الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل ثقافة جماهيرية بديلة- في مفهوم الدولة الاسلامية لمهدي عامل

عبدالرحيم قروي

2023 / 7 / 8
الارشيف الماركسي


في مفهوم الدولة الإسلامية يقول مهدي عامل : لا يتحدَّد طابع الدولة إلاّ بردِّها إلى نمطٍ معينٍ من الإنتاج. بانتفاء وجود نمط إسلامي من الإنتاج يَنْتَفي وجود دولةٍ إسلامية وتنتفي شرعية هذا المفهوم نفسه. وما وُجِدتْ هذه الدولة الإسلامية في التاريخ ولا مرّةً واحدة. هذا مثلاً ما يؤكده الشيخ علي عبد الرازق – من الأزهر- سنة 1925 في كتابه الجميل "أصول الحكم في الإسلام" حتى في الدولة الخلافية، لا توجد دولة إسلامية هذه الدولة الإسلامية تاريخياً هي بالضبط الدولة الاستبدادية ولقد سُمِّيتْ إسلاميةً بسببٍ من طغيان تأويل معينٍ من للإسلام، هو تأويله الفقهي، الدنيوي، التشريعي، أي بالتحديد تأويله السياسي من قِبَل فقهٍ كان دوماً في خدمةِ السلطةِ الاستبداديةِ القائمة. أخيراً – الملاحظة الأخيرة – في أسباب انتعاش التيارات الدينية المعاصرة. وهنا – صحيح أن المشكلة صعبة ومعقدة جداً، ولا يكفي تعداد الأسباب، الأهم من تعدادها هو إظهار كيفية الترابط والتمفْصل فيما بينها في إطار الحركة التاريخية الشاملة. ولكن لن أقوم بهذا العمل، بل سأكتفي بتكرارها. من هذه الأسباب:
سبب أساسي أول: فشل البرجوازية، التي أٌسميّها كولونيالية في تحقيق ثورتها. لم تكن عندنا ثورة برجوازية مثل ما جرى في أوروبا تستطيع أن تحمل العقل ضد الدين وتهدم الكنيسة وتؤلِّه العقل. لم توجد برجوازية قامت بثورتها، وبالتالي، ليس هذا فحسب، بل سعت دوماً برجوازياتنا العربية، تاريخياً إلى هدم النقيض الثوري، البديل الثوري، نقيضها الطبقي أي بتعبير آخر إلى منع نقيضها الطبقي من أن يتكوَّن في قوة سياسية مستقلة، لا تتم له إلاّ بتكوّنه في حزب ثوريّ.
العامل الثاني: ينتج عن فشل الثورة البرجوازية عندنا، وعجزها عن القيام بثورتها، سعة انتشار علاقات ما قبل الرأسمالية في مجتمعاتنا العربية المعاصرة، وذلك بسبب من علاقة التبعية البنيوية بالامبريالية اللاّجمة لتطور الرأسمالية، والفارضة نعت هذه الرأسمالية الملجومة تبعيّاً بالامبريالية، بكونها رأسمالية كولونيالية. وبالتالي السمّاح لعلاقات ما قبل الرأسمالية بالتجدد بشكل دائم. هذه العلاقات – بتقديري- هي القاعدة المادية الأساسية – وليست الوحيدة – لانتعاش التيارات الدينية.
العامل الثالث: ضعف الحركة الثورية وقصورها عن تعبئة الجماهير الشعبية الكادحة في حركة ثورية وفي مشروع ثوري لتغيير المجتمع في خط الانتقال إلى الاشتراكية.
العامل الرابع: ديمومة تجدد علاقة التبعية البنيوية بالامبريالية.
العامل الخامس: (وهذه نقطة مهمة جداً): احتلال فئات وسطية، غير هيمميّة، موقع الهيمنة الطبقية، سواءً في السلطة أم في التحالف الطبقي الثوري. لماذا؟ لأنه كلما كانت القيادة لهذه الفئات انسدّ أفق السيرورة الثورية وانجرفتْ جماهير هذه الفئات وغيرها في تيارات دينية طائفيةٍ، بل فاشيةٍ، أي مناهضة للثورة، هذا يؤكد عجز هذه الفئات الوسطية في قيادة السيرورة الثورية، وضرورة أن تكون هذه القيادة بيد الطبقة العاملة وحزبها الثوري في إطار التحالف الطبقي الثوري. لا أقول بأن هذه الفئات الوسطية ليست ثورية لا، بل أقول إنها رجعية إذا كانت قيادة السيرورة لفئات وسطية، لكن لا تستطيع أن تكون ثورية إلا إذا كانت قيادة الثورة ليست لها، بل للطبقة العاملة وحزبها الثوري في إطار هذا التحالف الطبقي الوطني الثوري. مهمة الحركة الثورية الأساسية، إذن، تحرير هذه الجماهير لأنها جزءٌ أساسي من الثورة، من قياداتها الدينية الفاشية الوسطية...، ووحدها الطبقة العاملة – بتقديري- قادرة – إذا توفر لها حزب ثوري- على نهج سياسة ثورية وإذا أحسنت سياسة التحالف، على تأمين انفتاح أفق السيرورة الثورية على الانتقال إلى الاشتراكية، وحينئذٍ بالإمكان أن تتحول هذه الفئات – الجماهير الدينية- إلى قوة ثورية بالفعل بقيادة الطبقة العاملة.
مقتطف من مداخلة لمهدي في الندوة اللبنانية – العربية – العالمية، التي كان عنوانها: حوار ديمقراطي من أجل التغيير، انعقدت في طرابلس – لبنان 9 – 12 كانون الأول 1986.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر