الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث غابرة

مصطفى محمد قاسم
(Mustafa Mohammed Kassim)

2023 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ربما لا يعلم الكثير من العراقيين بأن يوم 7/14 وهو اليوم الذي يذكرهم
بثورة/ انقلاب تموز لعام 1958 هو نفسه اليوم الذي يصادف قيام الثوار الفرنسيين باقتحام سجن الباستيل وسط باريس عام 1789 والذي يُعد رمزاً للسلطة الحاكمة و عنواناً للظلم والقهر في عهد الملكية البائدة في فرنسا، وهو أيضاً يوم وطني يسمى بيوم الاتحاد أو يوم الباستيل (بالفرنسية Fête de la Fédération).
بشكل شخصي أميل دوماً في الحكم على الاحداث التاريخية التي حدثت وسوف تحدث من منظار الأشخاص الذين عاشوا في تلك الفترة قدر الامكان، فالشخوص وقتها هم أبناء زمانهم وهم أعرف بظروفهم واحوالهم التي أدت لقيامهم بفعل ما سيؤدي بالضرورة إلى تغيير مجرى حياتهم كالقيام بانتفاضة أو ثورة أو غيرها.
لايزال الكثير من العراقيين وبعد أكثر من 60 سنة يحبون الدخول في جدل بيزنطي فارغ لايغني ولا يسمن من جوع في كل عام من حلول ذكرى ثورة/ انقلاب 14 تموز الدخول في نقاشات حول أهمية و جدوى القيام بها، وأن تلك الحادثة كانت مجيدة أدت إلى قيام أول جمهورية عراقية حديثة بعيدة عن أيادي الاستعمار، أو كونها أدت إلى جريمة قضت على النظام الملكي الوليد الذي كان مقرراً له أن يكون مثل ملكيات وأمارات الخليج الحالية كدولة مستقرة ومزدهرة.
لا جدوى ولا فائدة حقيقية من هذه النقاشات يا اعزائي، فما حدث لن يغيره كلامكم من قريب أو من بعيد، ,و أن الثورة الفرنسية وبعد 250 عاماً من حدوثها لم تغير آراء الفرنسيين في عصرنا الحالي ولم يفكروا بأن بقائهم تحت حكم لويس السادس عشر أفضل لهم من جمهورية روبسبير ونابليون وشارل ديغول فيما بعد ، التاريخ أشبه بعجلة كبيرة تدور بسرعة وقوة غير آبهة بمن تحتها ولا تهتم بمزاجات و أهواء الناس سواء كانوا ملكيين أم جمهوريين، فيصليين أم قاسميين، الأفضل لنا جميعاً الاهتمام بشؤوننا الحالية ومحاولة اصلاح الوضع الحالي بقدر المستطاع بعيداً عن الأدلجة والعقد القومية الشوفينية والمذهبية الطائفية نحو هوية وطنية جامعة لكل العراقيين.
علينا أن لا نلعن حظنا ولا نسب أجدادنا الذين لانعلم بحيثيات أتخاذهم لقراراتهم حينها، فابناء اليوم ليسوا هم نفسهم أبناء الأمس، ولن يغير حديثكم هذا شيئاً مما حدث.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
(أيها الفرنسيون، إنني أموت بريئاً، إنني أقول ذلك وأنا على سقالة المقصلة وسأمثل قريبا أمام الرب، إنني أعذر أعدائي)
‏اخر كلمات لويس السادس عشر قبل اعدامه.
(هاي حوبة الملك والاسرة الحاكمة)
كلمات منسوبة للأميرة بديعة الناجية من مجزرة قصر الرحاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ