الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القنابل العنقودية والضفدع

طاهر مسلم البكاء

2023 / 7 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


في موروثنا الشعبي ان الضفدع وضع على كرسي من الذهب ولكنه أبى إلا ّ ان يقفز في المستنقع ،وهذا يذكرني بدولة عظمى حازت كل أنواع الخيرات ودانت لها الأرض ولكنها تأبى الى ان تعيش خلق أولئك الأجداد الذين استخدموا السلاح الناري للبطش بوحشية بسكان أمريكا الأصليين " الهنود الحمر " والذين كانوا أقواما ً مسالمين لايمتلكون من السلاح سوى القوس والسهم !
ثم جلسوا في ارضهم وتنعموا بخيراتهم .
في هذا العصر تعلن أمريكا نفسها زعيمة للعالم الحر والمدافعة عن حقوق الأنسان والحيوان ولكنها تستخدم أقذر ماعرفته البشرية من اسلحة بمناسبة وبدون مناسبة ، فقط هي عودة على ذي بدء ،عودة لمهنة الأجداد الأوائل الذين مثلوا بالهنود الحمر وسرقوا ارضهم !
في يوم مشمس من ايام الجنوب العراقي من عام 1991 م،وتحديدا ً في وسط مدينة الناصرية حيث كانت أمريكا تطبق على أهل العراق بالحصار الأقتصادي والذي هو من أسلحتها القذرة أيضا ً التي تنال فيها من الطفل والمرأة والشيخ ولاتفرق بين مدني وعسكري ،وبين مسؤول في الحكومة أو انسان بسيط لاذنب له ،وقتها كان أهل الناصرية يبحثون عن لقمة لسد الرمق ،حيث ضاع الخبز والطحين والحبوب بأنواعه ،وكانت المنطقة التي تباع فيها الحبوب والطحين "منطقة السيف " تعج بالمدنيين من النساء والأطفال ،وفي وقت مبكر من صبيحة ذلك اليوم أمتلأت سماء الناصرية بالطائرات الأمريكية المقاتلة والتي تشابه وحوش كاسرة محلقة وخلال لحظات أنقضت على منطقة بيع الطحين والتي تعج بالمدنيين وكانت الطائرات ترمي بحاويات من " القنابل العنقودية " مستهدفة المدنيين حيث كانت الخسائر كارثية وأختلط الحابل بالنابل حيث لم يتمكن البعض من معرفة الشهداء بسبب احتراق وجوهم واجسادهم ،فيما توفي البعض الأخر منهم بشظايا صغيرة ولكنها قاتلة ،أنتشرت في كافة ارجاء المكان مسببة خسائر كارثية .
في نفس الوقت كانت طائرات أخرى تغير على جسر النصر الحديدي الذي يربط ضفتي الفرات في وسط الناصرية والذي كان وقتها مكتظا ً بالعشرات من السابلة ،والذي لم يمت بالقصف فقد مات بالغرق، حيث دمرت الصواريخ الجسر و جعلت أجزاءه متناثرة ومختلطة بالجثث وغارقة في الماء .
لقد ترك الأمريكان ذكريات مؤلمة لايمكن ان ينساها من عاشها من شعب العراق ،ومن الضروري ان يسمعها الجيل الجديد الذي قد ينخدع بأعلام أمريكا المظلل ، مع ان أمريكا تعيد مثل هذه الأفعال غير أبهة بالرأي العام، حيث ان عشرات من دول العالم أعتبرت القنابل العنقودية أسلحة محرمة ومن وسائل القتل الجماعي القذرة ، وقد أدى إلقاء الجيش الأمريكي للملايين منها خلال حرب فيتنام في سنوات 1960 و1970، إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا .
و ان حوالي 120 بلدا بما في ذلك عدة دول أوروبية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية وتخزينها وتسويقها في إطار اتفاقية أوسلو التي اصبحت سارية منذ عام 2008م .
غير ان أمريكا تقدمها هدية لساحة المعركة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا متفاخرة بسلاحها القذر وغير سامعة لأصوات التنديد التي ارتفعت من هنا وهناك وحتى من داخل الشعب الأمريكي المخدر بأعلام ساسته .
أقذر أنواع الأسلحة أستخدمتها أمريكا في العراق :
مما لاشك فيه ان أمريكا وحلفائها الذين يتباكون اليوم ضد احتلال روسيا لأراضي من أوكرانيا ،قد اشتركوا بجرائم لن ينساها التاريخ ضد الشعب العراقي ، فقد كانوا يتسلحون بأحدث ماانتجته البشرية من السلاح المحرم الحديث ،ولم يكن تسليح الجيش العراقي من عداد هذه الدول الكبرى ،وكان الأولى ان لايبطشوا بشعب أعزل ولكنهم فعلوا :
- قبل ان تصل جيوشهم استخدموا سلاح الحصار الأقتصادي فضاع الغذاء والدواء وكل مايمت للمدنية بصلة .
- استخدموا اليورانيوم المنضب بقذائفهم ضد الدبابات والدروع ممانشر الأشعاع والسرطانات على مساحات واسعة من ارض العراق .
- استخدموا كل الأسلحة المحرمة التي نعرفها والتي لانعرفها ،كالقنابل العنقودية داخل المدن وضد المدنيين وبشهادات موثقة .
- تدخلوا بصورة مباشرة وبغير مباشرة في استولاد المجاميع الأرهابية كداعش واخواتها ،ورغم ان العراق تحت احتلالهم وهم المسؤولين ،فقد احتل داعش مساحات شاسعة من الاراضي العراقية وقتل ودمر كل ما مربه في طريقه .
ويستمرون الى هذا اليوم يغلقون منافذ العراق ولايسمحون بعودة البنى التحتية كالكهرباء مثلا ً متذرعين بأسباب واهية ،كما انهم يمسكون بخناق العراق اقتصاديا ً بتحكمهم بواردات النفط العراقي وبقيمة الدينار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا