الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان وزيلينسكي...حفنة وعود اطلسية

محمد حمد

2023 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


(ذلّ منْ يغبِطُُ الذليلٓ بعيشٍ - ربّ عيشٍ اخفُّ منه الحِمامُ)

ان حلم ا ردوغان بانظمام تركيا إلى الاتحاد الأورزبي يشبه حلم ابليس بدخول الجنة. وسيبقى الرجل لما تبقى له من عمر في السلطة وفي الحياة يحلم ! وبما أن الاحلام، على مختلف أنواعها، مجانية ولا تكلف صاحبها غير أن يترك عينيه مغلقتين ليستمر في احلامه. فإن الرئيس التركي لا يتعب ولا يمل من الاحلام ولا من الوقوف بل الانحناء أمام بوابة الاتحاد الاوروبي المغلقة بوجهه. فالرجل اكتفى بحفنة غير ملزمة لا لأمريكا ولا لحلف الناتو للحصول على طائرات اف ١٦ الأمريكية. ولااحد يعرف ما هي حاجة تركيا، أن لم تكن مسألة عرض عضلات، إلى هذه الطائرات وهي عضو في حلف الناتو. وليست في حالة حرب مع دولة اخرى. واذا فترضنا ان تركيا تعرضت لعدوان خارجي (ولا اعرف من قبل من) فان حلف الناتو حسب النظام الداخلي للحلف سيدافع عنها ويقف الى جانبها
ان رجب طيب اردوغان يبالغ في حجم طموحاته بالانظمام الى الاتحاد الاوروبي متجاهلا ان الغالبية العظمى لا نريد دولة "اسلامية" بين صفوفها. فلا يوجد شيء أكثر"كرها وحقدا" بالنسبة للاوروبيين، مثل العرب والمسلمين. وهماك أسباب اخرى لها علاقة بثقافة شعوب الغرب. فهناك ما يشبه الفيتو ضد تطلعات وطموحات الدول العربية والاسلامية. وهذا الفبتو هو نتاج ثقافة سياسية عنصرية متجذرة. ويكفي النظر إلى طريقة تعامل امريكا ودول الغرب مع حرب روسيا واوكرانيا. بما فيها على الأخص موضوع اللاجئين والاطفال. وبهذا المناسبة نشير الى ان "الامم المتحدة" ادانت روسيا بعبارات قوية وواضحة بسبب اطفال اوكرانيا. اما اطفال فلسطين واليمن والسودان مثلا. فلا شأن للأمم المتحدة بهم اطلاقا. لانهم ببساطة من الدرجات الواطئة حسب عقلية العالم "المتحضّر" ومؤسساته الدولية التي تسيطر عليها امريكا.
في كل الأحوال أن رجب طيب اردوغان خرج من "عرس" حلف الناتو بحفنة من الوعود. ورغم كونها مجرد وعود قيلت لتجنّب الاحراج أو لذر الرماد في عيون الرئيس التركي. فستبقى تلك الوعود حبرا على الورق.
أما مهرّج اوكرانيا زيلبنسكي فحظوظه اسوء
بكثير من حظوظ سلطان تركيا. زيلينسكي ذهب إلى قمة الناتو ليقدّم لهم فصلا تشويقيا من البذاءة وقلة الحياء، من ارشيفه الفني الساخر. فوجد القوم في واد واوكرانيا في واد آخر. اوصدوا في وجهه باب حلف الناتو حتى "توفي اوكرانيا بشروط الانظمام إلى الحلف وتجري إصلاحات ديمقراطية". لكن زيلينسكي بدلا من تقديم آيات الشكر والامتنان لقادة حلف الناتو الذين لم يبخلوا عليه بشيء، حتى الذخائر العنقودية المحرمة دوليا. راح هذا المهرج يمارس دلاله الصبياني و "يتمضيگ" على أرباب نعمته. واصفا رفضهم لانظمام اوكرانيا للحلف بانه (أمر غير مقبول وقرار سخيف) متجاهلا أن دعمهم اللامحدود واللامشروط لأوكرانيا، هو السبب الأول لبقاء هذه الدولة ومهرجها زيلينسكي "صامدة" إلى يومنا هذا.
ان تصرفات زيلينسكي وانفعالاته وردود فعله غير المتزنة أثارت استياء الكثيرين من قادة حلف الناتو، شركاؤه في الحرب ضد روسيا. مما دفع البعض منهم، رئيسة وزراء استونيا على سبيل المثال، إلى القول صراحة: (لا تؤاخذنا يا زيلنيسكي.. هذا كل ما يمكننا أن نفعله ". كما سبق لوزير الدفاع البريطاني ولاس وان اخبر مهرج اوكرانيا في مناسبة سابقة، قائلا له: (بريطانيا ليست منجر آمازون للاسلحة). ولا ننسى هنا ما قاله للمتنبي العظيم مشيرا إلى زيلينسكي، دون أن يذكر بالاسم، في هذا البيت الرائع: (اذا انت اكرمت الكريم ملكته - وان انت اكرمت اللئيم تمرّدا). صدقت يا متنبي...يا خير من انجبت لغةُ الضاد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا