الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق الذات في رواية -لكي فعلت- إكرام ظاهرة عودة

رائد الحواري

2023 / 7 / 12
الادب والفن


تحقيق الذات في رواية
"لكي فعلت"
إكرام ظاهرة عودة
الرواية تتحدث عن "ليليانا" التي تعيش في كندا، فهي فتاة متألقة، حيث كانت تهتم بالكتب والقراءة، وما تركيز الساردة على الكتب إلا من تأكيد لأهمية الكتاب ودوره في تحقيق النجاح وتميز الإنسان: "مدمنة على قراءة الكتب" وهذا يمثل دعوة ـ غير مباشرة ـ للقارئ للاهتمام بالقراءة والكتاب، تدخل إلى العمل من خلال عملها في أحد المطاعم، فيزداد عدد الزبائن بطريق تذهل صاحب العمل: "بعد مرور أسبوع واحد فقط، ازداد عدد رواد المطعم بكثرة" وتبرز أكثر عندما تقرر تقديم الطعام للفقراء وهذا ما جعلها تتألق إنسانيا كما تألقت مهنيا.
أما على صعيد المعناة الشخصية، فقد تعرضت "ليليانا" لصدمة بموت طفلها، إلا أنها جاوزت هذا الفاجعة من خلال:"مع استمرار جلسات العلاج النفسي، والدعم من المقربين منها، تمكنت ليليانا من العودة للحياة من جديد" وإذا علمنا أن زوجها تركها بمعنى أنه مطلقة، نعلم حجم الضغط الواقع على كاهلها.
فالساردة لا تقدم امرأة مثالية، بل إنسانة تحس وتنفعل وتتأثر بالأحداث، ومع هذا تتجاوز مأساتها وتعود إلى سابق عهدها متألقة ومتميزة ومخلصة في عملها، لكن طبيعة النظام الرأسمالي والتنافس بين المصالح تجعل صاحب العمل يستغني عن خدماتها، ومع هذا تستمر في تحقيق ذاتها من خلال العمل في مكان جديد وتبرز كمديرة للمشروع، ضمن الأحداث يظهر زوجها السابق الذي يفكر ويتصرف بطريقة متخلفة، إلا أنها تتجاوزه وتقبل طلب "سام" ليكون زوجا لها.
هذا ملخص لأحداث الرواية، فالأحداث تجري لأمرة عربية تعيش في كندا، تنجح في تجاوز مشاكلها الشخصية والمهنية، وهنا نطرح سؤال، لماذا جاءت الأحداث خارج المنطقة العربية؟ وهل لهذا الأمر أسباب تخدم فكرة الرواية؟ نجيب أن الساردة أرادت من هذا الأمر ومن خلال العلاقات الكثيرة والمتشعبة التي أقامتها بطلة الرواية "ليليانا" مع الرجل والنساء، شيوخا وشبابا، أن تقول أن المرأة العربية تستطيع تحقق ذاتها إذا ما تحررت من هيمنة المجتمع الذكوري، وما الصورة الرجعية التي قدمتها عن زوج "ليليانا" السابق إلا من باب التأكيد لنظرتها بضرورة أخذ المرأة زمام الأمور بنفسها، بعيدا عن نظرة المجتمع الذكوري الذي يعتبر نفسه السيد المطلق والوصي على المرأة، فلو كانت هذا المرأة تعيش في مجتمع شرقي ودون زوج، لما استطاعت أن تتخلص من نظرة الشك والريبة التي يلقيها عليها المجتمع، لكنها في الغرب نجحت وتألقت وتجاوزت المحن.
قبل الانتهاء ننوه إلى أن لغة السرد سلسة وبسيطة، حيث اعتمدت الساردة على الحوار بشكل أساسي، كما أن تتابع الأحداث وتسلسها جاءت بطريقة كافية وكاملة، بعيدا عن الحشو والتضخيم، وهذا مما جعل الأحداث مقنعة للقارئ.
الرواية من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2024.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب