الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل توسيع نفوذ الحزب بين الجماهير / ترجمة مرتضى العبيدي

مرتضى العبيدي

2023 / 7 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


من أجل توسيع نفوذ الحزب بين الجماهير
في الأسابيع الأخيرة، شهدنا أعمال احتجاجية ضخمة وطويلة الأمد من قبل العمال والشباب والنساء والشعوب. قلنا إن العالم يشهد موجة من النضالات التي تعبر عن استياء الجماهير من الظروف المعيشية التي قادتهم إليها الرأسمالية. تسببت التعبئة الشعبية في بعض الدول في سقوط رؤساء الحكومات كما في لبنان أو العراق، وأجبرت الحكومات في كل منها على التراجع عن تنفيذ السياسات المعادية للشعب كما هو الحال في تشيلي أو الإكوادور.
أصبح التناقض بين العمال والشعب من جهة والبرجوازية والطبقات السائدة من الجهة الأخرى أكثر حدة. فلا يتم التعبير عنه فقط حيث يأخذ نضال الجماهير شكل الانتفاضات الشعبية، ولكن في كل مكان، بسبب عملية تفقير الجماهير نتيجة للسياسات التي تفرضها البرجوازية، والتي تؤدي إلى عملية تركيز ومركزة الثروة في أيدٍ قليلة. فعندما نعلم أن 1٪ فقط من أغنى الناس على هذا الكوكب يمثلون 82٪ من ثروة العالم، فذلك كاف لفهم ما قيل.
ليس هناك شك، في بعض الأماكن أكثر من غيرها، في أن البرجوازية تواجه مشاكل جدية في الحفاظ على ما تسميه "الحوكمة"، أي جعل النضال والعمل السياسي للعمال والشعب لا يتجاوز حدودا معينة يمكن أن تتحملها الطبقات السائدة. لكننا نلاحظ في عدة أماكن، أن الحركة تغلبت على هذا الوضع، وأصبحت تشكك في المؤسسة البرجوازية برمّتها، وفي جوهر الطبقات الحاكمة، فهي اليوم تناضل ضد البنية السياسية الاجتماعية التي ولّدتها الرأسمالية.
يتيح لنا هذا الظرف أن نستنتج أنه يوجد حاليًا وضع أيديولوجي - سياسي جديد بين العمال والشعوب، وضع أفضل نوعياً لنشر المقترحات الثورية وقبولها من قبل الجماهير. يجب أن يستثمر حزب البروليتاريا هذه الحقيقة لنشر وجهات نظره وسياسته، بحيث تكون الأهداف الإستراتيجية (استيلاء العمال والشعب على السلطة من أجل بناء الاشتراكية - الشيوعية) معروفة لقطاعات واسعة من السكان، وخاصة القطاعات المتقدمة من الطبقة العاملة والفلاحين والشباب والنساء.
وهذا بدوره يحسن ظروف بناء الحزب واستقطاب شيوعيين جدد في صفوفه. ولكي يتمكن الحزب الشيوعي من تنفيذ أهدافه الإستراتيجية، يجب أن يستوفي مناضلوه شروطًا أساسية معينة: أن يكونوا كثيري العدد، ومؤهلين، ومتماسكين أيديولوجيًا وسياسيًا، ومتجذرين في الطبقة العاملة والشباب والشعوب، ثابتين على المبادئ الماركسية اللينينية، ماهرين في تطبيق الماركسية اللينينية على الواقع الملموس الذي يتطور فيه نشاطهم الثوري.
إن التحدي الحالي هو تسريع نمو الحزب. منذ بعض الوقت، عندما تطرقنا إلى موضوع الاستقطاب، قلنا أن النمو الحسابي (progression arithmétique) لا يكفي، بل يجب أن يكون هندسيًا (géométrique)، أي مضاعفا ومضاعفًا.

وهذا القياس يبقى صحيحا، وهو يشير اليوم إلى الغرض من بناء الخلايا في المؤسسات ومواقع النشاط. فلا يمكننا إغفال حقيقة أن الحزب الماركسي اللينيني ليس مجموع الأفراد الذين ينتمون إليه، بل هو نظام من المنظمات، وأن النضال الشيوعي يمارس في الخلايا أو في اللجان. فخلية الحزب هي تنظيمه الأساسي، وهي النواة الأساسية التي تربطه بالطبقة العاملة والشباب والشعوب والنساء. وقد سلطنا الضوء على بعض العناصر المميزة لهذا الشكل التنظيمي في عديد الإصدارات السابقة.
يأتي المناضلون الجدد للحزب من المناضلين الاجتماعيين الأكثر اتساقًا والتزاما في الدفاع عن المصالح الشعبية، أولئك الذين يتقدمون لفهم الحاجة إلى التحولات الاجتماعية التي تعني إنهاء هيمنة البرجوازية والإمبريالية، والمستعدين للعب دور رائد في النضال التحرري للعمال والشعوب. يجب علينا إعادة تجميعهم، واقتراح النضال الشيوعي عليهم، والشروع في عملية التكوين النظري التدريب العملي والسياسي. في هذا الصدد، هناك مبادئ توجيهية أساسية حول كيفية تنفيذ عمليات الاستقطاب والانغراس والانتداب.
إنه لمن الخطأ الاعتقاد بأن الشيوعيين المحتملين والذين نسعى لاستقطابهم تتوفر فيهم الخصال والشروط الكاملة للمناضل الشيوعي الماركسي اللينيني، وأنهم يعرفون تمامًا الماركسية اللينينية، والسياسة الثورية وجميع مقترحات وبرامج الحزب. فالأمر يتطلب الكثير من الجهد لتحقيق ذلك، لكن تمكنه من ككل المواصفات والخصال سيكون ممكنًا خلال فترة النضال الشيوعي.
En Marcha ، عدد 1885 ، من 04 إلى 10 ديسمبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت