الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مِدادُ قلمي في زمن الشدّة القيسيّة (3/4)

كريمة مكي

2023 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مسؤوولون باردون متردّدون كأنهم غير معنيين بخطاب الرّئيس الوطني الثوري!!
لذلك و رغم التزامهم الإداري الظاهر، لم يجد الشعب، الذي اختارك سنة 2019 بالأغلبية الماحقة، تطلعاته التي رآها فيك...فيهم هم أيضا، و ها هو اليوم يشيح برأسه عنهم و ينفر منهم بعد أن غابت عنه حتى صفاتهم و الأسماء.
و ها نحن أيضا نَراهم فلا نراهم: وُزراء و مُدراء و سُفراء لا يجتهدون و لا يتحمّسون و لا يتبنّون منهاج الرئيس المجاهد الذي يصحّ فيه القول أنّه صار اليوم بحق الممثل الشرعي و الوحيد لثورة الكرامة التونسيّة.
سيدي الرّئيس المجاهد:
إنّ الدولة النّاجحة هي من تكون إدارتها على قلب رجل واحد...و دولتك اليوم لا تبدو بالضبط كذلك!!
لكأنّي بك قد اكتفيت، و أنت رئيس الإدارة، باحترام القالب الظاهر و تركتَ لهم قلب الإدارة يتقلّبون به في اتجاهات عديدة بعيدة كلّ البُعد عن بوصلة الثورة الواضحة و الدقيقة.
الحُكم الحق- يا سيدي الحامي للثورة- هو أن تُخضع لكَ قلب الإدارة لتكون معكَ قلبا و قالبْ، و هو أمر يبدو في متناول يدك فليس صعبا إخضاع القلوب لمن مَنَّ الله عليه برضا الناس و تأييدهم الواسع و هذا ما نراه حاصل لك، بتوفيق إلهي إعجازي، منذ تولّيك الحكم إلى يوم تونس هذا.
سيدي طبيب قلب الوطن المكلوم:
لاستمالة القلوب و ضمان وفائها للمبادئ العظيمة و الخالدة للثورة المغدورة يلزمك صِفتان لا ثالث لهما:الأدب و الحزم و لَكَ في زياد ابن أبيه أروع مثال في الحكم الرّشيد و الرّأي السّديد.
لقد وُلي على البصرة زمن خلافة معاوية و عندما كانت البصرة في قمّة اضطرابها غداة الفتنة الكبرى فسادَها التناحر و الفساد و اشتدّت فيها المعارضة لحكم الأمويين و تعدّدت فيها البِدَعُ و الأقوال و الأحزاب.
دخل زياد البصرة يحدوه العزم و الإقدام لوضع حدّ للتّدافع و التقاتل و الاضطراب و لكن هيهات...هيهات...
لقد هاله ما وجدَ عليه أهل البصرة من مساوئ و آثام فقام يخطب فيهم ببلاغة بالغة و يقول لمن ʺسدّت مسامعهم الشّهواتʺ:ʺ قرّبتم القرابةَ و باعدتم الدينَ... تعتذرون بغير العذر و تغضُّون على المُختلس...كلّ امرئ منكم يَذُبُّ عن سَفِيهِهِ صنيعَ من لا يخاف عاقبةً و لا يرجو مَعادًا، ما أنتم بالحُلماء و لقد اتّبعتم السّفهاء... الخʺ.
لذلك و ما إن دانت له البصرة حتى عمل على ضبط أمورها المنفلتة باعتماد سياسة إصلاح عامة لخّصها في خطبته المرجعية المشهورة فيما قلّ و دلّ من الكلمات: ʺاللين في غير ضُعف و الشِدّة في غير عُنفʺ.
و هي كما ترون، سيدي الحاكم، قاعدة ذهبية تصلحُ في إدارة تونس اليوم و إن بَعدت تونس عن البصرة في المكان و بَعُد زماننا هذا عن ذاكَ الزّمان.
قد يقول المتكلّمون بغير علم و ما أكثرهم بيننا: كيف يكون زياد ابن أبيه الحاكم العراقي الدموي و المستبد مثالا نسترشد به في حكم تونس اليوم؟؟!
يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوريات كرديات يحرسن حقول القمح بالكلاشينكوف | الأخبار


.. قطاع غزة: المفوض العام للأونروا يقول إن إسرائيل قصفت مدرسة -




.. نهاية حزينة لكلب اشتهر بالعزف على البيانو.. هكذا كانت مقطوعت


.. الاستثمار في الهيدروجين.. هل ينجح رهان الدول العربية؟




.. ناجية من مجزرة النصيرات تصرخ بمستشفى شهداء الأقصى