الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياحة البيئية مصدر اقتصادي دائم الاهوار انموذجا

صادق الازرقي

2023 / 7 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يرد تعريف السياحة البيئية من قبل صندوق البيئة العالمي، بانها السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بجمال مناظرها ونقاء اجوائها، وغير ذلك من المحفزات.
وفي الحقيقة فان العراق يتميز بمناطق جميلة وخلابة لو جرى الاهتمام بتطويرها والحرص على سلامتها وادامتها؛ لتكون مع موارد اخرى رافدا آخر يضاف الى الاقتصاد الذي يعتمد بمجمله تقريبا على النفط، وهو قابل للنضوب مع تقادم الزمن، ومع المكتشفات والاختراعات العلمية التي تفاجئنا بشيء جديد في كل يوم.
لطالما شدد المسؤولون في الحكومات العراقية المتعاقبة وكذلك اعضاء مجلس النواب على ضرورة تفعيل السياحة البيئية، لاسيما في اهوار العراق لما تتمتع به من سمات خاصة تضفي عليها الجمال والتفرد؛ وبالفعل فان كثيرا من السواح من دول العالم وبخاصة اوروبا حاولوا استغلال الفرص والتمتع بالسياحة في الاهوار العراقية، وجرى في مدة سابقة توفير التغطية الاعلامية لتلك السفرات والرحلات؛ الا ان الملاحظ ان الامر لم يدم طويلا، اذ سرعان ما انحسرت اخبار تلك الرحلات على خلفية الجفاف الذي يضرب المنطقة ودرجات الحرارة المرتفعة، وتذبذب كمية المياه والآفات والامراض التي تتعرض لها ثروات الاهوار الحيوانية.
يضاف الى ذلك عدم الاهتمام بالبنى التحتية وانشاء المرافق الخاصة بتشجيع السياح على الوفود الى تلك المنطقة، ومن ذلك بناء الفنادق وتأسيس الخدمات، يرافق ذلك اهمال الجانب الصحي وعدم الاهتمام بكري الانهر وتطهير المياه وتعزيز النظافة المطلوبة، فتلقى المخلفات الثقيلة وقمامة المستشفيات في الانهر، وهي قضية معروفة لم يجر حلها حتى الآن لانعدام الرقابة والقوانين الصارمة التي تحد من ذلك.
ان حديث المسؤولين المتزايد عن ضرورة تنويع اقتصاد البلد، وعد الاهوار احد المصادر الرئيسة لذلك، لا معنى له اذا لم يقترن بسعي حقيقي لإدامة هذا المرفق والمعلم الهام، فان السياح كما ورد في تعريف السياحة البيئية الذي افتتحنا مقالتنا به، لا يأتون الى مناطق ملوثة او تلك التي تعرض توازنها الطبيعي للخلل؛ وهو ما يحصل فعلا في اهوار العراق حتى الآن، بسبب عدم اعطاء الحكومات المتعاقبة هذا المرفق الحيوي الاهمية المطلوبة، ولم تسع الجهات المسؤولة الى لجم المسببات التي تؤدي الى نفور السياح من المجيء.
لم تتخذ الجهات المعنية شيئا ازاء تذبذب مستوى المياه في الاهوار، او هلاك الثروة الحيوانية او تلويث المياه، فأدى ذلك وغيره من المسببات الى الانحسار التدريجي للسياحة في تلك المنطقة الجميلة التي سبق لليونسكو ان ادرجتها على لائحة التراث العالمي لفرادتها وجمالها، الذي يظهر ان الجميع يحفل بها ويهتم بمتابعتها، الا انحن الذين نوجه لها الطعنات ولا نكتفي بإهمالها؛ بل نغض النظر حتى عن تلويث مصادر مياهها، وعدم سن القوانين المطلوبة لمعاقبة ملوثي بيئتها، فنعمل شئنا ام ابينا على تلويث تلك البيئة النادرة والتسبب في موت الحيوانات التي تعرف بها، وتأثير ذلك على التوازن الطبيعي، بل نتسبب ايضا في هجرة ساكني تلك الاهوار، بعدم توفير البنى التحتية والخدمات المطلوبة لإدامة حياتهم بالصورة اللائقة، لغرض تشجيع ادامة توافد السياح على هذا المرفق الفعال ورفد البلد بمورد اقتصادي هام ودائمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا