضطهادي والمعيشي والحياتي وحتى الاجتماعي، بهدف ايجاد غربة بين الشيوعيين والناس، وايجاد قطيعة مع هذا الجسم الغريب الشاذ المسمى شيوعي وإلصاق مختلف الترهات والاكاذيب، بعضها من قاموس الانجليزي الحاكم والمحتل في الشرق الاوسط، وبعضها من القاموس الصهيوني الغني هو الآخر بالاباطيل.
بكل اسف وبكل قرف نشير الى ان بعض البحاثين والبحاشين، والذين لا رصيد لهم الا هذا الطرح "الحداثي" جدا في التزييف والتزوير وعلى اساس "علمي اكاديمي" مأخوذ من رفوف السماء السابعة ومشتقات العقد النفسية في عداء الشيوعية، ودلق هذا البحث والبحش ولعل ذلك يوقع بعض الضحايا، لعل ذلك يساهم في معركة التزوير والتزييف حتى يجد اصحابها واتباعها لهم مكانا تحت الشمس، وحتى يردوا مقابل التمويل السخي لهم من شعاب الرجعيات العربية، لكننا سنعود الى هذا الموضوع لاحقا في المستقبل "إن عشت وربي خلاني" كما تقول الاغنية.
اما الذي دفعني لتسطير هذه الكلمات فهو الآتي: شاركنا اهلنا في كفر قاسم في الذكرى الخمسين للمجزرة، وزودونا ببعض المواد والكلمات، لنكتشف وبقدرة قادر تغيير ممجوج لدور الشيوعيين ودور توفيق طوبي وماير فلنر، ولنكتشف ان المحامي المعروف امنون زخروني ولاول مرة هو اول من وصل الى المكان في اليوم الثاني للمجزرة وعن طريق الوعر وجمع شهادات من الناس. هذا اكتشاف جديد جدير بالدراسة فعلا!! حتى لو اعلن عنه بتأخير كبير، نصف قرن. نحن لا نتوخى من البعض كيل المديح للشيوعيين فهذا كثير والطلب غالي، لكن نتوخى التعامل مع الحقائق، مع التاريخ، مع الامور البديهية المعروفة والمغروسة عميقا في الحياة، وفي اذهان الناس الاحياء بصدق وأمانة.
يبدو ان هنالك مسيرة سائرة للنيل من التجربة التاريخية الغنية لهذه الاقلية القومية، وهذا التاريخ وهذا البقاء وهذا الوزن النوعي، وهذا الدور الكفاحي لم يصنع بالابحاث المزيفة، ولا بالكلمات والتعابير المنمقة المستوردة من عالم العولمة، ولا من الاسماء البراقة لمختلف الاطر والجمعيات، ولا من حمحمة وصهيل فضائيات عربية مأجورة او متحجرة، ولا من غيبيات سابحة في الآفاق، هذا التاريخ صنع على الارض، في الميدان والساحة والسجون والمعتقلات، في الهاجرة والزمهرير، في المحاجر والمنابر الشعبية الاصيلة والعادية والبسيطة والفقيرة، قام بها اناس بسطاء فقراء محرومون ملاحقون مشردون لكنهم عمالقة جبابرة في الصمود والتضحيات وبعد النظر والمسؤولية الفذة، قاوموا الترحيل، وقاوموا التمزيق والشرذمة والتشرذم، قاوموا الصهينة والضياع، قاوموا كل اشكال التعصب والعنصرية، قاوموا سياسة التجهيل، قاوموا الخيانة العربية وعروبة الشعارات الجوفاء الطارفة والتليدة، العريقة والمستمرة، قاوموا ادب وثقافة الاستسلام والاتكالية، قاوموا التهويد والمصادرة، صنعوا يوم الارض الخالد وبالرغم من كل تطاول المتطاولين على هذا الدور، وبالرغم من حقد الحاقدين وتزوير المزورين، هذه الحملة على تاريخنا ودورنا وتجربتنا لها جذور ومصادر صهيونية وامريكية وعولمية وعربية بترودولارية، وكذلك من نظم لا تملك بلادها البترول.
هذه الحملة الحاقدة على شعبنا وعلى دورنا وعلى تجربتنا النضالية الشامخة والصادقة والتي اصبحت هي المميز وهي الهوية، بحاجة الى فضح اكثر ما هي مفضوحة الآن، بحاجة الى نشر وتعميم هذا الشموخ بين الاجيال الشابة خاصة، وبحاجة الى تعزيز وتقوية هذا الدور، وهذا الخط، وهذا الحزب الشيوعي، وهذه الجبهة الدمقراطية، وهذه الصحف العريقة الاصيلة المبدئية المقاومة والتي كانت وستظل منبرا راسخا للثقافة الانسانية وللادب المقاوم لكل اشكال وانواع وانماط الظلم والاضطهاد والتفرقة، قد ينجح التشويه والتزييف بعض الشيء ومؤقتا، ولكننا لا نعتمد على الايام وحدها لترسيخ الحقيقة، ان لم نتفرغ نحن اكثر لصد هذه الحملة، بقوتنا ووحدتنا والتمسك بمبادئنا وتنظيمنا.
كل المواقف الصحيحة الوطنية والقومية والنضالية والثقافية والاجتماعية والسياسية والتي يجيرها البعض لأنفسهم في زمان الترلّلا هذا صنعت في حزبنا الشيوعي وجبهتنا، نحن اصحابها، ومن الحسن جدا ان يتعامل معها الآخرون، لكن ليس من الحسن ابدا هذا التزييف وهذا التسويف وهذا التشويه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات