الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرد المهاجر و جماعة المهاجرين

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تثير الحوادث التي تقع في بلاد المهجر و تلك التي تتوالى في البلاد الأصلية ، لدى المرء الذي انتقل من حالة المواطن الطبيعي إلى المواطن بالتبني ، تساؤلات تطرق أبواباً و جودية تخص المهاجرين عموما ، أفرادا و جماعات ، ابتداء من الميول الملموسة و الظاهرة لدى فئات منهم للتكتل فيما بينهم ، و تشكيل جماعة ، ليس على اساس القرابة ، فالهجرة تقطع صلات القرابة ، وليس على اساس الإنتماء لوطن ضائع ، فالمواطن بالتبني هو مهاجر يئس من استرجاع الوطن الأصلي أو من تحريره ، أو أن هذا الأخير صار في نظره مقبرة دفنت فيها " حياته الأولى " فتوجبت زيارتها بين الفينة و الأخرى . ينبني عليه أن تكتل المهاجرين في " الوطن الجديد " هو في جوهره " دفاعي " و بالتالي فإنه يقوم على نقاط ضعف مشتركة بين المنضمين إليه ، الذين لا يستطيعون كأفراد الحصول بمفردهم ،على الحد الأدنى من الحقوق و الخدمات و الأمن الوجودي ، فغاية التكتل في ظاهر الأمر هي الأخذ بيد المنتمين إليه تحو حالة أفضل ،على عكس الحزب السياسي العقائدي بما هو إطار لنشاط تطوعي من أجل خدمة جميع المواطنين دون استثناء .
نزعم في هذا السياق أن الوطن هو تكتل اسمه الأمة ، مثلما أن العشيرة أو القبيلة أو الطائفة الدينية تدل جميعا على تكتلات مبررة حيث لم تنشأ الدولة الوطنية و حيث تكون أبواب هذه الدولة مغلقة بوجه الغرباء الذين يبحثون عن و طن يلجأون إليه , من البديهي أنه يوجد تكتلات تضامنية على أساس عنصري في مجتمعات وطنية شرعت التمييز العنصري ، كما أن هناك بالقطع تكتلات على أساس دينية ، غايتها إسماع صوت أتباع دين معين مطالبة بالحقوق إسوة بغيرهم من جهة و تشجيع أتباع آخرين على الإنضمام إليها من جهة ثانية إنطلاقا من أن الحجم الكبير عامل قوة و تأثير .
تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن المهاجرين ، أو المواطنيين بالتبني ، يواجهون أحيانا معوقات تحول دون إنضمامهم أو اندماجهم في المنظمات و الأحزاب السياسية في " الوطن الجديد" بدلا عن الأمة ألاصلية التي بادت أو قُتلت ، و عن القبيلة التي تشتتت .
لا شك في أن الدين و اللون هما عنصران طبيعيان ، إذا جاز القول ، في إلتئام المهاجرين فيما بينهم ، أو بتعبير أدق في نشوء عصبيات ، لأنهما و سيلتا تمييز في المجتمعات التي يدخل إليها المهاجرون ، بإذن و من دون إذن أحيانا .
مهما يكن يجب ألا يغيب عن الأذهان أن مسألة الهجرة سواء كانت إرادية أو تهجيرا ، تبطن الكثير من التفسيرات و التحليلات و سوء الفهم و الإتهامات . لا نستطيع أن ننكر بان بعض الاوطان تحولت إلى أماكن غير آمنة أضف إلى أنها تصحرت ماديا و تربويا وعلميا ، و مرد ذلك غالبا لعوامل خارجية و داخلية ، لا يتسع المجال هنا للغوص في تفاصيلها . نقتضب إذن فنقول أن الحروب تسببت إلى هذا الحد أو ذاك بالهجرة ، إرادية فردية أو جماعية قسرية ، و أن العصبيات الدينية و الإثنية ، استخدمت في إيقادها ، مثلما أنه جرى تجنيد بعض المهاجرين و إقحامهم في ساحاتها .
يبقى أن نلفت الأنظار على عجالة إلى أن التكتل الديني في بلاد المهجر لا يمثل بالتأكيد إلا الذين بادروا للدعوة له ، فأغلب الظن أنه لا يمثل جميع المنضمين إليه ، أما الذين يفضلون الإبتعاد عنه فلأنهم يعتقدون أنه أداة لإستغلال السذج و البسطاء .ناهيك من ان قراءة النص الديني الأساسي فيما يخص الإسلام تحديدا ، هي صعبة و تختلف بين أمرئ و آخر و بين هذا و الجماعة ، ومن جماعة إلى جماعة .
تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن العنصريين في بلدان الغرب ، و منهم فلاسفة وكتاب ، يصرون على إلصاق شروحات يتفوه بها رجال دين ، بجميع المهاجرين المفترضين مسلمين أو إسلاميين. دعما لزعمهم بأن المهاجر يمثل حميع المهاجرين . لعلهم لم يقرأوا " و لا تزِر وازرة وِزْرَ أخرى " .
و لا بد من القول في الختام أن المهاجرين يحظون ليس فقط من جانب الدولة المضيفة و أجهزتها المخابراتية و العسكرية و إنما أيضا باهتمام دول أجنبية . فبعض هذه الدول يريد توظيفهم و بعضها يخاف عودتهم إلى بلادهم الأصلية ، و دول أخرى تخاف بقاءهم في بلدانها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها