الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 11 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 7 / 9
الادب والفن


ارتعش جسدي عند بعض الكلمات من تلك الكتابات ؛ إن لم اخرجها من انغلاقها في رأسي . . الى صدر اوراق هذه الرواية . . لن تعتقني الليلة من الذهاب الى النوم . . .

ذهـــــــــــــول
من ارض هربت به الشواطئ
. . الى نهــر بعـيــــــــد
ضـــــــــــــــــاق الوعيـد . . وفـلـول العـشـــــــــــائر
- رفع رأسـه على اريــــــكة بغداد
فهللت اذاعة بسقوط العـراق
حط ترحاله على ضـــــــفاف نهر كازان العــــظيم
فسقط التاريــــــــــــــخ المعاصـر
ارسل التحايا لمتحف العرب القديـــم
فأسـكنوه غرف تعـذيب . . لا تغـــــادر
بـكــــــــــاء يحاصر المكان
حـصـــــــــــا ر
وطـفـــــــل غادر البيت لشـــــراء اللبان
. . فأنخره الــــــرصاص
الى متى ترميـنا الطائــــرات بالسموم
وتزرعـــــنا الصواريخ بركا من الدمـــــــاء
الى متى يا صاحب القدر المبجل
نظل امة تكذب على نفسها
وتفتح عورتها على الاخرين
انا سئمنا ايامنا العابرة
فأرض الفراغ لا تعرف الرجولة الا علينا
وتبيع ذات الرجولة للمانحين . . من كل صوب
إنا سئمنا هذا المدار
فأي ارض ترتضينا
تمنحنا اسما . . دون صك
انا لم نـعـد نحتمل الوعيد .

ارض تحاصر الحصار
قالـــــــوا الموصل نكـس اعلامـه
والبصرة اضحت مدينة اشباح في وضح النهار
- اعتقد ( الواهمون في السر ) اهل بابل تبولوا في محافظهم الداخلية
وارتخت الاعناق عند المسير . . حتى الركب
- فاجـــأته القاذفات
وصوت أبو شيمــاء ينهض للـعـمــــــل
وعبدالله لم يحفل بسلاح التمشيط في الازقة
ظــل يعاكس العابرين الطريق
ويصرخ بغداد لــنا
- كانت الحياة تعـــم بابــل
. . لشعب يناضل
- اطــل برأسه خلف النافـذة
كانت حنين باسمة
تهديه تحية الصـبــــاح .



بـــــــكاء معـارض
بكيت بغداد . . في الـسـر . . كثيرا
- ما حال الشيوخ والطفولة الحالمة
- ما حال جميلات بغداد
. . حين تكتسي وجوههن الساحرة دمار المدينة
- ما حال البلد الذي انتظرناه . . طــويلا
وجد تـني احاصر في داخلي
ابـــكي سفر سـبــــأ – في البعيد والقريب –
وعـبـــــــور ازمان من التـذرع
على طرق ليـس لها قرار
- حـصـــــــــار -
متى ننتهي من اذيالنا
- إنـا نبكيك
ولتبكي علينا – نحن البائسين تحت نيل القبيلة –
لـتـبكي علـيــــنا . . يا عراق .

توســـــــــــل
سـلام ام الـمدائن
هل تمنحيني فيض الامومة
كابن هاشم حين ارضعته اما ثانية
. . حليب الفضيلة
- هل تنزعيني عن شرك القبيلة
- إني احب بلادي
لـكنــــــها . . حين ارخيت نفسي عليها
واعلنت التــــــــــحرر
حفرت قبرا لأبي
وعـلـــقتني على مشنقة
حتى اقامت طـقوس الحـبــــور
والـعـبـــــــور على جثتي .





ســـــــــــــــــلام
لأرض الرافدين . . سـلام
من بنت الشركسي . . حدثت عن الذاكرة
: كيف يفيض الخير عنها
. . وتفيض على الجوار
كيف يبسق النخل اعالي السماء
والكبرياء لا يطأطئ رأسا
والاغاني لا تنقطع عن الساحات
وصدى المكا ن يردد ضحكا ت غنجي
لنساء لا تغادر اوتار العود اناملها
وتذوب ان يعشقها الرجال
- إني وجدتني تسحرني الحكايا
ولم اجد لطفولتي في الجزيرة . . حـمـــاية
لم اجد سوى اناشيدا للحاكمين
وجيوشا تـطــأ الكرامة . . بأمر الحاكمين
لم اجد عن ســـــبأ . .
عن بن الفضل
. . او الصليحية
. . سوى الاحاجي
. . وبعض اعمدة يتيمة في الخلاء
لم اجد سوى وحشية البدوي
وقطاع طرق لا يشبعون
لم اجد سوى السلاح يشغل المكان
وارضا خاوية عن أي عرش تناقلته الحكايا
- إني بحثت وعدت إليك يا فرات
عساك تطهر ما تبقى
- رغم انك تلوذ الان لنفسك بالطهارة -
اغسلني جسدا من ضوء
وانثرني روحا على ارضي التائهة
انثرني نسمة صبح باسمة . . على البائسين
. . في وطني
عـســـــاني اورق الحـــــلـم فيهم ثانية
عساني استنبت ارضا بديلة
لا تنقطع السحاب عن زيارتنا
ولا يجوب الازقة فيها العسس
. . عـســـــــــــــــــــــــــــــــاني ! ! ! !


مـقـاســـــة
بين ارض وارض
مـســــافة لا تقاس بالرحيل
بين صنعاء والعراق
اغنية احملها منذ الطفولة
لربـيــــع عساه يأتي - ولم يأتي بعد –
منذ قرون عبث العـشــــيرة

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بين ارض وارض
تطرح الذاكرة اسـمـــــال حزن
. . وقـهــــر
وفي ظلالها الخفية
توشي بأيام قـــــــدوم
انتظرناها طـــــــــويلا
. . لم تأتي بعد





ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بين نفسي وبيني
عـنـــــــــد مـــــضــــــج
- ضـعــــف -
اقـــــــاوم
بين حقيقتي وظل الذاكرة
حـريتي . . للقياس .



















***

نهضت على جرس المنبه عند الساعة الثامنة . . بمزاج معكر وجسد ملطخ بأوجاع قلة النوم وارق التقلبات على السرير حتى الخامسة صباحا من اليوم التالي - كانت سناء قد خرجت باكرا لإيصال البنات الى الحضانة والمدرسة . . الواقعتين على خط سيرها الى موقف الانتظار لوصول ميني باص العمل الجامع للموظفين القاطنين في هذه المنطقة السكنية – بعجلة جهزت نفسي للخروج . . بعد تناول الفطور الذي ما زال دافئا . . على كأس شاي معد سخنته قبل ارتداء الملابس . .

كانت الساعة بعد التاسعة بقليل لأنحشر في الميكروباص المزدحم الذاهب الى اخر موقف من شارع هائل . . لأقطع مسافة صغيرة على الاقدام حتى اصل الى موعدي في مركز الدراسات والبحوث – كان الطريق ملغما بالزحام ، نظرت إلى ساعة يدي مرات عديدة . . وكلما رأيت موضعا من سيرنا تختنق فيه الحركة على مسار مفتوح دون إشارات للمرور . . تركبني هواجس التأخر ، خاصة وأن الفاطمي اخبرني امسا عند اتصاله لا وقت لديه . . فقط يسلمني ملف الوثائق ليغادر مباشرة على تذكرة رحلته الى عدن عند الحادية عشرة . . كآخر توقيت لتحرك باص النقل الجماعي ، لم يكن امامه سوى ربع ساعة الى عشرين دقيقة بالكثير للقائي او انتظاري ، فالمسافة في توقيت زحمة الطرقات تتطلب منه اكثر نصف ساعة راكبا . . حتى يلحق الباص قبل مغادرته – اختار مطار صنعاء لوصوله فجر اليوم الماضي . . فقط لتسليمي شهاداتي المرسلة ؛ لم يكن لوجوده في صنعاء أي معنى غير ذلك ، فعودته الطبيعية كانت الى عدن . . مكان اقامته واسرته ، قضى ذلك اليوم في منزل عمه الموظف مديرا عاما في وزارة الاعلام – حاول عزيزي . . أن تفلت ، لنا عشرة دقائق واقفين ، الدباب صغير . . سر . . وإن طلعت على الرصيف . . وإلا يمكن أن نبقى ساعة على هذا الحال – نظر تجاهي السائق بضيق بنصف عين واخذ يلوي الدراكسيون بين يديه بجنون والشتائم لا تتوقف تدفقها من فمه . . على هذا الحال . . .


- حمد لله على سلامة وصولك من بغداد . ارجو ما تأخرت عليك . . الزحمة شديدة ، أتمنى ألا أكون عطلتك في اللحاق بسفرتك . . .
- الحمد لله . . جيت في وقتك ، ما زال امامي أربعين دقيقة . . سألحق . . وبالراحة .

لم أكن قادرا على تذكر هيئة الفاطمي وملامحه . . حتى بعد انتهاء مكالمته ، رغم تذكري لتواجد اثنين مع أبو لحوم عند المباركة لي بعد اعلان اجتياز الدفاع وبتقدير عال . . وأيضا عند ذهابنا عزومة الغذاء احتفاء بالحصول على درجة الدكتوراه – هي لازمة أن يقيمها كل خريج لهذه الدرجة أو ما قبلها ، ويتم فيها تجهيز دعوات لأعضاء لجنة التحكيم والمشرفين على الطالب . . وبعض أساتذة القسم . . مع دعوة تعذريه لعميد الكلية والسفير الذي نادرا حضور الاول إن كان . . ممن درسوه في السنة التحضيرية أما الاخر الدعوة له ليست سوى مجاملة لا أكثر – كانت عادة الإجراءات اقراض الملحقية مبلغا مقدما لمن حدد له موعدا رسميا من الجامعة ليوم الدفاع . . لتغطية تلك النفقات ، وتستقطع لاحقا من المخصص المالي للمبعوث – حق طباعة الاطروحة والكتب – من كان يجد في نفسه متسعا لبذخ الصرف . . يتم اعلان من احد أصدقائه المقربين بعد اعلان التحكيم ومصافحة كل عضو منها – عزومة الغذاء مفتوحة لكل الحاضرين في القاعة – طبعا بعد توجيه الدعوة للملحقة الثقافية والقنصل والمسئول المالي – الأهم من بينهم بالنسبة لك مبتعث – عادة يدعى زملاء الدراسة والأصدقاء . . وإذا ما حضر مع أي منهم زميل او زميلة دراسة – مع دخولي فناء المركز الى البهو . . رأيته . . كنت قد تذكرت هيئته . . فذهبت إليه مباشرة وهو يتحدث مع احد المعاريف العاملين في المركز . . وهو ينظر الى ساعته

فتح الملف مخرجا أصول الوثائق والشهادة الكرتونية وصور طبق الأصل عمدت من التعليم العالي العراقي والسفارة اليمنية ، كانت اثار طبعة بيادات عسكرية معلمة على صدر بعض الأوراق و . . على ظهر بعضها الاخر . . بما فيها الشهادة الكرتونية – نظرت إليه مستغربا – هذا عند الحدود الى سوريا ، امتهنونا عند التفتيش ، تعاملوا معنا بكراهية . . كما لو اننا بعثيين . . أعطيت لنا المنح على أساس ذلك ، . . فتحوا الحقائب ونثروا كل محتوياتها على الأرض بقصد الإهانة ، كان ملف الأوراق مخبأ داخل الملابس – انها امانة . . يجب توصيلها – انتثرت الوثائق على الأرض – ما هذه – انها شهادات لدكتور سافر قبل الحرب بشهر ونصف و عاد لاستكمال دراسته بعد انتهاء الحرب بثلاثة شهور . . ولم يسمح وقتها استلام الوثائق إلا بدفع نفقات المنحة كاملة ، بعد صدور القرار بإجازة تسليم الشهادات لكل من انهى دراسته فقط ، . . اما من تبقت فترة دراسية له اكثر من نهاية هذا العام . . قد اتفق مع الدولة اليمنية دفع نفقات المنحة للمستمرين . . وإن كانوا ارسلوا على منح مجانية من النظام السابق – هيهه . . ، انت ممن بقوا خلال الحرب . . كنتم تقاتلون مع صدام . . هيهه – تلفظات جارحة وتهكمية بحركات خليطة من الاستهزاء والتحقير . . كانت تطلق من متحومين حولنا من المدججين بالآليات جديدة الصنع جلبت خلال دخول القوات الامريكية – نحن طلبة لا علاقة لنا . . وإلا ما كنا مسافرين . . طبيعيا – نثروا مجددا على الأرض الوثائق التي فحصونها بين أيديهم ، داسوا عليها بحنق رغبة في تمزقها او تجعيد مظهرها . . بما يجعلها غير لائقة عند عرضها ، . . لم يكتفوا . . شوف – عرض علي بعض الأوراق ، لم تكن طبعات الأحذية الطينية عليها . . بل تجمد بصاق اصفر بني داكن اللون عليها . . بشكل مقزز للنفس – الحمد لله . . أن كل الوثائق وصلت إليك ، خفت منع خروجها أو تمزيقها من العسكر . احمد الله انك سافرت من قبل . . فالتعامل معنا اصبح قبيحا . . مليئا بالكراهية ، . . حتى واحنا في الجامعة أو حين نسير في الشارع . . كثيرا ما نجد الاستفزازات وألفاظا نابية مهددة بسحلنا إذا ما بقينا – انتم مرتزقة صدام . . لا بقاء لكم هنا .

شكرته كثيرا وحمدت الله له لخروجه من ذلك الجحيم . . واعتذرت له جراء ما لاقاه بسبب حمله وثائقي – انت انقذتني واسرتي . . وهذا دين علي – لا دين . . نحن اخوة ، كنت ستفعل نفس الشيء إذا كنت مكاني – لم يتبق من وقت مغادرته للحاق برحلته سوى دقائق معدودة ، حصلت خلالها على اخبار من تبقى من الزملاء والأصدقاء ، عن حالهم وامنهم و . . احتمال وقت عودتهم – غادر سريعا بعد أحضان وقبلات حارة بين رفيقي معاناة بشعة . . خرجا احياء من رحى حرب طاحنة ازهقت في طريقها كل ما تبقى من الحياة . . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي