الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول دعوة قمة إيغاد نشر القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا (إيساف) فى السودان

عبير سويكت

2023 / 7 / 15
دراسات وابحاث قانونية


‎البيان الختامي للّجنة الرباعية التي أنعقدت بأديس ابابا كان قد تضمّن الدعوة إلى عقد اجتماع قمة دول قوات شرق إفريقيا للطوارئ (إيساف) للنظر في إمكانية نشر قوات لحماية المدنيين في السودان وانسياب المساعدات الإنسانية.

فى الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية السودانية رفض السودان نشر أي قوات أجنبية على أراضيه، و اذا حدث فانها ستعتبرها “قوات معادية”. مؤكدين فى ذات الوقت على أن المساعدات الإنسانية المقدَّمة من الجهات الدولية تنساب وتصل إلى المحتاجين، وأن حكومة السودان تظل حريصة على رفع المعاناة عن كاهل شعبها.

و فى قمة قادة جوار السودان التى انعقدت فى مصر حذر الرئيس الارتيري أسياس افورقي من خطر التدخل الاجنبي فى السودان تحت اى ذريعة و ان كانت تحت مسمى إنسانى ، وحتى التدخلات العسكرية لتأجيج الحرب على حد قوله.

كما أكد نظيره من جنوب السودان الرئيس سلفاكير ميارديت على ان اى محاولة لإيجاد سبل حل لهذا الصراع يجب ان تحترم سيادة الشعب السوداني وسلامة أراضيه بعيدًا عن التدخلات الاجنبية و عبر حلول أفريقية، و من المعروف موقف سلفاكير ميارديت من التدخلات الأجنبية و حديثة المشهور هو و نائبه آنذاك جنرال تعبان دينق قاى حينما شهد جنوب السودان محاولة نشر كثيف لقوات أجنبية تحت مبرر حفظ الأمن والسلام فكان حديثه و تعبان دينق ان هذا " استعمار عديل كدا"، حيث واجهت الإرادة الشعبية لجنوب السودان المجتمع الدولي والإقليمي بعدم الموافقة على تنفيذ القرار الأممي حينها بإرسال نحو أربعة الآف من القوات الأفريقية إلى جوبا، موضحةً آنذاك انها لا تخاف أي عقوبات يمكن فرضها عليها جرّاء ذلك الرفض، و كان الشعب الجنوبى ينظر لعملية نشر القوات الأجنبية فى آراضيه بعين الريبة و الشك ، وأصفين ذلك بانه وجه من أوجه الاستعمار المجمل والمغطي بشعار بسط الأمن و السلام.

كما صرح رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا عن تضامنه مع السودان، مؤكدًا أهمية حل المشكلة بواسطة السودانيين وتعزيز الدور الإفريقي.

و المعلوم انه وفقًا لمبادئ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) ، لا يحق لأي دولة عضو ،
فرض القوة الاحتياطية على شرق إفريقيا (EASF) على دولة مجاورة أخرى ذات سيادة دون موافقتها. و السودان دولة ذات سيادة و رافضة ببيان رسمى من مؤسساتها المتمثلة في وزارة الخارجية لنشر اى قوات إقليمية فى أراضيها.

و ان كانت قوة حفظ السلام الإقليمية المتعدده الجنسيات ، فى الأساس أنشأتها الدول الأعضاء في الإيغاد للاستجابة للتحديات الأمنية في المنطقة. إلا أن نشرها يخضع لعملية تشاور وموافقة متبادلة بين الدول المشاركة و بموافقة الدولة المعنية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي واحترام السيادة الوطنية.

فالمبدأ يتمثل فى الاساس فى انه إذا واجهت إحدى الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) تهديدات للسلام والأمن ، فيمكنها طلب المساعدة من EASF ، و" لكن " هذا الطلب يجب أن يكون "طوعياً" وقائم على الموافقة المتبادلة. و المعروف ان السودان لم يطلب المساعدة من قوات ‏EASF الاقليمية ، و أعلنت دولة السودان رفضها الرسمى لهذا الطرح فهنا نحن فى حالة غياب موافقة طوعية، و عليه
لا يمكن فرض EASF ضد إرادة دولة ذات سيادة ، على الرغم من محاولة ابى أحمد رئيس أثيوبيا تبرير طلبه هذا و تمريره تحت ذريعة الحاجة إلى تأمين سلامة الدول المجاورة.

و ليس هناك موقفًا فريدًا من نوعه، أو ظروفًا معينًا تحاول من خلالها دول أفريقية مثل أثيوبيا و كينيا التأثير على قرارات الأمن الإقليمي نسبةً لتضارب مصالحها و تنفيذًا لأجندة خاصةً لتحقيق مصالح و مكاسب على حساب المصلحة العليا السودانية و الاستثمار في الأزمة الحالية . و بما ان احترام السيادة الوطنية والموافقة المتبادلة مبدأين أساسيين فى إطار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ،و وفقًا لمبادئ (إيغاد) ، لا يمكن لأي دولة عضو فرض القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا (EASF) على دولة مجاورة أخرى ذات سيادة دون موافقتها.
كما يستند نشر قوة الدفاع الصاروخي أيضًا على أساس الموافقة المتبادلة بين الدول المشاركة ، وفقًا لمبادئ القانون الدولي واحترام السيادة الوطنية. و لا يمكن فرض EASF ضد إرادة دولة ذات سيادة ، و ان تم تبرير ذلك بذريعة تأمين سلام الدول المجاورة.

و الجدير بالذكر ان قوات (ايساف) أنشئت بقرار من الاتحاد الأفريقي عبر مجلس الأمن والسلم التابع له
في يونيو 2004 بأديس أبابا؛ كبديل لقوة أسسها في العام 2002؛ كانت تعرف باسم "اللواء الاحتياطي لشرق إفريقيا" كآلية لحفظ الأمن والاستقرار وفض النزاعات في إقليم شرق أفريقيا وفي القارة ككل إذا تطلب الأمر، وتضم في عضويتها عشرة دول.
وتعمل تحت مظلة الإتحاد الأفريقي وتتكون من ثلاثة مكونات "العسكري والشرطي والمدني"، وهي جزء من قوات أفريقيا الاحتياطية.

نواصل للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة