الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً شكراً يا حضرة الشيخ نواف الاحمد أمير الكويت

هوكر الشيخ محمود

2023 / 7 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كم يحزنني أنا كإنسان كوردي ، عندما أرى تكالب ألمحتلين على وطني كوردستان و أمام أنظار من هم يدعون بأنهم حماة الديمقراطية و الإنسانية ، من الغربيين و الشرقيين ككل ، ولكن الحزن الأشد وجعاً هو مِن مَن يدعون الإسلام تلك الديانة التي يدين بها أكثرية الكورد ، تلك الديانة التي لولا الكورد و قائدهم صلاح الدين ، لكانت عرضةً للتحجيم إن لم نقل للزوال أمام هجمات الصليبيين المتتالية ، لولا إرادة الله عز وجل طبعاً.
لحد الساعة ، هنالك أصوات تقول بأن الغرب هم العقبة الحقيقية أمام حلم الكورد في تشكيل دولتهِ كباقي الامم ، منهم إخوتنا العرب الذين لهم 22 دولة صاحبات المقاعد في منظمة الامم المتحدة ، تلك الاصوات تقول بأن الغرب لا تنسى ما جرى لقواتهم على يد الكورد و صلاح الدين ألايوبي ، عندما ارادو إحتلال الشرق الاوسط و القدس على وجه التحديد . فهم يتحاججون. ببعض الشواهد ، منها مقولة القائد الفرنسي(هنري جوزيف جورو ) بعد إنتصارهم في معركة ميسلون في سوريا في1920 عندما زار ضريح صلاح الدين و لمس بحذائه القبر ، و قال : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين …و قسم أخر من تلك أصوات يقولون عندما هزِم الصليبيون من قبل صلاح الدين و استسلموا للصلح ، بعدها سأل البابا قوادهم الكبار : كيف هزِمتم وأنتم أكثر عدداً و عدةً ؟!. وهم يجيبوه بأن قوات المسلمين كانت لهم قائد عظيم ذا صفات كذا و كذا وهو مع كل تلك الصفات كان يتصرف إنسانياً مع أسرانا لا بل حتى مع قائدنا عندما مرِض فأوفد طبيبه ألخاص كي يعالجه . عندها يقال بان البابا استفسر عن موطن شعب صلاح الدين فيؤشرون له على الخريطة ، فيقول البابا يجب ان لا ندع هذا الشعب أن يكون لها دولة ألى الابد...؟
نحن ككورد لا نستسلم لهذه القصة ، ولكن على أرض الواقع ، سنة بعد سنة و حقبة تلو الحقبة نرى بأم أعيننا كيف ان الغرب يكيل بمكيالين عندما تطرح القضية الكوردية في المحافل الدولية ، ألتي هي في الاساس منظمات انشأت للحفاظ على مصالحهم هم ، لذا فالحق عندهم هو مالا يضر مصالحهم ، و هم انفسم يوصفون و يعّرفون ما هو الحق وما هو غيره.

بعد هذه المقدمة يا حضرة الشيخ ، أنا حائر ، لأني عنونت مقالي هذا كشكر لك ، ولكن في الحقيقة أريد أن أْعاتب شخصك الكريم و معك حكومتكم و دولتكم الخيرة ، كونكم تصرفون أموالكم في عفرين لإنشاء مجمعات سكنية للعرب و التركمان على أرض الكورد المظلومين الذين شرّدوا من ديارهم بقوة النار والحديد من قبل جيش الاتراك الاردوغانية . يا سمو الشيخ ألم تر الفيديوهات التي كانت تبين كيف كانت القوات المحتلة تتعاطى مع الاهالي المسالمة بالقتل و التعذيب كي يهجرون ديارهم ، أليس لك علم بما يقترفها أيادي الميليشيات التابعة للاتراك من سرقة ممتلكات الكورد ، و قطع أشجار الزيتون و نقلها الى تركيا ، لا بل يقلعون الاشجار بآلياتهم من الجذور و يحملونها على الشاحنات الى تركيا ؟!.يا حضرة الشخ ، الغريب في الامر هي ان مشروعكم السكني في عفرين ، سميت ب( كويت الخير ) ! ، أ حقاً هو. هذا مشروع خيري ، أم مشروع للإسراع في تنفيذ خطة أردوغان لتتريك و تعريب وطن الكورد؟!.

ياحضرة الشيخ ، إن كنت متفقاً مع اردوغان في تلك العملية ، عليك أن تعلم بأنه لا يعمل لمصلحة العرب ، بل هم يرون في وجود الكورد عقبةً امام طموحهم في السيطرة على سوريا . ألا تدري يا حضرة الشيخ بان اردوغان هو السبب في شحة مياه نهر فرات في سوريا و نهر دجلة في العراق ، و مشروع كاب هو في الاصل مشروع لإذلال العرب قبل الكورد ، و من لا يصدق هذا القول ، عليه أن يراجع خطب أردوغان ، لابل يراجع ما كان يكرره سليمان ديميريل قبل اردوغان بسنين ، و بعضمة لسانه : "العرب يبيعون النفط ، نحن بهذا المشروع نخطط لكي نبيع لهم المياه " هذه هي ديدن تركيا تجاه العرب ، علماً ان منابع نهري دجلة. و الفرات هي داخل الاراضي الكوردية في شمال كوردستان المحتل من قبل الاتراك . و أنا على يقين بان لك علم بان مستقبل دول المنطقة حبلى بحروب على المياه ، عليه أستميح لنفسي كي اسأل هل العمل بحسب مصالح اردوغان يصب في مصلحة العرب؟!. هل معاداة الكورد من قبل اخوته العرب تخدم العرب استراتيجياً أم العكس؟.

الكورد على مدى تاريخهم ماكانوا يوما على ضد من مصلحة اخوانهم العرب ، وهذا الموقف من الكورد ما كانت تمر علينا دون ضرائب كبيرة . لنرى سوريا أيام الإحتلال الفرنسي و العراق أيام الإحتلال البريطاني ، فالكورد إما كانوا قادة المقاومة أو كانوا ضمن قوات المقاومة ، وهي نفس ما قام به صلاح الدين تأريخياً ، و نفس السبب الذي جعل الدول العظمى تكون على ضد من المشروع الكوردي و إن لم نقل وجوده.

يا حضرة الشيخ ، أنا كنت أحد الجنود الاحتياط في الجيش العراقي عندما احتل صدام بلدكم ، و كنت في فوج المدافع ذاتية الحركة ، كوني خريج جامعة ، دخلنا. دورة المدفعية . فأصبحت معيناً وهي صفة فنية هندسية حيث يعمل على تحديد المديات و متطلبات كيفية تشغيل المدفع ، كان معي شاب آخر كوردي ، كنت اثق به ثقة تامة ، كان فوجنا قريباً من البصرة قبل أن نعبر الحدود الكويتية . قلت لصاحبي ما ذنب هذا الشعب و البلد حتى قواتنا تقوم بإحتلاله ؟ قال حقاً نحن معتدون . قلت : عليه أنا أستبيح لك سراً، قال و ماهي هذا السرّ ؟ قلت : أنا بدوري لا اسجل أي احداثيات إذا كانت تستهدف البشر و لا حتى منشآتهم . قال : ماذا لو عرفوا بما نعمل ؟ قلت : نقول باننا عملنا ماهو صحيح حسب معلوماتنا . قال : فهل يصدقون ؟ قلت: نحن نعمل ما يرضي وجداننا و البقية على الله . فوافق صاحبي علماً كانت العملية مجاذفة بحق ، لو عرِفت لكان مصيرنا إعدام رمياً . نحن كنا شابين في مقتبل العمر . في حين سمعت بنفسي من أحد النواب الضباط من بني جلدتكم ، حينما عرفنا بأن جيشنا يحتل الكويت ، قال و أمام الملأ :" هلا خالي منا و غادي نبدئ بالكويتييات " (هي لهجة وسط العراق ) . هذا الاحساس و التعبير البذيه من ذاك الشخص قهرني ولكن ما كنت في موقع كي ارده لذا اكتفيت بقلبي و ذاكرتي في الرد حسب الحديث ، و بعدها من دخلنا مدنكم و مطاركم العسكري و المدني ، توجهنا صوب صحراء المناغيش ، و رأينا بأم أعيننا. طوابير السيارات الطامسة في رمال الصحراء ، حيث كانت السيارة في تلك المحنة بمثابة سفينة نوح كملاذ آمن ، كي تنقذ بها عائلاتهم ، ولكن وا أسفا ما كانت الرمال أرق قلباً معهم من محتل بلدهم الآمن ، فذبحهم العطش والخوف . أنا. كإنسان ذا تجربة مع جيش صدام و قواته الوحشية و تصرفاتهم المشينة مع شعبي ألمغلوب على أمره ، كنت أتصور ماجرى لتلك العوائل ألمسالمة من هول الفزع و ألرعب من الوقوع بيد الوحوش البشرية ، لذا تلك المشاهد الحزينة كانت بمثابة صدمة لي ، وطيلة مكوثي في الكويت و لعشرات المراة كانت الدموع ملاذي الاخير لأشفي بها همومي ألإنسانية ، وكلما تسنح لي فرصة ، كنت أخط على الجدران بحربة بندقيتي جملة مقتضبة وهي : يا شعب الكويت لا تستسلموا لليأس إن النصر حليف كل مناضل من أجل الارض والعرض و المال …و لحد الان من أتذكر تلك الايام ، يصيبني مسحة من التشاؤم من البشر.

عليه يا سمو الشيخ أستميحك عذراً لهذا السرد و العتاب على ما يعمله تلك المنظمة في عفرين و تحت عنوان ( كويت الخير ) فالمعتدي لا يستحق الخير ، بل الخير يستحقها أهل عفرين المهجرين من ديارهم قصراً …في الختام تذكرت إحدى الاغاني الشعبية العراقية الدارجة ، تقول : " ولك لو تسوة العتب ، جا عاتبيتك " رباط المثل ، هو أن المعاتِب لا يعاتب أناساً ليسوا بذوي الجاه و المقام ، وأنت سليل شجرة محترمة ، لذا نتأمل منكم تلك المواقف الجميلة التي تعرفون بها ، دمتم في رعاية الله و حفظه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات