الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على حواف زمن الثرثرة (6) – أيضا،هذا العالم ..!

رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)

2023 / 7 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أيضاً ، هذا العالم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* صحيح اننا نعيش عالما بشعا لكن أن نكون بشعين فيه ، ليست الطريقة المثلى لتحسين الحال .

* في أي اتجاه تنظر لعالم اليوم ،سترى أناسا يستحيل عليهم ان يفهموا ما هو القانون ، لأنهم يعتبرون أنفسهم هم القانون .

* قد يكو ن من الصح القول إنّ العالم ليس مكانا مثاليا للعيش فيه ، و انه مكان فظيع غير آمن و ليس عادل ، فيه يحاسب البريء على جرم غيره و يصلب ، و المذنب يعربد و يرقص على جثته ..
غابة ، تعج بأشرار يجب أن يحاسبوا مرات و مرات ، لكنهم يفلتون من العقاب كل بطريقة تسخر باستهتار من العدالة ..ومن يريد أن يأتي مخلٍّصا و أن يجعل من العالم مكانا آمنا للعيش ، بطل خرافي يصارع طواحين الهواء .

* بسبب الطباع البشرية المتقلبة وراء حاجاتها و مصالحها و مواقعها المتغيرة صارت الحياة في عالمنا أكثر تعقيدا .. قد تنقذ حياة أحدهم و بعدها قد يحاول قتلك لسبب ما أو حتى من دون سبب ، فالولائات تتغير بين ليلة و ضحاها ..
أمامك مهمة لتنجزها ، فتنجزها باخلاص و حماس ، وتكلّف غدا بمهمة أخرى نقيضها .. و المشرط الذي ينقذك اليوم ، قد يحّز عنقك بعد غد ..!
لا شيء مستقر و مؤمن ، فالحياة غابة ، شبكة معقدة من المتاهات ، نجوبها وحوشا لم تزل غير مروضة .. تحرضنا غرائزنا على فعل كل مايخطر و مالا يخطر على البال ، من اجل اقتناص فرص اضافية لاحتلال مواقع افضل ..

* كل هذا العنف الذي يجتاح العالم يدفعنا الى التساؤل هل هو مقصود و جزء من خطة مرتبة سلفا ام انه تحصيل حاصل انعدام السبل للتفاهم و التعايش ، أو هو طبع اساسي من طباع البشر ؟! وهل بإمكان البشرية بمختلف اعراقها و أجناسها ان تتطور اكثر و تعبر عتبة التحرر من الهمجية التي ترافقه منذ وجوده بأشكال منوعة لا حصر لها ..؟
لا يمكننا ان نتغير .. ! فالوحشية كامنة فينا ، قد نتبنى لفترة سلوكا مغايرا ، لكننا سرعان ما نعود لعنفنا البدائي و بأبشع الفعاليات .. دائما تعود بنا الدائرة الى اخلاقيات العصور الغابرة ..
فهل هذا هو الهدف من وجودنا و المهمة الموكلة بنا بين الكائنات ..!

* من بيدهم المال و سلطة ابرام العقود و الأتفاقيات هم مالكو قوة القرار في عالم اليوم . نعيش زمنا تدير فيه الشركات العملاقة كل شؤون العالم ، انها تسيطر على الحكام و الحكومات و حتى على كل من ينتخب لمنصب لمهم ، هي التي تحدد مدة بقائهم في السلطة، و ترسم لهم خرائط الطرق التي يجب ان يسلكوها حسب ما تقتضيه مصالحها .
نعم ، نعيش عالما يدير فيه المال ألعالم ، عالم تمتلك فيه المعرفة و المعلومات أهمية أكبر بكثير من النفط ..

* يمين ، يسار ، وسط ، محافظ ، متزمت ، اصولي ، فوضوي ، جهادي ، اصلاحي لبرالي ..الخ
يتعلق اختيار أي من تلك الاتجاهات في عصرنا (عصر العولمة و الحرب ضد الارهاب و المخدرات ) ، بجني المال تحت مسميات و شعارات القضية الوطنية الكبرى و مصالح الوطن العظمى ..!

* عالمنا ليس سوى حلبة سيرك واسعة و ما يدورفي مساحة منها تحت الاضواء الكاشفة ( و ما خفي اعظم ) ليست سوى عروض تم التدريب عليها مسبقا .. ما يهم في هذه العروض هو من يؤدي الدور المناط به بشكل يجذب اليه الانظار و الاهتمام .

* تواصل البشرية (ابداعاتها ..!) في تطوير و اتقان اسلحة الابادة الدمار الشامل و التباهى بقدراتها الفتاكة ، بينما تواصل بقية الكائنات ( من البكتيرية الى الثديية ) التطور و التفاعل الايجابي مع الحياة .

* نعيش نظاما عالميا جديدا لا تتوائم معها قواعد التعامل القديمة ، لذا يجب أن نجد البوصلة الخاصة بنا تلك التي تهدينا و ترشدنا الطريق ، نبحث عنها في داخلنا ، في اعماق حاجاتنا .. فكوننا نعيش في عالم يتغير بسرعة خرافية لا يعني اننا نتغير و نتقدم معها نحو مدارات افضل ..
يجب أن نتحرك كالآخرين في هذه الدنيا عبر تلك المسارات التي تخدم مصالحنا و قبل فوات الآوان ، ساعتها لن يفيد الندم .

* عنما يتغير منظورك للعالم لسبب ما ، يسقط أمامك كل حد كنت تتجنب عبوره .. تتراخى كل المعايير التي تلزمك بعدم عبورها ، عندئذ لن يتبقى أمامك سوى أن تحقق غاياتك بأية وسيلة كانت ..

* الانسانية بحاجة ملحة الى استرداد صفتها .. فالعالم ينحدر بسرعة الى هاوية خسران كل قيم التفاهم الراقي و التعايش النبيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 شهداء جراء قصف مسيرة إسرائيلية لمركبة فلسطينية قرب مدينة ط


.. ناجون من ويلات مجزرة المواصي يروون شهادتهم




.. اشتباكات ومواجهات في ملبورن ضد محتجين مناهضين للحرب


.. هل تغيّرت مواقف سياسية عديدة لكامالا هاريس؟




.. مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة للجزيرة: الاحتلال ارتكب 48 مج