الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الستائر البنفسجية

حنين عمر

2006 / 11 / 3
الادب والفن


تذكرتكَ ...
فبكيتُ، لستُ ادري لماذا!!!
أيها الرّجلُ الذي لا اعرفُ إن كانَ حبهُ نوتةً خاطئة في معزوفة حياتي التركوازية أم كان حبهُ أجملَ مقامٍ اختلى بشفة عاشقة.

أيها الغائبُ عبر مسافات الحنينِ، أجلسُ بمفردي أنا وكوب الشاي الساخنِ ، على حافة شباكِ الحزنِ أسترجعُ ذكرياتنا معًا، ولحظاتنا الحميمة التي لا أعرف إن كانت خطاً لن يغفرهُ لي تاريخي، أم أجمل لحظة في تاريخ امرأة أحبتكَ بصدقٍ حدّ البكاء الليلة على هامش عطركَ المتبقي في علبة الموسيقى الكلاسيكية التي أهديتها لها ذات صباح جميلٍ لم تتصور فيه لحظة واحدةً أنّكَ ستكون دمعةً تحملها بين أهدابها والحقيبة.

تسيلُ دموعي، أحاولُ أن ألاحقها على مسار خدي قبل ان تصل إلى حافة وجهي وتمتزجَ بلون قميص نومي الملون، أحاولُ أن أقولَ لها أنّكَ الآن نائمٌ ربما، حالمٌ ربما، ومطمئنٌ على مستقبلكَ، وعلى حياتكَ وعلى احلامكَ وعلى رجولتكَ التي زادت قصائدي من غرورها ومن لا مبالاتها، بينما أنا باقيةٌ هنا... لا ينامُ أرقي الأزليُ ولا تغيبُ كوابيسي عن مواعيدها، ولا أرى المستقبلَ إلا رجلاً مجهولاً لم تتحدد ملامحهُ المخيفة، أما انوثتي... فأشعرُ أنها ليست بخير معك هاته الأيام !!!

تذكرتكَ، وأغنيةٌ تدور في غرفتي، تختالُ برفقٍ مأساويٍ وتناديكَ : حبيبي...
حبيبي ، كم جميلةٌ هذه الكلمة، كم دافئةٌ مثل دموعي التي ما تزالُ تنهمرُ، أيها البارد مثل المنافي البعيدة، ايها البعيدُ مثل أحلامي القديمة التي اغتالتها قسوة الحقيقة، أيها القاسي مثل الزمن الذي سيجعلني امرأة في الثالثة والعشرين قريبا...
أتعلمُ لماذا أنا حزينةٌ هذا العيد ايضا !!!

لأن ثلاثة وعشرين عاما قد مرّت من عمري ، ولم تكن معك، ولم تكن كلّ ثانيةٍ منها قصيدةً جديدةً اكتبها لعينيكَ، ولم تكن كلّ لحظةٍ فيها قبلةً أطبعها على شفتك، ولم تكن كلّ رفة هدبٍ فبها حلما من الياسمين أسكبُ عطرهُ بين اصابعكَ...

أحبُ أصابعكَ، أعشقُ لحظة اشتباك يدينا...أحبُ عطركَ، اعشقُ لحظة انغماسه في انفاسي...أحبُكَ انتَ، طفلاً صغيرا لاهيا بخصلات شعري،و ابتسامة طيبةً تداعبُ عيوني، و صوتا يأتي بعد منتصف الليل حاملاً لهفةً بريئةً تجعلني أنسى كلّ العالم حولي لأتحول إلى أميرة أندلسيةٍ تهربُ من قصرها العاجي لتلتقي حبيبها في حديقة سرية.

واستيقظ ثانيةً، لأأجد نفسي هنا، في غرفتي ذات الجدران البيضاء، وأجدكَ هناكَ تلتحفُ صمتكَ المخيف ، أسحبُ نفسي مع ستارتي البنفسجية وأضع كوب الشاي الذي لم اشربهُ جانبا، لأحاول شرب دموعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته




.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع


.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله




.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك