الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية موسم الهجرة للشمال !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في الأيام الماضية تابعت حلقة من برنامج (وللقصة بقية) على قناة الجزيرة وكان موضوع الحلقة عن مستقبل الذكاء الاصطناعي، وفي البداية، اعتقدتُ ان ضيف الحلقة الموجود في الاستديو (قطري) بالنظر للملابس التي يرتديها، لكن سرعان ما اكتشفت من خلال لهجته انه (ليبي) من غرب ليبيا، واكتشفت من خلال اللقاء والبحث في الجوجل بأنه خبير مميز في بحوث الحوسبة واسمه الدكتور (أحمد خليفة المقرمد) ويتم تقديمه على انه ((قطري ومسقط راسه ليبيا!)) وهو يشغل منصب المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، بل وهو العضو المؤسس الاساسي في هذا المعهد، وكان عندما يتحدث يقول: (( ونحن هنا في قطر نفعل كذا وكذا))((ونحن في قطر .. الخ)) مما جعلني اعتقد بأنه يحمل الجنسية القطرية، فدول الخليج من سياساتها الذكية انها تعمل على استقطاب العقول العربية المتميزة في العلوم والثقافة والأدب وتمنحهم جنسيات بلدانها، لست متأكدًا ان كان الدكتور (المقرمد) اصبح قطري الجنسية ولكنني بصراحة أنا أغبط كل هؤلاء العرب والليبيين الذين يعيشون في دول الخليج كمواطنين ويحملون جنسياتها، ووالله ان جنسيات دول الخليج العربية اليوم أحب إليّ الف مرة من الجنسية البريطانية، فالحياة بين العرب - مع توفر الحرية الفكرية بكل أمان والحياة الكريمة - أحب اليّ من العيش في ديار الغربة في ديار الغرب والتي مع كل مزاياها باتت مع التقدم في العمر اشبه بسجن مرفه (خمس نجوم)!!، لقد اخترنا العيش في هذه الدول كملاجئ مؤقتة لكن العمر مر وتسلل على أطراف أصابع قدميه خلسةً من حيث لا نشعر، ولنكتشف أن الاقامة فيها اصبحت دائمة بدوام العمر وأن الرفاق فيها يتساقطون واحدًا بعد الآخر تساقط أوراق الشجر في موسم الخريف!!.
لقد ساقتني الاقدار الى بلاد الغرب الليبرالي، مهاجرًا من الجنوب للشمال كما جرت العادة منذ قرون، بعد هروبي الكبير عام 1995 من المعتقل السياسي المرعب المسمى ب(الجماهيرية العظمى؟!) في رحلة البحث عن الحرية والأمان - كصاحب رأي لا كسياسي - ومن دون تخطيط مسبق للاستقرار في هذه الديار- بعد ان عشت في عدة دول عربية (مصر، السودان، الأردن، سوريا) في ظروف امنية ومالية صعبة لمدة عامين، وبالنهاية كان الحل هو شد الرحال الى الشمال!، واليوم ، وبعد ما يقارب الثلاثين سنة في الغربة في ديار الغرب، وبعد أن بات الرجوع للوطن صعبًا بل مستحيلًا في ظل هذه الفوضى غير الخلاقة وهذه الصراعات الجنونية في ليبيا، بل بات الرجوع أمرًا غير حكيم!، فإنني بتُ - وأنا في هذه السن - اتمنى لو أن أجد وطنًا عربيًا بديلًا لبلادي ليبيا التي تتخبط في متاهات الفشل والضياع والتيه منذ ما يزيد عن خمسين سنة!!، أي منذ الغاء النظام الإتحادي فيها عام 1963 كأول مسمار في نعش النظام الملكي البرلماني الليبرالي الرشيد بقيادة الملك إدريس السنوسي - رحمه الله - وصولًا للكارثة الحالية بسبب كل هذا العناد الليبي العتيد!، وليس هناك من بديل في اعتقادي سوى دول الخليج أو الأردن أو المغرب، خصوصًا الكويت وعمان، ولكن يبقى السؤال: كيف السبيل الى ذلك!؟؟.... سؤال يبحث في ذهني عن جواب!، لكن (من يدري!؟) .. ربما، ستكون للقصة بقية!!
اخوكم العربي المغترب المحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت