الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الحاضر الغائب في النزاع على حقل الدرة

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2023 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بينما يتجاهل الجميع الموقف العراقي الغائب رسمياً ، حثت الصين إيران والكويت والسعودية على حل أزمة حقل الدرة بـ”التفاوض والتشاور الودي”، مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الأطراف الثلاثة، بعد تلويح إيران ببدء التنقيب في الحقل.
وتخشى الصين من أن يؤثر التوتر المستجد على المصالحة التي رعتها في مارس آذار الماضي بين السعودية وإيران، والتي تعد إنجازاً دبلوماسياً مهماً يحسب لبكين في منطقة الشرق الأوسط.
التصريحات الصينية يمكن أن تكون مؤشراً على إمكانية تدخل بكين لرعاية مفاوضات بين الأطراف الثلاثة بشأن ترسيم الحدود البحرية والحقل المتنازع عليه بين الدول الثلاث مع غياب موقف عراقي رسمي فيما تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي ومنافذ إعلامية عراقية وعربية بالحديث عن دور الكويت في تغييب العراق عن المطالبة بحقه في الحقل وغيره قبل غزو صدام للكويت وبعد حرب تحرير الإمارة الخليجية.

ونقلت وسائل إعلام كويتية عن السفير الصيني لدى الكويت تشانغ جيان وي قوله مساء الاثنين إن القيادتين الكويتية والسعودية “لديهما الحكمة والقدرة على حل هذه المشكلة بالتشاور والتفاوض”، مؤكداً احترام بلاده لسيادة الكويت ووحدة أراضيها.
وحول ما إذا طُلب من الجانب الصيني القيام بدور الوساطة لحل أزمة حقل الدرة، قال جيان وي “الصين قامت بدورها البناء في تحسين العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، لكن بالنسبة لتفاصيل حقل الدرة لا موقف صينيا رسميا حتى الآن، ومبدئياً نحترم سيادة كل دولة في المنطقة ووحدة أراضيها”.

وأضاف السفير الصيني أن “حل المشاكل يتم عبر التشاور الودي، والتفاوض هو أفضل سبيل، ونحن نحترم سيادة كل دولة في المنطقة وندعمها”. وأشار إلى أن بلاده “تواصل بذل الجهود لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة، والدفع نحو سياسة حسن الجوار”.

كانت الكويت والسعودية رفضتا بموقف موحد ، الخطط الإيرانية لبدء الحفر في حقل غاز مشترك. ويعود الخلاف حول الموارد الطبيعية البحرية إلى عدم ترسيم الحدود البحرية بين إيران والكويت. وفي حين طال أمد الادعاءات المتبادلة في هذا السياق في ضوء غياب العراق عن المطالبة بحقه الطبيعي في الحقل ، اكتسب الخلاف أهمية في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى التقارب مع كل من الكويت والمملكة العربية السعودية.
ورفعت الكويت العام الماضي مستوى علاقاتها مع إيران بتعيين سفير لها بعد أكثر من ست سنوات من القطيعة. كما اكتسب الخلاف على حقل الغاز بعدًا جديدًا في ظل التطبيع الإيراني السعودي الناشئ.

قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية محسن خجسته مهر في 27 يونيو/حزيران إن "العمل الأولي" قد بدأ بشأن التعاون في مجال الطاقة مع الرياض. والجدير بالذكر أنه نفى وجود حقول مشتركة "متنازع عليها" مع المملكة.
• أوضح خجسته مهر أن إيران "على استعداد تام" لبدء الحفر في حقل غاز آراش المعروف باسم الدرة في الكويت والمملكة العربية السعودية ، (وهو في الجزء الطبيعي منه قبل الانتهاكات الكويتية حقل عراقي ) . وأكد كذلك أنه تم تخصيص "موارد كبيرة" لذلك المشروع.

• "في ظل استعادة العلاقات" بين إيران والمملكة العربية السعودية، أضاف رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية: "بدأ العمل الأولي للتعاون الثنائي".
التصريحات حول حقل آراش/الدرة التي جاءت على لسان المسؤول النفطي الإيراني رفيع المستوى لم يكن وقعها مريحًا في الكويت.
• صرح وزير النفط الكويتي سعد البراك في 10 يوليو/تموز أن الكويت والمملكة العربية السعودية لهما "حقوق حصرية" في حقل الغاز البحري.

• قال البراك إن ما سماها مزاعم إيران "لا تستند إلى ترسيم واضح للحدود البحرية".

• نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية كونا في 3 يوليو/تموز عن مصدر مجهول في وزارة الخارجية بالمشيخة دعوته إيران إلى الدخول في مفاوضات لترسيم الحدود البحرية.
وبموازاة ذلك، قال مصدر لم يذكر اسمه في وزارة الخارجية السعودية في 4 يوليو/تموز إن ملكية الموارد الطبيعية في الجزء المغمور من المنطقة المحايدة الكويتية السعودية بما في ذلك حقل آراش/الدرة بالكامل تتقاسمها المملكة والكويت فقط.
• نقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر بوزارة الخارجية قوله إن الكويت والرياض وحدهما لهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروة في المنطقة.

• أكد المصدر السعودي أن المملكة تجدد دعواتها السابقة لإيران لبدء مفاوضات ترسيم الحدود الشرقية للمنطقة المغمورة.

• الأهم من ذلك، أشار المصدر الذي لم يُذكر اسمه إلى الكويت والمملكة العربية السعودية على أنهما "طرف تفاوضي واحد" مقابل إيران. وتجدر الإشارة إلى أن الدولتين الخليجيتين العربيتين توصلتا في العام الماضي فقط إلى تفاهم فيما بينهما حول تطوير آراش/الدرة.

حقل غاز آراش/الدرة
يقع حقل غاز الدرة في المنطقة المحايدة بين الكويت والمملكة العربية السعودية.ويُعرف باسم آراش في المنطقة التي يصبح فيها مشتركًا مع إيران.
لكن القانون البحري واتفاقية قانون البحار تؤكدان غير ذلك، وحقل الدرة بأكمله يعود إلى العراق وليس الكويت وليس السعودية .

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في 10 يوليو/تموز إن الجمهورية الإسلامية تتابع الأمر في محادثاتها مع الكويت. ولم يخض كنعاني في التفاصيل.
• في 7 يوليو/تموز، قال النائب مصطفى نخعي، المتحدث باسم لجنة الطاقة البرلمانية، أن إيران "لديها شكوك" حول مطالبة السعودية بحقل الغاز.

• أكد النائب على أنه "لا يحق للسلطات الإيرانية التقاعس" فيما يتعلق بمطالبات طهران بحقل آراش/الدرة.
جادل مهدي حسيني، نائب وزير النفط الإيراني السابق، في 10 يوليو/تموز بأن الكويت والمملكة العربية السعودية قد لا يكون لهما الحق في استغلال الموارد في المنطقة المحايدة حتى يتم ترسيم الحدود البحرية.
• قال حسيني: "إن حدود إيران مع المنطقة المحايدة غير مرسمة، لذا إذا اعتقدت الكويت أن إيران ليس لها الحق في استغلال حقل الغاز، فهي أيضًا لا يحق لها ذلك بناءً على هذا المنطق".

• أصر المسؤول الإيراني السابق على أن ترسيم الحدود البحرية يجب أن يكون "أولوية".

منذ اكتشافه عام 1967، كان حقل غاز آراش/الدرة مصدر نزاع بين إيران والكويت. أما العراق فلم يتحرك لاثبات حقه رغم أن اتفاقية أعالي البحار تضمن حق العراق في الحقل.
• يقع نصيب إيران من الحقل إلى الغرب من جزيرة خارك. وقد جرت الجولة الأولى من المفاوضات بين إيران والكويت لوضع حدودهما البحرية عام 1963.

• بعد الجولة الثانية من المحادثات في عام 2000، بدأت إيران أنشطة الاستخراج. ومع ذلك، فإن الكويت، التي وافقت بالفعل في إطار صفقة سياسية على تطوير حقل الغاز بالتعاون مع المملكة العربية السعودية ، هددت برفع دعوى قضائية فأوقف العمل في الحقل.
وقعت الكويت والمملكة العربية السعودية الصفقة التي كانت "سياسية" بغطاء اقتصادي في مارس/آذار 2022 لتطوير حقل الغاز البحري.
• ينص الاتفاق على إنتاج مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا و84 ألف برميل يوميًا من المكثفات.

• أصرت إيران على أن الصفقة الكويتية السعودية "غير قانونية" وأن تطوير حقل الغاز يجب أن يتم بالتنسيق بين الدول الثلاث متجاهلة العراق.

قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي إن تسوية الخلافات حول حقول النفط والغاز المشتركة "أولوية". وتقول إيران إن لديها 28 حقلًا مشتركًا للنفط والغاز، بما في ذلك آراش/الدرة.
• وسط تجدد الخلاف حول حقل آراش/الدرة، أجرى أوجي محادثات "مكثفة" مع نظيره السعودي على هامش مؤتمر أوبك الذي عُقد في فيينا يوم 5 يوليو/تموز. ومن غير الواضح ما إذا كانا ناقشا حقل الغاز المتنازع عليه.
يأتي الخلاف حول حقل آراش/الدرة وسط تحسن ملحوظ في العلاقات بين إيران وعدد من جيرانها العرب الجنوبيين.
• سافر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى الكويت في 21 يونيو/حزيران، وهي أول زيارة من نوعها لرئيس دبلوماسية إيراني منذ تولى الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي منصبه في أغسطس/آب 2021.

• عينت الكويت العاصمة في أغسطس/آب 2022 أول سفير لها في طهران منذ أكثر من ست سنوات. كما عينت إيران مبعوثًا لها إلى الكويت في مايو/أيار 2023، وهي بصدد تعيين سفير جديد في المملكة العربية السعودية.

الانفراج بين إيران والسعودية الذي توسطت فيه الصين في مارس/آذار يمكن أن يساعد في تمهيد الطريق لاتفاق ثلاثي للاستفادة من حقل آراش/الدرة.
• لن يكون جديدًا على إيران تطوير حقول النفط والغاز المشتركة وقد تستخدم خبرتها مع قطر وعمان للتفاوض مع الكويت والمملكة العربية السعودية.

• تواصل شركات الطاقة الدولية إبرام صفقات مربحة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعراق. قد يحفز هذا إيران على التوصل بسرعة إلى اتفاق مع جيرانها بشأن تطوير حقل آراش/الدرة.

• ومع ذلك، حتى مع الإرادة السياسية، فإن العقوبات الغربية تشكل عقبة عملية هائلة أمام التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.

والمطلوب قبل كل شيء أن يتحرك العراق لاثبات حقه في حقل غاز الدرة، و في واستيلاء السعودية على ميناء المعجز العراقي أمام صمت الخارجية العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -