الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُصِيبَة العَرَب

اسراء حسن

2023 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مصيبة العرب الكبرى هي في تشرذم مواقفهم وتفرق سياساتهم وخلافاتهم المزمنة وفي صراعاتهم التي من الممكن وأد الكثير منها في مهدها بروح التفاهم والحوار المسئول والتنسيق المشترك في اطار مصلحة قومية جامعة في المشرق والمغرب.. تلك الروح الملهمة ظلت غائبة لا تجد من يوقظها

لهذه الأسباب فشل العرب في ادارة ازماتهم، وخسروا رهاناتهم ، وضلوا الطريق إلى التعامل الناجح مع العالم الخارجي رغم الوفرة الهائلة في امكاناتهم ومقدراتهم وثرواتهم، فهم يتعاملون مع بعضهم بروح الشماتة ويفصل بينهم جدار مرتفع من عدم الثقة ، وما يظهرونه لبعضهم في العلن هو غير ما يبطنونه في الخفاء، وما يصرحون به امام الكاميرات هو عكس ما يخططون له في الغرف المغلقة ... فلا صدق ولا صراحة ولا امانة ولا شفافية ..... وعليه فشلت كل التجمعات العربية في اثبات وجودها من جامعة عربية الى مجلس تعاون خليجي بعد ان تحولت كلها بفعل هذا المناخ المريض الى كيانات مشلولة ...ولهذا ضاع العراق وضاعت سوريا واليمن وليبيا

لما لم يحاول مسئول عربي واحد ان يسأل نفسه انه اذا كنا كمجموعة دول وشعوب عربية ، ونحن مجرد مكون واحد صغير من مكونات المجتمع الدولي ، على هذا القدر الهائل من تباعد المواقف وتضارب والقرارات ، حتى في مواجهة الازمات التي تسحقنا، مآ الذي اوصلنا الى هذا الحال من التفكك والوهن، حتى لم تعد الجامعة العربية رقما ذا وزن او تاثير او له مكان في اية مشاريع تسويات دولية لكل هذه الصراعات بملفاتها المفتوحة وتحدياتها الرهيبة وباخطارها الامنية الداهمة والمتعاظمة،

انا لا أعلم لماذا يخرجون العرب دائما من ادارتهم وهم اكثر الاطراف الخاسرة فيها؟
هل بسبب غياب الرؤية الاستراتيجية السديدة؟
ام لقلة الخبرة التفاوضية التي تتطلبها الادارة الفعالة والجيدة للازمات الدولية؟

ام لانهم لا يجيدون توظيف اوراقهم ويتركونها تضيع منهم لصالح خصم قد لا يحوز نصف ما يمتلكونه ؟

ام لعدم معرفتهم الكافية بعقلية ونوايا خصومهم الذين يفاوضونهم، وهو ما يجعلهم فريسة سهلة للخداع واكثر قابلية من غيرهم للتغرير بهم؟

ام لانهم بطبيعتهم كعرب حسني النية اكثر من اللازم عندما يتنازلون عن شكوكهم وتحفظاتهم ومحاذيرهم رغم وجود شواهد قوية عليها؟

ام لان العشوائية والارتجال والتسرع الزائد والافتقار الي النفس الطويل في التفاوض من خلال المناورات المحسوبة وشراء الوقت هي الطابع المميز لطريقة الاطراف العربية في ادارتهم لازماتهم وهو ما يوصلها غالبا الي نقطة التعثر التوقف؟

ام لان العرب كمفاوضين لا يعرفون كيف يرتبون اولوياتهم التي يبنون عليها استراتيجياتهم التي تحدد لهم مواقفهم وتوجه تحركاتهم في اية عمليات تفاوضية يكونون طرفا فيها ؟


يؤسفني القول ان ما يقال شيئ وما يحدث على ارض الواقع شيئ اخر مختلف ، والدور الخارجي وليس الدور العربي هو الأعلى صوتا والاكثر حسما والاقوى تاثيرا في كل تلك الصراعات العربية ، والطرف العربي المنقسم المواقف والمتعدد التوجهات والمتعارض الدوافع والاهداف يفتقد وبشكل تام للقدرة على التحرك الذي يمكن ان يجعل له وزن محسوس في اية مشاريع للتسوية السلمية المنشودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ