الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى -- 12 - تموز -- وحرارتها الدائمة حرباً

عصام محمد جميل مروة

2023 / 7 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


إستيقظتُ صباحاً اليوم مع اطلالة عاصفة الى الوراء بعيداً الى ما قبل 17 عاماً من الزمن ودخل الى مخيلتي وكأنها الأن بعد ما تلقيت اتصالات متتالية صباح ذلك النهار لكى أُلاحق واتابع ما وقع من قصف ودمار وبدايات لا تنتهى دامت 33 يوماً بعد يوم إزاء ضراوة القصف الصهيوني اللئيم والعنصري حيث طال كل ما يعتقدهُ العدو الاسرائيلي اينما يتوقع تواجد الجنود الصهاينة الذين تم إختطافهم فجر ذلك اليوم بعد مناوشات وإشتباكات لا تتجاوز عشرات الامتار بين مجموعات جهادية تابعة للمقاومة الاسلامية تحت غطاء حزب الله في بلدة عيتا الشعب على مشارف خلة وردة بعد كَمْن المجموعة المتواجدة هناك ومن ثم بدأ الهجوم للدبابات الاسرائيلية من نوع الميركافا الخطيرة والتي تعتبر آلة تحدى يستخدمها العدو لإكتساح كل ما يعوق تقدمها !؟. لكن المفاجاة الكبرى كانت بعدما إستولت مجموعة الكمين واخذت معها جنديين من جهاز اقوى او رابع جيش في العالم .لا يُقهر !؟ بل هُزِمَّ و ذُلَّ وتمرغت سمعة قيادتهِ بالوحل والمجازر الأثمة .
كانت اخبار ذلك الصباح التي استعيد ذاكرتها عاماً بعد عام . تشدني الى القيام على الأقل بما يمكنني فعل حدث ما حول المشاركة في الحرب الشعواء التي تدور على ارض بلادى وانا متواجد بعيداً في الإغتراب القسري الذي دفعني مع المئات من ابناء الجالية اللبنانية في النرويج ، في تحرك سريع وعفوى غير منظم لفضح ضراوة القصف الاسرائيلي على كل مناطق تواجد ابناء المقاومة في جنوب لبنان ،والبقاع والهرمل، و بعلبك ،بإلإضافة الى مناطق الضاحية الجنوبية ، للعاصمة اللبنانية بيروت ، حيث يتمركز حزب الله ويعتبر الضاحية الجنوبية محطة اولى واخيرة لقيادة دفة المقاومة من هناك .
كانت الحرب واسعة وانتشرت شرارتها كالنار في الهشيم كما يُقال في الروايات والقصص لكن الواقع الأليم كان افظع مما نتوقعهُ في تتالى الهجمات والقصف الذي ادى الى حدوث "" مجازر كثيرة انتشرت في مناطق واسعة خصوصاً التي طالت المناطق الشيعية الأهلة والمدنية "" ، بحث اعتقد رئيس وزراء الصهاينة حينها أيهودا اولمرت بعد إعلانه ملاحقة المقاومة التابعة لحزب الله التي رسخت ووسخت سمعة الجندي الاسرائيلي الذي لا يقهر ! بل كان تصريح وزيرة الخارجية الاسرائيلية سيبني ليفني كونها ناطقة ومحاورة بأسم الكيان الصهيونى انها لن تفاوض ولن تفتح الباب للتعاون ما بين الإرهاب والدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة .
السياق الأنف الذكر لتلك القراءات جعلتي صبيحة هذا اليوم اعود بالذاكرة الى الخطوات الاولى لمًا قد نقدمه لأهالينا في مناطق منكوبة بكل معنى الكلمة . بداية التيهان والبحث عن مناطق أمنة للبقاء على قيد الحياة والفرار والهجرة والتنقل اللا مدروس واللا محدود الى الأهالى المسالمين الذين سقطت بيوتهم تحت غارات السخط والخبث الصهيوني الناتج عن عنصرية مدعومة تقوم بها المجتمعات الدولية في دعمها الاعمى !؟. وتغطية كافة فواتير ما تقوم به دولة الصهاينة لضرب الإرهاب ضد التواجد للمقاومة الممتدة من مناطق الاحتلال في غزة المقاومة الفلسطينية ، وصولاً الى معاقل المقاومة في جنوب لبنان ، حيث حدثت المواجهة العنيفة بعد زلزلة الارض تحت اقدام الصهاينة عندما تفاجأ الشعب الاسرائيلي بالقوة والتوازن الصاروخي ، ما بين جيشهِ الذي لا يُقهر وما بين أُناسٍ يرفضون العيش تحت امرة وزمرة الاحتلال الصهيوني ، والاطماع المباشرة والتوسع البغيض لما تراه إسرائيل كحقيقة في انتشار جيشها شمالاً بإتجاه لبنان حيث كانت المقاومة اللبنانية في الإنتظار .
طبعاً الان بعد تغيب الواقع والنتائج لاسباب متعددة حول الخيارات للمقاومة او للدولة اللبنانية التي تعثرت تِباعاً نتيجة الاخفاقات الداخلية في محاولات استعادة قيام المؤسسات اللبنانية والامساك في ملفات و خيارات الحرب والسلم ان تكون في ايادي امينة بالمشاركة مع اهل "" المقاومة والشعب والجيش "" ، التي سادت وغدت مادة عقيمة وإختلف في تقديم صيغتها المقبولة والمرفوضة من المعارضة والممانعة .
ذكرى الحرب الأليمة تجرنا الى رؤية فوضوية لما عاشته الساحة اللبنانية بعد سقوط اكثر من "" 1500 شهيد "" ، وتدمير منشآت كافة الحياة اليومية من إحتياجات المواطنين الذين فروا تحت عِنان المحركات للطائرات الحربية الاسرائيلية التي لاحقت ليلاً ونهاراً الاماكن التي تشكُ انها تحتضن مقاومين او حتى اهاليهم فدُكت المناطق دكاً !؟. وحُرقت وقُطعت اوصال الوطن الذي لم يتعافى منذ نشوءهِ عام 1920 بعد تبلور إيجاد دولة قومية يهودية لا تريد الإندماج في محيطها بل تسعى دائماً الى تشريد إضافي للشعوب ابتداءا ًمن فلسطين و لبنان وسوريا والمحيط .
والتطبيع المأثور يتحكم بحياة الشعب العربي الذي يرفضهُ من المحيط الى الخليج و من النهر الى البحر .
نعم الشعب العربي بكل اطيافهِ يتنكر للطبيع مهما تم محاصرة ابناء الوطن العربي السامي والمتسامح مع الحضارات بلا شروط او فرائض .
فحرية الشعب الفلسطيني من اوائل شروط المقاومة !؟. تحرير جنوب لبنان والجولان وغزة وسيناء والضفة وكل شبر من اراضينا المغتصبة مشروع مقاومة مهما كانت الدوافع والأثمان .
عدوان تموز وإن نسيَّ او تناسي البعض خطورتهِ حينها فاليوم هناك اخطار اكبر بالالاف المرات ""من 12 - تموز 2006 "" الجرح الغائر الذي أرقني و حثني على كتابة محورية لا تنقطع عن سيرة الحروب .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 12 - تموز - يوليو / 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله