الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً علي التطورات السياسية فيما يخص السودان من العواصم الجارة

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 7 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


تعليقاً علي التطورات السياسية فيما يخص السودان من العواصم الجارة:


القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة زار العديد من عواصم قارة افريقيا والعالم الخارجي، وقدم في تلك الجولات شرحًا وافيًا عن موقف حكومة السودان تجاه الأزمة الحالية وناقش المبادرات المطروحة وطرح توحيدها لحل الأزمة وتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة، ومؤخرًا كانت إجتماعات الإيغاد وما جاء في وسائل الإعلام من تصريحات مُخِلة بكل التقاليد والأعرف الدبلوماسية للرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد بخصوص الوساطة وتقرير مصير السودان عن طريق فرض وصاية سياسية مثيرة للإستغراب، وقد تناول القائد عقار ذلك الأمر في حديثه لقناة الجزيرة مؤكدًا وجوب سودنة الحل من المنبع وحتى المصب، ويجب البحث عن السلام مع الحفاظ علي سيادة الدولة ومواصلة إستئناف الخدمة المدنية في كافة بقاع البلاد.

كينيا، أظهرت من خلال التطورات الأخيرة سلوك مستهجن ممن يرون الحقائق بعين مجردة ومحايدة ومن يتحدثون عن السيادة الوطنية؛ فلا تشجع تلك التصريحات للتعاون مع مبادرة توسط إجبارية بينما يجب أن تعمل الجهات الصادقة لوساطة حقيقية بين السودانيين ومساعدتهم علي إيجاد حل لمشكلاتهم السياسية والأمنية والإقتصادية، وكينيا تحاول تمرير أجندة محاور ودوائر داخلية وخارجية تجمعها مصالح وتريد أن تفرضها جبرًا علي السودان، وهذا غير لائق ولا يمكن قبوله، ومحاولة كينيا فرض وصاية تكسر بها سيادة الدولة مسألة قد تفرغ مبادرة الإيغاد من محتواها الأساسي إن لم يُعاد النظر في الملاحظات المقدمة بشأن حيادية رئاسة اللجنة الرباعية، وما قيل في التصريحات الأخيرة ترجمة لتلك النظرة الغير منطقية تجاه السودان.

لا يعقل فرض وصاية مغلفة بعبارة التوسط جبرًا وعدم الإلتفات لمذكرة السودان بخصوص رئاسة كينيا للجنة الإيغاد التي ينبغي أن تكون محايدة ومقبولة عند الجميع لتقوم بدورها، وطالما أن إختيار اللجنة وقبولها عند الأطراف من المسائل الإجرائية الأولية فان محاولة فرضها بقوة لا يسنده المنطق، والحديث عن الفراغ الدستوري ما هو إلا مزايدة لا تفيد من يطلقونها بل تضر بالعلاقات بين تلك الدول والسودان وربما تزيد من تعقيد المشهد الحالي من حيث كونها أمنيات ومباعث آمال مزيفة لقوى اجنبية ومن يتشدقون بها داخليًا، والسؤال الموضوعي هو "منْ في هذا العالم سيكون أحرص من السودانيين علي حل قضاياهم الوطنية بأنفسهم مهما كانت درجات الخلاف بينهم حولها"، وعندما ننادي بحلول سودانوية لمشكلات السودان لا ننفي أهمية الدور الإقليمي في إطار التوسط الحميد بمفهوم الحلول الأفريقية لمشكلات افريقيا، وفي النهاية هذا الصراع الطويل والممتد يجب أن يحل عبر حوار موضوعي يوحد المؤسسة العسكرية ويعزز من فرص السلام والتنمية في السودان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار