الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين : ضرورة حاجة مغايرة عربيا

أمين أحمد ثابت

2023 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا تختلف فلسطين – وإن كانت قبلا قضية فقط لوطن مفقود بالاستيطان - عن بقية البلدان العربية عن إرث الصراع الأيديولوجي عن القرن العشرين الماضي ، حيث تحتوي مختلف الاتجاهات السياسية التنظيمية والحزبية السياسية اليسارية واليمينية والوسطية ، وبعد توقيع اتفاقية السلام ( الاستسلامية ) مقابل استقطاع رقعة ضئيلة من الوطن الام ويكون الوجود الفلسطيني الشعبي مرهون بيد الآلة الحربية العنصرية الفاشية لسلطة الحكم الصهيوني الإسرائيلي – كانت بداية طحن الموروث النضالي للقضية الفلسطينية بالقضاء على صيغ المقاومة المسلحة والانتفاضات الشعبية لاسترداد ( الحق في الوطن ) . . المنزوع جبرا بالغطاء الدولي والإرادة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية – حيث تمثل الدولة الصهيونية إبرة غربية مغروسة لوجود تسيدها ( المخفي ) على المنطقة العربية والشرق الأوسط إقليميا يصل فيها القبض على كل من تركيا وايران – كان شرط الخديعة بحل القضية الفلسطينية كقضية شعب وحقه بوطن يمثل وجوده . . ولكن بقبول طبيعة التعايش السلمي لدولتين – إسرائيلية وفلسطينية - على ذات الجسد المعروف جغرافيا بفلسطين – أي حل النزاع بالحق احدهما مدني الوجود بهوية المنطقة او الرقعة والأخر المتذرع به ب ( الحق التاريخي ) من الازل القديم بكون ارض فلسطين هي موطنا خاصا لليهود منذ الازل – تجاهلا تافها ملموسا بكون أن هذا الحق لم يكن له وجودا قبل سايكس بيكو وفرض وجود دولة صهيونية بغطاء الامة اليهودية في موطنها ( المستعاد !!! ) فلسطين .
كانت آلة الطحن – لمشروع الكفاح المسلح الفلسطيني لاسترداد الوطن المفقود في مواجهة المشروع الاحتلالي والاستيطاني الصهيوني – قد طالت تحديدا القوى الثورية الوطنية التحررية ( اليسارية ) – تحت خديعة تحولها الى صيغ المقاومة السلمية بتفتيت اجنحتها العسكرية بمخططاتها لمقامة الاحتلال . . كإرضاء لتحويل آلة القبض الغربية عن نظرها حول المقاومة الفلسطينية كقوى إرهابية ونشاط إرهابي منظم ضد امن اليهود والدولة المقامة جبرا بعد 1916م – بينما أبقت تغاضيا على الاجنحة اليمينية المسلحة والفرق الانتهازية من القوى الوسطية ، بما يمنح ( المجلس الغربي الاستعماري الحديث ) ذريعة الحماية المستديمة للنظام الإسرائيلي وتعزيز آليته العسكرية التفوقية وتبرير سلوكياتها الفاشية البربرية الوحشية لامتهان الفلسطينيين – أكانوا أولئك الموجودين في ظلال سلطة حكمها تحت مسمى الدولة الإسرائيلية او الموجودين في ظلال المستقطع الضئيل الممنوح لمسمى الدولة الفلسطينية في رقعتي الضفة الغربية وغزة ، فبقدر ما يكون الفلسطيني تحت الهوية الإسرائيلية فاقدا لحق المواطنة حتى من الدرجة الثالثة وفق التمييز العنصري بين اليهود داخل نطاق دولة نظام إسرائيل ، بقدر ما تبرر ردود الفعل المسلح لتلك القوى على أساس عرقي لأي جانب من الفرق تحت مظلة فتح او حماس او الجهاد . . كرد إسرائيلي تدميري وقتل وحشي جماعي وذريعة للتوسع الاستيطاني دوما بادعاء حماية الوطن الإسرائيلي وأمن المواطنين الإسرائيليين ( من همجية البربرية العربية المعلمة دما بالفلسطينيين ) .
فمنذ التوقيع على معاهدة الاستسلام ( العربية ) تحت موهم فلسطيني – إسرائيلي سرت ذات الآلية للأجندة ( الامريكو- غربية ) المشتركة بتفتيت قوى اليسار – لقبولها كقوى ديمقراطية – مع انماء الدولة العسكرية العميقة كقوة سلطة مطلقة يدور الشعب في فلكها وقطع خيط الربط بينه وبين تلك القوى التي لم تعد ندا لسلطة الحكم الدكتاتوري البوليسي ، يشاركها واقعا لإنهاء قوى اليسار قوى اليمين الديني المتطرف عبر الغطاء الروحي للمجتمع ومن خلال خلايا الإرهاب الدموية المحسوبة عليها والتي يتم إيقاظها وقت الاحتياج لتصفية ما يتبقى من روح تلك القوى الوطنية شعبيا .
إذا ، ما الذي يفرق حاجة بين الفلسطينيين والعرب في بلدانهم المختلفة ؟ ، وهل القضية هي واحدة – كما تربينا عليه بأن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب ؟ - هذا ما سنراه وفق زعم مبحثنا الاستقرائي تاليا .
قبل الخوض لبحث إجابة ما سبق أعلاه ، نجد أولا ضرورة الكشف عن ( رهنية الخديعة العربية الواحدة المشتركة ) ، التي باعتقادنا ستكشف بوضوح فارق تلك الحاجة ( وطنيا ) بين الفلسطينيين وسائر العرب في مجتمع بلدانهم في المنطقة .
فالبلدان العربية – التي كانت تسمى بالتحررية عن نظم الانتداب لبلدان الاستعمار الاستيطاني الغربي القديم . . أو بلدان الملكيات السلطانية الإماراتية العربية – جرت اقدامها بانقياد ساذج لوهم ( الوطن ) كإرث تحرري للأولى وإرث ممنوح غربيا ضمن لعبة التوازن العالمي لقوى النفوذ القطبية ، بحيث انعكست ظلال ذلك الوهم ( داخليا ) بصراع دموي غير متوقف بين القوى المختلفة أيديولوجيا على ( سلطة نظام الحكم المطلقة ) على المجتمع – صراع يفرض عدم الاستقرار السياسي المجتمعي ، يمزق الروح المجتمعية الواحدة للامة ويفتتها رقعا متنازعة تحت مختلف المعبرات العصبوية ، وبقدر ما يفرخ واقعا تولد الازمات بقدر ما يلتهم أية مكتسبات – ولو ضئيلة – حققت في فترات ماضية قريبة – صراع تتوهم كل قوة او طرف احقيته او احقيتها بسلطة الحكم كأمين مستحق ( وطني ) لحماية الوطن وانسانه وكرامته – بغض النظر عن اطار التذرع النظري الأيديولوجي السياسي او الديني الوضعي – فالجميع يدعي برمزيته الوطنية – الحقة – دونا عن غيره ، بينما جميعهم المنتصرين بسلطة الحكم بين الفترات المختلفة من الصراع . . كرروا ذات معادلة الهدم لبلدانهم وضياع الروح الوطنية ( الاصيلة مجتمعيا ) لتستبدل بوطنية التابع الانقيادي للحاكم او التابعة لرمزية قوى الأطراف المقابلة لسلطة نظام الحكم القائم ، بما ينتج واقعا لوجود مشوش لمفهوم الوطنية باعتقاد اجتماعي باستلاب ذاتي في الافراد على أساس مذهب القوة بترسيخ لعودة متجددة لطابع المجتمع الابوي التاريخي – بصوره المتجددة – ما ينتج في الأخير تغلب روح الانقياد لمراكز التحكم الخارجي الدولي على الداخل المجتمعي لبلداننا ، والتي تتثبت واقعا برهن مختلف قيمنا المادية والروحية عبر سلطة نظام دولة الحكم او معارضيها . . تحت وهم تعزيز قوة الوجود الداخلي لها من خلال الخارج – الغرب – او عبر سياسة الارضاء تجنبا لمواجهة عدائيته او توجيهه لسلطة نظام الحكم للإجهاز عليها كقوى وأحزاب معارضة – وهذا ذاته ما جرى على القضية الفلسطينية ، حيث تحولت الوحدة المجتمعية بمختلف قواها السياسية الأيديولوجية المقاومة من اجل قضية ( استرداد الوطن المسلوب – فلسطين ) الى قوى متنازعة على مستقطع مجزوء ضئيل من مساحة الوطن الام . . من اجل السلطة النافذة المطلقة على موهم مسمى ( الدولة او المجتمع الفلسطيني ) ، لينتهي تاريخ نضال مرير لاستعادة كامل الوطن الفلسطيني نحو متحول للمبادئ الضيقة ب : - منع التوسع الاستيطاني ، قضية عودة المهجرين ، قضية عودة المهجرين من 1948 و1967م ، قضية المساجين والاحكام العنصرية الفاشية للدولة الإسرائيلية ، وقضية لا إنسانية القمع والبطش الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين – داخل إسرائيل او خارجها – وقضية استلاب ملكيات الافراد من أصول فلسطينية او تدميرها تذرعا بالعبرة في اظهار قوة بطش الالة العسكرية الصهيونية لكل من تسول له نفسه بالوقوف ضد مشيئة نظام الحكم الإسرائيلي – هذا غير رفع الحصار المتسلط على حياة المجتمع الفلسطيني وانسانه داخل مسمى وهم مشروع الدولة الفلسطينية في كل من القطاع وغزة .
باختصار ، يختلف الواقع الفلسطيني عن واقع البلدان العربية المختلفة ، فهو فجوهر أساسه متمثل برهنيته بوجود الآلة العسكرية الفاشية للنظام الصهيو – إسرائيلي الوحشي المتسلطة عليه ، بينما ظاهره المنخدع فيه هو صراع الاختلاف الأيديولوجي بين سلطة فتح وسلطة حماس في مجزئي الهبة المعطاة بمسمى بلد دولة فلسطين المؤمل قيامها – ولم تقم بعد – بينما فقضية الواقع الأساسية لمختلف البلدان العربية تبنى على أساس صراع القوى المتقاتلة على سلطة الحكم ، وهو الصراع الذي كتب له الا يحسم مطلقا بمشيئة الخارج ، ما يثبت واقعا تعميق الانقياد المجتمعي للخارج .
وعليه ، فإن الفلسطينيين تجتمع حاجتهم الرئيسية الجوهرية بمحمول الضرورة ( الجازمة او الحتمية ) ، فطالما المجتمع الفلسطيني الممزق بين داخل إسرائيل والقطاعين الموهوبين كوطن معطى لتلك الهوية – هذا غيره الذين في الشتات – وطالما انه واقع تحت آلة حرب متوحشة فاشية – عنصرية يمثل القمع والبطش والاذلال طبيعة نظامها المتبع تجاه الفلسطينيين ، فإن حاجة الانسان الفلسطيني رفع رداء الصراع الأيديولوجي على سلطة الحكم بين القوى الفلسطينية المختلفة ، لعودة تخندقها ( المبدئي ) كقوى مقاومة واحدة لقضية واحدة تتمثل بالوطن فلسطين وحق شعبه العيش بأمان واستقرار فيه وبحماية كل المواثيق الدولية ، لا تقل طبيعة ( الوجود المسلح ) بذات الدرجة لطبيعة الوجود السياسي المعتدل بحل قضية النزاع بشكل عادل بين دولتين يحاصر فيهما نزعات العداء وتأسيس مبدأ التعايش السلمي المتجاور – ففاشية الآلة الحربية الصهيونية ( المطلق عقالها غربيا ومن أمريكا ) لن يخفض وهممها بمطلق قوتها وتصرفاتها المجنونة تجاه الفلسطينيين او العرب او حتى على قوتي رأس الإقليم الاوسطي . . إلا بتعزيز وجود القوة العسكرية المواجهة لها – إن لم تكن قادرة على هزمها فهي تمتلك قدرة اقلال لها وضج مقعدها وقدرة تفتيت توزعي لقوة إسرائيل العسكرية على مختلف المساحات والابعاد الجغرافية – كاحتياطات امنية – وهو ما سيفرض واقعا مغايرا لبدايات تهشم القبة الحديدية والالة الحربية للنظام الإسرائيلي الفاشي . حيث يحتاج متحد قوى المقاومة الفلسطينية الى وجود حليف ندي مقابل لهيمنة الولايات المتحدة والغرب الاستعماري الحديث ، وهذا الحليف ينبغي بناء العلاقة معه استراتيجيا في لعبة التوازن العالمي القادم ، والمتمثل بكل من روسيا والصين ، وعليه سيكون على طرف اليسار الفلسطيني مهمة بناء هذه العلاقة وتحويلها الى حقيقة واقع – كفصائل جبهتين حبش ونايف حواتمة والحزب الشيوعي – وترك دور حماس والجهاد لربط العلاقة مع ايران – وجميعها على شريطة ألا تكون وكالات حرب تابعة داخل الجسد الفلسطيني ، ولكن على أساس حل القضية العادلة للحق الفلسطيني في الأرض وإقامة دولته المستقلة على ترابه المسترد – بقدر ما يكون التواصل على تحقيق أسس لوجستية لنيل الحق ، يكون عليه تعميق التدريب المسلح والالكتروني والصناعي الحربي وإن كان سريا ، وارى ضرورة بحث علاقة ربط نفعي عسكري بين الجناح المسلح الفلسطيني ( السري ) بقوة فاغنر وحزب الله شريطة لا تطال تلك العلاقة الوطن الفلسطيني وقضيته لصالح ما هو خارجها وعلى حسابها – حيث الالة الحربية الصهيونية الوحشية بسند غربي فاشي للولايات المتحدة الامريكية والناتو لن يقابلها غير ما ذكرناه سابقا ، فهو ما يهدم مطلق التجبر العنصري للنظام الإسرائيلي ، وهو ما سيفكك قواعد الانتهاك الاستيطاني الممتد من بعد 1916م حتى اللحظة ، وما سيعيد للقضية الفلسطينية وجهها الحقيقي ولإنسانها وجوده وعيشه الكريم كحق غير قابل للتجاهل او التمويه فيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع