الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حققت امريكا اهدافها من الحرب في اوكرانيا ...؟ (1)

آدم الحسن

2023 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قبل التطرق الى الأهداف الأمريكية المتحققة من الحرب في اوكرانيا و الأهداف الأمريكية التي لازالت قيد التنفيذ لابد من الإشارة الى أن روسيا لم تختار الدخول في هذه الحرب و انما كان عليها أن تختار خيار من خيارين .
الخيار الأول : السماح لأوكرانيا باستعادة السيطرة على الأجزاء التي كان الأوكرانيون من الأصول الروسية يسيطرون عليها في اقليم الدونباس و كذلك استعادة جزيرة القرم و طرد السكان الأصليين لهذه المناطق من اراضيهم التاريخية حيث كان الدعم العسكري الأمريكي و من بعض دول حلف الناتو و بالأخص بريطانيا مستمر لتحقيق هذا الهدف مستمرا منذ سنة 2014 أي قبل ثمانية سنوات من بد ء الحرب الروسية الأوكرانية .
الخيار الثاني : الدخول في هذه الحرب لمنع القوات الأوكرانية من تهجير السكان من القومية الروسية من اراضيهم في شرق اوكرانيا و جزيرة القرم .
كان من المستحيل على روسيا قبول الخيار الأول الذي يودي الى تهجير اكثر من سبعة ملايين روسي من اراضيهم التاريخية التي تم استقطاعها في زمن الاتحاد السوفيتي السابق من روسيا و ضمها الى اوكرانيا مما جعل هذه الأراضي بسكانها أوكرانية , في الفترة السوفيتية السابقة لم يكن هنالك فرق مهم إن كانت هذه الأراضي ضمن روسيا أو ضمن اوكرانيا فكلاهما جزء من دولة واحدة هي الاتحاد السوفيتي .
لذا كانت روسيا امام خيار واحد هو الدخول في حرب مع اوكرانيا لحماية السكان الروس في هذه المناطق من بطش النازيين الجدد و هذا ما تريده امريكا و ما خططت له مع بعض من حلفائها في الناتو .
من المؤسف أن غالبية مواطني الدول الغربية واقعين في شباك ماكنة الإعلام الغربي ، هذه الماكنة العملاقة التي نجحت في تغيب الرأي العام الغربي و جعلت الإنسان في هذه البلدان إنسانا ذي بُعدْ واحد , بُعدْ واحد شكلته مصالح الكارتيلات الأمريكية الكبرى و خصوصا كارتيلات الصناعات العسكرية .
من اجل تغييب الأنسان الغربي و ابعاده عن معرفة الأسباب الحقيقية وراء الحرب في اوكرانيا قامت الأنظمة الغربية بحجب المواقع الإعلامية المخالفة لنهجها و هذا يشير بوضوح الى زيف حرية الرأي التي يدعون لها و إن حرية الرأي في البلدان الغربية حرية شكلية لا جوهر لها .
لقد تم تغييب حقائق كثيرة عن مواطني الدول الغربية منها المخططات الأمريكية لإجبار روسيا على الدخول في حرب مع اوكرانيا , جعل صورة الحرب في اوكرانيا كأنها عدوان و غزو روسي لأوكرانيا , الحرب هي حرب الرئيس الروسي بوتين و ليست حرب دفاعية تهم شعوب كافة جمهوريات الاتحاد الروسي .
كان من الممكن لروسيا و اوكرانيا تجنب ويلات هذه الحرب لو تم تطبيق اتفاقية مينسك التي وقعتها اوكرانيا و روسيا و جمهورية دونيتسك الشعبية و جمهورية لوهانسك الشعبية في 5 ايلول 2014 في مينسك عاصمة بيلاروسيا تحت رعاية منظمة الأمن و التعاون في أوربا , فتم خرق هذه الاتفاق من قبل النازيين الجدد في اوكرانيا , اتخذ تْ كافة الأطراف حزمة جديدة من الإجراءات التي تم التوقيع عليها من قبل نفس الأطراف الأربعة و مصادقة منظمة الأمن و التعاون في أوربا في 12 شباط 2015 في مينسك ايضا و سميت باتفاقية مينسك الثانية , لكن تم خرقها بنفس الطريقة التي تم خرق اتفاقية مينسك الأولى من قبل النازيين الجدد في اوكرانيا .
بعدها , في اجتماع نورمندي الذي ضم دبلوماسيين من روسيا و اوكرانيا و فرنسا و المانيا تم اقرار اتفاقيات مينسك الأولى و الثانية كأساس لحل النزاع في شرق اوكرانيا .
لا شك أن يد المخابرات الأمريكية و البريطانية ليست بعيدة عن ما جرى في كل الخروقات الرامية لإفشال أي اتفاق يقود الى اعطاء حق تقرير المصير لشعب اقليم الدونباس الذي كانت امامه ثلاثة خيارات فإما البقاء كإقليم فدرالي ضمن الدولة الأوكرانية أو الانفصال و تأسيس دولة جديدة مستقلة أو العودة للوطن الأم روسيا , و لأن قادة البيت الأبيض الأمريكي يدركون أن خيار شعب الدونباس سيكون العودة للوطن الأم روسيا لذلك قاوموا بشتى الطرق المشروعة و الغير مشروعة اجراء أي استفتاء لإعطاء شعب الدونباس الحق في تقرير مصيره , و الدفع باتجاه التصعيد ثم الحرب , فالأمر لم يعد سرا حين صرحت المستشارة الألمانية السابقة السيدة ميركل حين قالت أن اتفاقيات مينسك الأولى و الثانية و كذلك التفاهمات التي تم التوقيع عليها في نورمندي لم تكن الغاية حل القضية سلميا و انما لكسب مزيد من الوقت لغرض تسليح اوكرانيا و تهيئتها لدخول الحرب مع روسيا .
استمرت امريكا و بمساعدة من بريطانيا في مسعاها لجر روسيا الى الحرب في اوكرانيا , و في النهاية نجحت امريكا في هذا المسعى الخطير و دخلت روسيا في هذه الحرب التي لا يُعرفْ الى اين تسير و لا متى ستطلق امريكا صافرة نهاية هذا الشوط من المواجهة بين الناتو و روسيا .
لقد لخص بابا الفاتيكان اسباب النزاع بين روسيا و اوكرانيا بقوله : اسباب النزاع بين روسيا و اوكرانيا هو غضب موسكو الذي سهله استفزاز الناتو على ابواب روسيا .
لقد اصبحت نتائج الحرب في اوكرانيا مفترق طرق بين عالمين , عالم احادي القطبية فيه امريكا هي القطب الأوحد و عالم متعدد الأقطاب .
من المؤكد إن انتصار روسيا في هذه الحرب المحدودة في أوكرانيا سيؤدي الى اعتراف الغرب بأن مرحلة القطب الأمريكي الأوحد قد انتهت .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن