الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يَرَقَةُ آلْخَرِيفِ

عبد الله خطوري

2023 / 7 / 16
الادب والفن


●قُلْنَ :
هناااااك، حيث العين ترى أكثر من مداها وتراهم، بين فجوة وفجوة، بين ثنايا فراغات مفرغة من خَلل مسام آلمسام أبْصَرْتَهُم .. كينونات دقيقية حان موعد ميلادهن الجديد .. ربما .. شرانق تنبجس من عساليجها ديدان عُمْيٌ تنحني تترنح تزحف تتدانى تتباعد تتشابك تخبّ تدب تعفسها أرجل لا مبالية يمر أصحابها لا يقفون ... انحنيْتَ، تلقط عيناكَ حسيس خشخشاتها المكتوم .. حزينةً كانت .. ربما .. يهمس بعضها لبعض .. عَلَّنا وُلدنا، قُلْنَ، في أحد ليالي آلشتاء آلخاليات من آلأحلام .. عَلَّنا بنات ربيع محتشم .. لا حلْم له لا حُلْم لنا .. بآلكاد يولد نولد وإياه بين حنايا تلابيه المجعدة .. لعلنا لمْ نولد بعدُ .. ربما لن نولد أبدا .. ربما ..

●قالت :
وفي طريقي آلخسيفِ .. لا أجدُ إلا بقايا الخريفِ .. بالكاد كنتُ صغيرة بجدائل لم تُظْفَرْ بعدُ وآبتسامةٍ ككركرة صبيحة عيد سعيد .. دَادُّوشْ (١) .. هكذا سمعتُ .. فخطوتُ خطواتيَ الأولى .. باعُّوشْ (١) .. هكذا حفزوني .. فصدقتُ .. ما أحلا آلحياة .. زُهَيْرة قرنفل كنتُ، تتفتح أفوافي، تتنسم أوائل النفحات .. فراشة واد من رَبيع مِن يَخضور أدهم، من أريج من رذاذ، تخفق بجناح باحثة عن رُواء في القيعان، في آلأنواء في الأجواء؛ غير أنهم طوقوا حَباب حلمة طفولتي، حاصروا حُلْميَ آلشفيفَ، قطفوا آلقطافَ وآلبواكرَ عجنوها مسحوا بعَيْنَيَّ اللازورديَيْن نعالَهم، سلوا خُرَيْزات نسْجيَ آلطافح بالآمال خرقوا بدايتي ذات مصيف وهم يعقدون اللمّات في قيعان الخلجان يضحكون ملء أشداقهم يهللون مبشرين بفرحة مقدم خريف جديد ...

●هو :
وضَمّـهُ خَريفُ آلتّكْتًكاتِ كَخُسُوفٍ مِنْ خَريرٍ في شفير لَمْ يَعُدْ يَذْكُرُ آلآنَ إِلا آلسُّقُوطَ يُسَافِرُ فِي بَرَم تعُبُّهُ آلْمَشيئةُ يلُوكُهُ ضُمورٌ مِن نُحاس في مَحَاقِهِ آلكَسير يَجْأَرُ يَلْحقُ ما لا يُلْحَقُ يُسَافِرُ عَبْرَ خُطُوطِ سِكَّةِ الحَديدِ دُود تلْفِظُهُآلْمَوانِئُ تبْصُقُ في أطْمَارِهِ مَخَاضَهَا آلأَخِيـرْ

هي :
تتحرك آليرقة مرة أخرى .. تدب تزحف إلى فتحة آلجدار .. تتماس تلتصق برتوق آلحواف .. ترنو من خصاص الشباك إلى وهدة يانعة تُزين سحنتها زنابق سنديان خضر وبيلسان .. لا بد أنها تتمنى آلغرق في نداهة مرابع ربيع آلحياة، لكنها الآن اُوووه محبوسة تكتفي بالنظر ليس إلا ...

●أنتِ :
فيا سِمفونيتي، سُوناتتي آللاّمنجَزَة، سَنَايَ في غَيَاهِبِ آلسّبَـاسِبِ، صَوْتيَ آلْمُرَخّم أبدا .. حَفِّزيني كَيْ أزحف راحلا بينَ إيقاعاتكِ المُتواترة مُحَلِّقا في عوالم القرمز الساكن بُؤْبُؤَيْكِ الفَاتريْن عَلّنِي أقصي بعضا من دياجيري من صَدَإ صَلَفِ آلوقت القاطن أجوائي .. سحِّي عَلَى هامَتي دَمْعَكِ آلفوّارَ يتلألأ ببريق وميضه آلكحلُ يعزيني في ضنكي .. يا أيتُها الأناملُ، أيها البَيَانُ الشاديُ السّادِيُ آلسّاحرُ المُتغلغِلُ المُوغِلُ في تعذيبي، إنْ كان لابُدّ من آغتيالي، تمهلْ قليلا، فما تبقى في وجيبيَ آلخافتِ من نبضان يُودي به على عجل عنفوانك آلمُتمادي في حب آمتهان التيهان .. تائهةٌ أنتِ مذْ رأيتكِ أول مرة، هائمة حالمة كفراشة عرَفَتْ ميلادَها آلجديدَ في الربيع الأخير فراحتْ ترتعُ وآلآسَ وآلجُلنّارَ وآلنّيرُوزَ وآلنّيلوفَرَ وبعضا من أطياف آلدعاسيق التالفات في فَلَواتِ بلا رقيب .. تشدين تغنين تبلسمين جراح آلأقاح تعطي بعضا من هداياها للموشومين بنار آلشوق وحب آلانسدال ... يا أيتُها المهموسةُ الصامتةُ، تُحَدِّجُكِ عينايَ الآنَ باحِثَتَيْن عن متاهات حَرفكِ آلرّخوي آلشّفيفِ أخُطُّ به بياضيَ آلحالك كليلِ غرابي أسْحَمَ مُقْرِفٍ في خريف عمري آلوجيفِ، فما تريان غير مزيد من آلعته وآلوهن وكثيرا من المِحَنِ؛ فأتأكّدُ عندما ألمسُ رأسي مَسْجُورا لايزالُ، ومُقْلَتَيَّ جاحظَتَيْنِ مُتماديتيْنِ في سماع سُجَفِ أوْتاركِ الثّكْلَى .. أني أبتعدُ عنكِ كثيرا، وأنّ آلفواصلَ وآلموانعَ موغِلِةٌ في آلتكدس، وآلحواجزَ متراصّةٌ كفواجع آلأعمار .. فلا يبقى لي منكِ إلاّ طيف صَداكِ آلأبكم وآلذكرى العابرة آلغابرة آلمعصفرة بأجواء ملولبة حالمة كأتربة زعفران أستحضرُهَا كي تُخَضِّبَ تَيَبُّسِي خريفي آلمتفاقم ليلَ نهار ...

☆إشارات:
_دادوش باعوش : عبارة تُقال للصبية الصغار لتحفيزهم على المشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا