الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل خطاب السودان القديم فضح الحملة الإعلامية المضادة وأظهر أهمية بناء دولة السلام والمواطنة المتساوية للجميع

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 7 / 7
الصحافة والاعلام


فشل خطاب السودان القديم فضح الحملة الإعلامية المضادة وأظهر أهمية بناء دولة السلام والمواطنة المتساوية للجميع:


لم تتوقف الحروب في السودان منذ الإستقلال من الإستعمار وحتى يوم الناس هذا إلا فترات محدودة في عهود الإستعمار الداخلي، ثم تُعَاد من بعد ذلك بشكل أشد فتكاً وإيلامًا مما سبق، ومما يثير التعجب أن جميع الدول التي عاشت تجارب الحروب إتحد قادتها علي إصلاح ذلك عبر وضع مشروع وطني شامل يمنع تكرار التجربة، إلا السودان الذي عاش أبشع تجارب الحروب ولكن فشل قادته تسخير فرص السلام لبناء دولة جديدة برؤية صادقة بل حاول الكثير ممن يصنعون الرأي السياسي الخنوع للمطامع الذاتية والخارجية وأظهروا عدم الجدية في إجراء المصالحة الوطنية الشاملة التي تعالج جذور الأزمات المتراكمة عبر حقب التاريخ المظلمة والإنفتاح علي عهود ينعم فيها الشعب بالسلام والمواطنة المتساوية دون فرز.

إن إنتشار خطاب الكراهية والتمييز اللوني والديني والجغرافي والتعالي وإقصاء الآخر من الحياة السياسية وتوزيع صكوك الحقيقة والوطنية ومحاولة إستلاب الحقوق المدنية والإقتصادية وإفقار مجتمعات الريف والمدن المريفة وعدم وجود مشروع وطني مشترك لممارسة الحكم والإدارة وسقف أخلاقي ومهني في التعاطي مع السياسة والإعلام وقضايا الدولة والشعب، ونظرًا لما سلف فاننا نعمل لإيجاد وسائل صناعة دولة المستقبل عبر توحيد الشعور الشعبي تجاه الوطن وقضاياه الأساسية وإقرار سياسيات عقلانية لإرساء مبادئ أخلاق وآداب سودانوية تساهم في صناعة دولة جديدة قابلة للحياة ومجتمع إنساني تعاوني ونظام حكم ديمقراطي في مناخ سياسي صحي، وعدم توفر هذه القوعد التأسيسية وغيرها من متطلبات التغيير تصنع معضلة أمام السودان الجديد المأمول والمرتجى، ويجب علينا مراجعة هذه القضايا عبر فتح نافذة حوار موضوعي يضع مشكلة السودان والحلول الواقعية في ميزان "الربح والخسارة" بعيدًا عن المطامع والأجندة الخارجية وقريبًا جدًا من المصالح العليا للبلاد وشعبها بغية المضي قدما نحو دولة السودان الجديد.

جاوب مشروع السودان الجديد علي أسئلة السلام والوحدة علي أساس التنوع وتساوي الحقوق والواجبات والمصالحة الإجتماعية الصادقة مع ترتيبات للعدالة والعدالة الإنتقالية وإنهاء المظالم التاريخية وبناء دولة تسع جميع السودانيين، ولن ننسى ما قاله شعبنا في ملحمة ثورية عظيمة "الشعب يريد بناء سودان جديد" وهو شعار جوهري يحمل تطلعات شعبنا في السلام والتنمية والحرية، وبلادنا اليوم أمام تحديات سياسية وإقتصادية وأمنية تستوجب التفكير مليًا في الأطروحات الوطنية القابلة للتطبيق حال تحويلها من شعارات لتعبئة الجماهير إلي برامج للسلام والتصالح والإعمار والإنتاج، ويجب علينا أن نحمل ذلك محمل الجد في مساعينا لإيجاد آليات جديدة للحوار السودانوي لحلحلة كافة مشكلات السودان والعودة إلي خارطة العالم كدولة زراعية وصناعية وسياحية رايدة وأساس بنيتها السلام والعدالة التنموية والإنسانية.

تحدث القائد مالك عقار كثيرًا عن أهمية الحوار وترسيخ قييم السلام والعدالة والمصالحات الإجتماعية، ويعمل الآن من واقع مسؤليته في البحث عن حلول للحرب السودانية ومعالجة آثارها الإنسانية والأمنية والإقتصادية، وقال ذات يوم في لقاء نوعي حضرته مع عدد من قادة السياسة والإعلام والفن باقليم النيل الأزرق "إذا المصالح لم تجمعنا سوف تفرقنا المطامع"، وقد فعلت المطامع ما فعلته الآن بالسودان والسودانيين وكانت نتائجها حرب 15 ابريل التي أحرقت أفئدتنا وأرضنا ودمرت آمالنا للسودان المنشود في المستقبل، ولا يمكن إطلاقاً حل المشكلة السودانية الراهنة إلا بوضع حلول حقيقية لأزمة العنصرة والكراهية والتزمت والتخندق وراء المواقف السياسية وشن حملات إعلامية لتشويه صورة الآخر بدوافع مطامع شخصية، وهذه من معضلات السودان القديم الذي أثبتت كل التجارب التاريخية عدم صلاحيته في تشكيل رؤية للمستقبل أو توحيد شعبنا وإعادة بناء بلادنا.

7 يوليو - 2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ