الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عدم جعل الشعب العراقي وسيلة لتصفية الحسابات بينهما

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الولايات المتحدة الأمريكية توظف ملف الكهرباء لمصلحتها من خلال منع العراق مد تسديد ديونه إلى إيران بسبب العقوبات الأمريكية على إيران ... وإيران تقطع الغاز عن العراق من أجل دفع العراق للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ومن أجل التحدي والتجاوز على العقوبات الأمريكية وتسديد ديونها بالدولار الأمريكي ... ومن مهزلة القدر أن كلا الدولتين تفتخران وتصرحان بأنهما يريدان الاستقرار والتقدم للحكومة العراقية بقيادة السوداني والشعب العراقي ... بينما أعمالهما تتناقض مع أقوالهما حول استقرار الوضع العراقي ... لأن قيام إيران بقطع الغاز عن الكهرباء العراقي مما يؤدي إلى توقف ماكنات توليد الكهرباء عن الشعب العراقي في أزمة ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى درجة 50% أي نصف درجة الغليان مما يدفع الشعب العراقي إلى الاحتجاج والتظاهر ضد حكومة السوداني مما يؤدي إلى عدم الاستقرار في الوضع السياسي كما يريدان الفشل لحكومة السوداني في ملف الكهرباء لأن كلا الدولتين الأمريكية والإيرانية يتعاملان مع الحكومة العراقية بطريقة أنانية وغير ودية وازدواجية من أجل التدخل في الشأن العراقي وفرض مصالحها الأنانية.
حينما نستعرض تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فإنه تاريخ استعماري امبريالي من أجل نهب ثروات الشعوب واستعبادها وتاريخها أسود مع العراق وطن وشعب فهي التي قادت التحالف الدولي في تدمير العراق وبنيته التحتية عندما احتل صدام حسين الكويت عام / 1990.
وعندما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر عملياتها العسكرية لإسقاط نظام صدام حسين فدمرت أكثر من 90% من البنى التحتية للصناعة العراقية والخدمية ومن ضمنها المنشآت الكهربائية بصورة منظمة ومقصودة علاوة على سرقة وتفكيك المنشآت والمصانع وبيعها في سوق الخردة في دول الجوار وكان يحمل في أجنداته مشروعه الخاص المدمر للعراق الذي يلخص الرؤية الأمريكية في إعادة بناء العراق الجديد القائمة على أساس الليبرالية الجديدة وعلى هذا الأساس وضع المدير الإداري المسؤول على العراق (بول بريمر) مجمل خططه التدميرية وحدد أهدافه واختار أدواته من الشخصيات العراقية لتنفيذ مشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي بوصفه الممثل للسلطة التشريعية والقضائية وأوهم البسطاء من أبناء الشعب العراقي أن مجلس الحكم الطائفي الذي تأسس بإشراف وتوجيه من (بول بريمر) هو من يضع السياسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب العراقي ووضع أولوياته بتحويل الاقتصاد العراقي من الاقتصاد العام الاوامري إلى اقتصاد السوق المفتوح وترجم هذه التوجيهات بوضع (192 شركة) من شركات وزارة الصناعة العراقية على لائحة الخصخصة محاولاً نقل تجربة الدول الاشتراكية السابقة التي تم تحويل ملكية مصانعها من القطاع الاشتراكي الحكومي إلى القطاع الخاص وبيعها بأبخس الأثمان بما يسمى طريق العلاج بالصدمة ولكن تحديات وفشل كبير واجهت تنفيذ هذه الطريقة وفي مقدمتها اتساع نطاق البطالة والفقر والجوع التي سوف يضاف عليها نتيجة هذه الهيكلة المزعومة وقد لمسنا وشاهدنا ما حدث في العراق على مدى حكم عشرين عاماً من المحاصصة والفساد الإداري وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وإلى الآن.
أما بالنسبة للجارة المسلمة إيران التي كانت تحتل العراق قبل قرون من الزمن من خلال السلطة الفارسية وهي الآن تتعامل معنا وكأنها تعتبر العراق لا زال يخضع لحكمها وسلطتها من خلال تدخلاتها وقطع المياه من خلال قطع رقاب الأنهار التي تنبع من أراضيها وتسقي الأراضي العراقية مما جعلها أراضي متصحرة وغير صالحة للزراعة مما أدى إلى هجرة الآلاف من العوائل التي كانت تعيش على الزراعة إلى المدن العراقية من أجل العمل وتوفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ... والآن تستغل شدة حرارة الصيف وتقطع الغاز الذي يزود المكائن التي تنتج الكهرباء عن الشعب العراقي في الوقت الذي اقترحت الحكومة العراقية على الحكومة الإيرانية بتسديد الديون التي بذمة الحكومة العراقية بالدينار العراقي ولكن الحكومة الإيرانية رفضت الاقتراح وطالبت بتسديد الديون الإيرانية بواسطة الدولار وقطعت امدادات الغاز عن الكهرباء الذي يزود الشعب العراقي ... والآن أصبح الشعب العراقي ضحية تصفية المصالح والصراعات بين الولايات المتحدة وإيران وإن هذه الظاهرة تتحمل مسؤوليتها أيضاً الحكومة العراقية التي تعلم جيداً أن العراق وطن وشعب سوف يصبح ويستغل من أجل تصفية المصالح والحسابات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وهي ظاهرة ليست جديدة فكان من المفروض على الحكومة العراقية أن تبحث عن حلول لتوفير الغاز من دول أخرى أو تمد الكهرباء لتزويد الشعب العراقي من الأردن أو دول الخليج أو من السعودية.
تربطنا مع الجارة المسلمة إيران روابط متينة سياسية واقتصادية واجتماعية ويجب معاملتنا على وفق هذه المفاهيم ولا تقطع عن الشعب العراقي الغاز في أشد أيام الصيف حرارة وإذا كانت معاملة الولايات المتحدة الأمريكية سيئة وأنانية مع الشعب العراقي فالمفروض بالأخوة الإيرانيين ألاّ يعاملون الشعب العراقي بالمثل والشاعر يقول :
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله ---- عار عليك إذا فعلت عظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس