الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية والتحريض في حلقة ثورية - هوسيه انجلينا سيسون

سعيد العليمى

2023 / 7 / 9
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


1. الدعاية والتحريض والممارسة العملية
ينبغي أن تؤلف الدعاية والتحريض - بوصفهما مضمون القيادة النظرية السياسية - وما يعززهما مكوناً رئيسياً ضرورياً في الفعالية اليومية لأي منظمة ثورية. وذلك من خلال تطبيق النظرية الماركسية الثورية، ونهج الحلقة السياسي على وقائع الصراع الطبقي اليومية بتجلياتها الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية والاجتماعية والعسكرية ... الخ، وهو ما يعنى متابعة ورصد وتعيين موقف من منظور ماركسي لوقائع وأحداث العلاقة بين الطبقات في كل مظاهرها وتجلياتها ، وليس فقط ما يتعلق بأوضاع الطبقة العاملة المعنية أو الفاعل الإجتماعى من الكادحين بوجه عام ، فالسياسة هي تناول العلاقة بين الطبقات الاجتماعية وأشكالها السياسية والحزبية والنقابية كلها وفق التعريف اللينيني. والمسألة الرئيسية ليست في "موضوع" الدعاية أو التحريض وإنما في الموقف منه، أي في المنظور الثوري أو الإصلاحى أو المضاد للثورة الذي يرى به.
ويتباين اختيار وتحديد وتوظيف الأدوات الناقلة للدعاية والتحريض وفق درجة تطور بنية المنظمة حينما تكون في الطور الحلقي الدعائي، عنها في الطور الحلقي السياسي، فالطور الحزبي الجماهيري، دون أن تكون هناك بالطبع أسواراً صينية فاصلة بينهم، وهى مراحل تميزها نوعية النشاط والفعالية الداخلية من ناحية، ومن ناحية أخرى مدى ارتباط المنظمة ببؤر الصراع في أوساط الكادحين وحلفائهم الطبقيين. فإذا كان هدفنا الرئيسي هو تربية الكادحين سياسياً وأيديولوجياً وتنظيمياً على أساس تعاليم الماركسية الثورية، ونهج المنظمة السياسي، فلابد من تعيين الأدوات الناقلة لها وتحديد مهامها وفقاً لدرجة نمو المنظمة ومدى توفر إمكاناتها فقد يكون ذلك من خلال الصحافة الحزبية الورقية وغير الورقية، إصدار الكتب والكراسات، البرامج التثقيفية، مدارس الكادر، الندوات والمحاضرات، الحلقات والفصول الدراسية، المناقشات والمناظرات، أو الاجتماعات الجماهيرية، تأسيس دار نشر، السينما والإذاعة ,وافلام الفيديو وما شابهها ومتابعة التطورات الجديدة كلما ارتقت أدوات الإعلام والاتصال من الناحية التكنولوجية وتوظيفها في تحقيق المهام الثورية المحددة.
2. كيف نبني آلتنا الدعائية؟
تنفيذاً للمهمة السابقة يمكن تشكيل لجنة دعائية -وقد نبدأ بمسؤول دعائى -، قابلة للتوسع وللانقسام فيما بعد على أساس تقسيم العمل، تتولى اختيار وتحديد وإدارة ومتابعة الأدوات الناقلة على أن تتوافق مع الطور الحالي من نمو المنظمة وإمكاناتها، وهو طور الانتقال من الحلقة إلى التنظيم، وتسعى لتوفير المقومات الضرورية لذلك على أن تعززها قيادة المنظمة بكل إمكاناتها المادية والأدبية، وتقدم تقريراً لها عن عملها كل ثلاث شهور.
ولا يمكن الحديث عن الأدوات الناقلة سواء كانت مجلة نظرية سياسية - أو جريدة كلسان حال مركزي - أو نشرة للمناقشات الداخلية، دون الحديث عن الكُتاب أي "القوى الأدبية" التي يمكن أن تساهم بالكتابة (تربية الموهوبين نظرياً، والدعاة، والمحرضين، والمنظمين مما يستلزم ضرورة تطوير العمل النظري والدعائي والتربوي السياسي الهادف).
والحال أن هناك نقصاً فادحاً في المواهب والإمكانات أي القابليات الأدبية ( يحكمه قانون الأعداد الصغيرة) لابد من تلافيه بتوسيع دائرة الكتاب من داخل المنظمة التي تمر بطور التكوين بتشجيع كل أنواع الإسهامات، وتطوير إمكانات الرفاق الذين يظهرون موهبة واستعداداً للكتابة النظرية والدعائية والسياسية والتنظيمية والأمنية وغيرها، وأحد الوسائل لتلافى هذا النقص في الوقت الحالي إلى أن يتوفر لنا كوادرنا الخاصة لتنظيم دورات هو الالتحاق بدورات في الكتابة التي تعقدها بعض المؤسسات الصحفية البورجوازية المحلية والمراكز الثقافية الأجنبية، بل وحتى بعض الصحفيين ذوى الخبرة، من أجل اكتساب المهارات التقنية العملية.
وإذا كان من واجب كتاب المنظمة الأساسيين أن يكتبوا بانتظام مرة أسبوعياً أو كل أسبوعين على الأقل، فلابد من تعويض النقص الفادح أمام الاتساع المهول لقائمة "الوقائع والأحداث" التي ينبغي الكتابة عنها بدعوة "مساهمين" ملتزمين من خارج المنظمة للكتابة شرط أن يكونوا من الأنصار أو العاطفين على خط المنظمة السياسي الثوري، وتأمين علاقة منتظمة معهم، ويمكن لهم حسب اختيارهم توقيع مقالاتهم بأسماء مستعارة، أو بلا اسم.
وجدير بالذكر هنا أن يكون هناك اتفاق مع المساهمين من الخارج بشأن القضايا النظرية الأساسية، والمهمات الآنية العملية مما يتوافق مع الطابع العام للمجلة أو الجريدة، فلا ينبغي لهما أن تتحولا لمستودع للآراء المتضاربة. ويحق للرفاق الذين يقومون بمهمة هيئة التحرير إعادة أية مقالات لكتابها بغرض إعادة صياغة مواضع فيها أو بطلب الحذف منها أو الإضافة إليها إذا لم تكن تتسق بدرجة أو بأخرى مع نهج المنظمة السياسي.
ويجب أن تراعى الشروط التالية في الكتابات المقدمة:
- في كل الأحوال لابد من أن يتوفر لدى الكتاب جميعاً اقتناع عميق بالماركسية الثورية، ومعرفة دقيقة بالموضوع الذي يكتب عنه، وربطهما بواقع الأحداث الحية الجارية،
- ويلزم أن تشكل كل مادة مكتوبة - بعكس الأطروحات المجردة - سعياً لحل المهام التي نواجهها، أو إجابة عن سؤال فعلي مطروح، أو تناولاً لقضية من قضايا الثورة العينية الملموسة في أوساط الكادحين والمضطهدين والنشطاء والمناضلين، ونزوعاً لحفر مجرى سياسي ثوري مستقل بين الاتجاهات والآراء الأخرى الموجودة التي تمثلها قوى سياسية حزبية أو غير حزبية من جماعات وأفراد، التي يتعين مناظرتها والجدال معها وفقاً لوزنها وأثرها الفعلي على جمهور المناضلين الديموقراطيين والاشتراكيين وعلى الحركة الجماهيرية، وتفادى تبديد القوى في جدالات مع آراء محصورة في نطاقات ضيقة لا يعبأ بها أحد، مع التمييز دائماً بين مناقشة رفاق في معسكر الثورة يرتكبون أخطاءً،فلابد من الشرح والتوضيح الصبور بهدف الإقناع ، وبين أعداء وخصوم في معسكر الثورة المضادة حيث نمارس الكشف والتعرية والفضح والتشهير .
ولنتذكر دائما أننا نسعى لخلق تأثير، وإرساء نفوذ، وتحقيق سيادة لنهجنا السياسي الثوري بطرح نقد ثابت للاتجاهات الأخرى التي تتوزع على معسكر "اليسار" والديموقراطيين، والليبراليين. والرجعيين ... (مواجهة الانتهازية الليبرالية بالماركسية، وبيان جذورها الاجتماعية والطبقية العميقة، وإيضاح مضامينها المتعددة، وطابعها وخطها الأيديولوجي خاصة مايسمى بالمنظمات الحقوقية التي ترتبط في تمويلها ونشاطها ببرامج امبريالية غربية ) وهناك تيارات صغيرة، وعناصر راديكالية مبددة رافضة للتنظيمات "الاشتراكية" الشرعية التي تهيمن عليها القوى البورجوازية الصغيرة تتركز في مركز البلاد ، ومهمتنا تزويدها بمواقف ورؤى وشعارات موحدة صائبة تلتف وتنتظم حولها: أي تقديم قيادة ثورية أيديولوجياً وسياسياً. وفى المآل الأخير فإن هدف الدعاية والتحريض هو التنظيم والفاعلية الجماهيرية التي تمارس التحويل الثورى للمجتمع ..
3. كيف نحدد أولوياتنا ؟
يبدو في ظل الطور التنظيمي الراهن أن جهودنا ينبغي أن تتركز على :
أ. المجلة النظرية السياسية التي يمكن لنا أن نعتبرها لسان حالنا السياسي الرئيسي في الوقت الراهن. وهى بحكم مضمون موادها وطبيعة جمهورها تتوجه إلى المناضلين الواعين المسيسين، وتهدف إلى تربية قيادات داخل وخارج المنظمة، وخلق أطر ثورية لابد أن تلعب في المستقبل غير البعيد دوراً فعالاً في الحركات الجماهيرية.
لسنا منظمة جماهيرية بعد، وصلاتنا ببؤر النضال العمالي والفلاحي والطلابى محدودة إن لم تكن منعدمة وأحد الأسباب الجوهرية في ذلك هو تدنى الحركات الاحتجاجية العفوية ووتيرة تصاعد أشكال الصراع الطبقى . ولكن إذا ما كانت هناك فرصة (وهي ما ينبغي أن نتوجه عمداً إلى خلقها) لإقامة صلة فيمكن لرفاق القطاع أو النطاق أو المجال المعنى أن يعيدوا كتابة ما هو ملائم من المجلة النظرية بشكل مفهوم وبلغة مبسطة تناسب هؤلاء المخاطبين. علينا أن نحدد أولوياتنا بصرامة وبدقة، وألا نبدد قوانا على جبهة واسعة من المهام لا نستطيع بقوانا الضئيلة أن ننجزها.
بالطبع مع نمونا التنظيمي، ومع فلاح مساعينا في تكوين نواة لحزب شيوعي جماهيري من خلال "تجميع وبلورة واستقطاب" التيارات والعناصر الراديكالية الموجودة والفعالة في الحياة السياسية، يمكن لنا إصدار جريدة جماهيرية، إن استطعنا أن نتجاوز ولو نسبياً آثار قانون الأعداد الصغيرة وهى ضرورة لازمة لا غنى عنها.
ب. تلعب ترجمة الأدب الثوري دوراً هاماً في ربط الفكر الماركسي والخبرات الأممية باحتياجات واقع الصراع الطبقي الملحة في بلادنا، إذا أحسن اختيار موادها بحس يستشعر متطلبات الحركة الثورية (لا الاعتبارات النظرية أو الاختيارات الفردية أو الأكاديمية المجردة)، وقد تمثل إذا ما توفرت فيها الشروط المطلوبة إجابة على بعض أسئلة الواقع التي تواجهنا، ويمكن لها أن توفر قوانا في بعض المجالات إذا ما تم تكييفها وفقا لأحوالنا الخاصة. إجادة لغة واحدة على الأقل - بجانب اللغة الأم - متطلب ضروري لكل كادر شيوعي، وبالأحرى لكل مثقف ثوري وهو هدف يجب علينا أن نسعى بدأب لتحقيقه. (ونذكر بالمناسبة هنا أن لينين كان مترجماً، ومراجعا لترجمات بعض رفاقه، وترجمة الأدب الماركسي كانت جزءا لا يتجزأ من عمله الثوري مع الحذر الشديد من المغالاة في الترجمة التي تعوق الكتابة الخاصة المبدعة عن واقعنا النوعى ).
ونظراً لقلة عدد الأعضاء الحاليين القادرين على الترجمة لابد من مركزة قوى هذا العدد الصغير، وعدم تبديده في اختيارات ذاتية انتقائية وذلك بوضع خطة زمنية دورية معقولة للترجمة قابلة للتبدل الجزئي وفق احتياجات الواقع سريعة التبدل. غير أنه لابد من التشديد مرة أخرى على أن الكتابة هي الأساس والترجمة هي عامل مساعد حتى لا تتحول المنظمة إلى منظمة مترجمين لا كتابات لها تقريباً مثلما حدث لبعض المنظمات التروتسكية خاصة منذ عقود مضت.
جـ. المساعدة في وضع برامج مرحلية للتثقيف الذاتي في مختلف جوانب الفكر الثوري للمستويات القيادية والقاعدية، فضلاً عن المرشحين المحتملين للانضمام للمنظمة.
د. وأخيرا وسيط المناقشة الداخلية وهى أداة قاصرة على العضوية حصرياً. وهي المنبر الداخلي الذي يمكن لأي عضو فيه ومن أي مستوى أن يبدى رأيه في أي شأنٍ كان، أو أن يمارس حق النقد لأي هيئة قيادية (إضافة إلى لجنته الحزبية بالطبع مع مراعاة دواعي السرية) وكذلك النقد الذاتي، أي أنها تتسع للصراع الفكري والسياسي حول مجمل مواقفنا وخطنا السياسي وتكتيكاتنا الخ..، ويفترض أنها تتضمن التوجيهات الخاصة الصادرة من الهيئة القيادية، أو أية تعميمات أو خبرات معينة في المجال الحزبي أو غيره، وهي إحدى ضمانات الديموقراطية المركزية في ذلك الاتحاد الطوعي بين الأعضاء الذي يعمل في ظل دولة بوليسية محاطاً بالأعداء من كل جانب.
تقتضى القواعد اللينينية في التنظيم الانضباط الصارم ووحدة العمل ووحدة الإرادة وفق خط سياسي واحد في العمل الجماهيري، وفي الداخل يمكن لنا أن نمارس حق النقد ونسعى لتغيير وجهة نظر رفاقنا وتحويل رأينا إلى رأى سائد ومتبع من خلال نشرتنا الداخلية ولجنتنا الحزبية والمؤتمرات والكونفرانسات بالطبع. لقد سيطرت على العمل السياسي "اليساري" في ربع القرن الماضي نزعة ليبرالية حقوقية علنية وما بعد حداثية معادية للتنظيم لا علاقة لها بقوام المنظمات الكفاحية بالمعنى اللينيني، وسادت فوضوية وفردية البورجوازية الصغيرة كأسلوب في العمل السياسي، وقد طالت الجميع، الأمر الذي يدعونا لمقاومة وإزالة كل آثارها علينا ، وقد دفعنا ثمنها الفادح حين إنلعت الإنتفاضة العفوية منذ عقد مضى حيث سقطت كل ثمارها في فم الثورة المضادة .
4. هل مازال هناك دور للجريدة الثورية ؟
طرحت العقود الماضية في بعض أقسام الحركة الثورية العالمية سؤال: هل مازالت هناك حاجة لإصدار جريدة ثورية ورقية بمفهومها ودورها اللينينى بعد التطورات الحاصلة في تقنية الاتصالات ؟ بل ذهبت بعض الاتجاهات مثل "حركة العمال الشيوعيين" في بريطانيا إلى نفي الحاجة لأي جريدة أصلاً ورقية أو غيرها، نظراً لتوفر منابر أخرى مثل النقابات والبرلمان يمكن استخدامها للتحريض والتنظيم! وكيفما كان الأمر ودون الخوض في هذا الجدال، فيمكن الاتفاق على أننا في حاجة لجريدة / مجلة ثورية بالشكل الذي بيناه عاليه تستفيد في دعايتها وتحريضها من أدوات ووسائل الاتصال الحديثة وتلعب دور الأداة الثورية بمعناها اللينيني.
ويمكن لها أن تستفيد بكل إمكانات "المواقع الاجتماعية" و"قوائم البريد الإلكتروني"، و"الصفحات العادية" وغيرها التي بدأت في الظهور حديثا ، شرط أن نفكر معاً في كيفية تنظيم أنصارنا والعاطفين علينا الذين لا نلتقي بهم ولا نعرفهم مباشرة من الملتفين حول خطنا السياسي ، خاصة في الدولة البوليسية التي نعيش في ظلها والتي تراقب وسائط الاتصال بطرق وأساليب مختلفة تجعل العلاقات البسيطة المباشرة غير مأمونة العواقب وسط التلفيقات الجارية. وربما من الممكن - حال مواتاة الظرف - إصدار طبعة ورقية تتكامل مع الإلكترونية، وهو ما قد حاولنا فعله في حالات المد الثوري، لتسهم في لعب دور الأداة التنظيمية باتصالها المباشر بجمهور القراء، فضلاً عن أنها أداة احتياطية دائمة للتواصل لا تخضع لمراقبة الفضاء الإليكتروني الذي يمكن تعطيله أو إيقافه أو تزييفه في لحظات احتدام الصراع السياسي بصفة خاصة. وإذا كان امتلاك لغة أجنبية ضرورة لأي كادر حزبي فإن امتلاك معرفة عالية ودقيقة بإمكانات وسائط الاتصال ليس بأقل أهمية ويرتبط بذلك الأمان الرقمي الذي يصد محاولات الاختراق البوليسية لأية منافذ خاصة يمكن إذا واتتنا الظروف أن نطل فيها بوجوهنا .
يبقى بعد، التشديد على ضرورة الإسهام العام من مجمل الأعضاء والمناصرين الخارجيين في كل الأدوات الناقلة على تبادل الآراء حول الموضوعات المنشورة، والتوجهات المتضمنة فيها، وتلقى النقد وتصويب الأخطاء، وتسلم تقارير عن الانطباعات التي قد يولدها أي مقال أو منشور، توجيه رسائل للكتاب من القراء حول أهم الموضوعات التي تشغلهم، طبيعة الأمزجة السائدة في أوساط الجمهور الخ ...
5. في بعض المهمات العملية
والآن فلنترجم الأطروحات الواردة عاليه إلى إجراءات عملية:
1. أنواع الكتابات المطلوبة، وتدريب الرفاق على الكتابة
يطرح كل الرفاق دائماً تساؤل: عن أي شيء نكتب؟ ما هي الموضوعات التي تحتاج إلى الكتابة فيها؟
لبناء ماكينة دعائية متماسكة تستطيع أن تمارس دورها وتخلق تأثيراً يتزايد ويتسع مداه باستمرار، نحتاج للكتابة مبدئياً في ثلاث مستويات:
- التقارير؛ وهي كتابات تقدم عرضاً لأحداث مرتبطة بنضالات الجماهير ومعاركها المختلفة؛ إضرابات، اعتصامات، معارك فلاحية، معارك لسكان الأحياء الشعبية أو نضالات طلابية ومهنية مختلفة، على مستوى محلي؛ المنطقة أو المحافظة، أو على مستوى الدولة، أو على مستوى أممي.
- المقالات التحليلية، وهي كتابات تقدم تحليلا للأحداث من منظور ماركسي ثوري، ولا تكتفي بعرض الأحداث، وتسعى لتقديم رؤيتنا لكل حدث من الأحداث والواجبات المفروضة على الثوريين تجاه هذا الحدث، أو استخلاص دروس منه لنضالات قادمة، سواء على مستوى محلي أو على مستوى الدولة أو على مستوى أممي.
- الكتابات النظرية، وهي كتابات تعرض لأسس النظرية الماركسية، سواء الأسس العامة أو المتعلقة بموضوع بعينه من الموضوعات قد يكون مطروحاً في هذه اللحظة على الساحة. وبصفة خاصة المرتبطة بقضية الثورة فى بلادنا ومنها قضية التحليل الطبقى لبلادنا ، خصوصية تركيب الطبقة العاملة وأوضاعها فى ظل البورجوازية التابعة ، قضية التحالف الطبقى ، قضية الثورة الاشتراكية ، والثورة العالمية وماشابه - فهذه مجرد أمثلة .
وستسعى لجنة الدعاية ، إلى تقديم قائمة دورية بأهم الموضوعات التي تحتاج إلى الكتابة فيها عبر وسيط المناقشة الداخلية، ليختار منها الرفاق ما يمكنهم الكتابة فيه، كما يمكن للزملاء الكتابة في موضوعات قد يرونها على قدر من الأهمية خارج الموضوعات التي تطرحها اللجنة .
أما بالنسبة لتطوير أسلوب الرفاق في الكتابة، فهي عملية تتطلب أولاً من الرفاق مجهوداً ذاتياً لتحسين مستواهم في الكتابة وصياغة الأفكار عن طريق القراءة المتواصلة والتدريب في داخل الهيئات على صياغة نتائج المناقشات السياسية الدورية، وثانياً تقوم لجنة الدعاية بتقييم الموضوعات المرسلة إليها، وإرسال ملاحظاتها على الأفكار السياسية والأسلوب والصياغة إلى الزملاء لمراعاتها في الموضوعات التالية.
2. أولويات الترجمة، وتدريب الرفاق الراغبين في الترجمة
كما طرحنا فإن ترجمة الأدب الثوري تلعب دوراً هاماً في تطوير فكرنا، وربطه بالخبرات الأممية، لكن كما ذكرنا أن قوتنا المحدودة تتطلب منا مركزة مجهودنا في الترجمة في خطة ترجمة مركزية، وألا يتم تبديده في اختيارات ذاتية.
لذا ستضع اللجنة قائمة بالنصوص المطلوب ترجمتها، والتي تتنوع في حجمها وتعقيدها، ليتم توزيعها على الزملاء الراغبين بالترجمة، وعلى الرفاق الراغبين في طرح موضوع للترجمة، أو العمل على ترجمة موضوع بعينه، إرساله إلى الللجة لتقييمه وتقدير ترتيبه في أولويات الترجمة.
3. استخدام كل عضو لأدوات الدعاية المتاحة
لاستكمال تنفيذ مهام أدوات الدعاية، يلزم أن يعمل كل رفيق من الرفاق عبر ما يمتلكه من أدوات دعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مساحات نفوذ محلية كامتداد لهذه الأدوات، لكن مع مراعاة الآتي:
1. ضرورات السرية: فبقدر ما تحدد القيادة مساحة العلنية التي يسمح للرفيق أن يتحرك فيها ويظهر بها ارتباطه بالمواقف السياسية للمجموعة، بقدر ما يتحدد طبيعة الخطاب والأسلوب الذي يمارس به الرفيق الدعاية والتحريض.
فقد يسمح لرفاق أن يستخدموا الدعاية بشكل مباشر عبر أدواتهم الخاصة، وقد يطلب من رفاق إنشاء صفحات أو أدوات دعائية مؤمنة بأسماء حركية وفقا للظروف والأحوال .
2. ضرورات اتساق المواقف السياسية: يجب على كل الرفاق عند استخدام أدوات الدعاية الشخصية مراعاة اتساق مواقفهم الشخصية مع المواقف السياسية للمجموعة، حتى وإن لم يظهر ارتباط مباشر بينهما ، أي لابد من مراعاة قواعد السرية في كل الأحوال.
3. مصادر الدعاية: يجب مراعاة طبيعة المصادر التي نعتمد عليها في الدعاية والتحريض، فلا نروج أثناء دعايتنا لوسائل أو منصات إعلامية رجعية أو تمثل وجها آخر من وجوه الثورة المضادة، والتي قد تتفق معنا في موقف وتختلف معنا في باقي المواقف إلا بشكل نقدى ، على سبيل المثال مواقع وصفحات أولونجابو ، مستقبلنا القومى ، عدالة عقلانية ، علمانية بلاحدود.
4. أسلوب الدعاية: يجب مراعاة استخدام الدعاية السياسية، لا التعريض الأخلاقي، كما يجب ملاحظة عدم الانجرار في دعايتنا للدعاية الرجعية التي قد يتبناها طرف من طرفي الثورة المضادة في مواجهة الطرف الآخر، أيضاً يجب التأكد من مصداقية الأخبار والأحداث التي نبني عليها دعايتنا للحفاظ على مصداقيتنا السياسية بين متابعينا. إختلاق وقائع غير حقيقية يدخل في المفهوم السابق .
5. التمييز بين الشخصي والسياسي: يجب على كل الرفاق عند استخدام أدواتهم الدعائية الشخصية مراعاة التمييز والفصل بقدر الإمكان بين الشخصي والسياسي، وعدم الاستغراق في الأمور الذاتية بشكل يلهي عن ممارسة الدور التحريضي العام، وذلك إما بفصل الأدوات التي يتم استخدامها في الدعاية السياسية عن الأدوات والصفحات الشخصية؛ أي إنشاء صفحات جديدة لأغراض سياسية فقط، أو استخدام التخصيصات المتاحة في هذه الأدوات لتحديد نوعية الجمهور المتلقي لكل نوع من الرسائل أو التحديثات.
الرفاق الأعزاء هذه الخطوط العريضة لعمل لجنة الدعاية والتحريض لمنظمتنا لن تكتمل وتترجم في أرض الواقع إلا بتراكم جهود كل الرفاق كلٍ في مجاله، فما من طريق إلا العمل المنظم المشترك. مع ملاحظة انه ليست هناك مرحلة مستقلة تسبق النشاط السياسى العملى تسمى مرحلة الدعاية فعلى الحلقة ان تنخرط في الممارسة العملية من البداية مع تناسب حركتها مع امكانياتها ومع ميزان القوى العام .
*مجلة بارتيدو كومنيستا الاس سانتوس - بويبلو العدد 36 فبراير 1989 ص ص 18 – 24 – هوسيه انجلينا سيسون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟