الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف المسالم عند فانون والآهٍ الآهٍ عند المنصور ، مظاهرات فرنسا 🇫🇷 انتقلت من المستعمرات إلى داخل البلاد…

مروان صباح

2023 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


/ مازال الفكر الذي ولد من الشدائد ليس على تأهب للاضمحلال ، بل مع الوقت يتطور الشعار المخلوط بالأمل والشجاعة وهو في هذا يحاول إلى تعميم شعارات أوسع وأعمق تُعبر عن الفكر المجتمعي المشكوك في تكوينه السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، بل أيضاً مازال جزء كبير من المواطنين الفرنسيون 🇫🇷 يعتبرون بأنهم مازالوا يعيشون مرحلة الفردية والتى هي نقيض كلي للحرية ، وقد كان قبل عقوداً من الزمن ، فعلاً 😟 لقد طرح الطبيب والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي 🇫🇷 فرانز فانون مسألة العنف المسالم والذي بدوره عبر عن القوة التطهيرية التى بفضلها تحرر الشباب والشابات المضطهدين من عقدة النقص 🪢 والبؤس والافتقار عن الانجاز ، وهو طرحاً يبقى خليطاً بين إستخدام القوة بالكفاح المسلح أو حتى الانتفاضات الشعبية تماماً 👌كما تشهدها فرنسا 🇫🇷 اليوم ، وهي في حد ذاتها ليست منقطعة أو منعزلة🙁 عن روح المدرسة النقدية التى كانت قد توقفت عند الاجتماع والاقتصاد والنفس والنقد السياسي والأدبي لكل من قدم أبحاثاً ونظريات مِّن الفلاسفة الغربيين ، على الرغم من انحدارهم للديانة اليهودية ✡ ، وهذا يفسر بأن النخب اليهود كانوا قد بحثوا باكراً عن أفكاراً 💡 تحرر الأقلية ، وفي مقدمتهم يهود أوروبا 🇪🇺 وروسيا 🇷🇺 معاً من ذاك التحالف التقليدي بين الأنظمة الحاكمة والكنائس ⛪ على اضطهادهم ، وبالفعل 😦 ، لقد حددوا هدفهم في دراسة 📚 المسائل التى تتعلق بالعنصرية وحركة العمال وانعكاس الاشتراكية على الشرائح الاجتماعية وقدرتها على مواجهة النازية والبرجوازية والاستقراطية ، كنظريات رفضت السلطة المطلقة وتسلط أفرادها ، وطالبوا في إعادة ترتيب المجتمع الرأسمالي الصناعي والتكنولوجي من أجل 🙌 إنهاء الشعور السائد لحالة اغتراب الإنسان في مجتمعه ، وتأسيس وطناً للإنسانية والحرية والعدل والإخاء والذي بدوره يشكل مجتمعاً معرفياً متنوراً غير عنصرياً .

سواء بسواء ، كما هناك 👈 عنفاً شخصياً كالذي يعبر عنه أي فرد أثناء إقدامه على إضرام النار في جسده لإيصال احتجاجه على حياة يحتقرها شرطياً 👮‍♀ يمثل حكومة دولة ما ، وهي دلالة على أن النظام بات أقرب للانهيار الهرمي ، أيضاً في المقابل ، يبقى اختلاف المدارس حول مفهوم العنف المسالم ، هو بالأمر الطبيعي جداً وبالمشروع حقاً 😦 ، لأن إذا كان هناك 👈 من يرى بأن الكتابة على الجدران أو تحطيم ممتلكات الناس والمؤسسات التعليمية والحكومية أمر أساسي في الكشف عن عنصرية المؤسسة الشرطية والتى تهدد حريتهم ، فهذا بالطبع ليس بالعنف المسالم ، بل هو يصنف بالعنف اللانتمائاتي ، أي أن صانعه لا يعتبر هذا الوطن وطنه ولا هؤلاء الذين تضررت ممتلكاتهم بأبناء للبلد الذي يشاركهم به ، إذنً ، كل من يرتكب تعديات عنيفة في الشوارع ، فأصحابها يبررون أسبابها ضمن الشكوى التقليدي والتى تتمثل في قساوة السلطة ، فهو عنفاً غير مبرراً ، حتى لو كان تاريخ الحضارات القديمة قد ترك كتابات وعبارات ورسومات على الصخور والأحجار والجدران ، فهذا هنا 👈ليس أبداً صنعاً مشابهاً ، لأن الجداريات المنحوتة وتحديداً تلك التى خصص لها أماكن محددة وحسب التخطيط البلدي شيءً وما يحصل من كتابات أو رسومات أو أي نوع من أنواع العنف أثناء الاحتجاجات الشعبية ، فهو يندرج ضمن سلسلة طويلة من التشويهات ، هي حقاً 😦 بعيدة كل البعد عن الفن التشكيلي أو الاحتجاج السلمي " الوطني " حتى لو كانت حملت رسائل على جدران البيوت والقصور والسجون والطرقات والأزقة وغيرهم من الرسائل الاجتماعية والسياسية المحقة ، بل لم يكن تاريخياً احتجاج الإنسان على مر العصور مختلف إختلافاً جوهرياً إلا عندما ظهرت الوسائل الاجتماعية ، على سبيل المثال وبعد ظهور الفتنة الكبرى في المدينة ، لقد كتبوا ✍ أنصار عبد الله بن سبأ وهو الشخص الذي ينتسب إليه الروايات التاريخية كونه هو لا سواه من أشعل الاضطرابات والاحتجاجات ضد خلافة عثمان ، وكما أنه من أسس لمذهب الغلاة والفرقة السبئية في انحيازه لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، لدرجة أنهم كانوا يكتبون على جدران المدينة شعارات مثل هذا الشعار " من كان يعلم أن الله خالقه / فعليه أن يكره أبا بكر وعمراً " وهي كتابة ✍ جدارية كانت وراء الدعوة لمعارضة الحكم والتبشير بالمذهب الجديد ، أو حتى كما هي الجدران في السجون والتى حملت شعارات مماتية الدلالة ، كقبور الأحياء وشماتة الأعداء إحاطة الأصدقاء .

من الجدير للدولة الفرنسية إختيار في تقديراتها للأزمات تحليلات سياسية أكثر رصانةً وتماسكاً أو بالأحرى أكثر توافقاً مع عراقة تاريخها بالليبرالية ، لهذا تقف فرنسا 🇫🇷 أمام معضلة استيطانية معقدة التركيب والانعكاسات حتى يومنا هذا ، وهي تظل مرتبطة إرتباطاً بين اجتماعها المتنوع والحقائق التى تمثلها النخب التقليدية وتتراوح في مجالها بين التعريفات القديمة والجديدة لتطور الاجتماع الواحد ، إن كان ذلك بسبب الاستعمار الواسع أو الهجرة ، كلها نماذج تفسر جوانب الاجتماع الحالي وتتيح النظر للأحداث المستقبلية ، فهو في نهاية المطاف اجتماع يتكون من هويات غير متساوية بين بعضها البعض ، وذلك سببه راجع للعنصرية وحرص النخب التقليدية على تهميش الهويات ال غير معترف بها ضمن ثقافة فرنسا 🇫🇷التاريخية ، بل هي هويات حتى الآن تغيب عنها مفهوم العيش المشترك وفي ظل دولة من المفترض أن تجمع الناس على التسامح والتعايش السلمي والقانون الإنساني ، وهو يبقى سبباً جوهرياً في تأزم المسائل في بلد مثل فرنسا 🇫🇷 وسبباً مركزياً ومتكرراً في الانفجار الشعبي الحاصل اليوم في شوارع العاصمة أو حتى بالمحافظات الأخرى سواء بسواء ، وهي مظاهرات بالتأكيد 🙄 تشير عن حجم النقمة والسخط على منهجية المؤسسات الدولة والمنحازة لهوية معينة والعنصرية ، خصوصاً في المؤسسة الشرطية والتى تمثل النموذج العنصري لكل من لا ينتمي إلى الدم النقي الفرنسي ، والتى أيضاً تهيمن عليها أفكار اليمني المتطرف وبدورها تكرس الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية دون أن تتوقف الدولة عند تاريخ المظاهرات السلمية والتى ناشدت الدولة بضرورة إحترام الهويات الأخرى والشروع في عمليات تغيير جوهرية بهدف معالجة الأفكار التى تستحوذ على الأغلبية التقليدية هناك 👈 .

تفشل الدول عندما تكون هناك 👈 فرصة للأشرار بالانتصار ، وهذا لا يحصل إلا إذا الدولة ألقت اللوم على الضعيف دون محاسبة القوي ، وطبقاً للحقائق من على الأرض 🌍 ، لا يمكن 🤔 إنكار أو التغاضي دون التعاطي مع الأحداث التى تحصل في ملاعب 🏟 الرياضة ، على سبيل المثال ، تعرض لاعب نادي باريس جيرمان 🇫🇷 ادريسا غانا " السنغالي 🇬🇭 الأصل " والذي إنتقل بعد ذلك إلى نادي إيفرتون البريطاني 🇬🇧 إلى سلسلة أنتقادات بسبب تجنبه المشاركة في ما يسمى في أوروبا 🇪🇺مكافحة رهاب المثلية الجنسية ، حتى أنهم وصفوه بممارسة الرهاب المثلية🏳‍🌈 ، لدرجة هناك 👈 من طالب بمحاكمته بسبب غيابه عن مبادرة ⚽🏟 أقيمت من أجل 🙌 دعم المثليين 🏳‍🌈 ، فالرجل كمسلم وسنغالي وأجنبي ومهاجر وهو يعرف جيداً خصوصية المجتمع الفرنسي ، حقاً 😟 لم يتفوه بحرفاً ، لكن كل ما فعله تجاهل المشاركة والتى أشعلت نار 🔥الحقد والعنف ضده ، لدرجة أن النائبة اليمينية في الجمعية الوطنية الفرنسية 🇫🇷 كانت قد طالبت اللجوء لنظرية الاستبدال العظيم ، والتى من وظائفها إعادة تنقية المجتمع من كل عرق ليس أبيض أوروبياً وكاثوليكياً ، وهؤلاء المتطرفون نادوا ذات مرة بضرورة إقامة غوانتانامو فرنسي للمسلمين أوروبا 🇪🇺 ، وبالتالي ، السؤال الاستبياني ، كيف يمكن 🤔 برجل مِّن السنغال 🇸🇳 ومسلماً ، له لبس قميصاً 👕 داعماً للمثلين ، وهو ينتمي إلى شعباً 95% من المسلمين ☪ ويعاقب اجتماعياً وقانونياً على أي فعل غير طبيعي ، كالمثلية ، وهذا يكشف بأن النخب الفرنسية والتى تمثل القانون ترفض حتى الآن إحترام دين وعرق الآخرين من المهاجرين والأقليات ، على الرغم من أن ادريسا لم ينتقد المثلية 🏳‍🌈 ، وتعامل معها في إطار الحرية الشخصية ، وعلى الرغم أيضاً من أن معظم مفكرين فرنسا 🇫🇷 هم من أبناء المهاجرين من الامبراطورية الاستعمارية السابقة ، والذين اهتموا مبكراً في إيجاد الحلول الوسطية طالما الإنكار بوجود الهويات المتنوعة لا يلغيها ، بل ذلك يحرم الفرنسيين من التعرف على الاختلاف الاجتماعي والاستفادة منه ، تماماً 🤝كما هي الحكاية في الجانب الطعام " الطهي "🥘 ، في المقابل ايضاً ، تكبر وتتعمق مشاكل المهمشون في فرنسا 🇫🇷 الاقتصادية والسياسية ، لأن هؤلاء حتى الآن يعانون من إرتفاع البطالة وأيضاً الشرطة تستهدفهم ضمن مفهوم معالجة مشاكلهم دون أن تعالج الدولة كيفية انصافهم واندماجهم في مجتمعاً عادلاً ومنصفاً ، بل مازال القضاء الفرنسي يتعامل مع قضايا قتل الشرطة 👮‍♀ للمواطنين من الأصول المهاجرين بطريقة التميعّ والمماطلة من أجل 🙌 استنزاف الوقت ، والهدف هو إيجاد طرق ملتوية لكي تبرأ مرتكبينها من الشرطة 👮‍♀.

إذنً ، في يقين هذه السطور على الأقل ، بل من واجب الحكومات أن تطرح الأسئلة ⁉ بشفافية الحد الأدنى ، وأيضاً للمرء له الحق بالتظاهر في الشوارع والميادين ويرفع لافتة 🪧 يعبر عن قضيته دون أن يتعدى على الجدران أو يحطم ممتلكات الناس والمؤسسات ، وهذا حصل مؤخراً عندما رفعوا سود فرنسا 🇫🇷 لافتات كتب عليها ✍ "حياة السود مهمة " أو عندما عرب فرنسا 🇫🇷 رفعوا لافتة " لا عدالة ولا سلام " ، وهنا 👈 بدورنا الإنساني نذكر الرئيس ماكرون والطبقة السياسية الفرنسية ، بواقعة ابو جعفر المنصور عندما قرأ مرة على جدران القصر هذا البيت ، حيث قال صاحبه " ومالي لا أبكي بعينٍ حزينةٍ / وقد قربت للظّاعنين حمول " ثم أكمل الكاتب تحته " آهٍ آهٍ " ، فقال المنصور ماذا يعني ب آهٍ آهٍ ، فقيل يا أمير المؤمنين ، فكاتب البيت أراد إخبار قارئه بأنه يبكي 😢 ، فقال المنصور قاتله الله ما أظرفه . والسلام🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |