الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيلنسكي (طبيب رغم أنفه)

صوت الانتفاضة

2023 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ملهاة للكاتب الفرنسي موليير 1622-1673، تتحدث عن شخص يعمل حطابا، مدمن خمور، في شجار دائم مع زوجته، التي دائما ما يضربها، فتقرر ان تنتقم منه، بالصدفة تسمع شابين يتحدثان عن ابنة سيدهما المريضة، وفشلهم في إيجاد طبيب محترف ليعالجها، فتقنع هذين الشابين بأن زوجها طبيب حاذق وذو مواهب خارقة، لكنه غريب الاطوار، فهو يذهب للغابة لقطع الاخشاب، لأنه لا يريد ان يظهر شخصيته الحقيقية، ولن يعترف لكما بجدارته كطبيب الا اذا ضرب ضربا مبرحا؛ بعد ابدأ التعجب والاندهاش قررا ان يذهبا اليه في الغابة، فوجداه يقطع الأشجار ويشرب من قنينته، وبعد حوار بينهما، يضطران الى تناول العصي وضربه حتى يقر بأنه طبيب، وبالفعل، فحتى يتلافى ذلك التعذيب يعترف بأنه طبيب.

هذه الملهاة تذكرك بالرئيس الاوكراني زيلنسكي، فالرجل كان ممثلا كوميديا "مهرجا"، لكن وفي اثناء الاجتياح الروسي يظهر بصورة بطل حرب، ولا نعلم من قام بالانتقام منه، فهو لا يملك اية خبرة عسكرية او سياسية، فلم يكن عنصر مخابراتي او عسكري او دبلوماسي سابق، بل كان ممثلا كوميديا، أي انه كان يمتع الناس ويسعدهم بتمثيله وفنه، الا انه اليوم محارب رغم انفه.

كنا قد استمعنا "خاشعين" للمؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للناتو "ستولنبيرغ مع زيلنسكي"، كان تهريجا خطابيا أقرب منه الى المؤتمر الصحفي، "سندرب طيارين اوكرانيين، سنعطي صواريخ لأوكرانيا بعيدة المدى، سنزود الجيش الاوكراني بقنابل عنقودية، سنمنح زيلنسكي المزيد من الأموال... الخ"، المشكلة ان الناتو يدرك جيدا انه لن يحقق شيئا، وزيلنسكي يدرك أكثر منهم ذلك، لكن لا نعلم من يلوح له بالعصا ويذكره انه بطل حرب.

أوكرانيا تحترق شيئا فشيئا، مدينة تلو أخرى تتهدم على رؤوس ساكنيها، أكثر من ستة ملايين لاجئ، ومثلهم نازح داخل أوكرانيا، مستقبل مجهول ومعتم، فالقادم أسوأ كثيرا، والفنان الكوميدي "خادم الشعب" يمتعنا بمؤتمراته ولقاءاته الصحفية، فهو مصر على انه محارب من طراز الفرسان.

بطل موليير "سغاناريل" يغفر لزوجته ضربات العصي التي ذاقها، فداء للمكانة الجديدة التي هو فيها، فقد اقتنع بأنه "طبيب"، لكنه يحذرها من غضب الطبيب؛ ترى هل يغضب الممثل المغلوب على امره "زيلنسكي"، الذي تحول الى بطل حرب، على أوروبا، ويدخلها حربا شاملة وساحقة؟ باتخاذه سلوكا عسكريا أحمقا.
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكوميديا فن راقي وليس تهريج
Candle 1 ( 2023 / 7 / 12 - 23:07 )
تحية طيبة

لا ادري ما هذا التناقض في قول الأستاذ طارق فتحي
حيث يصف الرئيس الاوكراني بانه كان ممثلا كوميديا (مهرجا ) ويعود ليقول بانه
كان يمتع الناس ويسعدهم بتمثيله وفنه .
يا سلام . اذا التمثيل فن راقي يمتع الناس ويسعدهم ؟
وهكذا تعتبره البلدان المتحضرة وليس تهريج مثلما تفضلت ؟
ويضيف .. أوكرانيا تحترق شيئا فشيئا مدينة تلوة أخرى
وتتهدم على رؤوس ساكنيها .
ترى من الذي يحرقها ويهدم مدنها على رؤوس ساكنيها
غير دكتاتور ارعن مغرور مستبد توسعي ؟

فهو عار على شعبه قبل بقية الشعوب باحتكاره السلطة هو والشلة المحيطة به
لو احترم نفسه واحترم شعبه لفسح المجال للعقول الكبيرة لحكم البلاد ؟
ثم لماذا لم تحدثنا عن الرئيس المطلق وعاشق الصبايا بعمر بناته؟
لماذا لم تحدثنا عن تسميم المعارضين وزجهم في السجون ؟
لماذا لم تحدثنا عن غباء رئيس دولة عظمى يقع في مستنقع ولا يمكنه الخروج منه؟
وكيف يسقط التهم عن خائن وطاعن بالظهر(قائد فاغنر)؟
أليس هو القائل بانه لا يغفر للخيانة ابدا؟(لما لا هو القانون)
حكايات اي دكتاتور لا تنتهي ولكن شعوب منطقتنا تعودوا لتمجيد وعبادة الدكتاتور
احترامي

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا