الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصيبت المجتمعات العربية والاسلامية بالانفصام فور انتهاء الخلافة الاسلامية؟

سمير دويكات

2023 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك ان الاسلام الذي حكم هذه المجتمعات منذ ما يزيد على الف ونصف السنة، جاء بأحكام كاملة لحياة الناس وطبقت لسنوات طويلة وكان مواطني اوروبا يأتون الى الممالك العربية من اجل العلم والحياة الرغيدة وهو مؤشر على ان هذه الحياة كانت الافضل، واثناء ذلك طبقت احكام الاسلام كاملة دون نقصان في كافة مناحي الحياة.
بالتالي فانه من الصعب لهذه المجتمعات ان تكون محكومة لغير احكام الاسلام وخاصة ما تعلق بها بالعبادة والعادات الاجتماعية الضيقة مثل ما يتعلق بالمرأة من سترها وشرفها وما يتعلق ايضا بالعلاقات المشروعة ونبذ العلاقات خارج ذلك.
ظل هذا الامر حتى انتهاء الخلافة الاسلامية وفي ظل قيام الخلافة الاسلامية الى ما قبل الحرب العالمية الاولى، كانت اوروبا تقطع اشواط بعد الثورة الفرنسية التي تركزت على الصناعة، وكانت قد اقرت مواثيق جديدة تتضمن العيش حياة المدنية بعيدا عن حياة التشدد والدين وابقت امور الدين كافة في نطاق اسوار الكنيسة.
فور انتهاء الدولة الاسلامية اي الخلافة الاسلامية سقطت كافة الدول الاسلامية في قبضة الاستعمار وقد اقرت الاتفاقيات ان كون ولاية كانت تتبع للدولة الاسلامية تكون دولة مستقلة ومنها فلسطين ولكن الاحتلال الغربي ومنه الانجليزي لفلسطين حال دون ذلك وجاء بالقوانين الغربية لتحكم حياة الناس وفق القوانين التي وضعوها دون مشاورة المسلمين.
لكن في نطاق العلاقة الاجتماعية وخاصة الضيقة منها وحتى المحرمات في الوضع الاقتصادي حافظت عليها المجتمعات مع الحذر من الدول الاستعمارية لكسر جذوة الثورات ضد الاحتلال، فأبقت لهم القوانين الدينية الاسلامية في العبادات وامورهم الاسرية الشرعية وما دون ذلك اقرت لهم قوانين مدنية بعيدة بعض الشيء عن الدين وهو امر جاء استكمال لنظرة الدولة العثمانية في اواخرها التي تأثرت بالقانون الفرنسي.
حتى الان لم يسر الامر كما في اوروبا في بلاد المسلمين، اذ ان أوروبا وامريكا من بعدها فصلوا الدين عن الدولة وعاشوا حياتهم وفق القوانين دون الشرائع الدينية، لكن في بلاد المسلمين بقيت القوانين الدنيوية تحكم وفق مدلولها مع حكام تابعين للغرب وبقيت الشعوب العربية الاسلامية تتطبق امور التشريعية في حياتها الشخصية والعبادات وهنا وجد التناقض والانفصام وبقي مفتوح على مصراعيه حتى الان، فلا حياة مدنية عشنا ولا حياة دينية نعيش، فان عشت متدين اطلق عليك " ارهابي او متشدد" وان عشت مدني اطلق عليك "منحل وفاسد" وبين هذا وهذا ضاعت المجتمعات وضاع الوطن والمواطن.
لقد جاء الربيع العربي على امل ان يحل بعض الامور ولكن ربما زاد الطين بله لان المجتمعات منفصمه ومصابة بين تطبيق الدين وبين الدولة المدنية وادى ذلك الى تدمير البلاد اكثر من التدمير الذي يشعر به المواطن العربي والمسلم في طوال حياته. لذلك نحتاج ثورة بيضاء ناصعة لحل هذا الخلاف ومعالجة مرض الشعوب العربية والاسلامية ولو كان بطريق البتر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي