الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى طارق الهاشمي ، ليس حصريا : الثورة ليست مدينة ارهابية

طارق الحارس

2006 / 11 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


هل أن مدينة الثورة ( الصدر ) تشبه باقي المدن العراقية ؟ ربما ، لكنها تعد الأكثر نفوسا بين مدن العراق ( أكثر من 2 مليون ونصف نسمة ) ، والأكثر فقرا ، والأكثر اهمالا من قبل جميع الحكومات ومن بينها الحكومة الحالية ، والأكثر تعرضا للاضطهاد والظلم والقتل ، إذ فقدت هذه المدينة عشرات الآلاف من أبنائها نتيجة الاعدامات والحروب .
هذه المدينة تشبه باقي المدن العراقية ففيها المثقف والجاهل ، الأمين والسارق ، الظالم والمظلوم ، الملتزم دينيا وغير الملتزم ، لكنها لا تعد مدينة ارهابيين حتى تستحق المحاصرة ليكون حالها كحال المدن الارهابية التي تمت محاصرتها في أوقات سابقة .
الثورة مدينة الفقراء والمحرومين والمعدومين . الثورة مدينة المناضلين والرياضيين والشعراء والفنانين . الثورة مدينة عانت ودفعت أثمانا باهضة وكانت تنتظر من العهد الجديد أن ينصفها ، أن يعتني بها وبأبنائها ، لا الى مَن يحاصرها ، ولا الى مَن يساند حصارها ، ولا الى مَن يعترض عن فك الحصار عنها . فلماذا يعترض طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية عن فك حصارها ؟
ربما أن المجموعة التي قتلت شقيق طارق الهاشمي هم من أبناء مدينة الثورة ( الصدر ) . ربما هم من أفراد جيش المهدي الذين لم يتبرأ منهم السيد مقتدى الصدر، أو من الذين تبرأ منهم . ربما هم من عائلات ضحايا جسر الكاظمية ، أو ربما من عائلات ضحايا تفجير السوق الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء من سكان هذه المدينة، أومن عائلات ضحايا عمال البناء الذين فجر انتحاري عفن نفسه وسطهم .
في الوقت نفسه ربما يكون قتلة شقيق الهاشمي ( أشقاء عرب ) جاءوا الى العراق لتحريره من المحتل الأجنبي بعد أن حرروا القدس وغيرها من المدن العربية المحتلة ! ، أو ربما من التكفيريين الذين عدوا طارق الهاشمي مرتدا بعد دخوله العملية السياسية وأرادوا الانتقام منه من خلال قتل شقيقه ، أو ربما هم من البعثيين ، أو ربما هم مجرد عصابات مأجورة قبضت من هذه الجهة أو تلك .
هذه الاحتمالات جميعها واردة ، لكن الهاشمي ، ومن تصريحه الأخير الذي اعترض فيه على قرار رئيس الوزراء بفك الحصار عن مدينة الثورة يبدو متحاملا وحاقدا على هذه المدينة ، وربما يتمنى أن يحصل على فرصة للانتقام من جميع ابناء هذه المدينة فالحصار اضر ويضر جميع سكان المدينة ، وربما أنه فرح جدا بقرار القوات الأمريكية التي حاصرت المدينة للبحث عن الجندي الأمريكي الذي أختطف من قبل عصابة مجرمة يعتقد أن جيش المهدي له علاقة بها .
نحن هنا لا نجزم على أن قتلة شقيق الهاشمي ليسوا من أبناء هذه المدينة ، ولا نجزم أن مختطفي الجندي الأمريكي ليسوا من أبناء هذه المدينة فربما يكونون كذلك ، لكننا نؤكد على أن أهل هذه المدينة لا يستحقون أن يحاصروا ، وأن هذه المدينة لا تصدر الارهابيين والقتلة مثلما يدعي الهاشمي فهي لاتشبه العديد من المدن التي يعرفها الهاشمي أكثر من غيره ، تلك المدن التي تتحمل مسؤولية قتل الأبرياء من أبناء العراق وهي المدن التي ثارت عشائرها مؤخرا على الارهابيين والحزب الاسلامي ، أي حزب الهاشمي ، بل حملته مسؤولية استمرار القتل والاختطاف والتهجير الذي يمارسه الارهابيون في هذه المدن .
الثورة ليست مدينة ارهابية يا نائب رئيس الجمهورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف