الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤرخ محمد الشافعي مُثَقِّفًا ووطنيًّا

صبري فوزي أبوحسين

2023 / 7 / 15
الادب والفن


قليل هم من تلقاهم فتنجذب إليهم ولا تنساهم! لما لهم من سحر فاعل، وجاذبية خاصة، لا نستطيع تفسيرها إلا أنها أمر إلهي موهوب لا دخل للإنسان فيه، وهو ما عبر عنه الحديث النبوي الشريف بأن" اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ"، وأحسب أن الأستاذ -الصحفي الكبير والمؤرخ النبيل والوطني المجاهد- محمد الشافعي، من هؤلاء، المقبولين قبولاً عجيبًا، من أطياف المجتمع المصري كله: رجالا ونساء، عسكريين، ومثقفين، وعامة، وليبراليين، ويساريين، وسلفيين، مسلمين وأقباطًا، من أبناء مدن القناة، وأبناء الوجه البحري، وأبناء الوجه القبلي على السواء! تجد في مجمل حياته رباعية خاصة تتمثل في التدين الفطري الوسطي الصادق، والقدرة على التسجيل للواقع المعاش أو التاريخ العسكري القريب، والإبداع الكتابي بين مقال وسيرة وبورتريه، في إطار من الوطنية المتوهجة المخلصة، وإن أردنا تكثيف هذه الرباعية في تركيب واحد، يمثل مفتاح شخصيته الذي يفتح لنا أبوابها، وننفذ منه إلى ما وراء أسوارها وجدرانها، فهو تركيب (المؤرخ الوطني) الذي جعل من الصحافة مطيته إلى تحقيق غاياته ورؤاه.
ومن ثم عندما دعيت في 15مايو 2023م، إلى ندوة تكريمية عن قراءة سيرته في منتدى براديس للثقافة والفنون والإعلام، والذي يديره أ/الجميلي أحمد، وكانت مع الباحث الفسلطيني الكبير أ.د/أسعد السحمراني، وأ.د/راضي جودة، وأ.د/ رمضان الحضيري، حرصت على الإسهام المخلص في هذه التظاهرة البناءة والصادقة؛ فقد شرفت خلالها بتدبر سيرة إنساننا محمد الشافعي، وقراءة جهد كاتبنا وآثاره الطيبة، وحبيبنا المثقف والمؤرخ والصحفي والأديب النابه والنابغة. دام حضوره الماتع، وقلمه الحي الناصع.
وها أنا ذا أحاول أن أصوغ هذه المحاضرة إلى مقالة في شكل بورتريه، والحق أن كتابة بورتريه عن شخصية (محمد الشافعي) تتنوع مناحيها وتتسع مداراتها؛ فهو جاذب إنسانيًّا، وجاذب صحفيًّا، وجاذب مؤلفًا، وجاذب ساردًا، وجاذب إعلاميًّا، ومن ثم سأرتحل بك قارئي مع(محمد الشافعي) عبر هذه المحطات الخمس، فتعال معي نتبعه؛ لنتعلم مما أوتي رشدًا، إن شاء الله، تعالى.
1- محمد الشافعي إنسانًا:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صار محدا الشافعي ذا شخصية عملية معمِّرة متوازنة ، مخضرمة،بما يمتلك من لسان مهذب، وقلم متحضر، وعقل واع ناضج مُجمِّع ومُؤلِّف؛ فقد عاشرتُه عن قرب خلال ثلاث سنوات عن طريق الحبيبين الأصيلين الأستاذين: نشأت المصري، ومصطفى عابد؛ فقد حدثاني عنه كل حديث طيب وعرفاه على شخصي وما أمتلكه من قلم، يريانه سيالاً، وعقل يظنانه موسوعيًّا ! جعلني الله عند حسن ظنهما، واستعملني فيما يرضيه ! فكانت صلتي به وعشرتي له هاتفيًّا أولاً، ثم عن طريق الفيس ثانيًا، ثم عن طريق الواتس ثالثا، إضافة إلى لقاءات شخصية معه في غير مكان، وفي أكثر من ندوة ومؤتمر!
وقد وجدتُ فيه، خلال هذه التواصلات الرقمية والشخصية، الإنسان المصري الجميل النبيل الرصين، الوطني الثابت، الحَبُّوب- بلغة المصريين-، الاجتماعي: الإلْف المألوف، ذو ابتسامة صافية، ينطلق من منظومة قيم يلتزم بها في صرامة، فهو مهتم بمن حوله منفعل معهم: يسأل عن الجميع كبيرًا وصغيرًا، ويزور المريض والمبتلى، ويقف مع الضعيف، وهو الصريح ، صاحب المبادرات الثقافية المباركة، والعَمَلِية البنًّاءة، ذو قدرة عجيبة على توظيف الثروة البشرية المتاحة، حوله بعقل وسطي تجميعي ولسان مثقِّف وقلم مُنضَّد، ومن ثم رؤية جاذبة، إنه إنسان في إدارته، ومدير في إنسانيته، ومن ثم كانت هذه المشاريع الصحفية والتاريخية والأديبة الفذة والساحرة، كما تنطق بها سيرته الذاتية، وكما يدل مجموع ما كتبه وألفه! فقد وثق عبر مؤلفاته التى تجاوزت ثلاثين كتابًا للبطولات المصرية فى المحطات الفارقة فى تاريخ مصر الوطنى، بين بطولات عسكرية مشرفة للجيش المصرى وكذلك المقاومة الشعبية. وقد أخذ على عاتقه- على مدى الثلاثين عاما- رسالة التأريخ لملاحم البطولة المصرية، وراح يجوب ربوع مصر بحثا عن الجنود المجهولين من أبطال القوات المسلحة وأبطال المقاومة الشعبية.
إنك واجد في (محمد الشافعي) الإنسان الحبيب، والإنسان الوطني، والإنسان العمَلي، والإنسان الحي، ومجمل علاقاته تدل على أنه مُحترَم ومُحترِم، ومُوقَّر ومُوقِّر، لا يُعادِي أحدًا إلا إذا كان معتديًا، ولا يُعادَى من أحد إلا من أحمق موتور أو متربِّص مأجور، وهم لا يُوجَدون صراحةً وجَهارةً، فيما أعرفه عن محمد الشافعي وعن علاقاته الاجتماعية!
2- محمد الشافعي صحفيًّا:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو البعد المِهني والوظيفي لـ(محمد الشافعي) الذي عاش في رحاب صاحبة الجلالة أكثر من ثلاثين سنة بشخصه وقلمه وقلبه وعقله، صادقًا وثابتًا، ومخلصًا، لم يقاول بالكلمة، ولم يتاجر بالمقال، ولم يبع ضميره، عاش ويعيش منتصب القامة، مرفوع الهامة، في سبيل الصحفيين الهادفين البنَّائين الملتزمين وطنيًّا، الذين وظَّفوا قلمهم لخدمة الوطن والمواطنين، فليس نرجسيًّا متكبرًا، ولا منتفخًا مفتخرًا متعاليًا، على النحو الذي نجده في عالم الصحافة زمان الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عند متكبري القلم، الذين كانوا أباطرة أو أكاسرة، يُشاهَدون ولا يُعاشَرُون. ويكاد يكون قلم مثقفنا الكبير صحفيًّا حيًّا وميدانيًّا يوميًّا، ففي كل أسبوع تقريبًا نجده له مقالة تنـشـر فــي إحدى الجرائد أو المجلات المصرية والعربية الشهيرة الجهيرة، ذات الحضور الفاعل زمانئذ، مثل: « الأخــبــار – الأهــرام – الــمــصـور – الــهــلال – الـدسـتـور – الـبـديـل – الـمـصـري الـيـوم – نهضة مـصـر – الاسـبـوع – الـحـيـاة – الـعـربـي – الـشـرق الأوسط – الجيل – المجالس – الوطن العربي- سيدتي...".
وقد تقلد (محمد الشافعي) العديد من المناصب في العديد مــن الـجـرائـد والـمـجـلات؛ فـقـد عـمـل رئيسًا لـتـحـريـر جـرائـد: الـدسـتـور – الـنـداء الـدولـيـة – أنـبـاء الـشـرق الأوسـط .. كـمـا عـمـل مـسـتـشـارًا لتحرير عدة جرائد مثل: النور – الشارع العربي- الـقـاهـرة. في دار الهلال ترأس الشافعي تحرير أكـثـر مـن إصــدار مثل «سلسلة تـاريـخ الإســلام – سـلـسـلـة تـاريـخ مـصـر – كـتـب الــهــلال لـلأولاد و الـبـنـات – الـهـلال العربي « حتى أصبح رئيسًا لتحرير مجلة الهلال أقـدم وأعـرق الإصــدارات الثقافية في الوطن العربي ..
واسـتـطـاع أن يعيـد لـهــذه المجلـة العريقـة دورهـا التنويري ورسالتها الإبداعيـة .. بعد أن قـام بتطويرها شكلاً ومضمونًا؛ لتصبح معبرة عن الثقافة المصرية، وحاضنة للثقافة العربية، ومنفتحة على الثقافات العالمية وعينًـا علـى الثقافة العبرية .. ومع الهلال ترأس الشافعي أيضًـا: كتـاب الـهـلال – روايــات الـهـلال – سلسلة تاريخ مصر- الهلال العربي .وكان في كل هذه الترؤسات فاتح كل خير، وسبب نشر كثير من الإبداع الصحفي والأدبي والتاريخي..
ولــم يـكـتـف بـمـمـارسـة الـصـحـافـة، ولـكـنـه قـام بتدريسها لـعـدة سـنـوات بكليـة الآداب، بجامعة المنوفية، كما أنه يمارس الـتـدريـس فـي الأكـاديـمـيـة الـعـربـيـة للعلوم والتكنولوجيا.
وهو في كل ذلك يبث روح الإقدام والطموح والكرامة، ويصنع معارج للعزيمة والصمود والتحدي لأعداء الوطن في الخارج وعملائهم في الداخل، ويلغي من حياتنا كل مصطلحات اليأس والقنوط والهزيمة والانكسار، عبر قاهرة المعز حاضنة الثقافة والإبداع والنصر، ويقرر أن استنزافنا العدو ما زال موجودًا حتى الآن!
3-محمد الشافعي مؤلفًا:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ينظر إلى قائمة مؤلفات محمد الشافعي حتى زمن كتابة هذا البورتريه يجدها بلغت تسعة وثلاثين كتابًا، تمثل ست سلاسل فكرية سامقة ناصعة فاعلة مؤثرة، تعطيه درجة (الأستاذية) في التاريخ والدعوة والإعلام، بلا رياء أو مراء، فضلاً عن (الأستاذية) في الصحافة، قرينته الدائمة!
من هذه الكتب اثنان وعشرون كتابًا عن المقاومة الشعبية والبطولة العسكرية، والسير والتراجم للأعلام، وهي تمثل محمد الشافعي المؤرخ.
ويوجد أربعة عشر كتابًا تمثل محمد الشافعي الأديب، أو المُؤدِّب للتاريخ، إضافة إلى ثلاثة كتب في مجال التاريخ الديني إسلاميًّا وقبطيًّا...
وقد وجدت دواع في بيئته وحياته على التأليف؛ فهو من مواليد الاسماعيلية فى 1960م، وكان والده يعمل بالبوليس، وقد عايش، وهو طفل، بعضًا من أحداث عدوان يونيو 1967م، ونشأ فى مناخ عامر بالقيم الإنسانية العليا عند المصريين، وبخاصة خلال عملية التهجير، وقد ذهب إلى الكتابة الوطنية من خلال لحظة إنسانية وطنية فارقة، حيث كان فى مدينة العريش قبل أكثر من ثلاثين سنة لحضور مهرجان مسرحي لفرق المحافظات، وقدمت فرقة السويس مسرحية «كان يوم صعب جدًّا» تأليف هشام السلامونى وإخراج حسن الوزير، وكانت عن فدائيي منظمة سيناء العربية من أبناء السويس وبطولاتهم العظيمة خلال الاستنزاف ومنعهم الصهاينة من دخول السويس يوم 24 أكتوبر 1973م، وكيف تعرضوا للظلم ماديًّا ومعنويًّا بعد الحرب.. فكان أول كتبه فى التأريخ الوطنى بعنوان «السويس مدينة الأبطال»، كما يقول كاتبنا.
إن محمد الشافعي كاتب ومؤرخ أنجز عدة مشروعات في مجال الكتابة التاريخية، وبخاصة «الـتـاريـخ» لمراحـل النضـال الـوطنـي فـي الـعصـر الحـديث، ومـن هـذه المشروعات:
أولاً: سلسة تاريخ المقاومة الشعبية المصرية الحديثة:
وهي مجموعة كتب قام الأستاذ محمد الشافعي فيها بالتأريخ لحركة المقاومة الشعبية المصرية في العصر الحديث، وقد بلغت تسعة، هي (السـويـس: مـديـنـة الأبــطــال)، و(الإسـمـاعـيـلـيـة: أرض الـفـرسـان)، و(بورسعيد: بوابة التاريخ)، و(شـمـوس فـي سـمـاء الـوطـن)، و(أنغام المدافع:السمسمية سلاح المقاومة الشعبية)، و(دنــشــواي:مـائـة عـام مـن الـعـزة)، و(حكاوي القناة: أنشودة العرق والدماء)، و(قناة السويس: ملحمة شعب وتاريخ أمة)، و(السد العالي: هرم الإرادة المصرية). وفيها نجد أدوات محمد الشافعي الأثيرة من التأريخ والسرد، والتوثيق.
ثـانـيـًا:سلسة البطولات العسكرية المصرية:
وهي مـجـمـوعـة مـن الـكـتـب التي سطرها قلم أستاذنا عـن الـبـطـولات العسكرية المصرية في العصر الحديث، بلغت سبعة، هي:
(عــبــد الــمــنــعــم ريــــاض:فــــارس الــرحــلــة المستحيلة) ، و(رأس العش: مغامرات الكانجارو الــمــصــري)، و(صــائــدو الــدبــابــات: حـسـاسـيـة المايسترو و دقــة الـجـراح) ، و(حكاية المجموعة 39)، و(مدد يا رفاعي مدد)، و(بطولات تتحدى الزمن)، و(ملاحم الكوماندوز).
إنها مجموعة من الكتب التي تتجلى فيها خبرة كاتبنا محمد الشافعى الذي قضى خمسة وعشرين عامًا في الكتابة في هذا المجال، بحيث صار مرجعًا فيه؛ لأنه قابل آلاف الأبطال، وسمع منهم وعاين مناطق الأحداث، وقد صاغها بأسلوب يجمع بين التوثيق والتشويق، وبمنهجية تجمع بين السلاسة والرصانة، بسبب كونه صحفيًّا عسكريًّا مخضرمًا، وكونه حاصـلاً علـى دورات الدراسات الإسـتـراتـيـجـيـة والأمـــن الـقـومـي مـن أكاديمية ناصر العسكرية، كما عمل مستشارًا إعلاميًّا لــوزارة الإنتاج الحربي في الفترة من 2004م وحتى 2012م. وإقدام مؤرخنا على توثيق هذه البطولات راجع إلى ما قاله: «نقدم هؤلاء الأبطال قدوة شريفة ونبيلة ومستطاعة للأجيال الجديدة من شباب هذا الوطن، ونموذجًا نبيلًا للعطاء والوطنية والإرادة، ودعوة للثقة في قدرات هذا الوطن العظيم الذي أثبت دومًا أنه قادر على زراعة (الفجر) مهما اشتدت المظالم والظلمات».
وما أنبلها من غاية! اختار التأريخ الوطنى؛ سعيًا إلى اكتشاف الجنود المجهولين، وتسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية لدى هؤلاء الأبطال المصريين الأماجد، وكل البطولات التى رصدها مؤرخنا تصلح لأن تتحول إلى أعمال درامية شديدة النجاح، وقد طالب صناع الدراما عشرات المرات وأبلغهم أنه على استعداد لتقديم كل مؤلفاته لتكون المادة الخام لأعمال درامية تعمل على ترسيخ كل مبادئ الانتماء والوطنية، ولكنهم يبحثون عن الأشياء المربحة تجاريًّا، ويهتمون بها فقط!
ثـالـثًـا: سلسة السير والتراجم:
وهي مـجـمـوعـة مــن الـكـتـب تـقـدم الـسـيـرة الغيريــة والــتــراجــم لـمـجـمـوعـة مــن الأعـــلام أصحاب العطاءات التاريخية والوطنية العظيمة، وقد بلغت ستًّا، هي:
(الناصر صلاح الدين: الاتحاد قبل الجهاد)، و(عبدالناصر: حقائق وأباطيل)، و(طلعت حرب: قصيدة فـي حـب الـوطـن)، و(رفـاعـة الطهطاوي: فارس التنوير)، و(بيرم التونسي: موال العشق والـثـورة)، و(ديليسبس: الأسطورة الكاذبة).إضافة إلى السير والتراجم الموجودة في جهده عن التأريخ للبطولة والأبطال مثل كتابه و(عبد المنعم ريـاض: فـارس الرحلة المستحيلة).
ومحمد الشافعي في هذه السلاسل الثلاثة يؤدي دور المؤرخ الوطني، ويعلن عنه في شخصيته وآثاره، ويهدف إلى مقاومة تجريف الوعى الوطنى.
رابعًا: سلسلة البورتريهات الواقعية الحية:
وبدءًا من هذه السلسة نجد محمد الشافعي الأديب المبدع يظهر؛ فقد استطاع أديبنا من خلال فن كتابة «البورترية» والـذي يجمع بين الأسلوب الأدبي والكتابة الصحفية أن يقدم مجموعة من الكتب، بلفت ثمانية، هي:
(وجـــوه وأقــنــعــة)، و(ثـــوار ومـشـاغـبـون)، و(جــوارح ومجاريح)، و(الثلاثية المبدعة)، و(شهود وشهداء)، و(قلوب مبصرة.. وعقول ثائرة) ، و(أبطال ومبدعون) ، و(رواد وقادة)...وهذه المجموعة تحتاج إلى قراءة معمقة خاصة باعتبارها جنسًا أدبيًا طريفًّا في مسيرة كاتبنا الهمام.
خامسًا: مشروع تأديب التاريخ المصري:
يعد تأديب التاريخ المصري من المشاريع الناهضة في المجالين التاريخي والأدبي للأستاذ محمد الشافعي؛ فهو صاحب فكرة مشروع تحويل التاريخ المصري إلى روايـات أدبية، ذلك المشروع الذي يستكمل حلم الأديب العالمي نجيب محفوظ في هذا الإطار، وقـــد صـــدر هـــذا الــمــشــروع عــن دار الـهـلال فـي صــورة سلسلة شـهـريـة تـحـت رئـاسـة تحرير محمد الشافعي، بعنوان: « روايات تاريخ مصر»، وصدر منها أكثر من تسعين روايـة عن التاريخ الفرعـونـي فقـط، شـارك فـي كتابتها عـدد كبير مـن أدبــاء مصر مـن كـل المحافظات، بـدايـة من أسوان وحتى مرسي مطروح، وقد صدر للشافعي في هذا المشروع خمسة كتب، هي: (بطولات ومؤامرات)، و(ثورات ومقاومة)، و(أبطال وخونة)، و(صقور وحمائم)، و(الثأر والبطولات).
سادسًا: التأريخ والتثقيف الديني:
لمثقفنا اهتمام بالثقافة الدينية الخاصة بمجال اهتمامه الوطني والعسكري؛ فقد أصدر ثلاثة كتب تجمع ما بين الدين والتاريخ، وهي: (مــخــابــرات دولـــة الــرســول)، و(حقوق الإنسان في الإسلام) ، و(السحر والجان بين المسيحية والإسلام).
5-محمد الشافعي إعلاميًّا:
استطاع مؤرخنا استثمار الإذاعة والتلفزيون فــي تـأكـيـد رســالــتــه فــي نـشـر الــوعــي الـوطـنـي وإحياء الذاكرة الوطنية، وذلك من خلال إعداده وتقديمه لبرنامج «شموس فـي سمـاء الـوطن"، والــذي أذيع على قـنـوات دريـــم لمـدة عـام كامـل، وقـــدم مـــن خـــلالـــه عـشـرات الأبطـــال أصـحـاب العطاءات العظيمة بداية من حرب 1956 وحتى ما بعد انتصار أكتوبر، كما كان يحل ضيفًا على الـقـنـــوات التليفزيونيـة للحـديث عــن الـوعي الـوطني والبطولات المصرية، وفي مجال الإذاعة أعد وقدم أربعة برامج هي :-(شبابيك) على شبكة الشباب والرياضة، 30 بطلاً مع محمد الشافعي، و(تاريخ وتواريخ) على شبكة صوت العرب، و(حـكـاوي الـقـنـاة) عـلـى شبكة الـشـرق الأوسـط أكثر من عام، وأذيع البرنامج الأخير يوميًّا.
ومـحـمـد الـشـافـعـي مثقف وطني ميداني حي، صاحب رسالة وطنية يسعى إلى توصيلها، ويرى الوطنية فعلاً وسلوكًا، وليس شعارات أو أغاني! ؛ فهو عـنـصـر فـاعـل في الـحـيـاة الـثـقـافـيـة الـمـصـريـة، يمارس مهمته في رفع مستوى الهمم للعطاء الإيجابي،؛ حـيـث قــدم مـئـات الندوات في كل ربوع مصر .. ولـه صـالون شهري بالتعاون مع وزارة الثقافة بعنوان «ذاكرة الوطن».. وهــو أيـضـًا عـضـــو اتـحـــاد الـكـتـــاب، وعـضـو الـمـجـلـس الأعـلــى لـلـثـقـافـــة، وعـضـو الجمعية التاريخية المصرية، وعضو اللجنة الوطنية لمواجهة التطرف والإرهاب، وعضو الجمعية العربية للعلوم السياسية .
وهذا الحضور الثقافي والوطني لمؤرخنا وصحفينا دال على مكانته وأثره، ومن ثم كان تكريمه من قبل مؤسسات ثقافية شعبية ورسمية كثيرة، تكريمات يستحقها وزيادة! وما زالت في شخصية محمد الشافعي وآثاره الكثير الذي يمكن أن يقال، والكثير الذي يمكن أن يقدم في دراسات تفصيلية منهجية معمقة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس