الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأساليب المتاحة امام امريكا لوقف تطور الصين ( 3 )

آدم الحسن

2023 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تعتمد امريكا في تحريك نشاطها المعادي للصين على اقرب حلفائها و هي بريطانيا , فلبريطانيا خبرة طويلة و عميقة في خلق احداث ملائمة لسياستها بحكم كونها كانت امبراطورية لا تغيب الشمس عنها و تعرف تفاصل كثيرة عن الصراعات و التناقضات بين مكونات الشعوب المختلفة و خصوصا تلك الشعوب التي كانت خاضعة لها .
تندرج النشاطات الأمريكية المعادية للصين ضمن الملفات التالية :
اولا : قضية تايوان , تعمل امريكا على أضعاف مبدأ " الصين الواحدة " و افراغه من معناه الحقيقي مع عدم الاعتراف الرسمي و الصريح بتايوان كدولة مستقلة حيث تتبع امريكا تجاه تايوان سياسة ملتوية و غامضة تطلق عليها " سياسة الغموض الاستراتيجي " , فرغم أن امريكا قد وقعتْ مع الصين اتفاقية اعترفت فيها بمبدأ الصين الواحدة و إن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين إلا انها تتحايل على هذه الاتفاقية بواسطة سياسة الغموض الاستراتيجي , في المقابل تتبع الصين سياسة صريحة و واضحة تجاه تايوان باعتبارها قضيتها الأساسية .
ثانيا : تشجيع و دعم الحركة الانفصالية في منطقة الإيغور للمطالبة بالانفصال عن الصين و تأسيس دولة باسم " تركستان الشرقية " .
رغم ان أمريكا تعلم جيدا أن الحركة التي تدعو لانفصال منطقة الإيغور هي منظمة ارهابية مرتبطة بباقي المنظمات الإرهابية كداعش و القاعدة إلا إنها تغض النظر و لا تبالي من استخدام هذه الحركة للأراضي الأفغانية في فترة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان لممارسة نشاطها الإرهابي ضد الصين انطلاقا من المنطقة الحدودية بين افغانستان و الصين .
بعد الهروب الأمريكي من افغانستان و سيطرة حركة طالبان الأفغانية على افغانستان تَشكلتْ علاقة منافع تجارية و اقتصادية متبادلة بين الصين و أفغانستان , ادت هذه العلاقة الى قيام حكومة حركة طالبان بمنع و محاربة النشاطات المعادية للصين انطلاقا من الأراضي الأفغانية وفق مبدأ حسن الجوار و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى .
ثالثا : احياء النزعة الانفصالية لدى سكان إقليم التبت لإعادة الحياة من جديد الى المشروع القديم المتمثل بانفصال اقليم التبت عن الصين و لأمريكا خبرة قديمة في هذا النشاط المعادي للصين حين كانت تدعم و ترعى الدالاي لاما الذي كان حتى سنة 1959 يمثل القيادتين الروحية و الدنيوية للبوذيين في اقليم التبت , فبعد استعادة الصين لإقليم التبت مارس الدالاي لاما نشاطه السياسي من خارج الصين و بدعم أمريكي و بريطاني مطالبا بانفصال اقليم التبت عن الصين .
كل المؤشرات تؤكد أن جهود امريكا في هذا الملف قد فشلت و لا امل لأمريكا في احيائه من جديد فتمسك سكان التبت بوطنهم التاريخي الصين افشل كل المخططات الأمريكية .
رابعا : دعم بعض التيارات السياسية التي تطالب بانفصال هونغ كونغ عن الصين خصوصا و أن هونغ كونغ لم تندمج بشكل كامل بالبر الصيني حيث ترتبط معه وفق مبدأ " نظامان في دولة واحدة " .
بعد مرور حوالي ربع قرن على عودة هونغ كونغ الى الوطن الأم الصين حققت تجربة " نظامان في دولة واحدة " نجاحا كبيرا و كافيا لإفشال المخطط الأمريكي في بث النزعة الانفصالية لدى شريحة من سكان هونغ كونغ بحجة الحصول على مزيد من الحريات الشخصية .
خامسا : تنمية الخلافات الحدودية بين الصين و الهند , لقد تطورت العلاقة بين الصين و الهند بشكل كبير حيث اصبحت الصين الشريك التجاري الأول للهند و توثقت العلاقة بين هاتين الدولتين بشكل كبير من خلال اشتراكهما في منظمة شنغهاي للتعاون و بنك التنمية الجديد و مجموعة بريكس التي جعلت علاقتهما اقوى من أي محاولة امريكية لخلق مبررات للصراع بينهما .
سادسا : تنمية الخلافات على الحدود البحرية بين الصين و الدول المطلة على بحر الصين , كل المؤشرات تؤكد أن تطور علاقة التعاون و الشراكة الشاملة بين الصين و جميع الدول المطلة على بحر الصين قد أفشل المخطط الأمريكي لتنمية هذه الخلافات , حيث إن بعض هذه الدول اعضاء في رابطة دول جنوب شرق اسيا " اسيان " و إن الصين هي الان الشريك التجاري الأول لهذه الرابطة حيث وصل حجم التبادل التجاري بين الصين و أسيان حوالي الف مليار دولار سنويا ...!

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن