الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان 14 تموز ثورة او انقلابا ؟

محمد سهيل احمد

2023 / 7 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هل كان 14 تموز ثورة ام انقلابا ؟


الواقع العراقي ،على اصالته,حافل بالعنفوان الذي جاء محصلة لأكثر من عامل . هل ان 14 تموز ثورة ام انقلاب .هل انها اشكالية لغة ام انها ابعد من ذلك ؟

ولكي نختار المصطلح الأنسب لوصف ذلك الحراك الذي شكل منعطفا محوريا فيس تاريخ البلد ، لابد من الرجوع الى معاني ودلالات كل من المصطلحين . ففي هذا اليوم الحافل بالنهايات الدرامية تتوالى الأسئلة :
هل كانت حركة 14 تموز ثورة او انقلابا ؟ كان ينبغي ان تكون انقلابا لا ثورة لان الانقلاب اشمل في دلالته اذ يعني قلب نظام واحلال نظام محله . ومن يتذكر روايات المؤرخ جرجي زيدان يلاحظ انه اسمى احدى رواياته ( الانقلاب العثماني ) ولم يقل الثورة العثمانية لأن حركة عام 1908 الغت نظام الخلافة العثمانية او نظام السلطان وأحلت محله الجمهورية التركية التي كانت صاحبة برنامج سياسي واضح أكد على الهوية الوطنية التركية اتبعه اتاتورك بتطبيق نظام انقلابي في كل الصعد كطريقة الكتابة حيث استبدل اللغة العربية بالأحرف اللاتينية تلتها خطوات اصلاحية اخرى تمخضت عنها ولادة تركيا الحديثة التي لا يتجادل اثنان في امر تماسكها الوطني بغض النظر عن وجهات نظرنا بالسلوكيات الأخيرة للحكم التركي . وفي عراقنا المتململ سارت حركة الضباط الأحرار على خطى الضباط الاحرار في مصر. لكن من المؤسف ان النسخة العراقية جاءت ملطخة بالدم بسبب عدم مركزية قراراتها وتنوع اتجاهات قادتها .فمن اخطاء (ثورة 14تموز ) الفادحة المجزرة التي طالت أعضاء العائلة المالكة وانتهت نهاية مأساوية اساءت لاهداف الثورة ــ الانقلاب . اذكر واقعة رواها لي احد الاصدقاء ان جمال عبد الناصر وقبل ساعة الصفر المقررة لثورة 23 يوليو اجتمع بالضباط الأحرار وتطرق الى مصير العائلة المالكة ، وحين سمع بعض الاراء الداعية للقضاء على الملك فاروق واسرته اراد الانسحاب مشترطا عدم المساس بفاروق واسرته وفعلا تعهدوا له بذلك ، ثم انه لم يكتف بذلك بل قام بعد نجاح الانقلاب ــ الثورة بترحيل الملك فاروق الى ايطاليا على اليخت ( المحروسة ) مع 21 اطلاقة كتحية له ! فهل ما حدث في العراق يشبه ما حدث في مصر ؟ ! صحيح ان الانكليز هم من اتوا بالملك فيصل وصحيح ان سدة الحكم كانت بيد الانكليز وان العراق بقي يدور في فلك الاستعمار وان الملك كان لعبة بيد الكبار ، الا ان ذلك لا يعني الاجهاز عليهم والتمثيل بأجسادهم وسحلها مع ان بعضهم اشهر القرآن طلبا للحماية . كانت مجزرة 14 ــ 15 تموز لطخة في جبين الثورة الذي أريد له ان يكون ناصعا وما بدأ بالدم كان سينتهي بالدم وهي معادلة حياتية قبل ان تكون ذات عمق ديني او غيبي . على كل حال الحديث ذو شجون . ولديّ قناعة تتمثل في ان ما مر على البلد من اهوال راجع الى ان حركة تموز كانت ( ثورة او ارتجاجا ) ولم تك انقلابا بكل ما تعنيه كلمة انقلاب ، ولم تكن صاحبة برنامج واثق الخطى عقلاني القرارات . خلاصة القول ان ما بين الحماسة والسياسة هو نفسه ما بين الثرى والثريا ! كما ان ماهو حاصل لنا في يومنا هذه هو خلاصة بلد لم يهنأ له بال ولو لساعة من عمر الدهر : صراع x صراع x صراع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثورة انتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية
منير كريم ( 2023 / 7 / 15 - 22:55 )
الاستاذ المحترم محمد سهل احمد
الثورة انتقال من الحالة الديكتاتورية الى الحالة الديمقراطية انسجاما مع التحول الشامل للبشرية من العبودية الى الحرية الذي بدأ منذ عصر النهضة الاوربية
فتكون حركة البلاشفة وصعود الفاشية والنازية بعد الحرب الاولى وحركة الخميني والانقلابات
العسكرية في المنطقة العربية ومنها تموز 14 هي انقلابات او ثورات مضادة معادية للديمقراطية
شكرا

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي