الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاطف الذات مع الزمن في قصيدة ( واثقيات ) للشاعر واثق الجلبي

واثق الجلبي

2023 / 7 / 15
الادب والفن


قراءة / جبو بهنام بابا
الأديب واثق الجلبي رسم في مخيّلته خارطة النقاء والجمال. لهذا الشاعر المبدع قصائد عدة وهي على شكل حلقات كل حلقة ذو مضمون معيّن. ومن ثم كتب إرتشافات وأيضا على شكل حلقات، كل حلقة تضم موضوعاً معيّناً، ومن ثم عاد مرة أخرى لقصائد الواثقيات فكتب هذه القصيدة حيث يدرك الشاعر أن تلك التي يراها كل يوم، وحين كان ياتي المساء ويبدأ بتقليد أمرؤ القيس يرسمها صورة في كأسه، ولكن حين يأتيه النعاس تضيع تلك الصورة من بين شفاهه. وهذا جمالك يشبه الماس في زمن يعانق لغة النحاس في الكفّ
( يا من سكنتِ شفاهَ كاسي مثل العيون لذي النعاسِ
وكأن حُسنّك خاتمٌ للدُرِ في زمن النُحاسِ )
يحاور الذات لتدعو ربها، لتكون كما كان ابو نؤاس بضحكته ونباهته وشعره الرومانسي الجميل. الشاعر يتّقن لغة الشعر وكيف يحاول إقتناص الصورة الحداثوية المبهرة
: ( قالوا لرّبك فأدعهُ جهراً كشعر أبي نواسِ
) يقول ابراهيم محمود نقلها من الفرنسية: الشعر له شقان. من ناحية ، باتباع كانط (مركزية اللوغوس ، الميتافيزيقيا) ، فهو في قمة الفنون الخطابية - أكثر الفنون تعبيرًا ، والأكثر ارتباطًا بالصوت. لكنه من ناحية أخرى ، يكون الفن الأكثر حرية، والأكثر وفرة، الذي يؤدي إلى الحداد الأكثر إنجازًا – إلى درجة النشوة - للمفهوم ، والتمتع ، والعمل ، وكذلك المعنى. ليحتل هذا الجانب الثاني موقعًا متميزًا في عمل دريدا ، والذي لا يكفي شرحه بمعرفته بإنتاجية مجانية تمامًا. فالشاعرواثق يعاتب الزمان بمآقيه التي جفّت ونفذ دمعها وحتى شعر رأسه غزاه الشيب وبدا لايطيق على تصديق القول لأن لو ضاع أمان القلب وداء الفساد ينخر حتى الحواس لن يصدّقوها ولو كانت نقية البياض
ذهبَ الزمانُ بأدمعي وغزا بياضُ الشعر راسي
باعوا القلوب وكلهم صدقوا بتكذيبِ الحواسِ
ضاعَ النقيُ وهالهُ أن يستفيقَ على التناسي)
لقد إبتلى وانتابته المصائب والرزايا إستطاعت أن تجعله مُقعدا يعاني من تلك المصيبة الكبرى بعد أن كانت رواسيه مستقرة كقمم الجبال
: ( وبلوتُ ألف رزيةٍ هدّتْ بوطئتها الرواسي
لكنني نهرُ المتى يسقي القلوبَ على القياسِ)
ماهذا القلب الذي تحمّل كل هذه المآسي عبر سنين العمر حتى ملطّخ جسمه بويلات ومآسي، صور تشدّك لأن تكون قوياً وشجاعاً، لأن الزمن يختلس كل ماتبني وتجاهد. ومازالت الموجعات من نكبة إلى نكبة. وحقائبه الوريدية لمّها في خانة موج العين حتى يمسح دمع اليأس. فالتفاؤل وحده يزرع الأمل ويعمّق الثقة بالنفس
(فمتى تطيبُ مواسمي وأنا المُنّقعُ بالمآسي ؟
يا موجعات توقفي يكفيك من زمني إختلاسي
وضعي الحقائب كلها في سلةٍ من دمعِ ياس
إن دائرة العودة إلى الميلاد يمكن أن تظل مفتوحة فقط، ولكن هذه فرصة، علامة على الحياة جرح على كل نقاش، ترى الجُمل الشعِرية أو التنبؤية، تحمل معها نظام من القواعد لإنتاج أشياء متناظرة، ومن ثم ترسم الخطوط العامة المنهجية.)هكذا بدا الشاعر يسرد حكاياته بين الأماسي التي تفرّقت مثل ياقوتة تضيع من يد صاحبها. وفي شعره هذا مشاعر يحسّ بها ويتألم ويحترس خوفاً من أن تأتيه نوائب أخرى يتيه فيها في عالم يوجّه الطعنات بنظرات كالسيوف ويحتاج مَن يواسيه، ولكّن الحياة خلت من أناس حتى آثار النقاء إختفى بينهم
يا كل ألفَ حكايةٍ ياقوتة بيد الأماسي
فالشعرُ بحرُ مشاعرٍ مابين حُزنٍ وإحتراسِ
كم غادروا قلبي وهم سيفٌ بطعنته يواسي
لم يتركوا أثرا وقد خلتِ الحياةُ من الأناسِ
) جميل أن يترك الإنسان الأثر الطيب يتماهى بالحب والبياض، يعشق بحر الانفعالات وبعض الشوق والنقاء. يدرك الشاعر أن بلوغ الكمال صعب في ظل هذا الزمن المتدني، قصيدة شوق بمن يدرك أن الحياة مجموعة من الرزايا التي تصيب الإنسان في كل زمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟