الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا نمرود الانبار...من أين لك هذا وذاك؟

محمد حمد

2023 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


اطلق خصوم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي عليه لقب "نمرود الانبار" لفساده واستبداده وهيمنته على جميع المؤسسات الحكومية في تلك المحافظة. وتزايد ثرواته بشكل متسارع. ومعظمها مجهول المصدر أو من مصادر غير نزيهة. وان قلّة النزاهة أو انعدامها التام تعتبر سمة مميزة لغالبية حكام العراق. ولا يستثنى منهم احد، لا مسؤول حكومي ولا رئيس حزب أو تكتل سياسي. فالسمكة "خايسة" من راسها. والجميع في هوا الفساد سوا !
اعترف بأن لقب "نمرود الانبار" اعجبني كثيرا. واثار فضولي شان كل ما يحصل في عراق اليوم. فبدا لي هذا الاسم وكأنه عنوان فلم سينمائي كلاسيكي أو رواية تاريخية تدور أحداثها قبل آلاف السنين. وفي محافظة الانبار بالذات ! كاني اشاهد أحداثا واقعية جدا تدور بين النمرود المشار إليه سلفا ومجموعة مختلطة التوجهات والرايات من خصومه السياسيين (النمارد الصغار) الذين قرّروا سحب كرسي الرئاسة من تحت عجيزته بطريقة من الطرق المألوفة في العراق. وفتح ملفات فساده وافساده أمام الملأ للثأر منه بعد ان عاث فسادا مثل جده الاول ملك بابل.
قد لا يعرف الجميع أن نمرود الانبار (محمد الحلبوسي) دخل ميدان السياسة، الفاسد اصلا، بمشيئة قدر ساخر وعبثي إلى حد اللعنة. فالرجل كان يعمل في قناة تلفزيونية بمرتب شهري لا يتجاوز الف دولار. وبما ان العراق بعد الغزو والاحتلال يفتقر الى "الجياد الاصيلة" فلم تجد امريكا بدا، بعد أن حولت العراقيين إلى سنة وشيعة وكرد، من ملء الفراغات في المناصب باية وسيلة وباي شخص طاريء على ادارة البلاد. تطبيقا للمثل العراقي القائل "من قلّة الخيل شدّوا عالكلاب سروج . والفرق شاسع جدا بين الخيل والكلاب.
وبعيدا عن الحيوانات. لا يمكن لشخص، الا في العراق طبعا، ان يصبح مليارديرا ويملك قصورا وفللا واراص هنا وهناك براتبه الحكومي فقط. وهذا الجانب تحديدا، اي الثراء الفاحش، لرئيس البرلمان وامثاله، هو الذي حرّك المياه الآسنة في محافظة الانبار ودفع مواطنيها على مختلف المشارب والمآرب الى الخروج في تظاهرات واحتجاجات ومطالبات الى القضاء والبرلمان لالقاء نظرة "عميقة" على ثروات نمرود الانبار. كما تم تشكيل أكثر من جبهة سياسية في داخل المحافظة لإزاحة النمرود"
هذا وتحرير المحافظة من استبداده، كما يقول خصومه، الذين يستخدمون بحقه ومن معه تسميات مختلفة مثل الحزب الحاكم أو حزب الرئيس..الخ.
ان مفردة "الفساد" غير كافية ولا تعطي التعبير المناسب والدقيق لما يجري في العراق من "فساد". وعلى العراقيين البحث عن مفردة تشفي الغليل وتوضّّح بصورة جلية كل ما يقوم به الحكام العراق اللصوص من سرقات ونهب منظم واهدار بلا مسؤولية للمال العام. وبديهي ان فساد السياسي شيء وفساد البيض شيء آخر. واذا كان لدى هيئة النزاهة في العراق الكثير من النزاهة الحقيقية فعليها أن تبدأ، لا تخشى لومة لائم ولا يقظة نائم، بالرؤوس الكبيرة، ابنداء من قادة الأحزاب والكتل السياسية وانتهاء بالبرلمانيين والمدراء العاميّن ومن هم على شاكلتهم. أما المواطن أو الموظف البسيط فيفترض أن يكون آخر من تشمله "هيئة النزاهة" برعايتها النزيهة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا