الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسات إجرامية وسياسيون قتلة وفاسدون

سعيد مضيه

2023 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


امسكت كيتلين جونستون بطرف الخيط ، خبر بثته فضائية (سي إن إن) حول إعادة تعيين إيليوت أبرامز في منصب رفيع بوزارة الخارية الأميركة ، وذلك بعد إصدار العفو عن جرائمه الموعز بها من قمة السلطة . حفرت الكاتبة في جرائم الإدارات الأميركية بمختلف أقطار المعمورة لتشير بإصبع الإدانة الى قتلة، مجرمين وفاسدين، تستقطبهم الدبلوماسية الأميركية التي لا تحتاج الى دبلوماسيين بل الى فاقدي الضمائر ممن يلوحون الهراوات الغليظة او يشهرون سلاح العقوبات والحصار . تحت العنوان "عودة احد أقطاب المحافظين الجدد بعد تجريسه "، كتبت كيتلين جونستون في تعليقها : "فعلا إنها لإدانة تشين حضارتنا بكاملها التي أفرزت وحوشا من شاكلة إيليوت أبرامز، يظلون أعضاء محترمين بمجتمع، بدل ان يعاملوا بازدراء، اوباشًأ لا يستطيعون إظهار وجوههم بامان للجمهور". والمقالة عينة من كتابات كيتلين جونستون – كما تقول مجلة كونسورتيوم نيوز التي تنشر مقالاتها بانتظام- لترويج الفكر التقدمي المعارض للسياسات الرسمية . تواظب الكاتبة على إصدار الكتب بالتعاون مع زوجها ، وكل من تعجبه الكتابات يرسل اشتراكه لترسل له الكاتبة الإصدارات بالبريد. ولديهما قائمة طويلة بالمشتركين:
بثت فضائية سي إن إن خبر تعيين الرئيس جو بايدن إيليوت أبرمز من المحافظين الجدد والمعروف باستبداده وإجرامه في وظيفة لدى اللجنة الأميركية الاستشارية للدبلوماسية الشعبية مسئولا عن " تقييم الأنشطة الرامية لتفهم الهيئات العامة الأجنبية وترشيدها والتأثير عليها " الى جانب إيلاء " العناية الحادبة" لذراع الدعاية الرسمية للولايات المتحدة بالخارج ، وكالة الولايات المتحدة للميديا العالمية[ بإيجاز التأثير في الصراع لكسب العققول ] .
عادة ، ليس وصفا صحيحا ودقيقا من وجهة النظر التقنية أن تسمع بمن يطلق عليهم "محافظون جديد"؛ إذ غالبا ما تستعمل تلك الصفة لتعني بالضبط "داعية حرب".
غير ان ابرامز موضوع ملائم فعلا لإيديولوجي محافظ جديد من القرن الأميركي الجديد، له روابط عميقة بالمدرسة القديمة للمحافظين الجدد أعوام السبعينات، وقدّم مساعدات لترويج عنف الامبريالية الأميركية في اميركا اللاتينية والشرق الأوسط خلال عقود.
فعلاوة على خدمته بإدارة ترامب ممثلا خاصا لدى كل من إيران وفنزويلا ( بلدان مارست فيهما السياسة الخارجية لإدارة الرئيس السابق ترامب أفظع الاغتيالات) ربما يكون أبرامز أفضل من اعترفوا بدورهم في التغطية الإجرامية على إيران كونترا أثناء إدارة ريغان.
جاء موقف سي إن إن انتقاديا- بينما تحجم بصورة مرذولة عن انتقاد سياسة أميركا الخارجية او إدارات الرئاسات الديمقراطية- وذلك في تقريربثته بصدد تعيين بايدن أبرامز في وظيفته الجديدة.
ففي مقالة عنوانها " بايدن يعين موظفا سابقا في إدارته ، هو موضوع خلاف، في لجنة للدبلوماسية العامة "، كتب جاك فورّيست المعلق بالفضائية :
" إيليوت ابرامز، الذي خدم في ثلاث إدارات سابقة للجمهوريين، وفي وقت قريب جدا عمل مبعوثا خاصا لإدارة ترامب الى إيران وفنزويلا ، حيث اسندت اليه مهمات توجيه الحملات لإستبدال الرئيس الفنزويلي ،نيكولاس مادورو"
إن التاريخ الطويل للجمهوريين في السياسة الخارجية تميز عام 1991 بمطلب قوبل بالإدانة يقضي إخفاء معلومات حول مسألة إيران كونترا حيث تبين، إثر عامين من التقصي و100 ساعة من خدمات المجتمع، انه اقترف جرمين رغم أن جرائمه اسقطت بعفو من الرئيس جورج بوش.
تضمنت عملية إيران –كونترا السرية، التي حدثت اثناء فترة خدمة أبرامز مساعدا لوزير الخارجية في إدارة ريغان ، تمويل المتمردين المناهضين للشيوعية في نيكاراغوا، مستفيدا من أثمان بيع أسلحة لإيران رغم حظر الكونغرس لهذا التمويل.
ثم تعرض ابرامز مرة ثانية لهجوم منظمة هيومن رايتس ووتش في عهد إدارة ريغان ، في تقرير نشرته بصدد محاولاته في شباط 1982 التقليل من أهمية شهادة قدمت لمجلس الشيوخ حول تقارير بقتل 1000 إنسان بمدينة إل مازوتي في ديسمبر 1981،على أيدي وحدات عسكرية دربتها الولايات المتحدة وزودتها بالسلاح ، وهي أضخم مجزرة جماعية في تاريخ أميركا اللاتينية الحديث .
اصرَّ[أبرامز] على ان عدد الضحايا في التقرير" غير قابل للتصديق" وأجزل في الثناء " على الوحدة العسكرية المسئولة عن القتل الجماعي – مواقف كررها بإصرار أشد حين كشف النقاب عنها أثناء جلسة لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب استمعت الى شهادات بهذا الصدد، تحدثت فيها إلهان عمر نائبة ديمقراطية عن ولاية مينوسوتا ، التي استعانت بتاريخ عمله في اميركا اللاتينية للتشكيك في مصداقيته.
عندما تكون بهذا القدر من السوء المطلق لدرجة اشمئزاز سي إن إن منك، فأنت نوع خاص من السوء المطلق.
وكما لاحظ فورّيست، فهذه هي الإدارة الرابعة التي يدخل أبرامز طرفا فيها رغم إقراره بعدم الاستقامة، ورغم الدفع باتجاه سفك الدماء في كل مناسبة في أكثر الجرائم بشاعة في بعض جزاء امبراطورية الولايات المتحدة .
ابرامز قاتل بقلب بارد اقر صراحة في مؤتمر عقد عام 1985 ان هدف تقديم المعونات لعصابات الكونترا في نيكاراغوا كان " السماح لمن يحارب في صفنا باستخدام المزيد من العنف"، وخلال عمله حث على عنف الولايت المتحدة بأعظم قوة مميزة ضد العراق وسوريا وإيران.
إن حقيقة حصول شخص بهذا القدر من الاستبداد والفساد وعدم النزاهة على وظائف بوزارة الخارجية تفيدنا بكل شيء عن سياسات أميركا الخارجية.
فعلا إنها لإدانة تشين حضارتنا بكاملها التي أفرزت وحوشا من شاكلة إيليوت أبرامز، يظلون أعضاء محترمين بمجتمع بدل ان يعاملوا بازدراء، اوباشًأ لا يستطيعون إظهار وجوههم بامان للجمهور.
يجب طردهم من كل بلدة يحاولون دخولها ويعجزون عن الحصول حتى على وظيفة ذات دخل متوسط ويعملون بادنى الأجور؛ لكنهم بدلا من ذلك يحصلون على وظيفة من أرفع المستويات ، في مركز أبحاث ومسئولين رسميين يقدمون الخبرات في أموريترتب عليها أعظم العواقب بالعالم كله.
تقتبس جملة لجيدو كريشنامورتي ، "لا يعد مقياسا للصحة ان تنال جائزة جيدة في مجتمع مريض بشكل عميق"
ونظرا لأن مجتمعنا مريض بشكل عميق ، فمن أسرع الطرق للثراء والمكانة الرفيعة ان تكون على جماع السوء مثل إيليوت أبرامز. ذلك انك بقدر ما تسبب المشاكل للآخرين ترتفع شهرتك داخل بنية السلطة الأميركية :ترغب في قول وعمل كل ما يتوجب عمله لكي تضمن الهيمنة المتواصلة في الامبراطورية العالمية التي استمرت بدماء البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم