الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فرنسا احتجاجات وارتجاجات.

حسنين جابر الحلو

2023 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على الجميع ان هناك ثمة تحديات تواجه الغرب الآن ، وهي حبيسة تنقلات مختلفة بين أولويات العمل الجماعي،  الذي بات يتمحور حول آلية وأخرى،  مما ينبيء عن عمل محوري بين هذه الإمكانات،  من غير رجعة تذكر .
وهذا الأمر مختلف فيه ، بين بينات المجتمع الأوربي عامة والفرنسي خاصة .
وإن شاهدنا الحدث من الخارج يختلف عن مشاهدته من الداخل ، وها نحن اليوم نطلع على أحداث مقتل الشاب "نائل" الفرنسي من أصول جزائرية ، وطبعاً الحدث اخذ أكثر من جانب بين الشرطة والمقتول ، بين اتهام الثاني بعدم تنفيذ أوامر القانون ، وبين العنصرية المنتشرة بين أفراد الأمن.
ويبقى الأمر على حاله في غرفة " الاحتمالات" كما وصفتها رئيسة الوزراء الفرنسية " اليزابيت بورن " ، وهذا الأمر ولد جملة من المعطيات المختلفة ، منها طبيعة ما حدث وما سيحدث في المستقبل ، لاسيما في نقاط التقارب والتباعد في فرص الاحتجاج من غيرها .
ولعل تسارع وتيرة الأحداث في مارسيليا وليل وباريس ونانتير،  هي شعلة متكاملة في أفق العمل الفوضوي من أجل خلق حالة جديدة في الواقع الأوربي،  لاسيما انها تدعي الديمقراطية ، بأسماء مختلفة في سياسة التوازنات الحاصلة في واقع أوربا وتوابعها من الغرب أو العرب .
والحرق والتخريب الحاصل ماهو الا ردود فعل مكبوتة في الداخل الفرنسي ، لا كما يتصور العرب انهم في بحبوحة وحرية تامة ، بل العكس انهم وحوش في ساعة انقلاب الموازين وعند جميع الأطراف.
بمجرد نظرة تحليلية لكل عوامل الاختلاف بين موضوعة الزيارة الفرنسية إلى روسيا ، وصناعة فاغنر واتهام المخابرات الجزائرية ، تبقى الامور مستعرة حتى إيجاد قرار نهائي يثبت الشرارة الأولى واندلاعها.
قد يمر مقتل "وائل" بسلام وكأنه امر عادي ؛ ولكن في بعض الأحيان تحتاج الحرائق إلى شرارة وأداة،  ها هي الشرارة قد حصلت،  والأداة بعدها تجاوزت الحدود المنطقية لبقائها ، فأذنت لها بالانفجار على حساب تطوير منافذ الدخول للعمق الفرنسي من خلال أحداث الفوضى الأوربية الخلاقة .
ويبقى السيناريو يحتمل عدة احتمالات ، أما ان تتطور الامور وتفلت عن توقعاتها،  أو تكون مجرد تنبيه أمريكي للبقاء في الدائرة ، أو هي زوبعة في فنجان .
الارتجاجات الان في فرنسا لعلها أصابت السطح ، ولكن المشكلة اذا وصلت إلى العمق عندها ستجد مساحة انطلاقية، لحظناها في السرقة والنهب والسلب ، التوجيه العالمي دائما يناشد العقول بأن تتقولب مع المصنوع في غرف ديمقراطية مظلمة ، يعد فيها الشعب أعداداً ممنهجاً غير مباشر .
هذه الديمقراطية المعاقة ، خبأت بين ثنايها مشكلة التكريس العقلي بأن الحرية هي أوربا وأوروبا هي الحرية، بدأت تنكشف بعض الملابسات وتنفك الخيوط أمام المكننة الأوربية الصانعة للحرية لا الواهبة لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا