الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان فائض قيمة بِلا تأثير يُذكَر

عصام محمد جميل مروة

2023 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مراقبة ما بعد محاولات الإنقلاب الساخنة في بلاد الترك التي توارثت الهمجية والتحدى في كل اساليب المخاطبة او حتى المواجهة والبطش نتيجة هزات شَعَر بها السلطان التركي رجب طيب اردوغان حينما كان نائماً في عطلتهِ الصيفية في منتجعات مرماريس في"" 15 - 16 - تموز - 2016 "" ، تلك الليلة و اليوم التاريخي في عقلية القائد الذي يبذل كل ما لديه سعياً لإستعادة امجاد اجداده من مخلفات الإمبراطورية العثمانية التي ناطحت عتبات اوروبا وصولاً الى اسوار النمسا واضواؤها البراقة .
حينها إختلف قادة الامبراطورية على تقسيم مغانم الغزوات او بالأحرى على الأمساك بدفة القيادة العسكرية المتوارثة في أحادية الإغتصاب للسلطة لمن لا يستحق او لمن لا يدري معنى وكيفية ادراج ما يستحق للزعامة .في ادارة ظروف الحروب والتوسع الغاشم بلا دراية او دراسة فيما تستحق المجازفة . بعد صيغة احتلال وحكم وإنتشار واسع للإمبراطورية الاسلامية الغير سمحاء حينما تصارع الاحفاد والابناء على خلفية الاجداد جيلاً بعد جيل ، فها هو رجب طيب اردوغان يركب نفس الموجة من التخبط بالافكار رغم فوزه في الانتخابات الاخيرة بفارق بسيط ، ربما كانت دوافع الزلزال الاخير كان قد ساهم في تعزيز شعبيتهِ الأيلة الى النسيان لولا تضامن المجتمع الدولى مع ضحايا الهزة والزلازل الذي خلف عشرات الألاف من الناس تحت ركام ورماد وصقيع مُذهل كان اردوغان يتنقل من منطقة منكوبة الى اخرى للسلام وتقديم الخدمات للناس وحثهم على زيادة رفع محظيتهِ لديهم في تذكيرهم لمواعيد الإنتخابات القادمة !؟.
كانت ليتوانيا منذ ايام الحرب الباردة ما بين الجبارين الكبيرين الإتحاد السوفياتي تحت قمة حلف وارسو عاصمة في فرصوفيا عاصمة بولندا . وكان حلف شمال الاطلسي الناتو يتناغم ما بين حدود اوروبا الغربية المتغطرسة الى اللحظة، في خنوعها وركوعها وإطاعتها العمياء لبلاد العم سام على الضفة الاخرى للأطلسي .
دائماً كانت الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى إقامة علاقات جانبية بينها وبين المانيا الخارجة من زعامة الفوهرر الذي اطاح بهِ الجيش الاحمر مانعاً اياه تحقيق زحفهِ النازي الشهير لتطهير اوروبا وجعلها بوابة العالم في حكم النازيين الجدد المُعول على تزيين رايتهِ في صليبها المعقوف الذي ينم عن عنصرية عمياء محدودة النظر في بعدها الخطير كانت رؤية هتلر الخطيرة التي دكت احضان المجتمعات الاوروبية . كما ان القادة العسكريين الاميركيين الكبار خضعوا الى مختبرات الجنرال الفرنسي الكبير "" دوغول """ الذي بنى منجزات الجمهورية الفرنسية التي لها شُعاع فكري وادبي وفني يختلف كلياً عن النظرة العسكرية المدمرة اذا ما وقعت الحرب مجدداً على ارض اوروبا وكما كان يرى فعلاً يحصل الأن حروباً خطيرة ومدوية بعد تاريخ شهر شباط الماضي من العام المنصرم .
فُتحت الحرب الروسية الاوكرانية التي غيرت مجري سياسات دول كبرى تخضع لأحلاف متفاوتة لا تتشابه في سيرها حول القطبين او الحرب الباردة قديما و مباشرة بعد خفوت اصوات مدمرات الحرب العالمية الثانية التي تأثرت بها اوروبا وأعتبرت اخر الحروب .
المصيدة الحقيقية التي يقع بها جانب كبير من اللاعبين الجدد حول مدلولات الحرب الاوكرانية الروسية في هذه الأيام. تُحضر القمم واحدة خلف الأخرى !؟. واخرها ""قمة فيلنيوس الجبارة "" ، التي إتسعت الى كل اقطاب قادة حلف شمال الاطلسي الناتو بعد مرحلة التمديد للأمين العام الحالي "" يانس ستولتنبرغ النروجي الاصل "" الذي برز كقائد ميداني من طينة الشباب الجدد الذين برزوا من خلال احزابهم السياسية في بلادهم ومن المعروف ان عائلة ستولتنبرغ يعود اصولها وانتمائها لحزب العمال النروجي المتحالف مع الاشتراكية الدولية في عز الحرب الباردة بين الجبارين . لكن اليوم تسعى بلاد النرويج الى جمع كل الدول الإسكندنافية التي تضم المملكة النرويجية ، والمملكة الدانماركية، والمملكة السويدية ، بالإضافة الى ايسلندا ، وفنلندا ، الاعضاء الجدد في ضمهم الى الحلف الاخطر الناتو . وإزالة صياغة الحياد او عدم التدخل في الحروب مما يؤثر على سمعة الدول اياها في مسألة حقوق الإنسان كتماييز عن باقي الدول . وهنا يجب التنويه الى مراجعة خارطة الحدود الجغرافية التي ترتبط معظمها مع اميال قليلة و مئات من الاميال البرية والبحرية لمعظم دول اسكندنافيا التي رفعت اسمهما في دعم اوكرانيا دون حساب او خوفاً من عقاب قد يقع مع ادارة بوتين التي تهدد بإستخدام الاسلحة النووية اذا ما استدعت الحاجة في سباق وسياق حق الرد !؟.
ماذا قال الرئيس رجب طيب اردوغان عندما اعترض على تعزيز حلف الناتو بعد محاورتهِ في تقبل الاعضاء الجدد !؟. او مدى تأثير وفعالية الاعتراض التركي الهزلي حول موافقة اردوغان او اعتراضه . ماذا يُتوقعُ من مجريات العرض والطلب بين امبراطورية عثمانية بالية . وما بين دول متقدمة تتخذ من اردوغان وبلاده حزام وصمام امان صيانة حدود اوروبا الغربية و نصب الحوجز الشائكة والمكهربة الحديدية ضد كل من يُرِيدُ الدخول الى الإتحاد الاوروبي الغربي المتوج بحلف الناتو . اردوغان هدد وما يزال في تناغمهِ ما بين الشروط السياسية والاقتصادية المفروضة عليه في تقبل العقلية التركية كونها منتشرة وتُحيط معظم القارات التي يجب على مَنْ يُرِيدُ التواصل مع اوروبا واتحادها عليه أخذ الطاعة من احفاد السلاطين كعادة في التهديد المتجدد عندما ترى تركيا نفسها في موقع محاصرة ترفع صوتها عالياً في إستباحة حدود الاتحاد الاوروبي حديثاً وبأسلوب السماح عبر اليونان لجحافل اللاجئين المتواجدين على الاراضي التركية وإفتتاح اعتمادات مالية وموازنات اعانة غير كافية حسب مقررات الحكومة التركية التي تتكلف اضعاف ما تهبهُ منظمات دولية كبرى لا تكفي لسد حاجات انسانية!؟. فكيف يكون الوضع اذا ما تجاوز ما بعد الملايين الذين يحاصرهم اردوغان في مناطق تواجدهم المرحلي . فالمساومة على دخول السويد او الموافقة على عضوية فنلندا مرهونة بالظروف الصعبة لمجريات الحرب الروسية الاوكرانية التي يتخبط اردوغان في ما بين الموافقة على احقية اوكرانيا في عضويتها من جهة ، وما بين إرضاء القيصر الروسي فلاديمير بوتين الذي لَهُ اتفاقات العبور الى سوريا من خلال اجواء تركيا رغم تواجد قواعد حلف شمال الاطلسي منذ بداية تأسيسه بعد مطلع الخمسينيات غداة إنتهاء تشكيل الأحلاف في المنطقة وارساء سياسة الحياد او الابتعاد عن الحروب ايامها حينما تم تدويل قضية احتلال فلسطين وبروز اللاعب الاسرائيلي الجديد الذي تحالف مع تركيا عن بُعد وما فوق اجواء الدول العربية والإسلامية التي عانت وتُعاني الى اللحظة من غطرسة و مواقف زعماء تركيا وتهورهم وتحورهم في إقتناص مواقع مصالحهم وفي اولوياتها الدخول الى الاتحاد الاوروبي .
طموح اردوغان فائض قيمة بلا تأثير يُذكر ريثما يُحدد ما اذا كان يُراهن ويبتز الاتحاد الاوروبي او اعتبار تسليم بعضاً من معارضيه لمحاسبتهم على معارضة النظام التركي .
على غِرار ما ذهب بهِ بعيداً بعدما طوق مرحلة الإنقلاب الذي جعلهُ سلطاناً يحمل سوطاً يُلَوِحُ بهِ بوجه اعداءه في الداخل ، وإتهام الخارج خصوصاً الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت لغريمه "" الأب الروحي - فتح الله غولن "" ، في توسيع رقعة مؤسساته التي تضر بسمعة اللقيط والربيب رجب طيب اردوغان الذي استولى على حزب العدالة والتنمية التركي الذى طوره فتح الله غولن قبل الانقلاب الأشهر بعد استيلاءهِ وإحتكارهِ حب وانانية اجدادهِ السلاطين في غوغائيتها السائدة .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 16 - تموز - يوليو / 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر